كانت بداية مشوار كيفن ماغنوسن فسي عالم سباقات الفورمولا واحد جيدة، لكن إد سترو يعتقد بأن دانييل كفيات هو المبتدىء الأفضل في موسم 2014 بحسب ما رأيناه في السباقات الأربعة الأولى.
بعد أداء قوي آخر من دانيال ريكياردو في سباق جائزة الصين الكبرى، كان توجيه السؤال للمسؤول عن تطوير سائقي ريد بُل الدكتور هيلموت ماركو أمر لا مفر منه، عن تحسّن أداء الأسترالي.
وكما يمكن أن تتوقعون، كان منفتح القلب حيال بداية ريكياردو (24 عاماً) القوية. لكنه أصرّ بأن يوضح بأن نجاح ريكياردو كان أيضاً عملاً جيداً في فريق تورو روسو.
وقال عن ريكياردو: “إنها مفاجأة وهي سارة بالطبع، أما المفاجأة الأخرى هي [دانييل] كفيات”.
يملك الحق كاملاً كي يُثني على بداية الروسي القوية. لم يبلغ كفيات سن العشرين حتى يوم السبت، وليس فقط أصغر سائق يحقق نقاط في تاريخ البطولة، لكنه سجل نقاط في ثلاثة سباقات من أصل أربعة شارك فيها وهو لا يزال في العُشرية الثانية من عمره.
قد لا يوافق البعض على هذه النقطة إذ إن الفورمولا واحد المعاصرة تمنح النقاط لأصحاب المراكز العشرة الأولى، لكن ضعف عامل الموثوقية في القرن الواحد والعشرين يعني بأنه من الصعب إحراز هذه النقاط مقارنة بما كانت عليه الحال في السابق.
في الوقت نفسه وبالمقارنة مع زميله في الفريق جان-إريك فيرن، الذي حقق أيضاً بداية جيدة في الموسم، إلا أن وزنه الزائد بحوالى 7 كغ يؤثر عليه سلباً، لكن بالرغم من ذلك، بداية كفيات في الفورمولا واحد ممتازة.
جذب سائق ماكلارين كيفن ماغنوسن الأنظار إليه بعد أن تمكن من إنهاء السباق الإفتتاحي في ملبورن على منصة التتويج، وكان أداء ماركوس إريكسون جيد بما فيه الكفاية بالنظر إلى أداء سيارة كاترهام، لكن كفيات هو أفضل سائق مبتدىء في الموسم بعد مرور أربعة سباقات.
كما أظهر ماغنوسن بأن مستقبله سيكون مبهراً، لكن أداء كفيات في سيارة متوسطة يشير إلى أنه سائق ذات آفاق جدية.
عندما حصل كفيات على مقعده، في خطوة من هيلموت ماركو وُصفت بأنها في إطار الدعاية والتسويق في روسيا. كان هناك ثلاثة سائقين يافعين في أكاديمية ريد بُل يمكن أن يرتقوا إلى الفورمولا واحد. كفيات، كارلوس ساينز الإبن و أنطونيو فيلكس دا كوستا. وكما أوضح ماركو بأن السائقين الثلاثة عانوا من بعض المشاكل خلال موسمهم، لكن كفيات كان الأفضل تجاوباً مع مشاكله.
إنها مقاربة من دون معنى، وبالنظر إلى خبرة كفيات فهي جد قليلة، وقد إجتاز مسافة 775 كم فقط في تجارب ما قبل الموسم خلف مقود سيارة تورو روسو “أس تس آر 9”, إضافة إلى 129 كم عام 2013 خلال تجارب سيلفرستون للسائقين اليافعين (حيث إنتهى به الأمر عالقاً في الرمال) كانت هذه فقط خبرته السابقة في عالم الفورمولا واحد.
وعزز هذه الخبرة مضيفاً إليها مجموع 362 كم في التجارب التي أقيمت بعد سباق البحرين. بالإضافة إلى المسافات التي إجتازها خلال الجوائز الكبرة الأربع التي شارك فيها. كما أنه لم يشارك في سباقات بمستوى سلسلة “جي بي 2” أو فورمولا رينو 3.5 العالمية، فاز بلقب سلسلة “جي بي 3” العام الماضي وإنتقل إلى بطولة أوروبا للفورمولا 3 حيث كان أدائه ممتازاً.
ربما الميزة الأكثر إثارة في كفيات هي سلوكه. لم يسمح لقلّة خبرته أن تقف عائقاً في وجهه أو إتخذ منها عذراً لتقديم أداء ضعيف.
دخل عالم الفورمولا واحد ليتسابق، لا كي يقود بتأنٍ حتى يكتسب المزيد من الخبرة ويتعلم. وكما يشرح هو الأمر: “أشارك فيها كأي سلسلة أخرى”. كما أنه مصرّ على التفوق على فيرن في مناسبات عدة، كما لم يكن مسروراً عندما كان خلفه.
ولا يحب التكلم عمّا حققه، لكنه يركّز على النواحي التي عليه أن يتحسن فيها. إنها علامة جيدة لأي سائق.
يركز أفضل السائقين على تحسين أدائهم بفارق جزء مئوي من الثانية في حال شعروا بأنهم لا يستخرجوا الأفضل في بعض الأماكن التي يؤدي فيها الآخرون بطريقة أفضل. يبدو بأن لدى كفيات هذه العقلية.
إنه بحاجة إلى هذه الصرامة أيضاً، بما أن الفورمولا واحد ليست كأي سلسلة. في هذه المرحلة، يزداد الضغط مع إرتكاب كل خطأ.
إتجه كفيات إلى أستراليا، بالقليل من المعلومات عن كيفية أداء السيارة، خلال التجارب الشتوية، تمكن من إكمال يوم واحد فعلي، لم يخلُ من المشاكل، لكنه ظهر بأنه جد متأقلم يوم الجمعة في ملبورن. الأمر الذي قد يعجز عنه الكثيرون.
وبعد العمل المكثّف مع الفريق على ضبط السيارة، تمكن من التأهل إلى القسم الثالث من الحصة التأهيالية على حلبة مبللة يوم السبت. كان ذلك إنجازاً ممتازاً، بالرغم من تعرضه لحادث خلال ذلك القسم الممتد لفترة 12 دقيقة. لكنك في حال كنت لترتكب خطأ كسائق مبتدىء، سيكون ذلك في القسم الثالث من الحصة التأهيلية.
في السباق، قاد بطريقة ممتازة وتبع زميله في الفريق فيرن. وتابع ذلك لينهي السباق الماليزي في المركز العاشر، بالرغم من أنه أعاق فرناندو ألونسو خلال الحصة التأهيلية، الحادثة التي لم يرى فيها المراقبون بأن أياً من السائقين مذنب فيها.
والأمر المثير للإعجاب، هو أنه عانى من ناحية اللياقة البدنية خلال السباق، لكنه توقيت لفاته بقي ثابتاً.
مرة أخرى، تأهل في مركز جيد في البحرين، بالرغم من أن التفوق على فيرن يوم السبت، لم يكن بسبب وزن الأخير الزائد فقط بل بسبب تعرض سيارته لمشكلة في نظام قياس نشبة تدفق الوقود الذي إرتفع بشكل غير متوقع.
في السباق، لكنه إرتكب خطأً صغيراً حين كان يطارده كيمي رايكونن، ما سمح للأخير بتجاوز كفيات الذي أنهى السباق في المركز الحادي عشر.
وجاء بعدها سباق الصين، كان كفيات خائب الأمل بعض الشيء إثر عدم تأهله إلى القسم الثالث من الحصة التأهيلية بعد معاناته من عدم إتزان سيارته، لكنه أنهى السباق محرزاً نقطة المركز العاشر بعد تجاوز جنسن باتون.
في الوقت الذي إعترضت عدة عراقيل طريقه، تعتبر بداية سائق لم يبلغ سن العشرين حتى يوم السبت جد مشجعة.
كما أنه أثار إعجاب فريقه بسلوكه، وعلى كفيات الإنطلاق من هذه النقطة. لكن بالنظر إلى بدايته مسيرته في الفورمولا واحد فهي تعتبر ممتازة.
ليست نتائج سيئة على الإطلاق بالنسبة لسائق أثار موجة من الإنتقادات حين تم الإعلان عن إنضمامه إلى فريق تورو روسو العام الفائت. يبدو بأن مخطط سائقي ريد بُل اليافعين، الذي فشل مؤخراً، في موقع جيد في النهاية.