من ناهد صيّوح
تنطلق نهاية الأسبوع الجاري منافسات موسم 2015 من بطولة العالم للدراجات النارية “موتو جي بي” من حلبة لوسيل القطرية بفئاتها الثلاث “موتو جي بي”، “موتو2” و “موتو3″، بعد أن أنهت الفرق تجاربها الشتوية على الحلبة القطرية الأسبوع الماضي.
ومع بدء العد التنازلي للحدث الذي يُقام تحت الأضواء الكاشفة، أكّد الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية “كيو أم أم أف” على جاهزيته لإنجاح الجولة الافتتاحية للموسم، وأنه أطلق منذ فترة خطة تسويقية لإنجاح هذه الجولة، خاصةً أن جميع الأنظار ستكون متجهة إلى لوسيل لمعرفة تراتبية المنافسة بين هوندا وما إذا كان دراجها الإسباني مارك ماركيز سيستمر بفرض سيطرته على البطولة أم سيكون لزميله في الفريق مواطنه داني بيدروسا كلام آخر، وياماها مع الدوكتور فالنتينو روسي الذي تغلّب في الموسم الماضي على وزميله في الفريق الإسباني خورخي لورينزو وما إذا كان الصانع الإيطالي دوكاتي سيسحب البساط من تحت أقدام العملاقين اليابانيين بعد الأداء المميز لدراجيه أندريا ايانوني وأندريا دوفيسيوزو في التجارب الأخيرة على الحلبة القطرية وأين سيكون العائد إلى البطولة سوزوكي.
وعن استضافة قطر لإحدى جولا بطولة العالم للـ “موتو جي بي” قال رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية ناصر بن خليفة العطية: “بالطبع في البداية إقامة جولة في قطر كانت حلماً قبل 12 عاماً، وتم تدشين الحلبة في وقت قياسي لتستضيف الدوحة النسخة الأولى عام 2004 وحققنا نجاحاً كبيراً، واستمريتنا باستضافة إحدى جولات البطولة بنجاح حتى وصلنا للنسخة الـ 12 ونحن راضون عن التقدم الذي حققناه ونسعى للأفضل والتميّز دائماً، خاصةً أن جولة قطر هي الوحيدة التي تقام تحت الأضواء الكاشفة”.
وعن أهمية استضافة قطر للجولة الافتتاحية للموسم لما تكشفه من أوراق مخبأة، أضاف العطية: “جولة قطر هي الافتتاحية للموسم ويعوّل الدراجون والفرق والمصانع عليها كثيراً، ويأملون أن تكون بمثابة الانطلاقة الناجحة، ومن هنا تكتسب جولة قطر أهمية كبيرة وتكون محط أنظار الإعلام العالمي وتحظى بمشاهدة جماهيرية واسعة”.
وكانت جهود مروجي البطولة “دورنا” قد انصبت في الأعوام القليلة الماضي على زيادة شعبية البطولة خاصةّ بعد الإعلان عن عودة أسامٍ كبيرة غابت عنها فيما تتحضر أسامٍ أخرى للمشاركة فيها في المستقبل، إضافةً إلى تنظيم الفئات المساندة بـ “موتو 3″ و موتو 2”. وعن مدى التطوّر الذي شهدته البطولة تابع العطية شارحاً: “بالتأكيد تطورت البطولة بشكل مذهل، وفي السابق كان عدد الفرق قليلاً والآن زاد عددها بشكل كبير وتقام 3 بطولات في وقت واحد هي “موتوجي بي” “موتو2” و “موتو3″، وهذا يُعد نجاحاً للشركاء جميعاً الاتحاد الدولي و”دورنا” سبورت والحلبات المستضيفة ونحن نقدّر هذا التطور الهائل ونتماشى معه”.
كما أثنى العطية على الدعم الذي توفّره دولة قطر لاستضافة الأحداث العالمية، وقال: “هذا أمر مؤكد، فدعم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بلا حدود على كافة الصعد، وكذلك دعم سمو رئيس مجلس الوزراء ليس لاتحاد السيارات والدراجات النارية فقط، بل لكل الرياضات التي تقام في قطر، وهذا وضع جولة قطر في مقدمة جولات بطولة العالم في بطولة العالم للدراجات النارية”.
وأشار العطية إلى أن بطولة العالم للـ “موتو جي بي” تحظى بمتابعة تلفزيونية واسعة حول العالم، وتشير بعض الإحصاءات إلى تفوّق نسبة مشاهدي البطولة على متابعة بطولة العالم للفورمولا 1، وأكمل شارحاً: “هناك أصداء عالمية لسباقات الـ “موتوجي بي” وشهدت نسبة المشاهدة ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الماضية، وتخطى عدد متابعي سباقات الـ “موتوجي بي” عدد مشاهدي الفورمولا 1 حول العالم، إذ تُقدّر الأرقام الآن بأكثر من 500 مليون مشاهد تابع جولات البطولة عبر شاشات قنوات التلفزة، وهذا ليس كلامي بل هذه إحصاءات عالمية معترف بها ويعرفها المصنعون والدراجون جيداً”.
واكتسبت حلبة لوسيل شهرة عالمية منذ تدشينها لما تتمتع به من خصائص عديدة أهمها أنها الأكثر أمناً عن حلبات العالم بشهادة الدرّاجين أنفسهم والمراقبين إضافة إلى أنها حلبة مضاءة، وعن جاهزية الحلبة والإقبال الجماهيري أضاف العطية: “الحلبة جاهزة بكل طاقتها وإمكاناتها التشغيلية وكل الملحقات الخاصة بالفرق وصلت الحلبة في الساعات القليلة الماضية من شحنات وخلافه، والأمور تسير بشكل رائع ما يبشّر بنجاح كبير إن شاء اللـه للجولة المقبلة. ونتوقع إقبالاً جماهيرياً هائلاً لمتابعة السباقات بداية من حصص التجارب يوم الجمعة إلى السباق الختامي الأحد المقبل. ورأينا جميعاً ما كان عليه الحضور الجماهيري العام الماضي حيث امتلأت مدرجات الحلبة”.
وعن المردود الاقتصادي والسياحي والجانب التسويقي ككل تحدث العطية قائلاً: “الجانب التسويقي من أولوياتنا منذ الجولة الأولى، فإقامة الجولة على حلبة لوسيل يقابلها حركة اقتصادية هائلة بنقل معدات الفرق والمصانع على متن الطيران الوطني “القطرية” من جميع دول العالم إضافة إلى إشغال الفنادق وتأجير السيارات وحضور عدد هائل من الفنيين والميكانيكيين والجماهير، وهذا يُعد جذباً سياحياً يدُر الكثير على البلد، وكما قلت إن الجانب التسويقي يحقق نجاحاً كبيراً ونحن نسير بحسب خطط موضوعة ومدروسة”.
أما عن المردود الإعلامي لاستضافة قطر سباق “موتو جي بي”، أكّد العطية على أن هذا المردود لا يعود بالنفع على حلبة لوسيل ودولة قطر فقط، بل على منطقة عربية والبلاد العربية أيضاً، وقال: “علينا أن نفتخر بما وصلنا إليه من تقدم على صعيد حلبة لوسيل التي أصبحت تنال الإشادة من كل الحضور، حتى أنها تخطف الأنظار من السباقات التي تقام عليها، وتعطيها زخماً قوياً في ذلك الوقت، بإشادة أبطال العالم بالحلبة أثناء أي حديث لوسائل الإعلام العالمية والمحلية وهذا بالطبع له مردوده على قطر وليس على حلبة لوسيل فقط فهي تقع في قلب قطر كدولة في عربية وتنتمي إلى الدول العربية كما يشيد كارميلو رئيس مروّج البطولة “دورنا” والمسؤولون في الاتحاد الدولي”.
وكشف العطية أنه سيكون هناك مفاوضات مستقبلية مع “دورنا” لتجديد عقد استضافة قطر لإحدى جولات البطولة بعد انتهائه سنة 2016، وأكمل: “أول عقد وقّع كان لـ 5 سنوات ثم تم التجديد بعدها لـ 8 سنوات تنتهي مع بطولة الموسم المقبل، ولم نتحدث مع السيد كارميلو ازبيلتا رئيس “دورنا” سبورت حتى الآن، وسيكون الحديث عن ذلك في الفترة المقبلة ليتم تجديد العقد لعدة سنوات إضافية”.
وعن توقعاته ورؤيته لشكل المنافسة مع انطلاق الموسم الجديد قال العطية: “هناك مفاجآت كان بطلها فريق دوكاتي الذي تصدر التجارب الشتوية الأخيرة، وأتوقع أن ينافس على لقب بطولة العالم إلى جانب فريقي هوندا وياماها، وهذا يصب في صالح الجمهور الذي سيستمتع ببطولة قوية سواء في جولة قطر أو بقية الجولات الـ 18 حول العالم ونحن سعداء بهذا التطور في مستوى الفرق”.
من ناحيةً أخرى، يدخل فريق قطر للـ “موتو 2” هذا الموسم في حلة جديدة بعد أن أجرى تعديلات عديدة في صفوفه وضم الإسباني جوليان سيمون، البالغ من العمر 28 عاماً، ليكون بديلاً لمواطنه رومان راموس وسيقود دراجة الفريق الثانية إلى جانب الأسترالي أنطوني ويست.
وعن الفريق القطري ختم العطية حديثه قائلاً: ” تشير تحضيرات الفريق بشكل ممتاز ليكون أفضل في المستقبل، وأجرى تجارب مهمة على حلبة خريز الأسبوع الماضي، وأدى بشكل رائع وجاء في المراكز الأولى وأتوقع أن يحتل أحد المراكز الأولى في جولة قطر ونحن ندعمه بقوة، فنحن نعرف أن أي دولة تقام على أرضها إحدى جولات بطولة العالم لابد أن يكون لديها فريق دراجات نارية والفريق يسير بخطى ثابتة”.