وتيرة التطوير في بطولة العالم للفورمولا 1 لا تتوقف. ورغم انتصاف موسم 2016، ومع قرب انتقال الفرق للتركيز على سيارات السنة المقبلة بالكامل نظراً للثورة التقنية المنتظرة، كانت هناك العديد من التحديثات التي جلبتها الفرق في ألمانيا. سنستعرض وإياكم في هذه الزاوية أبرز الملامح التقنية لما جلبته الفرق من تحديثاتٍ بشكلٍ مبسط.
على مدار موسم 2016 من بطولة العالم للفورمولا 1، تلاعبت الفرق على الدوام بمواصفات جنيح ‘مقعد القرد’ المتموضع أسفل الجناح الخلفي الرئيسي.
فنظراً للحرية المتاحة للفرق في تلك المنطقة، تم اعتماد مواصفات مختلفة في كل جولة وفقاً لمتطلبات الحلبة، فيما كانت بعض الفرق تستغني عنه بالكامل في بعض الحلبات.
هذا الجنيح لديه تأثير أساسي على استقرار القسم الخلفي من السيارة عبر المنعطفات. لاحظنا في حلبة برشلونة الإسبانية على سبيل المثال كيف اعتمدت الفرق مواصفات معقدة وضخمة لهذا الجنيح مع عدة عناصر، وذلك نظراً للمنعطفات الطويلة والسريعة والتي تتطلب زيادة الارتكازية وثبات القسم الخلفي من السيارة عبر تلك المنعطفات لضمان التسارع الجيد.
وعلى حلباتٍ مثل حلبة باكو، أو كندا، والتي تتطلب سرعاتٍ قصوى، لاحظنا اعتماد الفرق لجنيحات إما بمواصفات بسيطة، أو قامت بعض الفرق التي تفتقر لقوة المحركات بالاستغناء عن هذا الجنيح لتقليل قوة السحب الناجمة عنه وبالتالي زيادة السرعات القصوى.
بالنظر إلى مواصفات حلبة هوكنهايم، والتي تستضيف الجائزة الكبرى نهاية الأسبوع الحالي، فإنها تفتقر لتلك المنعطفات الطويلة والسريعة التي تتميز بها حلبة برشلونة، وإنما تعتمد الحلبة الألمانية على الخطوط المستقيمة، مع وجود عدة نقاط كبح قوية متبوعةً بمنعطفاتٍ بطيئة.
لهذا السبب، تميزت سيارة مرسيدس ‘دبليو 07’ بجنيح مقعد القرد البسيط، وهو مؤلف من عنصر دائري محدب وغير معقد، فيما قرر فريق ريد بُل الاستغناء عن هذا الجنيح بالكامل، أثناء خضوع السيارة للفحص التقني يوم الخميس.
وبالنسبة لفريق مرسيدس، يمكن ملاحظة أن الحل الذي توصل إليه الفريق من أجل تدعيم نظام التعليق الخلفي على متن السيارتين بعد مشاكل جولة النمسا لا يزال موجوداً.
كما جلب فريق تورو روسو العديد من التحديثات التقنية في مختلف جوانب السيارة لجولة هوكنهايم. وذلك مع سعي الفريق لتعويض التأخر الناجم عن استخدام وحدة طاقة فيراري بمواصفات 2015، حيث أعرب الفريق الإيطالي مؤخراً عن قلقه من وتيرة تطوير تحالف ماكلارين / هوندا.
نتيجةً لذلك، تميزت سيارة ‘أس تي أر 11’ بجناحٍ أمامي جديد. وتركزت التعديلات، بشكلٍ أساسي، على الجُنيحات الصغيرة المتموضعة على جانبي الجناح الأمامي، مع تعديل مواصفاتها.
إذ أنها تبقى مثبتةً بشكلٍ رئيسي على الوجه الداخلي للصفائح الجانبية، ولكنها الآن تتميز بمقطع إضافي مثبت على تلك الجنيحات بدلاً من تثبيته على الصفيحة الرئيسية المستوية للجناح الأمامي، كما هو موضح في الصور أدناه.
كما كانت هناك تعديلات على أرضية سيارة تورو روسو، خصوصاً في القسم الخلفي، إذ أنها تتمتع بمزيدٍ من الشقوق أمام الإطارات الخلفي، كما توجد زعنفة خلف أذرع نظام التعليق الخلفي مشكّلة عبر الصفائح الجانبية للجناح الخلفي.
وتميزت سيارة تورو روسو ‘أس تي أر 11’ بزعانف جانبية معدلة على جانبي مقصورة القيادة، إذ أنها أصبحت أكثر انحناءً، كما تتميز بوجود زعنفة متوسطة أفقية متصلة بجسم السيارة المحيط بالفتحات الجانبية.
هذا التعديل يهدف بشكلٍ رئيسي لتحسين تدفق التيارات الهوائية والمحافظة على ارتباطها مع توجيهها نحو القسم الخلفي من السيارة.
وبالانتقال إلى فريق مرسيدس، وإضافةً إلى تعديل مواصفات جنيح مقعد القرد والإبقاء على الحل المعتمد لتدعيم أذرع نظام التعليق الخلفي، فإن فريق الأسهم الفضية قام في الجولات الأخيرة بتعديل مواصفات فتحات تبريد السيارة.
لاحظنا جميعاً في جولة المجر وجود عدة شقوق على جانبي مقصورة القيادة لزيادة تبريد أنظمة وحدة الطاقة، خصوصاً مع درجات الحرارة المرتفعة على حلبة هنغارورينغ والتي وصلت إلى 53 درجة مئوية في بعض مجريات الجولة.
وفي هوكنهايم، ورغم عدم توقع الوصول إلى نفس درجات الحرارة المرتفعة للأسبوع الماضي، إلا أن الشقوق على جانبي مقصورة القيادة بقيت متواجدة على متن سيارة ‘دبليو 07’، ولكنها كانت أقل، كعدد، من الشقوق في الجولة الماضية.
ومن المؤكد أننا سنكتشف وجود المزيد من التحديثات التقنية على مدار هذه الجولة، فكما ذكرنا مسبقاً، وتيرة التطوير في عالم الفورمولا 1 لا تتوقف. ففي هذا البحر من التفاصيل التقنية، يمكن لأقل جزء لا يتعدى طوله بضعة مليمترات أن يؤدي إلى صنع فارق ملحوظ في الأداء.