تصدر حصتي التجارب كان مجرد جزء من القصة لنيكو روزبرغ. كما يشرح لنا غاري أندرسون وإد سترو، أن لديه أسباباً أخرى ليكون مسروراً بتجارب يوم الجمعة في إنترلاغوس.
يُدرك نيكو روزبرغ أن الفوز في السباقين الأخيرين من موسم 2014 في البرازيل وأبوظبي لن يكون كفيلاً بالفوز بلقب البطولة.
لكن بما أن الفوز في هاتين الجولتين يبقى هدفاً أساسياً، لم يكن بإمكان روزبرغ اختيار توقيت أفضل ليكون أسرع سائقي مرسيدس خلال تجارب يوم الجمعة.
لم يكن فقط سريعاً في اللفة الواحدة، وتصدر حصتي تجارب يوم الجمعة للمرة الأولى خلال هذا الموسم، وتصدر حصة التجارب الثانية للمرة الثالثة فقط خلال السنة كاملة، لكنه كان أقوى سائقي مرسيدس في الدوران لمسافات طويلة.
وتفوّق روزبرغ على هاميلتون بفارق 0.213 ثانية في اللفة الواحدة، وسجّل توقيته الأسرع في لفته السريعة الأولى في حين ارتكب هاميلتون خطأً في لفته السريعة الأولى وقلّص الفارق في اللفة الثانية.
لقد كان هاميلتون أسرع في المقطع الثاني المتعرّج، لكن روزبرغ تفوّق عليه في المقطعين الأول والثالث. وهكذا قُسّمت لفتهما الأسرع.
روزبرغ
المقطع الأول المقطع الثاني المقطع الثالث إجمالي اللفة
18.258 ث 37.225 ث 16.640 ث 1:12.123 دقيقة
هاميلتون
المقطع الأول المقطع الثاني المقطع الثالث إجمالي اللفة
18.273 ث 37.135 ث 16.739 ث 1:12.336 دقيقة
هذا أمر أكثر من مشجّع لهاميلتون، إذ يبدون أنه كان يخسر وقتاً لصالح روزبرغ في المقطع الأخير من الحلبة. وقد يكون تآكل إطاراته الخلفية قد لعب دوراً مؤثراً في لفته السريعة الثانية، إلا أن هاميلتون بدا سعيداً بعد انتهاء الحصة وأوضح أنه لم يقم بإجراء لفة سريعة متكاملة.
كان تحليل الدوران لمسافات طويلة أثناء محاكاة ظروف السباق صعباً. وتوقفت الحصة مرتين بسبب خروج الأعلام الحمراء في الوقت الذي كانت تدور فيه السيارات على الإطارات اللينة.
وأكمل هاميلتون مجموع سبع لفات سريعة على الإطارات اللينة، مقابل 10 لروزبرغ، ولم يكن مجموع هذه اللفات متواصلاً بسبب توقف الحصة.
وبالنظر إلى مقارنة توقيت سبع لفات سريعة، كان روزبرغ أسرع من هاميلتون بمعدل بلغ 0.401 ث في اللفة الواحدة. وهذه مقارنة اللفات:
مقارنة التواقيت المسجّلة خلال الحصة الثانية من تجارب يوم الجمعة بين هاميلتون وروزبرغ
يُظهر لنا هذا الرسم البياني مقارنة التواقيت التي سجّلها كل من روزبرغ وهاميلتون في مجموع 7 لفات (تخللها خروج الأعلام الحمراء)، وتُمثل الخطوط الأفقية عدد الثواني والخطوط العامودية عدد اللفات.
وكما أظهر الرسم البياني، كانت أولى لفات هاميلتون المحسوبة بطيئة جداً، وفيب حال تجاهلنا هذه اللفات، وقارنا من اللفة 2 إلى اللفة 7، نرى أن الفارق تقلّص إلى ثلاثة أعشار من الثانية.
رغم ذلك، وكما تُظهر اللفات الوسطى، أن سرعة روزبرغ كانت ثابتة، رغم أن توقيته تراجع بشكل دراماتيكي في نهاية سلسلة اللفات.
كل هذه المعطيات تشير إلى أن حظوظ روزبرغ بقلب الطاولة على هاميلتون كبيرة. لكن بالنظر إلى أن هاميلتون عانى من الزحام على أرض الحلبة، يمكن لأي شيء أن يتغيّر يومي السبت والأحد.
وقال هاميلتون: “لقد كان صعباً [تحقيق تقدم] خاصة خلال الدوران لمسافات طويلة، لكنها ليست مشكلة كبيرة. وكان اليوم لمحاولة فهم السيارة واتزانها”.
من ناحيته كان روزبرغ سعيداً بالتقدم الذي حققه، وبدأ أنه تأقلم سريعاً مع تأثير وضع طبقة إسفلتية جديدة على سطح الحلبة.
وقال: “لقد كان اليوم عادياً. والأمر الغير الاعتيادي هو أن الاسفلت جديد بالكامل ومختلف تماماً عن السنوات الماضية، أكثر نعومة”.
“لذلك تأثير كبير في السيارة. خاصة من ناحية الاتزان ولقد عانينا من انزلاق مقدمة السيارة”.
“كان علينا التوصل إلى معايير الضبط المثالية، وما بإمكاننا فعله هو جعل القسم الخلفي أكثر قساوة، لنجعل القسم الخلفي يعمل بشكل أكبر”.
“ولقد نجح ذلك وشعرت بالارتياح من اللفة الأولى. وفي الدوران لمسافات طويلة، كان مثيراً للاهتمام”.
غاري أندرسون: لا يمكن لنيكو روزبرغ التحكم بوضع البطولة. وبما أن مرسيدس حسمت لقب الصانعين لصالحها، كل ما بإمكانه فعله هو الانتباه إلى نفسه، والفوز في السباقين الختاميين في البرازبل وأبوظبي على أمل أن تساعده المنافسة بين هاميلتون والسائقين الآخرين.
وبالنظر إلى ما حدث اليوم، بدا أن أداء روزبرغ كان مميزاً اليوم. وبشكل عام بدا جيداً في اللفات السريعة والدوران لمسافات طويلة.
بالتأكيد ليس لديه شيء ليخسره، وما عليه إلا تحقيق الفوز في السباقين الأخيرين في الوقت الذي ينبغي فيه على هاميلتون أن يُبقي نفسه بعيداً عن المشاكل.
لذا على روزبرغ تقديم أفضل ما عنده. وربما هذا الوضع ساعده للهجوم خلال تجارب يوم الجمعة على حلبة إنترلاغوس بالاتجاه الصحيح.
السرعة في اللفة الواحدة
كما جرت العادة، سيارات مرسيدس الأسرع، وكان توقيت روزبرغ الأسرع أفضل بفارق 0.573 ث من أفضل سيارة ليست مرسيدس.
هذه السيارة كانت سيارة فيراري الخاصة بالسائق كيمي رايكونن، وكان فريق ريد بُل ثالث أسرع الفرق أمام ويليامز.
وكما جرت العادة في الجولات الأخيرة، كانت سيارات تورو روسو سريعة أيضاً يوم الجمعة. لكن الأمور لم تستمر على ما هي عليه مع مرور الحصص وصولاً للسباق.
حصة تجارب البرازيل الثانية: سرعة الفرق مقارنة بمرسيدس
يُظهر لنا هذا الرسم البياني تخلّف السيارة الأسرع من كل فريق بالثواني عن سيارة مرسيدس مع نيكو روزبرغ
السرعة في الدوران لمسافات طويلة
بالنظر إلى تقطع الحصة بسبب الأعلام الحمراء، لم تكن البيانات حول الدوران لمسافات طويلة واضحة جداً، لكنها على الأقل تعطينا فكرة عن سرعة السيارات.
وتم احتساب معدل 6 لفات سريعة (بعد أن تم حذف توقيت اللفات البطيئة) لأخذ فكرة عن سرعة السيارات في المسافات الطويلة.
لكن ذلك لم يكن مع رايكونن (4 لفات) وبوتاس (5 لفات).
والمثير للاهتمام في احتساب هذا المعدل، نرى أن دانيال ريكياردو كان أسرع من روزبرغ بفارق طفيف في الدوران لمسافات طويلة.
في حين ليس ذلك بالأمر غير المألوف، بما أن ريكياردو برهن أنه مميز في عملية إدارة تآكل الإطارات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن سيارة ريد بُل هي الأسرع، بل يدل على أن ريكياردو في موقع جيد خلف مرسيدس.
معدل اللفات في الدوران لمسافات طويلة:
1. ريد بُل (ريكياردو) 1:15.815 د.
2. مرسيدس (روزبرغ) +0.312 ث.
3. فيراري (رايكونن) +0.385 ث.
4. ويليامز (بوتاس) +0.971 ث.
5. تورو روسو (كفيات) +1.712 ث.
6. لوتس (مالدونادو) +1.728 ث.
7. ماكلارين (باتون) +1.925 ث.
8. ساوبر (سوتيل) +2.026 ث.
غاري أندرسون يجب أن يكون روزبرغ سعيداً جداً برؤية ريكياردو سريعاً بشكلٍ كبير لأنه بحاجة إلى سائق آخر ليخطف النقاط من أمام هاميلتون.
لم تكن سرعة سيارة ريد بُل في اللفة الواحدة عظيمة، لكنه أجرى لفته السريعة قبل أن يقوم روزبرغ بذلك ببعض الوقت، وربما ساهم ذلك في توسيع الفارق. أما في الدوران لمسافات طويلة، فهو يبدو في حالة جيدة.
يملك ريكياردو حرية الهجوم. فهو شبه ضامن للمركز الثالث في الترتيب العام للبطولة إذ يتقدم على صاحب المركز الرابع فالتيري بوتاس بفارق 74 نقطة مع تبقي 75 نقطة متاحة من السباقين الأخيرين.
وبالتأكيد هو يريد إنهاء الموسم بأفضل نتيجة لإبقاء هذا الزخم خلال الفترة الشتوية، قبل أن يصبح قائد الفريق في الموسم المقبل.
الإطارات
تُثير مسألة إعادة سلفتة سطح الحلبة إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة تساؤلات كثيرة عن عمر إطارات بيريللي ذات التركيبة اللينة “سوفت” في ظروف السباق.
غاري أندرسون: عندما تكون في وضع تسير فيه على سطح حلبة تمت إعادة سفلته، ستتغير حال هذا السطح بشكل كبير خلال نهاية الأسبوع، لذا عليك أخذ ذلك بالحسبان.
وببلوغ يوم الأحد، سيكون سطح الحلبة قد تغيّر بشكل دراماتيكي وستكون نسبة تآكل الإطارات مختلفة كلياً عن ما هي عليه يوم الجمعة، لذا ستتجنب الفرق استخلاص العبر من تجارب اليوم لهذا السبب.
وسيكون لديها فكرة أكثر وضوحاً يوم السبت، لكن حالة سطح الحلبة ستستمر بالتغيّر حتى خروج علم المربعات مع نهاية السباق، لذا هذا أمر علينا أن نُبقي أعيننا عليه.
إنها حلبة حيث يمكن لتآكل الإطارات أن يكلفك خسارة الكثير من الوقت في اللفة الواحدة. وهناك بعض الأماكن التي تُجبر فيها على استخدام مقدمة سيارتك، لكن بشكل عام حلبة إنترلاغوس متطلبة أكثر من القسم الخلفي للسيارة، ويسهُل الإفراط في تآكل الإطارات في المقطع الثاني المتعرج.
كما أن الخروج الضعيف من المنعطف الخير [جوناكو] وصولاً إلى المنعطف الأول، سيكلفك خسارة وقت كبير، لذا في حال فقدت التماسك في الإطارات فستتراجع تواقيت لفاتك بشكل كبير.
لذا يجب ضبط السيارات لتكون زلقة نوعاً ما في المقدم لحماية الإطارات الخلفية والاستفادة لفترة أطول بقليل.