يحتاج السائق نيكو روزبرغ إلى سيارة أخرى لتدخل الصراع بينه وبين زميله في فريق مرسيدس ومتصدر الترتيب العام لبطولة العالم للفورمولا واحد لويس هاميلتون في سباق جائزة أبوظبي الكبرى، وهذا أمر يُستبعد حدوثه كما يشرح لنا إد سترو وغاري أندرسون.
.
.
.
لن يكون السيناريو في سباق أبوظبي حيث يحرز الفائز لقب البطولة، بما أن المركز الثاني سيكون كافياً لهاميلتون لضمان لقب موسم 2014 حتى إذا فاز روزبرغ في السباق.
ولم يكن روزبرغ قلقاً خلال تجارب يوم الجمعة على فارق الـ 83 بالألف من الثانية التي فصلته عن هاميلتون.
بل كان مصدر قلقه سيطرة سيارات مرسيدس المطلقة، التي مرة أخرى أظهرت تفوقاً كبيراً على باقي منافسيها.
وفي الوقت الذي لم يتفاجأ أحد برؤية مرسيدس في المقدمة، مرة أخرى كان الفارق بينها وبين أقرب منافسيها ملفتاً للأنظار.
وخلال الجولة الافتتاحية للموسم في أستراليا، كانت أسرع سيارات المرسيدس متفوقة بفارق نصف ثانية عن أقرب منافسيها.
وفي الجولة الختامية للموسم، قارب الفارق الثمانية أعشار من الثانية، رغم أن اللفة أطول بقليل.
سرعة الفرق في حصة التجارب الثانية من جائزة أبوظبي الكبرى مقارنة بمرسيدس
يُظهر لنا هذا الرسم البياني الفارق بين السيارة الأسرع من كل فريق وسيارة مرسيدس الأسرع مع لويس هاميلتون.
.
كان الفارق بين لفة هاميلتون الأسرع ولفة روزبرغ ضئيلاً، ما يعني أن هناك فرصة كبيرة لرؤية معركة حامية بين الثنائي في الحصة التأهيلية.
وبما يتعلق بسرعة الثنائي في الدوران لمسافات طوية لمحاكاة ظروف السباق، كان من الصعب تكوين صورة واضحة حول سرعتهما الفعلية.
أجرى هاميلتون سلسلة جيدة من اللفات على الإطارات الأكثر ليونة “سوبر سوفت” عندما عاد إلى الحلبة بعد لفاته السريعة، في حين كانت اللفات المماثلة من روزبرغ غير واضحة. وكان ذلك بمثابة الإشارة على أن هاميلتون كان أسرع بقليل.
واحتساب معدل اللفات لن يجدي نفعاً بما أن سلسلة لفات روزبرغ تخللها لفتين بطيئتين، حيث تراجع توقيته من أواسط الدقيقة و 47 ثانية إلى الدقيقة و 49 ث.
أما تراجع تواقيت لفات هاميلتون كان أكثر واقعية. لذا في حين كان معدل تواقيت لفاته أسرع بشكل واضح، حوالى نصف ثانية في اللفة، وهي تواقيت لا تدل على حقيقة الأداء. وتمكن روزبرغ من تسجيل توقيت بلغ 1:47.809 ث في لفته السريعة الخامسة من سلسلة لفاته، في الوقت الذي سجل هاميلتون توقيتاً بلغ 1:48.248 د في اللفة نفسها.
مقارنة معدل التواقيت المسجلة في حصة التجارب الثانية في أبوظبي
يُظهر لنا هذا الرسم البياني مقارنة بين تواقيت ثنائي مرسيدس خلال حصة التجارب الثانية، وتضمنت سلسلة لفات هاميلتون لفة سريعة واحدة أكثر من روزبرغ.
من المؤكد أن روزبرغ كان سعيداً بما آلت إليه الأمور يوم الجمعة، رغم تأكيده أنه لم يستخرج لفة سريعة متكاملة.
وقال: “لقد سارت الأمور بشكل جيد لكنه ليس ممتازاً. ولم أتمكن من استخراج لفة سريعة متكاملة”.
“لكنني متفائل وواثق من أنني سأحقق لفة جيدة خلال الحصة التأهيلية. وسأعدّل بعض معايير الضبط الدقيقة”.
وفي الدوران لمسافات طويلة، كانت أقرب سيارة من ثنائي مرسيدس هي لسائق فريق ريد بُل دانيال ريكياردو، وبالمعدل، لقد كان أبطأ بفارق أربعة أعشار من الثانية فقط سيارة هاميلتون عند مقارنة سلسلة لفات الاثنين على الإطارات الأكثر ليونة.
وهذا كافٍ لضمان عدم تشكيل فريق ريد بُل أي تهديد حقيقي لمرسيدس، في حال حافظ ريكياردو على هذه السرعة، وحتى في حال خسارة مرسيدس أي مركز لصالح ريد بُل يُفترض أن يكون التجاوز سهلاً.
وبالنسبة لماكلارين، لم يقم كيفن ماغنوسن بسلسلة ثابتة من اللفات السريعة على الإطارات الأكثر ليونة، في الوقت الذي كان فيه زميله في الفريق جنسون باتون أبطأ بفارق فاق الثانية والنصف في معدل اللفات مقارنة بسرعة سيارات مرسيدس.
وكما جرت العادة مؤخراً، يأتي التهديد الفعلي من فريق ويليامز، الذي كان سريعاً أيضاً في الخطوط المستقيمة، ما يدل أن السباق لن يكون بالضرورة محسوماً لصالح مرسيدس.
وبما أن فيليبي ماسا لم يسجل سلسلة متكاملة من اللفات على الإطارات الأكثر ليونة، يمكن فقط الحكم على أداء سيارة فالتيري بوتاس مباشرة، ولقد كان أبطأ من سيارات مرسيدس بحوالى الثانية في اللفة.
لكن التواقيت التي سجلها ماسا على الإطارات اللينة كانت مشجعة، ولقد كانت أبطأ بفارق تسعة أعشار من الثانية مقارنة بلفات هاميلتون على الإطارات الأكثر ليونة.
لكن ورغم ذلك، قد لا يكون هذا كافياً.
غاري أندرسون: لقد كان الفارق بين سيارات مرسيدس وكيفن ماغنوسن حوالى ثمانية أعشار من الثانية، ولم يكن مختلفاً كثيراً عند بداية الموسم، وهذا أمر مثير للاهتمام.
في الوقت الذي يحاول فيه الجميع تطوير السيارات والتقدم بالعمل، تمكن فريق مرسيدس من المحافظة على أفضليته التي بدأها مع انطلاق الموسم.
لقد أمضيت الحصة الثانية في نهاية الخط المستقيم الخلفي عند المنعطفين التاسع والعاشر، وفي حين نتكلم عن أن سيارة ريد بُل هي الأفضل من ناحية التصميم والهيكل، لم تكن كذلك اليوم.
تتوقف سيارة المرسيدس بطريقة أفضل، ويمكن للسائقين أن يكونوا أكثر عدائية على المكابح بسبب الثبات في مستوى التماسك والقاعدة الميكانيكية للسيارة.
ومن المخيب للآمال أن سائقي مرسيدس تمكنا عند الخروج من المنعطف والانطلاق سريعاً في الوقت الذي لم يتمكن فيه ثنائي ريد بُل من فعل ذلك.
وبمقارنة روزبرغ وهاميلتون، لقد كان الأمر مشابهاً لما رأيناه منهما خلال الموسم كاملاً، إذ يترك هاميلتون السيارة لتقوم بالعمل، فيما يحاول روزبرغ منعها من ذلك.
أما من مقاعد الجماهير، حيث كنا ننظر إلى الأسفل بالاستعانة بكاميرا تصوير تلفزيونية، يمكن تمييز حركة الأيادي بوضوح.
ربما يلقى لويس ردة الفعل نفسها من السيارة، لكنه لا يشعر بالحاجة إلى ردة الفعل لأنه يدرك أن الأمر لا يكلّفه خسارة أي وقت. إنه أكثر سلاسة مع السيارة.
وقد لا يكون روزبرغ مسيطراً تماماً على السيارة. وطريقة قيادة هاميلتون فيها إفادة كبيرة لأنه مع تصحيح حركة المقود تتسبب بتآكل الإطارات.
وقد تكون الأفضلية لروزبرغ في الحصة التأهيلية هي باستخراج الأفضل من الإطارات بسبب الاستهلاك الزائد.
وبما أن فرص السيارت الأخرى شبه معدومة في المنافسة على المركزين الأول والثاني، ما على ثنائي مرسيدس إلى إبقاء سيارتيهما داخل حدود المسار لضمان صف الانطلاق الأول لسباق الأحد.
وعليهما الحذر في المنعطفات الأولى، لأنه في حال حدوث خطب ما في المنطقة السريعة من الحلبة، سيكون الأمر كبيراً.
وحدها مشكلة تقنية في سيارة هاميلتون قد تكلفه خسارة اللقب العالمي لأن روزبرغ هو السائق الوحيد الذي يمكنه التفوّق عليه.
لكن عليه توخي الحذر في السباق الأخير من الموسم، هناك دائماً بعض الأشخاص المتفائلين، ومستقبل بعضهم في مهب الريح، ما قد يدفعهم لاتخاذ المجاذفات لإثارة الاعجاب.
أما بالنسبة لروزبرغ، فما عليه إلا الفوز بالسباق.