شهدت جائزة تركيا الكبرى سباقاً مذهلاً، مثيراً، دراماتيكياً، وأسطورياً مع فوز سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون بالسباق، ودخوله تاريخ بطولة العالم للفورمولا 1 مع فوزه بلقبه العالمي السابع بأسلوبٍ أثبت فيه لمَ هو أحد أنجح سائقي هذه الفئة الملكة لرياضة المحركات.
أُقيم هذا السباق في حلبة إسطنبول بارك المبتلة، ومع هطولٍ غزير للأمطار خاصةً في بداية السباق، وتمكن ثنائي رايسنغ بوينت لانس سترول، المنطلق أولاً، وسيرجيو بيريز، المنطلق ثالثاً، من تصدر اللفات الأولى في المركزين الأول والثاني مع انطلاقةٍ جيدةٍ.
أما بالنسبة لـ هاميلتون، فإنه تقدم إلى المركز الثالث عند الانطلاقة، ولكنه عانى من نقطة ضعف سيارة مرسيدس ‘دبليو 11’ في عدم القدرة على رفع درجة حرارة الإطارات بنفس سرعة منافسيهم، وليتراجع مجدداً إلى المركز السادس، فيما تراجع سائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن، بسبب انطلاقته السيئة، إلى المركز الخامس.
View this post on Instagram
بينما تألق سائق فريق فيراري سيباستيان فيتيل، مع انطلاقه من المركز الحادي عشر، ليتقدم إلى المركز الثالث في بداية السباق خلف ثنائي رايسنغ بوينت، ودافع عن مركزه بأسلوبٍ جيد ضد فيرشتابن خلفه الذي تقدم إلى المركز الرابع.
كان سائق فريق فيراري شارل لوكلير هو أول من أجرى توقف صيانة، لينتقل إلى الإطارات الخاصة بالحلبة الرطبة ‘إنترميديت’، مع نهاية اللفة السادسة، وأظهر وتيرةً جيدةً دفعت كافة السائقين لإجراء توقفاتهم والانتقال إلى تلك النوعية من الإطارات خلال اللفات التالية، ومن ضمنهم لويس هاميلتون الذي استمر بالتواجد خلف سيباستيان فيتيل، في المركزين السابع والثامن في تلك المرحلة من السباق.
ضمن ثنائي رايسنغ بوينت الاستمرار في الصدارة بعد تلك التوقفات الأولى، ولكن بدأت المهمة تزداد صعوبةً بالنسبة لهما، مع جفاف الحلبة وتحسن ظروف المسار.
هاميلتون بقي خلف فيتيل ولم يتمكن من تجاوزه رغم احتدام المعركة بين هذين البطلين، لحين إجراء فيتيل لتوقف الصيانة الثاني، مع نهاية اللفة 33، وبعدها بدأ ‘استعراض’ هاميلتون ليشن هجومه للفوز بالسباق.
إذ أن هاميلتون، ورغم عدم إجرائه لتوقف صيانة ثاني، أظهر وتيرةً مذهلةً عندما أصبحت الحلبة خالي من السيارات أمامه، وبدأ بشن هجومه ليقلص الفارق إلى ثنائي رايسنغ بوينت في الصدارة لفةً تلو الأخرى.
حيث كان هاميلتون، مع إطارات إنترميديت مستهلكة، أبطأ ببضعة أعشار من الثانية فقط من السائقين المتواجدين خلفه مع إطارات إنترميديت جديدة، وأسرع بعدة ثواني في كل لفة من ثنائي رايسنغ بوينت.
ومع توجه سترول، المتصدر، لإجراء توقف الصيانة الثاني مع نهاية اللفة 36، كان ذلك الضربة القاضية لحظوظ الكندي لتحقيق فوزه، وفوز فريقه، الأول في الفورمولا 1، حيث تمكن هاميلتون في اللفة التالية من تجاوز زميل سترول في الفريق، سيرجيو بيريز، والتقدم إلى المركز الأول.
بعد ذلك، لم يكن بإمكان أي سائق إيقاف هاميلتون، حيث حافظ على وتيرةٍ عاليةٍ رغم إجرائه لتوقف صيانة وحيد، ورغم تآكل إطاراته الإنترميديت بشكلٍ ملحوظ، وليجتاز خط النهاية بالمركز الأول بفارق أكثر من 20 ثانية على بيريز، ومتجاوزاً زميله فالتيري بوتاس، الذي أكمل سباقاً كارثياً ومخيباً للآمال مع انزلاقه ست مرات، في المركز 14، بلفةٍ كاملةٍ.
لويس هاميلتون
بطل العالم سبع مراتٍ!#فورمولا1 #F1 pic.twitter.com/Fh6ZOWPC6b
— أوتوسبورت (@AutosportME) November 15, 2020
بيريز منح فريقه أفضل نتيجةٍ في 2020، في مركز ثاني حلو ومر في الوقت ذاته، مع الصعود إلى منصة التتويج، ولكن الفريق سيبقى يفكر بما كان يمكن حصوله، بعد تصدر المراحل الأولى من السباق، فيما اجتاز سترول خط النهاية بالمركز التاسع.
استراتيجية شارل لوكلير المتواصلة بإجراء توقفات مبكرة سمحت له بالتمتع بوتيرةٍ مذهلةٍ طوال مجريات السباق، وشق طريقه عبر الترتيب، ليجتاز خط النهاية بالمركز الثالث، علماً أن لوكلير تمكن من تقليص الفارق بشكلٍ كبير على بيريز في اللفة الأخيرة من السباق.
ولكن المنعطفات الأخيرة كانت كارثيةً لـ لوكلير، عندما حاول تجاوز بيريز إلى المركز الثاني، ولكنه أخطأ بالكبح عند المنعطف الأخير، وضمن بيريز المركز الثاني، فيما تمكن سيباستيان فيتيل، بعد سباقٍ قوي بقي فيه على مقربةٍ من لوكلير، من خطف المركز الثالث وليصعد إلى منصة التتويج للمرة الأولى في 2020، واكتفى لوكلير بالمركز الرابع.
بأسلوبٍ مماثل لـ رايسنغ بوينت، كان هذا هو سباق الفرص الضائعة لفريق ريد بُل. حيث أظهر ماكس فيرشتابن وتيرةً مذهلةً في منتصف السباق، خاصةً بعد إجراء التوقفات الأولى، وكان بإمكانه تقليص الفارق إلى بيريز وكان من الواضح أنه، في تلك المرحلة من السباق، أبرز مرشح للفوز بالسباق.
ولكن، أثناء محاولته لتجاوز بيريز، فإن فيرشتابن فقد السيطرة على سيارته، وتراجع في الترتيب، ولتبقى المهمة بعدها على عاتق زميله أليكساندر ألبون الذي تمكن، بأسلوبٍ مماثلٍ، من تقليص الفارق إلى بيريز.
لكن ألبون لم يتمكن من تجاوز بيريز أيضاً، وبعد عددٍ كبير من اللفات تراجعت وتيرة ثنائي ريد بُل بشكلٍ ملحوظ مع الإطارات الإنترميديت التي كان بإمكان الفريق رفع درجة حرارتها بسرعة، ولكن هذا الأمر أدى إلى تآكلها بوتيرةٍ أسرع، وليتراجع ألبون.
بعد انزلاقاتٍ متكررة، وتراجعٍ، وتوقفاتٍ إضافية، اجتاز ماكس فيرشتابن خط النهاية بالمركز السادس أمام زميله أليكساندر ألبون، فيما تألق كارلوس ساينز لمصلحة فريق ماكلارين مع انطلاقه من المركز 15، ليجتاز خط النهاية بالمركز الخامس في نتيجةٍ قويةٍ لفريق ماكلارين، وجاء لاندو نوريس ليكمل فرحة ماكلارين بعد تمتعه بوتيرةٍ قوية في المرحلة الأخيرة من السباق ليجتاز خط النهاية بالمركز الثامن.
فيما تفوق لانس سترول، بالمركز التاسع عند خط النهاية في سباق مخيب للآمال، على ثنائي رينو دانيال ريكاردو وإستيبان أوكون بالمركزين العاشر والحادي عشر.
جاء ثنائي ألفا توري دانيل كفيات وبيار غاسلي بالمركزين 12 و13، وجاء كيمي رايكونن بالمركز 15 لمصلحة ألفا روميو أمام جورج راسل، فيما انسحب ثنائي هاس، نيكولاس لاتيفي، وأنطونيو جيوفينازي من السباق.