مع استمرار فريق مرسيدس بتطوير سيارة موسم 2014 من بطولة العالم للفورمولا واحد، قام منافسو أبطال العالم بوضع مصفوفات من المستشعرات من أجل جمع أكبر عدد ممكن من البيانات لسيارات السنة المقبلة كما سيشرح لنا كريغ سكاربُروه.
في الجولة ما قبل الأخيرة من بطولة العالم، وكما هو الحال في الجولة الماضية قبل أسبوع، لم يبدُ أن جائزة البرازيل الكبرى شهدت وجود تحديثات جديدة وجذرية. رغم ذلك، استمر فريق مرسيدس بتطوير سيارة سنة 2014.
أما بالنسبة للفرق الأخرى المشاركة، تم استخدام مجموعة كبيرة من مصفوفات المستشعرات من أجل جمع أكبر كمية من المعطيات الضرورية لتصميم سيارات سنة 2015.
مرسيدس
تم تطوير سيارة مرسيدس ‘إف 1 دبليو 05’ الهجينة بوتيرةٍ ثابتةٍ طوال الموسم الحالي.
تم تحديث عدة جوانب من السيارة بشكلٍ جذري وفقاً لثلاثة مواصفات على مدار موسم 2014. وفي جائزة البرازيل الكبرى، تم تغيير زعانف الانعطاف المتوضعة تحت أنف السيارة.
فما كان في السابق عبارة عن زعانف انعطاف تتألف من ثلاثة أجزاء تتدلى تحت أنظمة التعليق الأمامية أصبحت مقسومةً إلى أربعة أجزاء منفصلة.
تقسم سطح انسيابي يحصل بناءً على عدة أسباب. في حالة الأجنحة، يحصل ذلك من أجل منع انفصال التيارات الهوائية من الجوانب السفلية.
ومع لعب زعانف الانعطاف لدور أساسي في عملية التأقلم مع تدفق التيارات الهوائية، يحصل ذلك من أجل تعديل الاضطرابات الهوائية الناجمة عن هذه الزعانف.
وبالتالي بدلاً من وجود زعنفة انعطاف وحيدة كبيرة تؤدي لتوليد اضطرابات كبيرة، ما يجعل التحكم بهذه الاضطرابات أمراً صعباً، وبالتالي تقوم الفرق بتقسيم الأسطح الكبيرة إلى أسطح أصغر تؤدي لتوليد تيارات هوائية صغيرة يسهل التحكم بها.
هل يمكن لهذه الناحية أن تصبح أكثر تعقيداً خلال التطوير المكثف عبر فترة التجارب الشتوية لسنة 2015؟
فيراري
قام فريق فيراري باستخدام سيارتَين مختلفتين بالمواصفات كما جرت العادة في الجولات الأخيرة، إذ استخدم فرناندو ألونسو الهندسة الاعتيادية لأنظمة التعليق الخلفية في حين استخدم كيمي رايكونن المواصفات الأحدث.
من المرجع أن الهندسة المعدلة مُصممة لمواصفات معينة لعلبة التروس وبالتالي سيكون من الصعب إزالتها من السيارة واعتماد مواصفات أخرى خلال دورة حياة كل علبة تروس والتي تمتد على مدار ست سباقات.
وبعد تدقيقٍ عن كثب لاحظت وجود تعديلات طفيفة في هذا الجانب، علماً أنه لم يتم تقييم الأفضلية في الأداء الناجمة عن المواصفات الجديدة.
يبدو أن ذراع الوصل العلوية هي التي خضعت لأكبر قدر من التغييرات.
معايير الضبط الجديدة تبدو أنها لها زاوية أكثر تقعراً، وأصبحت نقاط التوضع الداخلية منخفضة أكثر كما أن نقاط التوضع الخارجية أصبحت أقرب من الناحية الداخلية.
هذا يعني أن نقطة توضع علبة التروس أصبحت معدلة في سيارة كيمي رايكونن.
أتوقع أن هذا الأمر سيسمح بتغييرات في التصميم الجديد، ما يؤدي لتسارع عملية ارتفاع درجة حرارة الإطارات وتآكل الإطارات.
ولسخرية القدر، يبدو أن هذه النقاط هي تلك التي يرغب الفريق بالتخلص منها والتي تُعتبر في صلب مشاكله.
لوتس
مع اتخاذ الفريق قرار عدم استخدام مقدمة السيارة المعدلة الخاصة بسنة 2015، قام فريق لوتس بإجراء تطويرات معينة من الناحية الانسيابية في مقدمة السيارة في التجارب الحرة.
تم تزويد السيارات بمصفوفات من مستشعرات الانسيابية بالقرب من الإطارات الأمامية.
مصفوفة المستشعرات المستخدمة تُعتبر اعتيادية، تتوضع في منطقة سفلية وأمام الفتحات الجانبية.
ستقوم هذه المستشعرات بالتقاط الاضطرابات الهوائية الناجمة عن الجناح الأمامي والإطارات مع اقترابها من الحافة القائدة الدنيا لأرضية السيارة.
إلا أن المستشعرات في سيارة باستور مالدونادو كانت مثيرةً للاهتمام، إذ كانت تتوضع على أقراص المكابح تواجه الوجه الجانبي والداخلي للإطارات الأمامية.
هذا الجهاز هو عبارة عن كاميرا تقوم بقياس السطح المقطعي للإطار من الوجه الداخلي مع ارتداده من المطبات، الحمل الانسيابي، والمنعطفات.
استيعاب السطح المقطعي للإطار يعتبر أساسياً إذ أن تدفق الهواء الناجم عن الجناح الأمامي يؤثر بشكلٍ كبير على شكل الإطار.
ومع استبعاد إجراء تغييرات في مواصفات الإطارات لسنة 2015، ستكون هذه التجارب مفيدة للغاية في تصميم مقدمة سيارة السنة المقبلة، خصوصاً في مجال تطوير الجناح الأمامي.
ماكلارين
كما هو الحال مع لوتس، خطط فريق ماكلارين لاختبار برنامج يتعلق بانسيابية السيارة في سيارة كيفن ماغنوسن ليوم الجمعة.
شاركت السيارة في بداية التجارب الحرة مع استخدام مصفوفتي مستشعرات انسيابية طويلتين تتوضعان خلف الإطارات الأمامية.
وفي حين يُعتبر مشهد مصفوفات المستشعرات اعتيادياً، إلا أنها تكون في العادة أحادية الجانب، أي تتوضع على إحدى جوانب السيارة فقط.
وبالتالي، استخدام فريق ماكلارين لمصفوفات مستشعرات على جانبي السيارة يعتبر غير اعتيادي. قد يكون ذلك من أجل قياس تأثير الانعطاف على تدفق الهواء بشكلٍ مترافق في جانبي السيارة، بدلاً من إجراء توقعات من مستشعرات وحيدة عند قياس تأثيرات الانعطاف نحو اليمين واليسار في جانبٍ وحيدٍ من السيارة فقط.
مكان توضع مصفوفة المستشعرات يوازي الوجه الداخلي للإطارات الأمامية، وبالتالي يقوم بتحصيل بيانات عن التيارات الهوائية الناجمة عن الجناح الأمامي، أقراص المكابح الداخلية، والإطارات.
من المتوقع أن يقوم فريق ماكلارين بجلب جناح أمامي جديد في جائزة أبوظبي الكبرى، والذي لعب رئيس قسم الانسيابية الجديد، ورجل ريد بُل السابق، بيتر برودرومو دوراً أساسياً في تصميمه.
ونظراً للفترة الزمنية القصيرة التي مضت منذ تعيين برودرومو في ماكلارين بشكلٍ رسمي، من المفاجئ أن نرى تأثيره ينعكس على تصميم جزء من السيارة بهذه السرعة، خصوصاً وأن هذا الجزء (الجناح الأمامي) يعتبر من أهم قطع السيارة.