قبيل إعادة إحياء جائزة المكسيك الكبرى كان مراسل مجلة “أف وان رايسينغ” الشقيقة لموقع أوتوسبورت من ضمن مجموعة من الصحافيين الذي دُعيوا لتفقد تطور الأعمال على حلبة مدينة مكسيكو.
تقع الحلبة القديمة، التي تذكرنا بمونزا، في منتزه عام على أطراف مدينة مكسيكو الصاخبة.
ويُتوقع أن تستقبل 100 ألف متفرج، وفيها محطتي مترو، وسيكون سباقاً في شهر تشرين الأول / أكتوبر تُباع فيه جميع التذاكر.
تم هدم منصات الصيانة القديمة وكان العمل الجاد على بناء تسهيلات جديدة سارٍ. ورغم عدم إعادة ترميم الحلبة كاملةً، إلا أنه مع تبقي 10 أشهر قبل إقامة السباق، ما زال هناك متسع كافٍ من الوقت لضخ الموارد اللازمة في المشروع.
وتم تخصيص مبلغ 300 ألف دولار، تكفّلت بقسم منها شركات خاصة فيما تولّت الحكومة الفديرالية الباقي، لتطوير الحلبة. ومع وجود عقد لاستضافة الفورمولا واحد لمدة 5 سنوات، يتوقع المستثمرون استعادة كمية أكبر من الأموال التي أنفقوها.
ومن المؤكد أنهم سيحصلون على ذلك، بالنظر إلى الاهتمام الكبير للجو العام بإقامة هذه الجائزة الكبرى في هذه المنطقة. وهذا بفضل تواجد سائق مكسيكي على شبكة الانطلاق.
وقال والد السائق سيرجيو بيريز، أنطونيو، إن المشجعين توافدوا منذ الساعة الخامسة صباحاً لإلقاء نظرة على “بطلهم المحلي” شيكو يومذاك.
ورغم التغييرات التي طرأت على الحلبة، إلا أنه يشعر أن الفورمولا واحد تعود إلى حلبة (وبلد) متجذرة في تاريخ الفورمولا واحد.
وهذه ليست حلبة من تصميم هيرمين تيلكي في شوارع إحدى المدن حيث لا يعرف أحد أي شيء عن هذه الرياضة. بل هذه حلبة يحيط بها 28 مليون نسمة يحبون الفورمولا واحد.
لماذا أُزيل منعطف بيرالتادا
التحدي الأكبر هو المحافظة على أسلوب مماثل لسحر مونزا مع بنية مقبولة بمعايير السلامة العامة المعاصرة.
وسينتقد الكثيرون غياب المنعطف المخيف الأخير في الحلبة، بيرالتادا، لكن البناء خلف المنعطف مباشرة يعني أنه ليس هناك أي مجال للخروج عن مسار التسابق، ولن يسمح الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” على الإطلاق بإقامة سباق على حلبة لا تتوافر فيها أقصى معايير السلامة وبوجود حائط من الاسمنت عند الخروج من منعطف بسرعة تفوق الـ 300 كلم / ساعة.
ويقول ممثل فريق تيلكي الهندسي في موقع العمل كريستيان إيبس: “السؤال الأكبر الذي سؤلنا عنه هو لماذا كان علينا تغييره؟”
“وفي منعطف بيرالتادا الكثير من التاريخ والتقاليد وحاولنا جاهدين الإبقاء عليه، لكن في الواقع كان الأمر مستحيلاً”.
“لن تسمح لنا معايير السلامة الحالية بذلك، ولن يقبل الاتحاد الدولي بالأمر”.
“وهناك الكثير من البناء إلى جانب نقطة الخروج من المنعطف، ولم يكن بوسعنا إضافة منطقة أمان إلى جانب المسار هناك. لذا هذا هو التفسير لسبب عدم نجاح هذه المنطقة”.
وعوضاً عن ذلك، يتجه المسار حول منصات الجماهير إلى ملعب بايسبول سابق ( ليشبه مسار حلبة الـ “شامب كار” من العشرية الأولى للقرن الحالي، لكن بمنعطف أضيف للحرص على مرور السيارات أمام المدرّج لمسافة أطول).
وأعرب بيريز عن اندهاشه لمجرد فكرة القيادة أمام 25000 مشجع يقفون ويشجعونه ويلوّحون له بالأعلام.
وأضاف إيبس: “ما قمنا به هو خلق تجربة فريدة أمام المدرّج وأعتقد أنه عند سؤال السائقين عن اللحظة التي يمرّون بها في هذه المنطقة، بوجود 25000 نسمة هناك، ستكون لحظة مليئة بالمشاعر”.
“كما أبقينا على منطقة المنعطفات المتتالية، لكن في الواقع قمنا بعكسها. إذ كما ترون أنه لم يكن هناك منطقة أمان بجانب المنعطف التاسع”.
وأبقى القيّمون على الحلبة على المنطقة البيضاوية، من بيرالتادا وصولاً إلى منتصف خط البداية / النهاية، لبطولة الناسكار المحلية (التي يحمل لقبها شقيق بيريز أنطونيو) وتسبب هذا الأمر ببعض المشاكل لبناء منشآت في الاتجاه المعاكس لحلبة الفورمولا واحد.
تعود الفورمولا واحد إلى المكسيك بعد وقت طويل، لكن الآن مع تواجد النجم الجديد بيريز، هناك إمكانية كبيرة لنجاح السباق.
وبوجود مدينة مكسيكو المميزة حول الحلبة، ستحب الفورمولا واحد العودة إلى المكسيك بعد هذا الخريف.