فرض سائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن سيطرته المطلقة، رغم انطلاقه من المركز العاشر، ليفوز بسباق جائزة المجر الكبرى، الجولة 13 لموسم 2022 من بطولة العالم للفورمولا 1، متفوقًا على ثنائي مرسيدس في سباقٍ كارثي لفريق فيراري.
فيرشتابن انطلق من المركز العاشر بعد مشكلةٍ في نظام استعادة الطاقة الحركية ‘أم جي يو كيه’ واجهها في الحصة التأهيلية، وهذا الأمر أجبر ريد بُل على تغيير وحدة الطاقة لسيارته بالكامل قبل السباق (علمًا أنه لم يحصل على عقوبة بسبب عدم تجاوز العدد المسموح به من القطع).
لكن، منذ الجولات الأولى، استغل فيرشتابن سرعته لتحقيق تقدم ملحوظ وليتواجد خلف منافسه من العام الماضي سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون.
في تلك الأثناء، بالانتقال إلى معركة الصدارة، استمتع جورج راسل بتصدر السباق بعد انطلاقه من المركز الأول أمام ثنائي فيراري كارلوس ساينز وشارل لوكلير، الذي كان أسرع من ساينز ولكن دون إمكانية تجاوزه، ليبقى خلفه سعيًا للمحافظة على إطاراته.
توجه ساينز إلى منطقة الصيانة أتاح الفرصة أمام لوكلير للبدء بشن هجومه على راسل، بعد توقفات الصيانة الأولى، حيث استغل لوكلير أفضلية سرعته وتأديته مع الإطارات متوسطة القساوة، ليتغلب على ساينز أثناء التوقفات ومن ثم يبدأ بمطاردة راسل وليتجاوزه متقدمًا إلى صدارة السباق.
إلا أن فريق فيراري ركز كثيرًا في راسل، وأهمل، في تلك المرحلة من السباق، أداء فيرشتابن الذي كان يحقق تقدمًا متواصلًا لفةً تلو الأخرى، وكان يقترب من معركة الصدارة، لحين إجراء فيرشتابن لتوقف الصيانة الثاني في وقتٍ مبكر.
فيرشتابن، كان قد انطلق مع الإطارات اللينة في اللفات الأولى من السباق، وبالتالي كان عليه استخدام الإطارات متوسطة القساوة فقط حتى النهاية، والابتعاد عن الإطارات القاسية التي أثبتت صعوبةً في التعامل معها. وهذا ما قام به بطل العالم، الذي تزود بمجموعةٍ جديدةٍ من الإطارات متوسطة القساوة بعد توقف الصيانة الثاني.
هنا وجد فريق فيراري نفسه بمأزقٍ، إذ كان يريد الرد على استراتيجية التوقف المبكر لـ فيرشتابن، ولكن كان مجبرًا على استخدام إما الإطارات القاسية، أو اللينة، بسبب استخدام الإطارات متوسطة القساوة منذ بداية السباق.
وبسبب التوقف المبكر، اختار فريق فيراري استدعاء لوكلير وتزويده بمجموعة من الإطارات القاسية، التي كانت تأديتها سيئةً للغاية، حيث واصل لوكلير سباقه أمام فيرشتابن ولكن الأخير سرعان ما قلص الفارق ليتجاوزه، وليفقد السيطرة بعدها ببضعة منعطفاتٍ، ليتراجع خلف لوكلير مجددًا.
ولكن، ما هي سوى بضعة منعطفاتٍ أخرى، قبل أن تمكن فيرشتابن من التفوق على لوكلير، ليتقدم إلى المركز الثالث، بانتظار توقف كارلوس ساينز ولويس هاميلتون أمامه ليرث الصدارة وليفوز بالسباق، وليسير بخطواتٍ ثابتة نحو الفوز بلقب بطولة العالم للفورمولا 1 للعام الثاني على التوالي.
هاميلتون استغل إجراء توقف صيانة متأخر ليستخدم الإطارات اللينة، ليتمتع بسرعة مذهلة في اللفات الأخيرة، وأكمل سلسلةً من التجاوزات الجريئة كان آخرها على زميله راسل، ليضمن فريق مرسيدس اجتياز خط النهاية بالمركزين الثاني والثالث للسباق الثاني على التوالي.
أما بالنسبة لـ ساينز، فإنه كان أفضل سائقٍ لفريق فيراري بالمركز الرابع، أمام زميل فيرشتابن في الفريق سيرجيو بيريز، فيما اكتفى لوكلير بالمركز السادس فقط عند خط النهاية، وليرَ نفسه متأخرًا بـ 80 نقطة عن فيرشتابن مع انتهاء القسم الأول من الموسم.
لاندو نوريس أنهى السباق بالمركز السابع لمصلحة فريق ماكلارين، متفوقًا على ثنائي ألبين فرناندو ألونسو وإستيبان أوكون، فيما خطف سيباستيان فيتيل نقطةً يتيمةً بالمركز العاشر مع أستون مارتن.