رغم أن العديد كان يناقش الفارق بين مرسيدس وفيراري، إلا أن احتلال سيارتي فريق تورو روسو لخط الانطلاق الثالث شكّل الصدمة الأكبر في جائزة إسبانيا الكبرى من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد.
بالتأكيد، فإن النتائج غير المتوقعة لكل من كيمي رايكونن مع فريق فيراري، وفيليبي ماسا مع فريق ويليامز، ساهمت في جعل نتيجة كانت لتكون جيدةً لتصبح مميزةً، إلا أن الأمر المثير للاهتمام هو الفارق الكبير الذي تمتع به فريق تورو روسو أمام ريد بُل.
ونظراً لتاريخ كل من الفريقين (وميزانية كل منهما)، من المستبعد أن يتوقع أحد تغلب تورو روسو على شقيقه الأكبر، إلا أن كارلوس ساينز كان أسرع بحوالي نصف ثانية كاملة من دانيل كفيات، علماً أن كل من السائقين صرحا بعد نهاية الحصة أنهما استخلصا أقصى طاقات سيارتيهما.
هل خسر فريق ريد بُل الأفضلية التي تمتع بها من ناحية الهيكل؟
يستخدم الفريقان وحدة طاقة رينو، وبالتالي فإن أية فروقات في الأزمنة – في حال كانت السيارات تعمل دون مشاكل (علماً أن رباعي تورو روسو وريد بُل لم يواجهوا أية مشاكل في إسبانيا) – ستكون ناتجة عن هيكل السيارة، وسرعة السائقين.
لا توجد أية شكوك حول موهبة كل من كارلوس ساينز وماكس فيرشتابن، لكنهم لا يتمتعان بخبرة ثنائي ريد بُل دانيال ريكياردو ودانيل كفيات، وبالتالي كنا نتوقع أن يتمكن الثنائي الأخير من التقدم على ثنائي تورو روسو في المراحل المبكرة من الموسم.
وهذا ما حصل في الجولات الأولى بالفعل. في الواقع، هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها فريق تورو روسو من التغلب على ريد بُل في الحصة التأهيلية.
لم يكن من المتوقع أن تكون سيارة ‘أر بي 11’ متأخرةً بهذا الشكل عن سيارة ‘أس تي أر 10’، خصوصاً على حلبة برشلونة التي تتميز بمنعطفاتها السريعة والتي كانت محببةً لدى فريق ريد بُل في السابق.
من الممكن أن تكون سيارة ‘أس تي أر 10’، والتي وصفها مدير فريق تورو روسو فرانز توست على أنها أفضل سيارة قام الفريق بإنتاجها على الإطلاق، أسرع من سيارة ريد بُل بكل بساطة، وأننا بدأنا الآن نلاحظ هذا الأمر.
بالتأكيد، فإن ثنائي فريق تورو روسو يعتقدان أن قدرة سيارة الفريق في هذه المنعطفات السريعة التي تتطلب نسب ارتكازية مرتفعة للغاية هي بنفس جودة كافة السيارات المشاركة في البطولة، باستثناء سيارتَي فريق مرسيدس ‘دبليو 06’ الأسرع.
قال فيرشتابن: ‘‘في كل مرةٍ نشارك فيها على حلبةٍ تتضمن منعطفات سريعة، كنا دوماً من أسرع السيارات، وفي بعض الأحيان كنا نقترب من فريق مرسيدس’’.
‘‘كنا ندرك تماماً أن هذه الحلبة ستلائم سيارتنا، لكننا لم نتوقع أن تكون تأديتنا بهذه القوة’’.
وأضاف ساينز: ‘‘أعتقد أن انسيابية سيارتنا قوية للغاية’’.
‘‘التحديثات الجذرية التي جلبناها في فترة التجارب الشتوية الثالثة ساعدتنا بزيادة نسب الارتكازية بشكلٍ فوري، ومن ثم شاركنا في الجولات الأولى على حلباتٍ تتميز بخطوطٍ مستقيمة طويلة، ما لم يصب في مصلحتنا من دون شك’’.
‘‘ولكن في نهاية المطاف، نحن الآن على حلبةٍ تلائم سيارتنا، وأصبح بإمكاننا إظهار قدرتنا الحقيقية’’.
لماذا يعتبر هذا الفارق مبالغاً به؟
حتى وإن كانت سيارة تورو روسو أسرع من ريد بُل على هذه الحلبة، فإن الفارق ليس نصف ثانية.
اعترف دانيال ريكياردو أن ارتكب خطأً في القسم الثالث من لفته الأسرع في الحصة التأهيلية، خصوصاً عند المنعطف العاشر المخادع.
في حال تمكن من تسجيل لفة نظيفة، كان سينطلق خلف ثنائي تورو روسو رغم ذلك، ولكن بفارق حوالي عُشر من الثانية فقط خلف ماسك فيرشتابن.
قام كل من الفريقين بجلب تحديثات في هذه الجولة، ولكن يبدو أن تحديثات تورو روسو كانت تعمل على الفور، في حين أُجبر فريق ريد بُل على عدم إكمال عدد كبير من اللفات بسبب مخاوف من عدد المحركات المستخدمة حتى الآن من أجل المحافظة على أطول عمر ممكن لمحركات رينو.
إلا أن ريكياردو رفض الاختباء وراء هذا العذر، مؤكداً أن فريق ريد بُل تراجع ككل في هذا الموسم.
قال ريكياردو: ‘‘ من الواضح أننا أبطأ مما كان الحال عليه العام الماضي، أعتقد أننا كنا أبطأ بنصف ثانية فقط عن الزمن الأسرع في الحصة التأهيلية العام الماضي، ولكن الفارق مضاعف في الموسم الحالي’’.
‘‘بغض النظر عن الأسباب، من الواضح أننا لم نتقدم على الإطلاق ويجب علينا إيجاد الحلول على الفور’’.
‘‘العام الماضي لم نتمتع بسرعةٍ كبيرة على الخطوط المستقيمة، لكننا تمكنا من تعويض ذلك في المنعطفات السريعة’’.
‘‘للأسف، لسنا أقوياء في أي من هذه المجالات في الموسم الحالي’’.
وجهت العديد من الاتهامات نحو رينو من قِبل ريد بُل بعد البداية الضعيفة لهذا الموسم، إلا أن نتيجة الحصة التأهيلية في إسبانيا تشير إلى أن أسباب تراجع ريد بُل لا تقتصر على وحدات طاقة رينو وحسب.