اعتاد فريق فيراري على نقض الشائعات المستمرة التي تتعلق بمصير فرناندو ألونسو في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، ولكن يبدو أن علاقة الفريق بسائقهم الاسباني وصلت لنقطةٍ حرجة.
هناك العديد من عوامل التوتر التي ظهرت في سنغافورة، عندما تحدث ألونسو عن وجود أشخاص يريدون إلحاق الضرر به، إضافةً لتصريحات فيراري التي زادت من حدة الشائعات عن مغادرته، كل ذلك يؤشر لوجود تغيرات كبيرة ضمن الفريق الذي يصر، منذ عدة أشهر، على أنه متحد.
وفي حين كان ألونسو واثقاً في السابق من إنهاء مسيرته الاحترافية في الفورمولا واحد مع فريق فيراري الذي يتمركز في مارانيللو، تبدو الأمور أكثر وضوحاً في الوقت الحالي.
فصلٌ جديد للحصان الجامح
مع رحيل مدراء الفريق ستيفانو دومينيكالي ولوكا دي مونتزيملو خلال عام 2014، يبدو أن الوضع السياسي في فيراري أصبح مختلفاً للغاية.
تعيين مدير جديد، ألا وهو ماركو ماتياتشي، إضافةً لانخراط مدير مجموعة فيات، سيرجيو ماركيوني، في فريق الفورمولا واحد بشكلٍ أكثر، جاء بمثابة تصريح شديد اللهجة بأن الفريق يريد أن يبذل كل ما لديه من أجل العودة إلى صدارة الفورمولا واحد.
أوتوسبورت + هل تخرج فيراري من الظُلمات؟
هذا الأمر لا يترك أي مجالاً للعواطف والمشاعر، لا يوجد أي سبب لتبقى الأمور على ما هي عليه، كما أنه لا يوجد مكان شاغر للأشخاص الغير ملتزمين بالعمل مع الفريق بالكامل من أجل تحقيق الطموحات.
يبدو أن عامل الالتزام والارتباط أصبح أساسياً للغاية.
يرى فريق فيراري في ألونسو أحد أفضل السائقين المتواجدين في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، إن لم يكن الأفضل. إلا أن فيراري بحاجة أمور أخرى غير موهبته في الوقت الحالي.
في خضم التغييرات، يبدو أن فيراري أصبح بحاجة لدلائل مقنعة عن التزام ألونسو مع الفريق من أجل تحقيق النجاح في المستقبل طويل الأمد، وليس مجرد البقاء ضمن صفوف الفريق لحين وجود فرصة للانتقال إلى فريق آخر يملك سيارات أفضل.
كانت تصريحات ماركيوني واضحةً للغاية، عندما كان يتحدث عن دي مونتزيملو، عندما قال أنه لا يوجد أي شخص يتمتع بحصانة ضد التغييرات في فيراري، ويبدو أن هذه التصريحات أصبحت تنطبق على ألونسو في الوقت الحالي.
قال ماركيوني: ‘‘عندما تقوم إحدى الشركات بتغيير طريقة عملها، أو عندما لا يتفق أعضاء هذه الشركة بالطموحات والأهداف، يجب إجراء تغييرات’’.
هناك حديث عن شروط خيالية يطالب بها ألونسو من أجل القبول بتمديد عقده مع فيراري.
كما تشير تقارير أخرى عن وجود شعور بالانزعاج من ألونسو نظراً لبحثه عن فرصٍ أخرى للرحيل عن فريق فيراري الذي يحاول بذل جهود إضافية لإبقاء الإسباني.
عدم تحقيق النتائج المطلوبة على الحلبة
ما زال هدف كل من فيراري وألونسو هو واحد: الفوز والنجاح سويةً.
ولكن في الوقت ذاته، هناك خيبة أمل كبيرة من جانب ألونسو تتعلق بتأدية فيراري المُحبطة، والتي خذلت ألونسو، على الحلبة مرةً أخرى خلال موسم 2014.
وكان مدير ألونسو، فلافيو برياتوري، والذي صرح بأن ألونسو أصبح معتاداً على معاناة سيارات فيراري، قد اعترف خلال جائزة إيطاليا الكبرى بأن الوقت قد حان ليقوم فريق فيراري بتحسين أدائه بشكلٍ كبير.
وعند سؤاله من قِبل أوتوسبورت عن وجود نية للقبول بعرض فريق ماكلارين، قال برياتوري: ‘‘شارك ألونسو مع فريق ماكلارين في السابق… لا أعتقد بأن هذا المزيج مثالي. ولكن لا يمكننا أن نعلم بشكلٍ أكيد، إذ يمكن أن تتغير العديد من الأمور’’.
‘‘يريد ألونسو الفوز وأن يمتلك سيارة سريعة وتنافسية’’.
‘‘يمتلك فريق فيراري كافة مقومات الفوز. قام دي مونتزيملو ببذل جهود حثيثة لتحسين الوضع المادي للفريق، وحان الوقت للأشخاص العاملين ضمن فيراري من أجل بذل مجهود أكبر والعمل بشكلٍ أفضل’’.
الشراكة لم تنتهِ
وجود الإحباط من قِبل كل من فيراري وألونسو لا يعني أن شراكتهم قد انتهت وحُكمت بالفشل.
في الوقت ذاته، هناك شعورٌ بأن وقت اتخاذ القرارات الحاسمة بينهما أصبح قاب قوسين أو أدنى: هل يتم تجديد هذه الشراكة مرةً أخرى، أم يتفق كل منهما على سلوك طرق مختلفة؟
لن تكون مهمة الرحيل عن فيراري سهلةً بالنسبة لألونسو. أفادت عدة مصادر لديها اطلاع كبير على الوضع الحالي بأن عقد ألونسو مُحكم للغاية، ولا يوجد أي شروط لخرق العقد بناءً على تأدية سيارات فيراري على الحلبة أو ما شابه ذلك.
لكن من غير المرجح أن يتم إجبار ألونسو على إكمال فترة عقده مع فريق فيراري بالكامل في حال ارتأى الطرفان أن الخيار الأفضل يكمن برحيل ألونسو.
أصبح الوضع الحالي حساساً للغاية لأن عقد ألونسو الحالي يمتد حتى نهاية سنة 2016، في حين سيكون سيباستيان فيتيل، والذي يُعتبر الهدف الأول لفريق فيراري، دون عقد مع نهاية سنة 2015.
وقت اتخاذ القرار
في الوقت الحالي، لا يملك ألونسو أو حتى مدراء فيراري أي فكرة عما ستؤول إليه الأمور خلال الأسابيع القليلة المقبلة من المفاوضات الحساسة.
من الممكن أن يتم تجديد عقد ألونسو لما بعد سنة 2016، مع إعرابه عن سعادته وحماسه من أجل إعادة بناء فريق فيراري من جديد.
في الوقت ذاته، قد يصل الطرفان لصيغة تفاهم مشتركة بأن الافتراق هو الحل الأفضل، ما قد يترك ألونسو حراً للانتقال لفرق منافسة في سنة 2015 أو 2016، أو حتى إجباره على الابتعاد عن ساحات البطولة لعامٍ كامل.
حتى برياتوري، والذي أشرف على مسيرة ألونسو الاحترافية في الفورمولا واحد منذ بداياتها والذي يدرك تماماً الأمور السياسية في عالم البطولة، أكد أنه من المستحيل التنبؤ بما قد سيحصل.
قال برياتوري: ‘‘لا يمكنني معرفة ما سيحصل في المستقبل. بإمكاني رؤية الحاضر، وأنا أرى أن مرسيدس هم الأفضل’’.