أيام قليلة تفصلنا عن إنطلاق التجارب الشتوية الأولى للفورمولا واحد في إسبانيا، لكن يجب أن لا نتسرع في تقييم الحزمة الجديدة من القوانين في الأيام الإفتتاحية، على حد قول جوناثان نوبل.
مرحلة الإنتظار والترقب أوشكت على الإنتهاء. أيامٌ قليلة وتتضح ملامح الشكل والصوت الجديدين للفورمولا واحد في 2014.
في حين يستطيع معظمنا تخمين التفاصيل عبر الصور التي نشرها فريقا فورس إنديا وويليامز- ونهيئ أنفسنا لما نعرف أنه سيكون تصميمًا قبيحًا لأنف السيارات عند إنطلاق تجارب خيريز- فإن شيئًا واحدًا مؤكد، لن ينال ذلك إعجاب الجميع.
عقب التوقعات لما ستحمله لنا تجارب خيريز الأولى وما الذي ستقدمه سيارات 2014 للفورمولا واحد، ما سيظهر على الحلبة في إسبانيا الأسبوع القادم سيؤدي إلى إنقسامٍ في الأراء.
سنجد أولئك الذين سيحبون الحقبة الجديدة التي تمر بها الفئة الأولى والتي ستتضمن: عدم القدرة على توقع أيِّ شيئ، الأمر الذي أجج التكهنات حول موثوقية السيارات الجديدة، التغييرات الكبيرة التي من شأنها إزالة أي أفضلية كان يتمتع بها أحد الفرق في السابق، تزايد الإهتمام بالجانب التقني والإحتجاجات التي ستصاحب ذلك، أنظمة إستعادة الطاقة الجديدة والمحركات التي تستهلك الوقود بشكلٍ أفضل. حقيقة أن كلّ شيء أصبح جديدًا.
وسنجد أولئك الذين سيرون في موسم 2014 نهاية العالم بالنسبة للفورمولا واحد.
سيركزون على الأنف القبيح للسيارات وإختفاء هدير محركات الثمان إسطوانات. سيكرهون حقيقة أن السيارات أصبحت أبطأ، وأن الحفاظ على الوقود سيصبح عاملًا رئيسيًا في الفوز بالسباقات. وسيسخرون من إحتمال عدم تمكن بعض الفرق من الدوران بالقدر الكافِ على الحلبة.
سينقسم الجميع بين هاتين المجموعتين، لكن سيكون من الخطأ القيام بذلك بعد الأيام القليلة التي ستلي تجارب خيريز.
في هذا العصر من التطور الإعلامي، سيتمكن المشجعون من الحصول على معلومات لآخر التطورات لحظةً بلحظة، لم يعد الأمر كما في السابق حيث كان الجميع يتخيل مجريات الأمور. نظّم أفكارك أولًا ، بعدها قم بطرح الأسئلة المناسبة في الوقت المناسب.
في ظل أي تغييرٍ جديد في الأحداث سيطالب الجميع بتقرير فوري حول هل أنّ الأمور جيدة أم سيئة – ومن الأفضل أن لا يتجاوز التقرير 140 كلمة.
سيطغى هذا الأمر الأسبوعَ القادم. التغريدات على تويتر، التقارير الإخبارية، الأعمدة الصحافية والمدونات الصوتية ستكون محتشدة وهي مُطَالَبةٌ بتقديم إجابة شافية حول جدوى القوانين الجديدة من عدمها.
حتى بعد ذلك، مثلما لا يجب الحكم على الكتاب من غلافه، سيكون من الخطأ أن نحكم على الأمر بعد التجارب الأولى فقط.
وإلى أي حدٍ ستلعب الناحية الجمالية دورًا في ذلك، مع ذلك سيرفعُ أكثر المشجعين تعصبًا رايةَ التشاؤم منذ البداية، لكن الحقيقة أننا لن نحصل على الإجابة الشافية قريبًا.
لن نحصل عليها حتى بعد تجارب البحرين. وربما سيتوجب علينا الإنتظار إلى ما بعد الجولة الإفتتاحية من الموسم الجديد في ملبورن بأستراليا.
حيثُ، قد يستغرق الأمر شهوراً لكي تتضح ملامح اللوائح الجديدة، ولكي تتمكن الفرق والسائقون من فهم أفضل الطرق لتحقيق الإنتصارات، ولكي يتمكن المهندسون من إستغلال كامل طاقات التكنولوجيا الحديثة. وبحلول ذلك الوقت، سنتعود جميعًا على شكل الأنف الجديد وسيكون تقييمنا لصوت المحركات الجديدة أكثر عقلانية.
لكن من المهم أن ننتظر قبل أن نجزم هل أنّ الأمر كارثيّ أم يدعو للإبتهاج. ولكن في النهاية لن نحصل على أيٍّ منهما: ستكون هناك العديد من العناصر التي سنحبها وفي المقابل ستكون هناك بعض الأشياء التي سنكرهها جميعًا.
لذلك فلنستمتع بما ستقدمه لنا تجارب خيريز: بداية حقبة جديدة مثيرة في الفورمولا واحد. بإمكاننا تقييمها في وقتٍ لاحق. شخصيًا لا أطيق الإنتظار.