إذ أن فريق فيراري اتجه إلى جولة بلاده، أمام جماهيره التيفوزي المتعطشة لتحقيق نتيجة قوية، عقب جولةٍ صعبةٍ جدًا في حلبة زاندفورت التي استضافت جائزة هولندا الكبرى نهاية الأسبوع الماضي.

إلا أن تأدية سيارة ‘أس أف 23’ كانت أفضل بكثير مما كان الحال عليه في السباق الماضي، مع تمتع السيارة بتوازنٍ جيد، وإمكانية تسجيل تواقيت تنافسية.

حيث تمكن كارلوس ساينز من إنهاء تجارب الجمعة في حلبة مونزا بالمركز الأول، مع تسجيله لأفضل توقيتٍ (1:21.355 د) ومتفوقًا على كافة منافسيه.

وفي حين يعتقد ساينز أن بإمكانه “الحلم” بتكرار هذه النتيجة في الحصة التأهيلية والسباق، إلا أنه كان متفاجئًا بإمكانية تحقيق هذه النتيجة وبسهولة التعامل مع سيارته وإيجاد الضبط المثالي لها.

حيث قال ساينز: “لا أعتقد أنه يمكن أن تكون تجارب الجمعة أفضل من ذلك. كانت التجارب خالية من المشاكل، ومن الرائع العودة إلى حلبة مميزة مثل حلبة مونزا”.

وأكمل: “كانت قيادة السيارة مريحة منذ اللفة الأولى في التجارب الأولى، شعرت بأن السيارة كانت طبيعية بعد جولةٍ صعبةٍ جدًا في زاندفورت”.

وأضاف: “كان بإمكاننا التأقلم مع السيارة على الفور في حلبة مونزا، كان من السهل إيجاد الضبط المثالي واستخراج أقصى قدراتها منعطفًا تلو الآخر. هذا لا يعني أننا سنحقق المركز الأول في الحصة التأهيلية والسباق، ولكن من المؤكد أننا نشعر بارتياحٍ أكبر مع السيارة”.

وتابع: “يمكننا أن نحلم بتحقيق هذه النتيجة في الحصة التأهيلية والسباق أليس كذلك؟ خصوصًا في حلبة مونزا، يمكننا الحلم، هذا الأمر لن يكلفنا أي شيء. لكن، إن أردنا أن نكون واقعيين، وبالنظر إلى سرعتنا في محاكاة السباق أيضًا، يمكننا ملاحظة السرعة المميزة لـ ريد بُل في تلك الظروف ونعتقد أن لديهم أفضلية تصل إلى 0.3 ث في كل لفة على الأقل في تلك الظروف. بالتالي هذا فارق كبير لا بد لنا من تقليصه إن أردنا منافستهم”.

إذ أن فريق ماكلارين استمر بالمنحة التصاعدي الذي يتمتع به منذ بضعة سباقاتٍ مع تواجده في معركة صدارة متوسط الترتيب (خلف ريد بُل)، ومع إمكانية تحقيق العديد من منصات التتويج.

وفي حلبة مونزا الإيطالية، والتي كانت مسرحًا لآخر انتصارٍ حققه هذا الفريق في 2021 مع دانيال ريكاردو، فإن لاندو نوريس سجل ثاني أفضل توقيت في حصة التجارب الثانية، على بعد 0.019 ث فقط خلف منافسه في فيراري كارلوس ساينز.

وفي حين قد يُعتقد أن هذه النتيجة إيجابية، وتشير إلى إمكانية منافسة ماكلارين على مراكز منصة التتويج مرةً أخرى، إلا أن نوريس كان حذرًا في تلك التوقعات، مع اعتقاده أن أداء الفريق أسوأ مما أظهرته نتيجة حصة التجارب الثانية.

حيث قال نوريس: “أعتقد أننا عانينا بعض الشيء مع الإطارات متوسطة القساوة والإطارات القاسية، كما أننا كنا نعاني في محاكاة السباق مقارنةً مع منافسينا، ومقارنةً مع تأديتنا مع الإطارات اللينة في ظروف الحصة التأهيلية”.

وأكمل: “الإطارات اللينة تتيح مستويات تماسك عالية جدًا للفة واحدة، وهذا أمرٌ جيد بالنسبة لنا لتحسين توازن السيارة، يمكننا ضمان استجابة السيارة كما نريد. لكن، عند فقدان ذلك التماسك، ننتقل إلى الكميات الكبيرة من الوقود، مع إطارات مختلفة، ونلاحظ انخفاض مستوى تأديتنا التنافسي بشكلٍ ملحوظ”.

وأضاف: “أنا سعيد بتأديتنا، حققنا تقدمًا جيدًا، كما حققنا بعض المكاسب خلال مجريات تجارب الجمعة لكن من المؤكد أننا لسنا في المكان الذي نريد التواجد به في الترتيب التنافسي. من الواضح أين نعاني، وما هي الجوانب التي نخسر فيها سرعتنا”.

وتابع: “القسم الأكبر يأتي في الخطوط المستقيمة، مقارنةً مع السيارات الأخرى مثل سيارة فيراري التي تتمتع بسرعة لا تُصدق في الخطوط المستقيمة. لكنني أعتقد أن الجميع توقع أن تكون تأدية فيراري مميزة في مونزا. لديهم توازن جيد في المنعطفات البطيئة، ولطالما أظهروا سرعة جيدة في مونزا. لدينا بعض الحلول التي نريد اختبارها، إذ أننا حققنا تقدمًا جيدًا بين حصتي التجارب الأولى والثانية ونأمل القيام بالمثل مع الاستعداد للحصة التأهيلية”.

إذ أن فريق فيراري كان بوضعٍ جيد في تجارب حلبة مونزا يوم الجمعة، ومن المؤكد أنه كان أفضل من المستوى الذي أظهره في حلبة زاندفورت الهولندية نهاية الأسبوع الماضي.

ولكن، وفي حين أن زميل لوكلير في فريق فيراري الإسباني كارلوس ساينز تمكن من تسجيل أسرع توقيت في حصة التجارب الثانية التي أنهاها بالمركز الأول، فإن لوكلير اكتفى بتسجيل سادس أفضل توقيت، متأخرًا عن زميله بـ 0.3 ث.

وأثناء حديثه مع وسائل الإعلام بعد انتهاء تجارب الجمعة، أكد لوكلير أنه غير قلق من هذا الفارق بينه وبين ساينز، مؤكدًا أن تأديته كانت تنافسية في محاكاة السباق مع كمية كبيرة من الوقود،  وبالتالي لا بد له من إجراء بعض التعديلات لضمان استخراج أقصى قدرات السيارة مع كمية قليلة من الوقود في ظروف الحصة التأهيلية.

حيث قال لوكلير: “كان الأداء جيدًا جدًا في محاكاة السباق مع كمية كبيرة من الوقود، لكن بصراحة بالنسبة لي عانيت بعض الشيء في محاكاة الحصة التأهيلية، ولا بد لي من معالجة نقاط الضعف هذه”.

وأكمل: “حيث أنني اخترت معايير ضبط مختلفة قليلًا، وبالتالي علينا العودة في تجارب السبت والتركيز في تلك الجوانب تحديدًا، لأنني كنت أعاني كثيرًا مع توازن السيارة في تلك الظروف”.

وأضاف: “تأديتي في محاكاة السباق كانت قوية، ولكنها لم تكن رائعة مع كمية قليلة من الوقود. لكن، مجددًا، أنا أعلم ما يجب القيام به وبالتالي غير قلق من هذه المشاكل”.

وتابع: “ربما نحن أقل استعدادًا للحصة التأهيلية في الوقت الحالي، لكننا مستعدين بشكل جيد للسباق، وبالتالي يجب معالجة مشاكل ظروف الحصة التأهيلية فقط. بالنظر إلى تجارب الجمعة بشكل عام، أعتقد أنه يمكن وصفها بالإيجابية، وبالتالي أنا متفائل بإمكانية تحقيق نتيجة مميزة يوم الأحد”.

إذ أن لوكلير لم يكن مرتاحًا طوال مجريات هذه الجولة التي استضافتها حلبة زاندفورت، مع عدم إيجاده لتوازن جيد مع السيارة، وتعرضه لحادثٍ في الحصة التأهيلية أدى إلى انطلاقه من المركز التاسع.

وفي السباق، تعرض لوكلير لأضرار إثر احتكاكٍ في اللفة الأولى، ما أدى إلى تراجع تأديته بشكلٍ ملحوظ. ورغم مواصلة القيادة لمراحل كبيرة من السباق، إلا أن الفريق اختار، في نهاية المطاف، أن يستدعي لوكلير للانسحاب في منطقة الصيانة.

كما أن لوكلير كان قد طلب إجراء توقف صيانة في وقتٍ متأخر في اللفة الأولى من السباق، نظرًا لتدهور ظروف الحلبة في ظل هطول الأمطار، ولم يكن الفريق مستعدًا مع الإطارات وليخسر المونيغاسكي وقتًا ثمينًا.

حيث قال لوكلير: “عانيت من ضرر في السيارة في اللفة الأولى من السباق، وشعرتُ أن تأدية السيارة تراجعت وأن الضرر أكثر بكثير مما أخبرني به الفريق في الراديو”.

وأكمل: “إذ كانت التقديرات الأولية تشير إلى خسارتي بـ 5 إلى 10 نقاط من الارتكازية، لكننا أدركنا بعد ذلك أن الخسارة وصلت إلى 60 نقطة من الارتكازية”.

وأضاف: “واجهت العديد من المصاعب بعد اللفة الأولى من السباق. تأخرتُ كثيرًا في طلب إجراء توقف صيانة في بداية السباق، طلبتُ ذلك في المنعطف الأخير. توقعت خسارة وقت في توقف الصيانة، ولكن أعتقد أننا تمكنا من تحقيق تقدم جيد كفريق”.

وتابع: “على صعيد التوازن، كانت هذه الجولة هي الأصعب على الإطلاق طوال الموسم، لم أكن مرتاحًا إطلاقًا بقيادة السيارة. علينا مراجعة أسباب حصول ذلك، إذ أن توازن السيارة كان يتحسن باستمرار في السباقات الماضية، ولكن لسببٍ من الأسباب كان الوضع أسوأ بكثير في هذه الجولة”.

حيث كانت الحصة التأهيلية كارثية بالنسبة لـ هاميلتون، الذي لم يتمكن من التأهل ضمن المراكز العشرة الأولى واكتفى بمركز الانطلاق الثالث عشر.

كما أن اللفات الأولى من السباق، والتي شهدت هطول الأمطار، ساهمت في تراجع هاميلتون مع اتخاذ فريقه مرسيدس بقرار لتأخير توقف الصيانة وتزويده بالإطارات الإنترميديت.

ولكن رغم ذلك تمكن هاميلتون من تحقيق تقدم جيد في المراحل اللاحقة من السباق، مع عودته من المركز الأخير ليجتاز خط النهاية بالمركز السادس.

هاميلتون وصف هذه النتيجة بالإيجابية، مع سعادته بالارتياح الذي يشعر به أثناء قيادة السيارة، ولكن في الوقت ذاته فإنه يعتقد أن عدم مواجهة مشاكل الحصة التأهيلية ومشاكل الاستراتيجية كان من شأنه ضمان تواجده ضمن مراكز منصة التتويج في حلبة زاندفورت.

حيث قال هاميلتون: “لم تكن بداية السباق جيدة بالنسبة لي، لكنني سعيد بالقيادة التي قدمتها خلال السباق للعودة إلى النقاط واجتياز خط النهاية بالمركز السادس”.

وأكمل: “لكن كان ربما بإمكاننا تحقيق نتيجة أفضل في حال اتخذنا القرارات الصحيحة في نهاية المطاف، أعتقد أنه كان بإمكاني تحقيق منصة تتويج وإنهاء السباق بالمركز الثاني”.

وأضاف: “أشعر أن سباق هولندا كان بمثابة انتقام بالنسبة لي، لأن الحصة التأهيلية كانت كارثية، وكان بإمكاني تحقيق نتيجة جيدة في السباق”.

وتابع: “شعرت بارتياحٍ بقيادة السيارة في السباق، كان بإمكاني إكمال عدة تجاوزات رغم انطلاقي من المركز 13 ورغم تواجدي بالمركز الأخير في إحدى مراحل السباق، وبالتالي أنا سعيد بتحقيق المركز السادس”.

إذ أن اللفات الأولى من سباق حلبة زاندفورت شهدت هطول الأمطار، وكان سيرجيو بيريز من أوائل السائقين الذين اتخذوا القرار بإجراء توقف صيانة لاستخدام الإطارات الإنترميديت، ليتبعه ماكس فيرشتابن في اللفة التالية.

هذا الأمر أدى إلى فقدان فيرشتابن لصدارته وتراجعه في الترتيب بشكلٍ كبير، فيما تقدم بيريز إلى المركز الأول.

إلا أن فيرشتابن تمكن من تقليص الفارق بوتيرةٍ كبيرة إلى بيريز، وتواجد بالمركز الثاني واقترب منه بمعدل بضعة ثواني في كل لفة، ومع التوجه إلى إجراء توقفات الصيانة الثانية، اتخذ فريق ريد بُل قرارًا باستدعاء فيرشتابن أولًا، قبل بيريز، علمًا أنه من التقليدي أن يحصل السائق في المقدمة على فرصة إجراء التوقف أولًا.

بيريز خسر صدارته نتيجةً لذلك، وتقدم فيرشتابن إلى المركز الأول حيث أحكم سيطرته على مجريات ما تبقى من السباق محققًا فوزه التاسع على التوالي.

هورنر دافع عن تلك الاستراتيجية، مؤكدًا أنها كانت أساسية لتحقيق الفريق لأفضل مراكز ممكنة.

حيث قال هورنر: “كان من الصعب جدًا اتخاذ القرار الصحيح بالنسبة للسائق المتواجد في الصدارة، كانت هناك مخاطرة كبيرة”.

وأكمل: “أخبرنا سيرجيو بيريز، في اللفة الأولى من السباق، أنه يريد إجراء توقف صيانة وهذا الأمر أثبت نجاحه لأنه كان أول من توجه إلى منطقة الصيانة من سائقي الصدارة، وتمكن من تجاوز العديد من السيارات بهذا الأسلوب”.

وأضاف: “لكن بعد ذلك، كان لا بد أن يتمكن سيرجيو بيريز من توسيع الفارق، كان عليه تسجيل تواقيت محددة، لكن سرعة فيرشتابن خلفه كانت مذهلة، وتمكن من خطف 7 ثواني في 3 لفات في مرحلةٍ من المراحل. كما أن كان علينا الانتباه إلى فرناندو ألونسو وبيار غاسلي خلف ماكس فيرشتابن، خصوصًا وأنهما أجريا توقفات صيانة”.

وتابع: “في حال استدعاء بيريز قبل فيرشتابن لاستخدام الإطارات الملساء، كان فيرشتابن سيتراجع في الترتيب عند إجرائه لتوقفه، وبالتالي كنا سنتواجد بالمركزين الأول والرابع بدلًا عن المركزين الأول والثاني. لذلك، اتخذنا القرار باستدعاء فيرشتابن قبل بيريز، ونجحت استراتيجية التوقف المبكر مع فيرشتابن مع تغلبه على بيريز، لكننا تواجدنا بالمركزين الأول والثاني بعد التوقفات، وبالتالي كان ذلك هو القرار الصحيح بالنسبة لنا”.

حيث شهدت حلبة زاندفورت هطول الأمطار قبل الحصة التأهيلية، وبالتالي تغير ظروف الحلبة باستمرار طوال مجريات الحصة وصعوبة إكمال لفات سريعة مثالية نظرًا لتغير مستويات التماسك لفةً تلو الأخرى.

وفي حين أن فريق ماكلارين تألق في هذه الحصة التأهيلية، مع التواجد على مقربة من الصدارة باستمرار، إلا أن وضع فيرشتابن كان مقلقًا في القسم الثالث من الحصة التأهيلية، مع عدم تسجيله لتوقيتٍ تنافسي في بداية القسم ومن ثم رفع الأعلام الحمراء مرتين.

وبالتالي، مع تواجد نوريس بالمركز الأول بشكلٍ مؤقت، اتجهت الأنظار إلى فيرشتابن في لفته السريعة الأخيرة، التي كانت فرصته الوحيدة لضمان تحقيق مركز انطلاق جيد أمام جماهيره، وهو ما حققه مع تسجيل أسرع توقيت وضمان الانطلاق من المركز الأول، متفوقًا على نوريس بفارق نصف ثانية كاملة.

نوريس كشف أنه كان يأمل ارتكاب فيرشتابن لأخطاء في مثل هذه الظروف وفي ظل تعرضه لضغطٍ كبير، ولكن ذلك لم يحصل، وأعرب عن سعادته رغم ذلك بتحقيق مركز الانطلاق الثاني.

حيث قال نوريس: “في مثل هذه الظروف كنت آمل ارتكاب ماكس فيرشتابن لبعض الأخطاء، ولكنه لا يقوم بذلك. هذا أمرٌ محبط بعض الشيء بالتأكيد، ولكنني سعيد بهذه النتيجة بكافة الأحوال”.

وأضاف: “بذل الفريق مجهودًا جيدًا طوال مجريات هذه الجولة. الحصة التأهيلية كانت فوضوية جدًا، ولكنني سعيد بتحقيق مركز الانطلاق الثاني مرةً أخرى”.

وتابع: “أشعر بالتوتر دومًا في الحصة التأهيلية، بغض النظر عن الظروف، ولكن الوضع كان صعبًا في حلبة زاندفورت نظرًا لتغيرات الظروف المناخية وتغير مستويات التماسك في الحلبة”.

وأكمل: “النصف الأول من اللفة السريعة الأخيرة بالنسبة لي كان جيدًا، ولكن النصف الثاني كان ربما من الأسوأ على الإطلاق. كانت تأديتي جيدة في البداية، ثم تراجعتُ كثيرًا. لكنني أستمتع في هذه الظروف، لطالما استمتعت بالقيادة. أنا سعيد بمركز الانطلاق الثاني، وسعيد بأن اللفة الأخيرة كانت جيدة بما فيه الكفاية لتحقيق هذه النتيجة”.

حيث يشهد فريق ويليامز تحسنًا في تأديته منذ جلب حزمة من التحديثات في جائزة بريطانيا الكبرى في حلبة سيلفرستون. ولكن، بشكلٍ عام، فإن سرعة ويليامز كانت مميزة في الحلبات التي تتطلب مستويات ارتكازية منخفضة.

حيث كان بإمكان سائقي ويليامز تسجيل سرعات عالية في الخطوط المستقيمة، ولكن مع المعاناة قليلًا في المنعطفات التي تتطلب فعالية انسيابية ومستويات ارتكازية عالية.

هذا الأمر دفع عدة سائقين لمواجهة صعوبات عديدة في تجاوز سيارات  ويليامز في الخطوط المستقيمة في السباقات، نظرًا لسرعتها في تلك المناطق مقارنةً مع المنعطفات.

ولكن، في حلبة زاندفورت، والتي تتطلب مستويات ارتكازية عالية نظرًا للعديد من المنعطفات، استمر تألق فريق ويليامز، مع تحقيق ألبون لمركز الانطلاق الرابع، كما أن زميله لوغان سارجنت تأهل ضمن المراكز العشرة الأولى للمرة الأولى في مسيرته، علمًا أنه ارتكب خطأً في القسم الثالث حال دون تسجيله لتوقيت.

وتحدث ألبون عن أسباب تحقيق فريق ويليامز لهذه النتيجة بعد انتهاء الحصة التأهيلية حيث قال: “كانت تأديتنا جيدة في كافة حصص التجارب. بالتأكيد، كنا نتوقع تراجع المراكز التي نحققها مع تحسن مستوى منافسينا”.

وأضاف: “بصراحة السيارة كانت جيدة منذ اللفة الأولى في التجارب الأولى، وعندما يحصل ذلك نرى أن بإمكان منافسينا تحقيق مكاسب أكبر مقارنةً معنا”.

وأكمل: “شعرنا أن توازن السيارة كان مثاليًا منذ التجارب الأولى، ولم نقم بتعديلها كثيرًا منذ ذلك الحين، وهذا الأمر دفعني للشعور بالثقة. التحلي بهذه الثقة في مثل هذه الحلبات يعتبر أساسيًا، لأن المسار ضيق ولا يوجد أي مجالٍ لارتكاب الأخطاء”.

وتابع: “كما أن الظروف المناخية المتقلبة، وتغير مستويات التماسك، دفعني للقيادة بشكل جيد نظرًا لأنني كنت أثق بالسيارة كثيرًا. عند وجود هذه الظروف أثناء القيادة، الأمر لا يتعلق بمستويات الارتكازية، وإنما بسيارة يمكن قيادتها والضغط معها إلى أقصى الحدود. هذا ما حصل معنا طوال مجريات الجولة، وربما هذا سبب ما حصل معنا لتحقيق هذه النتيجة في الحصة التأهيلية”.

إذ أن فيرشتابن توجه إلى حلبة زاندفورت، أمام جماهير بلاده، المرشح الأبرز للفوز بالسباق، مع سيطرته المطلقة على مجريات الموسم الحالي، إضافةً إلى الفوز بكافة سباقات هولندا منذ عودة الحلبة إلى روزنامة الفورمولا 1 في 2021.

ولكن الحصة التأهيلية شهدت، في بدايتها، هطول الأمطار، ومن ثم تحسن ظروف الحلبة مع جفافها، وبالتالي كانت مستويات التماسك متغيرة لفةً تلو الأخرى.

القسم الثالث من الحصة التأهيلية شهد رفع الأعلام الحمراء مرتين، وبالتالي كان فيرشتابن بحاجةٍ لإكمال لفة أخيرة مثالية ليتمكن من تحقيق نتيجة جيدة في هذه الحصة.

وهذا ما حققه الهولندي، بطل العالم الثنائي، والذي ضمن تحقيق مركز الانطلاق الأول لسباق الأحد، إلا أنه كشف بعد انتهاء الحصة التأهيلية أنه ارتكب خطأً عند المنعطف الأول جعله يستبعد إمكانية تحقيق مركز الانطلاق الأول.

حيث قال فيرشتابن: “بدأت لفتي السريعة، وعند اجتياز المنعطف الأول ظننت أنني أضعت الفرصة لتحقيق مركز الانطلاق الأول، لأنني تأخرت كثيرًا بالكبح”.

وأكمل: “بالتالي لم يكن المنعطف الأول مثاليًا، ولكن بقية اللفة كانت جيدة جدًا، وشعرت بارتياحٍ كبير أثناء قيادة السيارة”.

وأضاف: “كان المسار زلقًا، وكان من السهل ارتكاب الأخطاء خصوصًا وأن الأسفلت في المقطعين الأول والثالث كان جديدًا، وبالتالي كان زلقًا جدًا”.

وتابع: “كان من الصعب رفع درجة حرارة الإطارات الإنترميديت في بداية الحصة التأهيلية. كان لا بد من إكمال عدة لفات متواصلة، لإيجاد نهج منتظم أثناء القيادة ولرفع درجة حرارة الإطارات. أعتقد أن الحلبة جفّت أسرع من المتوقع، ولهذا السبب كان بإمكاننا استخدام الإطارات الملساء على الفور في القسم الثالث”.

إذ أن فريق ويليامز، والذي عانى في الأعوام الماضية مع سياراتٍ سيئة ومع مواجهة صعوبات كبيرة في تسجيل أية نقاط، يشهد تحسنًا في مستوى تأديته ووتيرته في الجولات الماضية منذ جلب بعض التحديثات في جائزة بريطانيا الكبرى.

وفي حلبة زاندفورت الهولندية، استمر ذلك المنحى التصاعدي في وتيرة وسرعة الفريق، مع إنهاء ألبون للتجارب الأولى بالمركز الخامس، ومن ثم تقدمه إلى المركز الثالث في التجارب الثانية.

هذا الأمر يدفع ألبون للثقة والتفاؤل بإمكانية تحقيق نتيجة قوية في هذه الجولة، ولكنه يدرك، في الوقت ذاته، أن طبيعة حلبة زاندفورت بمسارها الضيق والقصير تعني أن الفروقات ستكون قصيرة جدًا بين مختلف السائقين.

حيث قال ألبون: “تأديتنا كانت جيدة في تجارب الجمعة، ولكن لا بد لنا من توخي الحذر. بالتأكيد، نحن نجهل ما تقوم به بقية الفرق المنافسة. لكن بصراحة كانت تأدية السيارة جيدة ومتوازنة بكافة الأحوال”.

وأكمل: “منذ اللفة الأولى في التجارب الأولى، راودني شعور إيجابي أثناء قيادة السيارة. محاكاة السباق كانت جيدة، وشعرت أن وتيرة السيارة قوية جدًا. هذا أمرٌ مفاجئ”.

وأضاف: “لكنني أتوقع تحقيق بقية الفرق لتقدم إضافي في مستوى تأديتها يوم السبت. بالتأكيد، علينا محاولة التشبث بمركزنا، وسنرى ما يمكننا تحقيقه. من المرجح أن معظم الفرق المنافسة كانت تستخدم كمية أكبر من الوقود”.

وتابع: “لكن حتى وإن كان ذلك صحيحًا، وحتى وإن كانت سيارتنا أخف وزنًا في تجارب الجمعة، فإن توازن السيارة وسرعتها الإجمالية كانت جيدة جدًا. وتيرتنا إيجابية، وندرك أن المعركة ستكون متقاربة جدًا، لطالما كانت الفروقات بسيطة في حلبة زاندفورت. لذلك أنا غير متشائم، وإنما أنا متفائل كثيرًا بإمكانية تحقيق نتيجة جيدة”.