في المرحلة الثالثة التي أقيمت يوم أمس بين سان رافاييل وسان خوان، وبعد الكيلومتر الـ 129 وخلف مقود الـ “ميني” التي تحمل الرقم 301 كان القطري ناصر صالح العطية مع ملاحه الإسباني لوكاس كروز الأسرع عند نقطة المراقبة الأولى، حيث تمكن من تحقيق 1,20,07 ساعة، وكان أسرع من أورلاندو تيرانوفا على متن “ميني” بفارق 24 ثانية (1,20,31 س.).
ولكن في النهاية كان المركز السابع من نصيب السائق “العنابي” الذي سجل 3,09,01 ساعات، وبفارق 10,09 دقائق عن الإسباني خوان “ناني” روما الذي حقق 2,58,52 ساعتين، متقدماً على كريزتوف هولوزيتش (2,59,59 ساعتان).
ونذكر أنه تم تقليص المرحلة الثالثة بسبب سوء الأحوال الجوية خلال الأيام القليلة الماضية. وقد إنطلقت الدراجات النارية والـ “كواد” من الكيلومتر الـ 130. أما السيارات والشاحنات فإنطلقت من المكان المحدد لكنها لم تجنز سوى 222 كيلومتراً من 245 مقررة في الأصل.
في الترتيب العام ظل العطية ثالثاً بـ 9,29,19 ساعات، وبفارق 10 دقائق عن المتصدر روما، بينما عاد المركز الثاني للسائق الأرجنتيني أورلاندو تيرانوفا (9,29,19 س.) في هيمنة مطلقة لسيارات “ميني” على المراكز الثلاث الأولى.
والى جانب بقائه ضمن دائرة المنافسة على اللقب بعد مرور 3 أيام تناولت الصحف العالمية أخبار السائق العطية الذي ساعد شقيقين إسبانيين لكي يتمكنا من المشاركة في أول داكار لهما خلف مقود دراجة نارية، وهما جيلبير وأورويل إسكالي.
ولا شك أن هذين الشقيقين لن ينسيان أبداً باكورة مشاركتهما في داكار، حتى لو لم يتمكنا من الوصول الى فالباريزو. فهذان الإسبانيان، البالغان من العمر 21 عاماً ولدا في اليوم ذاته ولا يفترقان أبداً. غير أن أحوالهما المادية لا تسمح لهما بالمشاركة في داكار خصوصاً أن أحد الممولين قرر هجر أحد الدراجين قبل فترة قصيرة من إنطلاق منافسات داكار، لذا كان يجب على شقيق واحد المشاركة في هذا الحدث والسفر الى الأرجنتين. أمام هذه المعضلة تدخلت الوالدة لحسم الأمر عن طريق إجراء قرعة بينهما، وقد فاز بها أوريول، ما أدخل الحزن الى قلب جيلبير.
ومثل قصص الجنيات أو القصص الخرافية، وبواسطة الملاح الإسباني لوكاس كروز، وصل هذا الخبر الى مسامع العطية، الفائز بلقب داكار عام 2011 ضمن فئة السيارات، والذي قرر أن يضع يده في جيبه من أجل تحقيق حلم هذين التوأمين، ولكن مع شرط واحد: أن يرتديا قميصاً بألوان دولة قطر.
وبالفعل هذا ما حصل إذ حصل الدراجين على الرقمين 96 و97 وإنطلقا لخوض غمار داكار وعيش أجمل مغامرة يكن أن يتخيلها أي إنسان. يوم الأحد مساءً ومع العودة الى الواحة حيث تقيم الفرق، بدا أوريول قلقاً. فالبرغم من التعب والغبار والإرهاق والحاجة للإستيقاظ في تمام الساعة الرابعة صباحاً في اليوم التالي، إلاّ أنه لم يكن من الوارد أن ينام قبل أن يعرف ماذا حلّ بشقيقه جيلبير، الذي لم يكن قد وصل بعد. ولكن قرابة الساعة 23 كان هذا الأخير في الواحة.
في اليوم التالي، وعلى الرغم من أن وقت المغادرة لم يكن هو ذاته نظراً لتفاوت نتائجهما، إلاّ أن الجميع شاهدهما جنباً الى جنب يصلان الى بداية المرحلة حيث كان ناصر صالح العطية بإنتظارهما، وقال: “لقد جئت كي أشجعهما والقول لهما أن يسترخيا”. علماً أن السائق العنابي تواجد قبل ساعة من وقته المحدد من أجل إلقاء التحية على الشقيقين.
من ثم رأيناه مع ملاحه لوكاس كروز خلف الدراجة النارية لجيلبير والتي عانت من سلسلة من المشاكل في نظام جهاز نقل الحركة. في ذلك الوقت كان أوريول قلقاً. ولكن مرة أخرى، ومع إصلاح الأعطال، إجتمع الجميع في ظل مشاعر وأحاسيس كبيرة.
وعند خط الوصول كان أورويل مرة جديدة أسرع من ظله، أي من شقيقه، وإضطر أن ينتظر حوالى 20 دقيقة كي يشاهد شقيقه قادماً.
وهكذا، بإمكان هذه القصة الجميلة، والتي تشبه قصة من قصص “ألف ليلة وليلة”، أن تستمر للشقيقن الإسبانيين، مع ناصر صالح العطية، كـ “النجمة” الجميلة معهما.
أبو عيسى خامساً في داكار
في المقابل وضمن فئة الـ “كواد” تألق مواطنه محمد أبو عيسى بشكل لافت بعدما نجح في إحتلال المركز الخامس مع نهاية المرحلة الثالثة على متن “هوندا” تحمل الرقم 263، بوقت قدره 5,45,47 ساعات، وبفارق 4,51 دقائق عن البولندي رافال سونيك على متن “رابتور 700 ياماها” (4,58 ساعات).
وتقدم الدراج القطري في الترتيب العام المؤقت للمركز الخامس بوقت قدره 14,15,35 ساعة، وبفارق 1,51,50 ساعة عن المتصدر سونيك.