على الحلبة، قدم الألماني نيكو هولكنبرغ كل ما بوسعه وأثبت أنه جدير بالإنتقال لأحد فرق المقدمة في الفورمولا واحد.
لكن حتى بعد قضائه لأربعة مواسم في الفئة الأولى، لا زال يسابق لفرق الوسط.
فريق فورس إنديا فعالٌ للغاية، لكن لا يمكن مقارنته بعمالقة الرياضة. في حال كان محرك مرسيدس قويًا وصمم الفريق الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له سيارة جيدة، فبإمكانه تحقيق نتائج جيدة، لكن من الواضح بأنه لن يكون قادرًا على الفوز ببطولة العالم في 2014.
سيكون الفريق سعيدًا بالتوقيع مع هولكنبرغ، حيث قدم الألماني تأدية مذهلة في النصف الثاني من الموسم الماضي مع سيارة جيدة. وتأديته في السباق الكوري، وتمكنه من إحتجاز البريطاني لويس هاميلتون والإسباني فرناندو ألونسو خلفه، كانت من الطراز الرفيع.
الأمر لا يتعلق بالسرعة فقط، بل تتضمن كذلك الحضور الذهني القوي، حيث ترك الباب مفتوحًا للسيارات خلفه عند المنعطف الأول لأنه كان يعلم لو قام بالدفاع عن مركزه، سيكون لقمةً سائغة على الخط المستقيم. كانت فعلًا قيادة مذهلة.
لم تكن تلك التأدية الوحيدة في 2013. إذ كانت تأديته قوية حتى في النصف الأول من الموسم، لكن سيارة الساوبر كانت غير تنافسية إلى حين جلب التحديثات الجديدة لخلفية السيارة في السباق المجري.
إذن لماذا لا نجده مع فرق المقدمة؟ حسنًا، هناك بعض التخوفات من وزن السائق الألماني بالنظر إلى القوانين الجديدة في 2014. سائق طويل القامة، لن يكون بمقدوره خسارة المزيد من الوزن إلا إذا إستغنى عن بعض أطرافه.
كما يُوجد هُناك بعض القرارات التي يجب التشكيك بصحتها، لا سيما إنتقاله من فورس إنديا الى ساوبر ومن ثم العودة الى فريقه القديم من جديد. إحتاج هولكنبرغ بعض الوقت للتأقلم مع سيارة ساوبر الحاليّة، وهذا قد أثّر حقًا على خيارات الفرق التي كانت تبحث عن سائق قويّ لعام 2014.
ولهذا السبب يُمكن القول بأنّ هولكنبرغ فشل من الإنتقال الى فريق فيراري حيث سبقه كيمي رايكونن الذي بقيّ مع فريق لوتس وأحرز الإنتصار الثاني لفريقه في المرحلة الأولى في أستراليا.
العامل الثالث هو الوضع الإقتصادي الذي تعيشه فرق الفورمولا واحد. ولكن هذا الأمر لم يدفع فريق فورس إنديا الى البحث عن سائق يملك رعاية كبيرة كون الفريق يُريد سائقًا قادرًا على إحراز نتائج جيدة ليس لسباق أو اثنان بل على مدار الموسم بأكمله.
فالفريق الهندي يعلم جيدًا قدرات الألماني، خصوصًا مع دخول الفورمولا واحد نفقًا جديدًا من القوانين التقنيّة والرياضيّة. فقد أثبت هولكنبرغ عن قوته وجبروته في سباقي البرازيلي 2010 و2012.
ولذلك، لا يُمكننا إلّا إن نشكر فيجاي ماليا لشجاعته بالتوقيع مع هولكنبرغ على الرُغم من وجود مجموعة كبيرة من السائقين الذي يملكون رعايّة ماليّة كبيرة. وهذا هو بالضبط ما تحتاج بقيّة الفرق الى فعله للإرتقاء بمستوى هذه الرياضة.
أمّا بالنسبة لهولكنبرغ، فإنّه موسم آخر مع فريق غير قادر على الفوز بالبطولة، إذ ينبغي على الألماني أن يقوم بما كان يقوم به في السابق على أمل أن يتحقّق حلمه وينتقل لفريق قويّ قادر على منحه سيارة للمُنافسة على بطولة العالم.