ما الذي يقف خلف المستوى الذي ظهر فيه مؤخراً سائق مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ في بطولة العالم للفورمولا 1 ليخوّله التغلّب على زميله في الفريق البريطاني لوس هاميلتون في معركة مباشرة بينهما في الجولتين الأخيرتين؟ يحلل ايان باركس الأسباب.
في تكوين رأي عن نيكو روزبرغ تنطبع لديك فكرة أنه شخص مسالم ونادراً ما يود الإساءة لأحد، أو أي يكن أي عمل من الأعمال العدائية.
واعتبر رئيس فريق مرسيدس توتو وولف أن الأحداث الأخيرة بينه وبين زميله في الفريق هاميلتون أشعلت نيراناً داخل روزبرغ ساعدته في قلب الطاولة على بطل العالم ثلاث مرات.
تبادل المراكز المفتوح في جائزة اليابان الكبرى، والأكثر وضوحاً ما حدث في المنعطف الأول لسباق جائزة الولايات المتحدة الكبرى. وليس للمرة الأولى في شراكتهما، خسر روزبرغ في هذه المواجهات مع هاميلتون.
ربما، عن قصد أو غير قصد، ثار غضب روزبرغ الهادئ والسلس عادةً.
قدمت سوزوكا الشعلة وقدّمت أوستن الوقود، بما أن روزبرغ كان غاضباً بعد السباق كما لم يسبق أن كان كذلك يوماً طيلة فترة تواجده في مرسيدس.
ومنذ ذلك الحين، سيطر روزبرغ في المكسيك والبرازيل.
وواحدة من الأفكار هي أن تركيز هاميلتون تشتت، فيما كان يستمتع بنفسه كثيراً، وهذا ما سمح لروبرغ بتحقيق نتائج شبه مثالية في السباقين الأخيرين بفوز وانطلاق من الصف الأول.
من ناحيته استبعد هاميلتون أي تلاشي في تركيزه والنهج الذي يتّبعه، رغم اعترافه بتقصير في التمارين البدنية مؤخراً نظراً لانشغاله بالاحتفال بلقبه العالمي الثالث.
الأمر نفسه بالنسبة لروزبرغ، الذي لم ينجح في تحديد السبب الرئيسي، بعد أن تفوّق هاميلتون عليه بنتيجة 12 مقابل 1 في المعركة التأهيلية للسباقات الـ 13 الأولى للموسم، ومن ثم أحرز روزبرغ مركز الانطلاق الأول في 5 جولات متتالية، والآن حقق الفوز في سباقين متتاليين.
واعتبر روزبرغ أنها كانت مسألة “جمع أجزاء الأحجية سويةً”.
وكما أضاف روزبرغ: “الأمر معقد. كانت مسألة الدخول في الأمر، الضغط ومحاولة فهم”.
وأكمل: “لأسباب عديدة كنت أحاول تحقيق تقدم حيث أستطيع، لكن لم يكن هناك أمر كبير قمت بتغييره. كنت أحقق تقدماً، وكان ذلك رائعاً”.
في اليابان، تفوق هاميلتون على المنطلق من المركز الأول روزبرغ وأخرجه عن مسار حلبة سوزوكا، وبدا الأمر مصيرياً، إذ عبر الأخير خط النهاية بالمركز الأول وبفارق 18.9 ثانية عن روزبرغ.
في أوستن، وبالنظر إلى الظروف التي سيطرت على الحدث وواقع أن روزبرغ عاد ليشق طريقه في الترتيب نحو الصدارة بعد أن تراجع من المركز الأول إلى الخامس بسبب حركة هاميلتون العدائية عند المنعطف الأول، لم تكن الحركة بتلك القسوة، لكنها بكل تأكيد كانت الشرارة.
وكان خطأ روزبرغ في وقت لاحق من السباق عاملاً حاسماً بين الثنائي، سامحاً لهاميلتون بعبور خط النهاية بالمركز الأول وحسم لقبه الثالث.
وفي ذلك الوقت وصف روزبرغ هاميلتون بـ “العدائي جداً” واتهمه بـ “التمادي كثيراً”.
وعند سؤال وولف عن ما إذا كان قد رأى طاقة إضافية في روزبرغ منذ حادث الاحتكاك في المنعطف الأول لسباق أوستن، أعرب وولف عن رأيه الخاص بالأمر.
وأجاب: “نعم، ربما. هذا تخميني الخاص، لكن قد يكون الأمر مختلفاً، ردة فعل استباقية، مقاربة أكثر حيوية”.
وأضاف: “قلت إنه قاد بغضب ولست واثقاً ما إذا كنت محقاً، هذا فقط ما رأيته. يمكن أن أكون خاطئاً”.
وختم وولف حديثه قائلاً: “أعتقد أن نيكو يتطور كسائق سباقات، ويمكن أن تروا أن جميع هذه الحوادث في المنعطفات الأولى كانت بنمط واحد”.
هذا تخمين، ليس أكثر من وولف، أن روزبرغ وجد شيئاً ما داخله يحتاجه أي سائق آخر إذا أراد أن يصبح بطلاً.
على الأرجح سيعطينا السباق الختامي للموسم في أبوظبي صورة أوضح، بل ستكون السباقات الأولى من الموسم المقبل التي ستظهر حقيقة تقدم روزبرغ وما إذا كان استخرج من نفسه ما يلزم لتحقيق لقبه الأول.