عند سيتروين يستفيد سيباستيان لوب بطل العالم السابق للراليات 9 مرات من خبرة زميله إيفان مولر من أجل تسريع تعليمه في بطولة العالم للسيارات السياحية “WTCC” التي تنطلق في نيسان/ أبريل المقبل.
بالإمكان أن نبلغ سن الأربعين وأن نكون أسطوريين في رياضتنا، ولكن أن يبقى أمامنا الكثير لتعلمه وإكتشافه. أكبر برهان على ذلك هو لوب، الأستاذ في بطولة العالم للراليات “دبليو،آر،سي”، والذي عاد الى مقاعد الدراسة في بطولة العالم للسيارات السياحية مع الدوران الأول لسيارة “سيتروين سي ـ إليزي”.
قال لوب، خلال تقديم جدول برامج “سيتروين رايسينغ” لعام 2014، الى الصحافيين: “لا أعرف حقيقة أين أنا. ليس لأني كنت جيداً في الراليات سأكون جيداً في بطولة العالم للسيارات السياحية، وهذا ما يجعل التحدي مثيراً”.
لأن الدوران بحلقات على الأسفلت السلس مع مسارات مرسومة بـ “الطباشير”، هو إمتحان معاكس كلياً لما كان يتقنه حتى الكمال في عالم الراليات، لدرجة أن لوب في نهاية المطاف شعر بالملل وأراد الإنتقال الى رياضة أخرى، حيث تحولت كل فترة من الفترات الأربع للتجارب إلى درس في مدرسة لتعليم القيادة لأسطورة الراليات. مع في مقعد الأستاذ، بطل العالم للسيارات السياحية أربع مرات إيفان مولر، الذي كان يدور حول الحلبة في البداية قبل أن يترك مكانه للوب المواظب، ولكن الفضولي أيضاً.
لوب: إيفان هو مرجع بالنسبة لي!
مولر شرح أمام الصحافيين ما يحصل بقوله: “سيباستيان لديه حق في الوصول إلى كافة البيانات التي يريدها، ونحن نتحدث كثيراً”، وتابع قائلاً: “أنا مستعد، وأنا أقول ما أعرفه، وأجيب على كل أسئلته. قدراته التحليلية من شأنها أن تُساعده على الدخول سريعاً في أجواء السباقات. في أية حال، يبذل قصاراه للوصول إلى ما يريد. إنه ليس معتاداً على السباقات مع سيارات أخرى، ولكننا خضعنا لتجربة مع سيارتين، وسيتعلم بسرعة في هذا المجال”.
من ناحيته يعترف لوب قائلاً: “إيفان هو مرجع بالنسبة لي. بياناته القيادية تسمح لي بمعرفة ما عليّ فعله عندما لا تسير الأمور كما أريد. أنا لا أتعلم من لمسة واحدة، ولكنني إكتشفت الكثير من الحيل القيادية. على سبيل المثال، في لفة واحدة، كان هناك ثلاثة منعطفات حيث كان يدوس على المكابح أبكر مني بـ 10 أمتار أو 20 متراً، ولكن في النهاية كان الأسرع. بدلاً من دخول المنعطف كمتذمر، وتحمل المخاطر أثناء الكبح والصراع مع السيارة حتى نقطة المنعطف، كان يدوس على المكابح في وقت أبكر، ومن ثم يقوم بعملية تسارع ويستقر وكان يخرج بشكل أسرع. بت أعرف ذلك، ولكن ليس من السهل تكراره… اليوم، إيفان يقود أسرع مني بقليل وهو ثابت بشكل مطلق، ودقيق بما يفعله. إنه رائع من ناحية الإيقاع، وأحتاج للقيادة أكثر من أجل تحقيق ما يفعله”.
وأكثر من لوب، فإن جميع أعضاء فريق سيتروين يتعلمون من الدروس التي يُقدّمها البطل القادم من الألزاس، على غرار بطل العالم للراليات، وهذا ما يؤكده لوب الذي يقول: “يجلب لنا كل خبرته في هذه المسابقة. لديه الكثير من الأمور التي يجب أن نعرفها ولكن لا يمكن تعلمها بالقوة على غرار خيارات المعايير على حلبات محددة. إضافة الى إدارة أطقم الإطارات، أو حتى العشرات من التفاصيل الأخرى”.
ويدرك مولر بطل العالم للسيارات السياحية “دبليو،تي،سي،سي” أنه مسؤول عن كل شيء بدءاً من التقنيات، مروراً بالإستراتيجيات والحلبات وصولاً الى خيارات الفنادق، حيث يبدو ظاهراً للعيان أن فريق “سيتروين” يفتقر للخبرة ولكن لديه النية للتعلم وهو يفعل ذلك بسرعة، وكأنه إسفنجة تمتص كل شيء.
وسيتابع المصنّع الفرنسي دروسه حتى بداية السباق الأول، وقد بدأ العمل مع السيارة أبكر من باقي الفرق، ولكن من دون أي خبرة سابقة، إذ ليس في سجل هذا الفريق سوى 8 أيام من التجارب، بينما باقي الفرق لديها سنوات من الخبرة، ليس بما يتعلق بالقوانين الجديدة، بل بما يتعلق بالمسابقة. خصوصا ًأن السيارات الحالية لا تختلف كثيراً عن الطرازات السابقة، كما أن المشاكل تبقى هي ذاتها.
ولا شك أن الضعف في المعرفة لا يمكن تعويضه خلال 8 أيام فقط، كما أن الخبرة لا يمكن شرائها. ومن الممكن أن يكون هناك بعض السلبيات في بداية الموسم بسبب قلة الخبرة، لذا يختم مولر قائلاً: “اليوم هذا ما أخشى منه، وعليّ أن أركز على هذه الناحية، لأنه يعود لي أن أفعل شيئاً من أجل تلافي هذه المشاكل”.
في الختام نذكر أن “سيتروين” ستشارك في المسابقة على متن 3 سيارات من طراز “سي ـ إليزي”، فخلال الجولات الـ 12 من بطولة العالم للسيارات السياحية عام 2014 سينضم الى الثنائي مولر ـ لوب السائق الأرجنتيني خوسيه ـ ماريا لوبيز بطل الأرجنتين للسيارات السياحية 3 مرات، لذا قال مولر: “سينضم الى الصراع، فلديه مستوى إستثنائي”.