الخطوط المستقيمة الطويلة لحلبة مونزا تؤدي لوصول السيارات لسرعات قصوى لا نشهدها على أي من الحلبات الأخرى. يقوم خبير أوتوسبورت التقني، كريغ سكاربُروه بتحليل التحديثات الخاصة بهذه الحلبة الفريدة من نوعها لجولة الموسم الحالي من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد.
مع وجود المنعطفات المزدوجة البطيئة، ولا شيء سواها، للتقسيم بين الخطوط المستقيمة الطويلة، من الممكن ازدياد فعالية التحديثات الخاصة بالتقليل من قوة الجر والتي استخدمت خلال جائزة بلجيكا الكبرى منذ أسبوعين. استخدمت كافة الفرق آنذاك أجنحة أمامية أبسط، إضافةً لأجنحة خلفية مسطّحة.
إلا أن حلبة مونزا تُعطي مكاسب إضافية من حيث الأداء في حالة استخدام معايير ضبط للتخفيف من قوة الجر. ومع وجود فروقات كبيرة بين مُصنعي محركات الموسم الحالي، كان من الممكن ملاحظة بذل بعض الفرق لمجهود أكبر من الفرق الأخرى، خصوصاً ما يتعلق بزاوية تسطّح الجناح الخلفي، من أجل ضمان الوصول لسرعات أعلى عند نهاية الخطوط المستقيمة.
العامل الوحيد الذي يحد من إمكانية اتباع معايير ضبط تُلغي تأثير قوة الجر بشكلٍ كبير هو عامل استقرار السيارة تحت الكبح. إذ صرّح مدير فريق ريد بُل، كريستيان هورنر، أن فريقه كان يتبع معايير ضبط للجناح الخلفي لها نفس المفعول، تقريباً، لحالة إزالة الجناح الخلفي من السيارة بالكامل.
في ظروف مناخية أبرد، هذا الانخفاض في نسب الارتكازية يعني إمكانية عدم وصول الإطارات لدرجة حرارة عملها المثالية، خصوصاً إطارات بيريللي القاسية. وبالتالي هناك خطر كبير بانخفاض درجة حرارة الإطارات عن درجة العمل المثالية.
نتيجةً لذلك، من الممكن إلغاء تأثير تحقيق نتيجة سيئة في الحصة التأهيلية على حساب توفّر إطارات أفضل خلال السباق.
مرسيدس
يستمر فريق مرسيدس بتطوير تفاصيل سيارته، وذلك إلى جانب التحديثات التي تم جلبها خصيصاً لحلبة مونزا.
لهذه الجائزة الكبرى، قام الفريق بجلب جناح خلفي جديد وحواف مختلفة لأرضية السيارة. أيضاً، تمّ تحديث نسخة الجناح الخلفي التي استخدمت على حلبة سبا لنسخة تقوم بالتخفيف من قوة الجر بشكلٍ أكبر.
أصبح الجناح أقصر من مقدمته لمؤخرته، وبالتالي تمّ إرجاع الأعمدة الداعمة للجناح الخلفي.
كما تمّ تعديل التقعرات الثلاثة على حواف الصفيحة العلوية من الجناح الخلفي من أجل ضمان وجود مقطع مستقيم بالقرب من جوانب الجناح.
وبالنظر إلى الأرضية، قام فريق مرسيدس بتزويد أرضية السيارة بفتحة مشابهة لتلك المستخدمة في سيارات ريد بُل بالقرب من الإطارات الخلفية.
ففي السابق، قام فريق مرسيدس بإحداث شق كبير عريض يتوضع على صفيحة معدنية تلتصق بالأرضية في منطقة تواجد الإطار.
ولكن في الوقت الحالي، أصبحت الفتحة على شكل حرف L مشابه للتصميم المستخدم في سيارات ريد بُل وماكلارين.
ريد بُل
بعد استخدامهم للجناح الخلفي المسطح والرقيق للغاية على حلبة سبا فرانكورشان، استمر فريق ريد بُل باعتماد معايير ضبط لتوليد نسب ارتكازية منخفضة للغاية.
كما اعتمد الفريق تصميم بسيط للغاية للجناح الأمامي، خصوصاً في منطقة الأجنحة الصغيرة المتوضعة عليه، من أجل التقليل من قوة الجر، وذلك بسبب ضعف محركات رينو التي تزود فريق ريد بُل بالمقارنة مع محركات مرسيدس.
يبدو أن المعطيات التي تم الحصول عليها من التجارب كان إيجابية، إذ استمر الفريق باستخدام نفس هذه المعايير في الحصة التأهيلية.
فيراري
لم تكن تحديثات فريق فيراري راديكالية كما هو الحال مع منافسيه، إلا أن الفريق استخدم جناح خلفي بسيط، إضافةً لإزالة كافة الأجنحة الصغيرة المتوضعة على الجناح الأمامي.
هذا التقليل من قوة الجر يعطي السيارة تأدية أفضل على الخطوط المستقيمة، خصوصاً وأن محركات فيراري أضعف بشكل ملحوظ من محركات مرسيدس على الخطوط المستقيمة.
ومع وجود كمية أقل من التيارات الهوائية التي يتم توجيهها لمؤخرة السيارة نتيجة الأجنحة الأصغر، إضافةً للارتفاع المختلف الذي تتطلبه حلبة مونزا، قام فريق فيراري بإجراء تعديلات على المقطع النصفي من موزّع الهواء الخلفي.
أصبح هذا المقطع أقل عمقاً، وأخفض نتيجةً لذلك، عند حوافه. كما تمّ تعديل الصفائح المتحركة بشكلٍ ملحوظ في تلك المنطقة.
ماكلارين
بعد أن عانى الفريق من سيارة تتمتع بقوة جر مرتفعة وتعاني من السرعة القصوى على الخطوط المستقيمة رغم امتلاكها لمحركات مرسيدس، لم يكن من المتوقع أن تكون سرعة ماكلارين جيدة على حلبة مونزا.
إلا أن إجراء تعديلات طفيفة، إضافةً لاستخدام وقود جديد من ‘موبيل’ أدى لتحسن تأدية السيارة بشكلٍ ملحوظ.
صباح يوم الجمعة، قام الفريق باستخدام صفيحة اختبار تدفق الهواء على السيارة. إذ تمّ تزويد سيارة كيفن ماغنوسِن بمصفوفة من الحساسات المتوضعة على الجانب الأيسر من السيارة.
خروجه الأول على الحلبة صباح يوم الجمعة شهد إكماله للفة سريعة واحدة باستخدام جناح تمّ استبداله على الفور بالجناح الأمامي المعتاد.
فورس إنديا
كما هو الحال مع معظم الفرق، قام فريق فورس إنديا بجلب أجنحة تمّ استخدامها على حلبة سبا، إضافةً لأجنحة مخصصة لحلبة مونزا.
وفي حالتهم، كان طول الأجنحة من المقدمة للمؤخرة قصيراً، وتمّ إعطاء الحافة القائدة شكل مُثلثي.
ونتيجة قلة سماكة الجناح الخلفي، تمّ اعتماد تصميم مختلف للصفائح الجانبية، دون استخدام الوسائل المعتادة للتخفيف من قوة الجر على الحافة العلوية من الصفائح الجانبية.
تصاميم أخرى للأجنحة التي تقوم بالتخفيف من قوة الجر
بالنسبة لمعظم الفرق، من الممكن استخدام نفس التصميم للجناح الخلفي على حلبة مونزا عاماً تلو الآخر.
ورغم تحريم القوانين التقنية لموسم 2014 لاستخدام الأجنحة الخلفية المنخفضة، يبدو أن فرق ويليامز وساوبر استخدمت تصاميم مطابقة للجناح الخلفي من العام الماضي، إضافةً لوجود صفائح جانبية جديدة لتتأقلم مع السيارات الجديدة.
قام فريق ماروسيا بجلب تحديث فريد من نوعه. جرت العادة أن يتم تصميم أجنحة السيارة بحيث تتأقلم مع تغيّرات متطلبات الحلبات من موناكو لمونزا.
ولكن هذا العام، استخدم جول بيانكي جناح يقوم بتوليد نسب ارتكازية منخفضة صُمم خصيصاً لهذه الحلبة. كما قام فريق كاترهام، الذي استخدم نفس مقدمة السيارة المستخدمة في سبا، بالإضافة لإجراء تعديلات في الصفائح العلوية للجناح الأمامي.
إذ أصبح المقطع القابل للتعديل من الصفيحة أقصر من أجل تحقيق التوازن الأمثل الناجم عن انخفاض نسب الارتكازية في مؤخرة السيارة.