يعتقد المدير الرياضي لشركة بيريللي بول هيمبري أن العامل الأساسي الذي يضمن نجاح إطارات موسم 2017 من بطولة العالم للفورمولا 1 يكمن في العودة إلى خصائص إطارات عام 2012 والتي كانت مثيرةً للجدل.
ومنذ عودة بيريللي إلى الفورمولا واحد بداية عام 2011 كان هناك انخفاض ملحوظ في معدل التجاوزات في كل سباق على مدار الموسم، موسماً بعد الآخر، كما يظهر في الجدول الآتي.
2011: 1148 (بمعدل 60.42 تجاوز في كل سباق)
2012: 1141 (بمعدل 57.05 تجاوز في كل سباق)
2013: 985 (بمعدل 51.84 تجاوز في كل سباق)
2014: 636 (بمعدل 33.47 تجاوز في كل سباق)
2015: 561 (بمعدل 31.17 تجاوز في كل سباق)
وكان هدف بيريللي منذ عودتها إلى الفورمولا واحد هو زيادة عدد توقفات الصيانة ليصل إلى توقفين أو ثلاثة توقفات في كل سباق، في حين كان مزود الإطارات السابق بريدجستون يكتفي بتوقف صيانة وحيد في كل سباق.
وتمكن المصنّع الإيطالي من مواجهة كافة التحديات مع تصنيعه لإطارات تمتاز بتآكل متعمد، ما أدى إلى زيادة عدد وقفات الصيانة كما كان مخططاً إضافةً إلى زيادة عدد التجاوزات.
وبعد ثلاثة أعوامٍ كاملة في الفورمولا واحد، ومع الانتقال إلى المحركات الهجينة المؤلفة من ست أسطوانات بشكل حرف ‘V’ بسعة 1.6 ليتر والمزودة بشاحن توربيني، تراجع دور بيريللي التي اختارت نهجاً محافظاً في ما يتعلق بتصنيع إطاراتها.
التأثير الأبرز لذلك يتمثّل بانخفاض عدد التجاوزات، مترافقاً مع انخفاض عدد وقفات الصيانة، إذ أن معدل التجاوزات لهذا الموسم أعلى بشكلٍ بسيط من معدل التجاوزات في عام بريدجستون الأخير في الفورمولا 1 (2010).
ولهذا السبب أشار هيمبري أنه، وفي سنة 2017، حيث من المفترض زيادة عرض الإطارات كجزءٍ من قوانين تهدف إلى جعل السيارات أسرع بخمس أو ست ثواني في كل لفة، يجب جعل الإطارات أكثر عدائية من جديد.
يعتقد العديد بأن موسم 2012 هو الأفضل في حقبة الفورمولا 1 الحديثة، ولا يعود سبب ذلك إلى العدد المرتفع للتجاوزات وحسب، بل بسبب فوز سبعة سائقين مختلفين بالسباقات السبعة الأولى من الموسم فضلاً عن انتظارنا حتى الجولة الأخيرة قبل حسم اللقب.
وكما أشار هيمبري، يتعلق الأمر في نهاية المطاف بما تريده الفورمولا 1 ككل. ما هي المطالب التي على بيريللي تحقيقها؟
التأدية؟ بإمكان بيريللي تصنيع إطارات بإمكانها أن تكون أسرع بأربع ثواني في كل لفة من الإطارات الحالية.
التجاوزات؟ كما رأينا بين عامي 2011 و2013 بإمكان بيريللي تصنيع إطارات تتلاشى تأديتها بشكلٍ ملحوظ ما يؤدي إلى زيادة الحماس والتسابق.
التأدية والتجاوزات سويةً؟ مرةً أخرى، يزعم هيمبري أن بإمكان بيريللي تطوير إطارات تكون تأديته قوية على مدار عدد معين من اللفات قبل انهيار التأدية بالكامل ما يُجبر السائق على إجراء توقف صيانة.
بالنسبة لهيمبري، يمكننا تكرار ما حصل عام 2012 بسهولة في حال كان هذا هو المطلوب من بيريللي.
وقال هيمبري لموقع أوتوسبورت: ‘‘لربما يمكننا توفير نهج أكثر عدائية، كما حصل عام 2012، عندما كان من الصعب احتراف التعامل مع الإطارات والتأقلم عليها’’.
‘‘لم يكن من الممكن التنبؤ بتأدية السيارات عام 2012، إلا أن ذلك لم يرق للسائقين طوال الوقت’’.
كانت هناك انتقادات ملحوظة، تزعمها مايكل شوماخر – بطل العالم السباعي والذي كان يشارك مع مرسيدس في ذلك الوقت – الذي زعم بأن القيادة مع إطارات بيريللي أشبه بالقيادة على البيض النيئ.
كما أعرب كل من بطل العالم الرباعي ألان بروست ومالك ريد بُل دييتريتش ماتيشيتز عن استيائهما من عدم إمكانية التنبؤ بتأدية الفرق في الفورمولا 1، ولكن في الوقت ذاته كانت هناك العديد من الآراء التي تشير إلى أن الفورمولا 1 كانت بأبهى حللها في تلك الفترة.
وأضاف هيمبري: ‘‘السؤال الأبرز هو عن الهدف الأساسي الذي علينا تحقيقه’’.
وكان الفرنسي رومان غروجان قال في شهر تموز/ يوليو الماضي بأن الإطارات قبل عام 2014 كانت تدفع السائقين إلى التركيز على التسابق والتنافس، وهو أمرٌ يفضّله.
إلا أن معظم السائقين، وفقاً لآراء هيمبري، يفضلون نهجاً مختلفاً لقوانين الفورمولا 1.
يتابع هيمبري: ‘‘يريدون سيارات لا تتمتع بانسيابية كبيرة، مع قوة كبيرة، إطارات لها تماسك كبير وإمكانية الاستمرار بالضغط إلى أبعد الحدود في مختلف مراحل السباق’’.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن تقليل الأثر الانسيابي وزيادة قوة المحركات لن يخلق فارقاً كبيراً في ‘‘العرض’’ الذي تقدمه الفورمولا 1 في حال بقيت الفوارق بين الفرق على ما هو عليه.
يشدد هيمبري على أن: ‘‘الأمر الأساسي يتعلق بتأدية الفرق في نهاية المطاف’’.
‘‘في حال بلغ الفارق ثانيتين بين الفرق لن يكون هناك تأثير كبير للإطارات على عدد التجاوزات’’.
‘‘يمكنكم النظر إلى السباق الأخير [في البرازيل] وكيف تمكنت الفائز من تجاوز كافة السائقين إلى صاحب المركز الرابع بلفة كاملة’’.
‘‘لم نشهد هذا الفارق الكبير في الأداء بين السيارات منذ عدة أعوامٍ’’.
‘‘يجب إيجاد حلول ملائمة قبل إجراء أية تغييرات’’.