عادةً ما تبدأ سباقات الفورمولا 1 بصورةٍ جيدة ولكن الأمور تزداد صعوبة بعد مضي العام الأول. يتطرق إيان باركس إلى ما يخطط له منظمو جائزة المكسيك الكبرى من أجل تفادي الركود في العام الثاني.
إن نجاح جائزة كبرى جديدة في عامها الأول في الفورمولا 1 يعتبر بديهياً نظراً للاهتمام الكبير الذي تولده هذه المنطقة بالحدث بشكلٍ عام أكثر من الفورمولا 1 كبطولةٍ بحد ذاتها.
ولكن مع العام الثاني، الثالث، الرابع، وما بعد ذلك، سيكون الأمر مختلفاً كلياً في ما يتعلق باستمرارية النجاح، ما من شأنه خلق العديد من المشاكل.
علينا فقط أن ننظر إلى الصعوبات التي واجهتها حلبات مثل تركيا، الهند، وكوريا الجنوبية لملاحظة بأن المحافظة على نموذج الفورمولا 1 تكون ناجحةً فقط عندما يتمكن هذا الحدث من جذب المتابعين عاماً تلو الآخر.
العام الماضي، أصبحت المكسيك هي الإضافة الأخيرة لروزنامة الفورمولا 1 وأثبتت جدارتها بامتياز مع حضور 336174 متفرج على مدار 3 أيام، ولتحتل جائزة المكسيك الكبرى المركز الثاني خلف جائزة بريطانيا الكبرى من ناحية نسبة الحضور.
وأُعجب المتابعون، السائقون، والفرق بهذا الحدث، إذ أن العوائد المادية التي حققتها جائزة المكسيك الكبرى يحلم بها منظمو العديد من الحلبات الأخرى.
وأظهرت دراستين منفصلتين بأن جائزة المكسيك الكبرى ساهمت بـ232.8 مليون دولار أميركي للاقتصاد المكسيكي، وإضافةً إليها كان هناك مبلغ 227.8 مليون دولار من وسائل الإعلام.
ولنضف إلى ذلك، بالنسبة لعام 2015 فقط، مبلغ 242.7 مليون دولار بعد إعادة بناء وتأهيل حلبة أوتودرومو هيرمانوس رودريغيز، سنحصل على تأثير اقتصادي يعادل 753.3 مليون دولار أميركي.
والآن، يواجه المنظمون مهمةً صعبةً في السنة الثانية من أجل الارتقاء لهذه المعايير.
وكما قال مدير قسم التسويق والعلاقات الإعلامية رودريغو سانشيز لموقع أوتوسبورت: ‘‘كان لهذا السباق أفضل تأثير اقتصادي على المكسيك منذ استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 1986، أو منذ استضافة سباق الفورمولا 1 للمرة الأخيرة عام 1992’’.
وتابع: ‘‘من الواضح أن الحكومة سعيدة، ولكن الأمر الأساسي الذي يجب تعلمه هنا هو أنه عند وجود تنسيق وتعاون بين الملكية الخاصة والحكومة، يمكننا القيام بالعديد من الأمور الجيدة. الأمر يتعلق باستقدام الأشخاص الصحيحين، الالتزام، وتوفير الأدوات اللازمة من أجل تنظيم هذا الحدث. كان أمراً نفتخر به بشكلٍ كبير، وهو أمرٌ ممتاز بالنسبة للمكسيك’’.
وأكمل: ‘‘ولكن منذ البداية، كنا نعمل وفقاً لمخطط من خمس سنوات، ولا نخطط من سباقٍ لسباق حول كيفية تنظيم السباق’’.
ورغم أن العديد سيعودون إلى الجائزة الكبرى، نظراً لخبرتهم من الجائزة الكبرى من العام الماضي وضمان وجود آراء إيجابية عن ذلك الحدث، فإن سانشيز يتحدث عن ضرورة ‘‘نقل الفورمولا 1 إلى الأشخاص الصحيحين’’.
وتابع: ‘‘علينا ضمان استيعابهم للعناصر الأساسية في الفورمولا 1، وبأن السائقين هم رياضيون، وبأن قيادة سيارة فورمولا 1 لمدة ساعتين لا يشابه قيادة سيارة عادية في نزهة’’.
وفي ما يتعلق بهذا المجال، وبخصوص الترويج للفورمولا 1 في المكسيك، فإن المنظمين سينتجون مجلات جديدة يتم توزيعها في محطات القطارات والشوارع الأساسية والمكاتب ومحطات الحافلات، وحيث يكون توزيع هذه المجلة شهرياً، ومن ثم مرتين بالشهر في وقتٍ لاحقٍ من السنة.
وتابع سانشيز: ‘‘الأمر الجيد هو أن هذه الفكرة بسيطة جداً، مجلة صغيرة مع معلومات مميزة. ستتضمن صورةً كبيرة في المنتصف ليتمكن الأطفال من تعليقها على جدرانهم. ستتضمن العديد من الرسوم البيانية وشرح لآلية وفقات الصيانة، أو مخططاً عن سيارة فورمولا 1 كاملة’’.
وأكمل: ‘‘نقدر بأن الأشخاص لا يقرؤون اليوم كما كان الحال عليه منذ خمسة أعوام، وبالتالي علينا إنشاء بيانات تسهُل رؤيتها من أجل إيصال الرسائل بسرعة. علينا تعليم الأشخاص عن الفورمولا 1، على أمل جذب اهتمامهم’’.
وإضافةً إلى ذلك، وفي ما يتعلق بشراء التذاكر، ستكون هناك بعض المدرجات المرتبطة بنوع معين من المشجعين.
هذا يعني بأن أي مشجع سيتمكن من التفاعل مع مشجعين لديهم الشغف ذاته، بحيث يتفادى هؤلاء المشجعون من يريدون القدوم إلى الحلبة والاحتفال على خلفية الفورمولا 1.
وتابع: ‘‘ندرك بأن لدينا فرصة وحيدة من أجل إرضاء المشجعين، وبالتالي في حال قاموا بشراء تذكرة مختلفة عما يريدونه لن يعودون إلينا إطلاقاً. وبالتالي مع توفير العديد من المعلومات سنتمكن من بناء قاعدة جماهيرية واسعة’’.
يبدو بأن المكسيك تتخذ خطوات إيجابية من أجل ضمان استمرار النجاح، وهذا أمرٌ يمكن للحلبات الأخرى أن تتعلمه.