يواجه سائقو السيارات والدراجات النارية العرب إمتحاناً صعباً في التحمل عند إصطفافهم جنباً إلى جنب مع نخبة السائقين العالميين القادمين للمشاركة في رالي أبوظبي الصحراوي الشهر القادم. ومع مواصلة إستقبال طلبات المشاركة من السائقين من حول العالم، يتم وضع اللمسات النهائية على النسخة الـ 24 من هذا الرالي، والتي تغوص في أعماق الصحراء الغربية لدولة الإمارات في الفترة ما بين 3 و10 نيسان/ أبريل 2014.
ومن بين أبرز السائقين العرب وأوفرهم حظاً للفوز باللقب، القطري ناصر بن صالح العطية، بطل نسخة 2008، وأحد أربعة سائقين عرب تمكنوا من عناق الكأس منذ إنطلاق هذا الحدث لأول مرة عام 1991، وهو يُشارك في المنافسات على متن سيارة “ميني” من تحضير فريق “إكس رايد” الذي خاض غمار رالي داكار هذا العام وتمكن من إحتلال المراكز الثلاثة الأولى بفضل خوان روما وستيفان بيترهانسيل والعطية على التوالي.
ويتطلع هذا الفريق الذي يتخذ من ألمانيا مقراً له، لتكرار نجاحاته في الإمارات، مع سعي فلاديمير فاسالييف لأن يصبح ثاني روسي يفوز باللقب بعد ليونيد نوفيتسكي بطل عام 2010، وسعي الألماني إيريك فان لون لتحقيق نتيجة أفضل من المركز الرابع التي حققها الموسم الماضي.
ويشكل رالي أبوظبي الصحراوي، والذي يقام بتنظيم من نادي الإمارات للسيارات، الهيئة الوطنية لرياضة السيارات في الإمارات، الجولة الثالثة لبطولة كأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة للسيارات “فيا” بعد جولتي روسيا وإيطاليا. ويُقام هذا الحدث برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم للمنطقة الغربية
وفي هذا السياق، صرح محمد بن سليّم، رئيس نادي الإمارات للسيارات نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”، قائلاً: “لا نزال نستقبل طلبات المشاركة في الرالي، لكننا نشهد مشاركة واسعة من سائقي السيارات والدراجات النارية والدراجات الكوادز”.
وأضاف قائلاً: “يعني هذا أننا مقبلون على معركة قوية في رالي أبوظبي الصحراوي على كافة الجبهات، ومرة أخرى هناك فرصة عظيمة بإنتظار سائقينا المحليين لإختبار أنفسهم ومهاراتهم في مواجهة نخبة السائقين العالميين وإكتساب خبرة عظيمة بمقارعتهم”.
وتضم قائمة السائقين العالميين المشاركين بهدف إكتساب المزيد من النقاط في الإمارات، السائق الكولومبي أنطونيو مارموليجو الذي يشارك خلف مقود “تويوتا هايلوكس”، والألماني أماديوس ماتزكير (لاند روفر)، والكازاخستاني أندريه تشيريدينكوف (تويوتا).
وفي الوقت الذي تمكن فيه سائقون أجانب من الفوز بلقب رالي أبوظبي الصحراوي 19 مرة من أصل 23، إلاّ أن الدول الخليجية أظهرت تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة وباتت تضيق الخناق أكثر على المتنافسين وتقارعهم في الرياضة.
ومن السائقين العرب الساعين لترك بصمتهم في الرالي الصحراوي، الإماراتي محمد المنصوري، ومواطنيه نبيل الشامسي ونوح بوحميد، الذين يشاركون على متن سيارات نيسان، والسعودي أحمد الشقاوي، ومواطنيه ياسر بن سعيدان وإبراهيم المهنا، بالإضافة إلى القطري محمد المناعي، والذي يشارك بسيارة من نوع “نسيان نافارا”.
على صعيد الدراجات النارية، وفي الوقت الذي لم يتمكن فيه أي سائق من الفوز بلقب هذه الفئة منذ إعتمادها في الرالي للمرة الأولى عام 1995، يتطلع سام سندرلاند المقيم في دبي لتغيير هذه المعادلة هذه المرة، عند ظهوره للمرة الأولى ضمن فريق “كيه تي أم” في العاصمة الإماراتية، والتي ستستضيف الجولة الأولى لبطولة كأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة للدراجات النارية.
ويواجه سندرلاند منافسة حامية، على الرغم من أن أبرز منافسيه الآن هم زملاؤه في الفريق، بطل رالي أبوظبي الصحراوي سبع مرات الإسباني مارك كوما، ومواطنه خوردي فيلادومز والبولندي جاكوب برزيغونزكي.
أما فئة الدراجات “الكوادز”، أحدث الفئات إنضماماً للرالي ذلك قبل تسع سنوات، فقد شهدت هيمنة خليجية بفوز ستة سائقين بلقبها، خمسة منهم من دولة الإمارات.
وبفوزه باللقب العام الماضي، أثبت القطري محمد أبوعيسى أنه قادر على تكرار نفس الأداء والتغلب على نظرائه، على الرغم من أ،ه سيواجه منافسة أقوى خلال مساعيه في الدفاع عن اللقب.
وتبدأ الإثارة الفعلية لرالي أبوظبي الصحراوي في 5 نيسان/ أبريل مع مرحلة إستعراضية خاصة تنطلق من جزيرة ياس، والتي ستشهد أيضا نقطة الختام للرالي في 10 نيسان/ أبريل، بعد خمسة أيام من المنافسات الصحراوية ومحاولات التفوق على الرمال والكثبان الرملية الحارة.