عودة حلبة سوزوكا إلى روزنامة بطولة العالم للفورمولا 1 ترافقت مع تحدياتٍ كلاسيكية اعتادت الفرق على مواجهتها في جائزة اليابان الكبرى، أبرزها مرتبط بتغير الظروف المناخية، وكيفية إيجاد الضبط المثالي للسيارات. من سيتمكن من إيجاد التوازن المثالي للتألق في إحدى أجمل حلبات الفورمولا 1؟
تقرير الحصة التأهيلية: فيرشتابن الأسرع في سوزوكا
سيارات الفورمولا 1 تُعتبر من الأفضل، والأكثر تقدمًا وابتكارًا وتطورًا، في العالم بأكمله، مع سرعاتٍ مميزة تصل إليها هذه السيارات أثناء اجتياز المنعطفات عالية السرعة، وأيضًا الأداء الاستثنائي عند الكبح والتسارع.
بطبيعة الحال، تُعتبر متابعة هذه السيارات في حلبةٍ مثل سوزوكا من الأكثر متعة في روزنامة الفورمولا 1. هذه الحلبة مميزة بمنعطفاتها عالية السرعة في المقطع الأول، الخطوط المستقيمة الطويلة، وأيضًا نقاط الكبح القاسية التي تتطلب استقرار السيارة.
ولكن، بالترافق مع ذلك، فإن سيارات الفورمولا 1 تعتبر حساسة جدًا، ويمكن لأبسط التغييرات في معايير الضبط أن تؤدي إلى اختلاف استجابة السيارة بالكامل. مع جمع الفرق لعددٍ كبير من المعطيات حول كيفية إيجاد الضبط المثالي، الزوايا الفعالة للأجنحة الأمامية والخلفية، وكيفية تحقيق التوازن الذي يضمن استخراج أقصى قدرات السيارة.
هذه المعايير تختلف، أيضًا، مع اختلاف الظروف المناخية، إذ أن قيادة السيارة في مسارٍ جاف تتطلب معايير ضبط مختلفة عن القيادة في مسارٍ مبتل، إذ يتطلب الأخير استقرارًا أكبر للسيارة، مع زيادة قوة السحب، انخفاض السرعة على الخطوط المستقيمة مقابل الحصول على سيارة يمكن التنبؤ بها وباستجابتها.
لكن، مع الخبرات الهندسية المميزة، والمعطيات الهائلة التي تجمعها فرق الفورمولا 1 من السيارات، فإن مهمة إيجاد تلك المعايير المثالية تعتبر قابلة للتحقيق في كل جولة.
إلا أن جائزة اليابان الكبرى ستتيح تحديات اعتدنا عليها أحيانًا، ألا وهي اختلاف الظروف المناخية بين الحصة التأهيلية والسباق.
قوانين الفورمولا 1 تُلزم الفرق باعتماد ما يُدعى بـ ‘المنطقة المغلقة’، ألا وهو عدم السماح بإجراء أية تعديلات في معايير الضبط منذ انطلاق الحصة التأهيلية وحتى نهاية السباق، وبالتالي، السيارة التي يستخدمها السائقون في الحصة التأهيلية ستكون بنفس المعايير، ونفس أسلوب الاستجابة، للسباق.
كما تابعنا، فإن الحصة التأهيلية في حلبة سوزوكا في موسم 2022 أُقيمت في ظروف مناخية مشمسة، على حلبةٍ جافة، وباستخدام جميع السائقين للإطارات الملساء.
ولكن، كافة تقارير الأرصاد الجوية تشير إلى إمكانية هطول أمطار غزيرة في السباق، وبالتالي قد تكون الظروف مختلفة جدًا في السباق مقارنةً مع الحصة التأهيلية.
هنا يأتي التحدي الأبرز للسائقين والفرق، كيف سيتعاملون مع ضبط السيارة؟ إذ أن الضبط المثالي للحصة التأهيلية قد لا يكون فعّالًا يوم السباق.
من جهةٍ، يمكن اعتماد معايير ضبط مثالية للحصة التأهيلية، مع تقليل قوة السحب، ولكن في الوقت ذاته ستكون السيارة عصبية جدًا يوم السباق، وقد لا يتمكن السائقون من الضغط إلى أقصى حدودها لأن ذلك قد يعني فقدان السيطرة عليها والتعرض لحادثٍ بسهولة.
ومن جهةٍ أخرى، قد يمكن اعتماد معايير ضبط تصب لمصلحة السباق بشكلٍ أكبر، ولكن هذا الأمر سيعني تراجع تأدية ووتيرة السيارة في الحصة التأهيلية، مع إمكانية التضحية بأفضلية المركز في الحلبة، وقد يكون هذا الأمر نقطة ضعفٍ أيضًا خصوصًا وأن حلبة سوزوكا ليست من الأسهل على صعيد التجاوزات.
إيجاد التوازن المثالي بين معايير الضبط هذه، خصوصًا في موسم 2022 الذي سيشهد اختلاف الظروف المناخية بين الحصة التأهيلية والسباق، سيكون أحد مفاتيح النجاح الأساسية في حلبة سوزوكا، للفوز بسباق جائزة اليابان الكبرى.
لمن يكون التفوق إذًا؟ ساعاتٌ قليلة ونحصل على هذه الإجابة!