لا تُعتبر حادثة وفاة أيرتون سينا في أوج مسيرته الاحترافية هي السبب الوحيد في سمعته كأحد أفضل سائقي بطولة العالم للفورمولا واحد، وذلك حسب مُديره السابق في فريق ماكلارين رون دينيس.
ازدادت سمعة أيرتون سينا بالنمو كأسطورة حتى بعد مضي عشرين عاماً على وفاته في سباق إيمولا عام 1994، مع وجود العديد من التصريحات المليئة بالمشاعر عشية هذه الذكرى السنوية العشرين والتي تبرهن على استمرار الاحترام الكبير للسائق البرازيلي.
ولكن على الرغم من أن وفاة سينا ساهمت في تخليد صيته كأسطورة، إلا أن دينيس يعتقد أن موهبة بطل العالم الثلاثي وسماته الإنسانية تحظى بالدرجة نفسها من الأهمية في السمعة التي يتمتع سينا بها في الوقت الحالي.
وعند سؤاله عن أسباب اعتبار سينا من أعظم السائقين من قِبل العديد من الأشخاص، يقول دينيس: ‘‘أعتقد لأنه كان شخصاً جيداً أكثر من اللازم طوال فترة حياته.
‘‘لا أرى أية إيجابيات في أنه تعرض لحادثٍ أدى لوضع حدٍ لحياته، ولكننا لم نرغب بأن نشهد تدهور أدائه مع كبر سنه. نتذكّر أنه كان تنافسياً بشكلٍ غير مسبوق، ومن ثم لم يعد هنا بشكلٍ مفاجئ. وبالتالي هذه هي ذكرياتنا الوحيدة عنه.
‘‘لم أفكر في يومٍ من الأيام عمّا كانت ستكون حال سينا في ما لو بقي على قيد الحياة. ولكن لعلّه كان سيبدو كبيراً في العمر بالتأكيد، ومن المرجح أن حياته كانت ستحتوي على العديد من الأمور التي كانت ستضر بسمعته.
إلا أن دينيس كان حريصاً، على الرغم من ذلك، من توضيح أن تبجيل سينا والصورة الحالية له لا تقتصر على وفاته وحسب.
يُضيف: ‘‘كان عظيماً، وهذا الأمر يفوق كل الأشياء أهميةً. كانت لديه مبادئ إنسانية جيدة. كان شخصاً ذا مبادئ وقيم ثابتة. من دون شك أتذكر سباق جائزة اليابان الكبرى على حلبة سوزوكا عام 1990، عندما تعرض هو وبروست لحادث اصطدام عند المنعطف الأول من اللفة الأولى. نظرت إلى كافة المعطيات الصادرة عن سيارته، ولا يجب عليك أن تكون نابغةً من أجل اكتشاف حقيقة ما حصل. وعندما عاد إلى منطقة الصيانة قلت له: ‘لقد خاب ظني بك’.
‘‘استوعب ذلك. لم يقم بقول أي شيء. كانت هذه إحدى نقاط ضعفه النادرة.’’