بدأت الدراسات على سبل جعل سيارات الفورمولا واحد أكثر صعوبة في القيادة بعد سلسلة من الانتقادات حول أن قيادتها أصبحت في غاية السهولة في أيامنا هذه.
ورغم أن جائزة سنغافورة الكبرى أظهرت أنه يمكن للسيارات الحالية أن تكون قاسية في أوضاع مثل درجات الحرارة المرتفعة، أو حتى عدم تمكن سائقين من إنهاء السباقات في حالات أكثر قساوة.
إلا أن السيارات الحالية بعيدة كلياً عن ما كانت علية السيارات في الماضي حيث وصلت حالة السائقين إلى أقصى حدود الإرهاق.
وواحدة من اللحظات التاريخية في الفورمولا واحد التي أظهرت كم يمكن للسباقات أن تكون قاسية على السائقين، هي سباق جائزة البرازيل الكبرى عام 1991.
وكان السائق آيرتون سينا مركّزاً على إحراز الفوز على أرضه، وتعرض لتشنجات عضلية بسبب الجهد البدني الي بذله للتعامل مع مشكلة في علبة التروس في المراحل الأخيرة من السباق في طريقه لإحراز الفوز، وكان مرهقاً عند انتهاء السباق وتمت مساعدته للخروج من السيارة.
وكان المسؤول عن لياقة سينا البدنية يومذاك المدرّب جوزف ليبيرير، الذي صرّح أن سيارات الفورمولا واحد الحالية لا تشكل أي تحدٍ بدني مقارنة بسيارات الماضي.
وقال ليبيرير الذي يعمل حالياً مع فريق ساوبر: “ما حدث في ذلك اليوم كان بعيداً جداً عن ما نحن عليه اليوم”.
“وأنا واثق من أن الكثيرين من السائقين الحاليين يودون إظهار قدراتهم كما فعل سينا، لكنهم لا يستخدمون هذه القدرات في السيارة في هذه الأيام”.
“الناحيتان الذهنية والبدنية مختلفتان جداً”.
“أصبحت قيادة السيارة أسهل بكثير اليوم. ويمكن للسائقين القدوم من سباقات الأطفال وقيادة السيارات”.
“من الناحية الجسدية، لم يكن الأمر أسهل من اليوم”.
وسبق للبيرير أن تابع جميع التطورات لفترة فاقت الـ 20 عاماً في الفورمولا واحد، ويعتقد أن السائقين يخرجون من سياراتهم عند انتهاء السباق غير مرهقين هو سببه أن قيادة السيارات أصبحت أسهل وليس ارتفاع المستوى البدني للسائقين.
وأضاف: “من الرائع تواجد الشباب في الفورمولا واحد، لكنني أتذكر أن السائقين كانوا يخرجون من سياراتهم مرهقين، متعرّقين، ويكاد يغمى عليهم. أما الآن فيخرجون من السيارات وبعضهم لا يكاد يتعرّق”.
“عندما اعتنيت بسينا و [آلان] بروست، كانت المتطلبات البدنية هائلة”.
“كنت أرى كدمات على أيديهم، وكانوا يتألمون من نقل السرعات ومصاعب في منطقة العنق. لقد كان الأمر أكثر صعوبة من الآن”.