أظهرت سيارات فريق فيراري سرعة مميزة في الدوران لمسافات طويلة حول حلبة سيبانغ خلال حصص التجارب يوم الجمعة، وفي حال تمكنت من تكرار ذلك يوم الأحد، يمكن لها منافسة سيارات مرسيدس على الفوز في سباق جائزة ماليزيا الكبرى، الجولة الثانية من بطولة العالم للفورمولا واحد لموسم 2015.
ولفت توقيت لفات كيمي رايكونن الانتباه، إذ أنهى كلتا حصتي يوم الجمعة في المركز الثاني، متخلفاً 0.373 تحديداً في كلاهما عن سيارة مرسيدس الأسرع (روزبرغ في الأولى وهاميلتون في الثانية).
لكن سلسلة لفات رايكونن في الحصة الثانية على الإطارات المتوسطة “ميديوم” (وهي التركيبة الألين المعتمدة في ماليزيا) أظهرت أن السيارة قد تكون قادرة على منافسة القوة المسيطرة في سباق يوم الأحد.
وأكمل رايكون سلسلة من 9 لفات سريعة متواصلة على إطارات بيريللي ذات التركيبة المتوسطة، محققاً معدل قدره 1:45.080 دقيقة في اللفة الواحدة، مقارنةً بمعدل 1:45.070 د لهاميلتون في 6 لفات و1:45.313 لروزبرغ في 7 لفات.
وإذا ما أردنا احتساب معدل لفات رايكونن في 6 لفات مقارنةً بثنائي مرسيدس، نرى أن سائق الفيراري كان أسرع بعُشر من الثانية من هاميلتون وثلاثة أعشار من الثانية من روزبرغ.
وفي الوقت الذي أظهر فيه فريق فيراري قدرات واعدة لسيارته في التواقيت المسجلة في تجارب الجمعة، وواقع أن سيباستيان فيتيل أكمل سلسلة لفاته الطويلة على إطارات بيريللي ذات التركيبة القاسية “هارد”، ما يعني أنه يمكن الاعتماد على تواقيت سيارة واحدة من سيارات السكوديريا للمقارنة، نرى أن نتائج اليوم مشجعة للفريق الأحمر.
◄ لا تفوّتوا فرصة الفوز بجوائز قيّمة في دوري توقعات أوتوسبورت
وأكّد المدير التقني في الفريق جايمس أليسون أن سيارات فيراري كانت قوية من ناحية تآكل الإطارات عند ارتفاع حرارتها، وأوضح أن فريقه سيحاول المنافسة على الفوز.
وعند سؤاله ما إذا كانت فيراري قادرة على منافسة مرسيدس، أجاب أليسون: “لا أعلم، سنكتشف ذلك يوم غد والأحد، لكن يبدو أن نسبة تآكل الإطارات لدينا جيدة وتبدو سرعتنا جيدة أيضاً”.
وأضاف: “الجميع يعتمد استراتيجيات مختلفة يوم الجمعة، لذا لا تعرف ما الذي يقوم به الآخرون. لكنه كان يوماً جيداً”.
ويعتقد أليسون أن سباق جائزة أستراليا الكبرى منذ أسبوعين لم يسمح للفريق بإظهار سرعته الحقيقية لأنه لم يحقق النتائج المرجوة خلال الحصة التأهيلية.
وأنهى فيتيل السباق في ملبورن متخلفاً بفارق 45.523 ثانية عن الفائز لويس هاميلتون، بعد أن أمضى القسم الأول من السباق خلف سائق ويليامز فيليبي ماسا.
وتابع أليسون شارحاً: “الفوارق التي رأيناها في ملبورن لا تدل فعلياً على سرعتنا الحقيقية. ونعتقد أنه كان علينا التفوّق بفارق طفيف على الويليامز في الحصة التأهيلية، وإنهاء السباق متقدمين بفارق 15 إلى 20 ثانية عن ما حققناه”.
وختم أليسون حديثه قائلاً: “سيكون من الجيد تحقيق نتيجة جيدة في الحصة التأهيلية هنا، وسنرى ماذا سيحدث”.
ماذا تقول أوتوسبورت…
من خلال تحليل بيانات اللفات الطويلة ليوم الجمعة نرى أن حظوظ فيراري قائمة، لكن هناك عوامل عديدة قد تمنعنا من وضع فيراري في خانة المُنافسة الفعلية لمرسيدس في سباق الأحد.
أولاً، تم إجراء هذه التحليلات بناءً على المعطيات المتوفرة، دون معرفة كمية الوقود في السيارات أو معرفة البرنامج الذي يتبعه الفريق. كما أن سيارات فيراري بدت أقوى يوم الجمعة مقارنةً بمستواها في السباق خلال الموسم الماضي.
ثانياً، يمكن للأمور أن تتغير، قد يكون يوم مرسيدس صعباً في حين كان يوم فيراري استثنائياً، الأمر الذي قد يغيّر الصورة كلياً.
لكن في حين لا يبدو أن فريق فيراري أصبح هو القادر على التفوّق على سيارات مرسيدس بين ليلة وضحاها، إلا أن تلميح أليسون إلى أن سيارات فريقه قادرة على الاقتراب أكثر في سباق الأحد من سيارات المرسيدس يبدو أمراً منطقياً بالنظر إلى المؤشرات التي نراها.
وبغض النظر عن ما يمكن لسيارات فيراري تحقيقه يوم الأحد، تُظهر نتائج يوم الجمعة أن الفريق حقق خطوة هامة لهذا الموسم.
والهدف البعيد الأمد هو تحسين السيارة والمحرك ككل لمنافسة مرسيدس، وأظهر يوم الجمعة أن فيراري تسلك الدرب الصحيح الذي سيسمح لها بالتغلب على القوة المسيطرة على الفورمولا واحد حالياً.
وفي حين يبدو أن سيارات مرسيدس تتمتع بأفضلية واضحة، يمكن لسرعة فيراري أن تسمح لها على الأقل بالاستفادة من أية مشاكل تتعرض لها سيارات الفريق الفضي.