لم تحسم بطولة العالم للجي بي 2 لهذا العام سوى في الجولة الأخيرة. وعلى الرغم من إحراز 11 سائق لانتصارات في مختلف الجولات، هناك سائق كان متميّزاً عن بقيّة منافسيه. تشارلز برادلي ينتقي أفضل عشر سائقين لهذا الموسم في بطولة العالم للجي بي 2.
فابيو ليمير كان دقيقاً في عمله كالسّاعات الّتي يشتهر بها موطنه، سويسرا، على الأقل بالنسبة للنصف الثاني من الموسم. وعلى الرّغم من عدم تصدّره لجداول البطولة بعد نهاية جولة كاملة سوى حتى شهر أيلول سبتمبر، لكنّه كان قد اكتسب زخماً كبيراً في الأداء بحلول ذلك الوقت عندما بدأ بالابتعاد عم منافسيه، أبرزهم سام بيرد الّذي شكّل تحديّاً حقيقياً لحظوظ ليمير في البطولة. بالتأكيد لا يجب إغفال حادث الاصطدام الّذي ارتكبه في أثناء عودته إلى منطقة الصّيانة بعد سباق جائزة سنغافورة الكبرى!
كان ليمير متأخرّاً بفارق 66 نقطة عن سائق راباكس ستيفانو كوليتّي، المتصدّر عندما اصطدم السّائقان خلال أحداث جائزة بريطانيا الكبرى على حلبة سيلفرستون. حيث بدأ أداء كوليتّي بالانحدار منذ تلك الحادثة، ولم يتمكّن من تسجيل النّقاط سوى لمرّة وحيدة حتّى نهاية موسم 2013 منذ ذلك السّباق.
كما شهد إحراز ليمير للقب البطولة في موسمه الرابع الكامل على ساحات الجي بي 2، تتويج فريق رايسينغ انجينيرينغ بلقبهم الثّاني بعد لقب جورجيو بانتانو في عام 2008. علماً أن موثوقيّة السيارة كانت مثالية حيث لم تتعرّض السيّارة لأي أعطال طوال الموسم. حيث كان ليمير يقود لصالح الفريق الاسباني للموسم الثّاني على التّوالي. وعلى غرار بانتانو، سوف يجد فابيو صعوبةً في دخول عالم الفورمولا واحد إلّا بحالة تلقّيه لدعم مادّي كبير.
1) سام بيرد:
الفريق: روسيان تايم
الترتيب في البطولة: المركز الثّاني (181 نقطة).
الانتصارات: 5
انطلاقات من المركز الأوّل: 2
أسرع لفّة خلال السّباق: 3
لم تكن بداية موسم بيرد مثاليّة بسبب تسابقه لصالح فريق جديد على ساحات البطولة، وكانت المشاكل الناجمة عن ذلك واضحة في بداية شراكتهم. لكنّه تمكّن من قيادة الفريق بشكل مثالي وتوجيهه ليقوم بإحراز لقب بطولة الفرق في العام الأوّل في تاريخ مشاركاته.
إحراز بيرد لخمسة انتصارات كان كفيلاً بإظهار النضّج الّذي اكتسبه السّائق البريطاني، إلّا أنّه لم يستطع إسكات نقّاده المشكّكين بقدرته على تحقيق الألقاب. عواقب انطلاقته السّيئة في بداية سباق جائزة أبوظبي الكبرى، بعد تأهّله أمام ليمير، ستبقى تطارده لفترة طويلة من الزّمن.
لم تكن أسهم السّائق البريطاني الشّاب أعلى، كما أنّه تمكّن من إمضاء وقت كبير في جهاز المحاكاة الخاص بفريق مرسيدس المشارك في الفورمولا واحد. ولكن هل سيكون ذلك كافياً ليتمكّن من اقتحام عالم الفورمولا واحد في ظل عدم جلبه لمموّلين بشكل كبير؟
2) فابيو ليمير:
الفريق: رايسينغ انجينيرينغ
الترتيب في البطولة: الأول (201 نقطة)
الانتصارات: 3
الانطلاق من المركز الأوّل: 1
أسرع لفّة خلال السباق: 1
لقد كان السّائق الأكثر ثباتاً في تقديم نتائج جيّدة مع نهاية الموسم، إلّا أنّه لم يشكّل تهديداً حقيقياً على ساحات البطولة بعد أدائه في سباقي برشلونة وموناكو.
وعلى الرّغم من انتصاره في السّباقين الأوّلين في كلّ من البحرين وماليزيا، إلّا أنّه تعرّض لحوادث اصطدام في السباق الرئيسي لكلّ من الحدثين السّابقين.
تمكّن من رفع مستوى أدائه بشكل كبير خلال النّصف الثاني من الموسم، حيث كانت أسوء نتيجة له في المركز السّادس!
ولكن بصراحة، هل تستطيعون تخيّل وجوده على ساحة الفورمولا واحد في العام المقبل؟ يبدو أن المال له الكفّة الأرجح من الميزان مقابل الموهبة والنّتائج، ولا يبدو فريق ساوبر، الذي ينحدر من نفس الأصول السويسرية، في وضع ماديّ يسمح له بالمراهنة على ليمير.
3) جايمس كالادو:
الفريق: آرت
الترتيب في البطولة: الثالث (157 نقطة)
الانتصارات: 2
الانطلاق من المركز الأوّل: 0
أسرع لفّة خلال السباق: 0
بدأ الموسم كالسائق الأوفر حظاً للفوز باللقب. إلّا أنّ الأمور لم تجرِ على ما يرام مع فريق آرت.
بعد أدائه الممتاز في موسمه الأول على ساحات البطولة خلال عام 2012، أدرك في التجارب الشتوية أن سيّارة الفريق لا تملك السّرعة الكافية للمنافسة في المقدمة. وعلى الرّغم من ذلك أنهى السباق الأول في ماليزيا على حلبة سيبانغ في المركز الأوّل، لكنّه تعرّض لحادث اصطدام قوي في السّباق الثاني.
لم يتمكّن من تحقيق نتيجة جيّدة في برشلونة بعد تعرّضه لحادث اصطدام آخر خلال اللّفة الأولى. أنقذ موسمه بعد أن أحرز المركز الثّالث في ترتيب النّقاط للسّائقين، علماً أن تلك النتيجة أتت بسبب صلابته وعناده، فضلاً عن سرعته.
لم تلبِّ انتصاراته في سباقين قصيرين للآمال والطموحات الّتي وضعها لنفسه بعد موسم مذهل في عام 2012، لكنّه تمكّن من اكتساب خبرة إضافية بعد مشاركته في العديد من التّجارب الحرّة مع فريق فورس إنديا في الفورمولا واحد ليضمن بذلك زخم مسيرته.
4) فيليبي نصر:
الفريق: كارلِن
الترتيب في البطولة: 4 (154 نقطة)
الانتصارات: 0
الانطلاق من المركز الأول: 0
أسرع لفة خلال السباق: 0
كيف تمكّن نصر من إنهاء الموسم في المركز الرّابع دون إحرازه لأي انتصار، انطلاقات من المركز الأوّل، أو حتّى أسرع لفة خلال السباق؟
يعود ذلك إلى أنّ السّائق البرازيلي كان مثالاً للتأدية الجيّدة المتواصلة والثابتة في بداية الموسم. أخفق في الفوز بسباق جائزة البحرين الكبرى بفارق 0.008 من الثانية. إلا أنّ تألّقه بتسجيل وتجميع نقاط ثمينة في كل جولة تلاشى مع الوقت و في آخر جولات البطولة..
بعد انتهاء أربع جوائز كبرى، كان المركز الوسطي لنتائج سباقاته هو المركز الثالث، الأمر الذي كان سيخولّه على إحراز اللقب العالمي في حال بقيعلى أدائه. لكن انسحابه في كل من سباقات سيلفرستون (ليس بسبب خطأه)، سبا (بسبب خطأه)، ومونزا (ليس بسبب خطأه) كان له أثرٌ كبيرٌ على حظوظه لإحراز اللقب.
كان يبدو للمتابعين بأن نصر كان يشكّك غالباً بصحّة قراراته على أرض الحلبة، كما أنّه شعر بالذعّر وانهار تحت الضّغط بعد احتدام المنافسة على اللقب.
5) جوليون بالمر
الفريق: كارلِن
الترتيب في البطولة: 7 (119 نقطة)
الانتصارات: 2
الانطلاق من المركز الأول: 1
أسرع لفة خلال السباق: 2
من المؤكّد أنّ سمعة بالمر كسائق يستطيع إجراء التجاوزات بشكل ممتاز أصبحت أقوى. يحتاج الآن إلى تحسين سرعته في ظل التجارب التأهيلية (إحرازه للمركز الأول في تجارب سباق سنغافورة تبرهن قدرته على تحقيق ذلك)، كما أنّه يحتاج إلى أن يقدّم نتائج جيّدة بشكل متواصل.
كما هو الحال مع والده، يعتبر بالمر سائقاً شجاعاً على أرض الحلبة وفي إجرائه لمناورات التجاوزات. إلا أنّه يجب أن يفكّر في الصورة الأكبر أيضاً. فبعد اقترابه لإحراز الفوز في سباقي مونزا وسبا، انتهت تلك السّباقات بشكل كارثي. علماً أنّه لم يكن مخطئاً في كلتا الحادثتين.
سيشارك بالمر في الجي بي 2 للعام المقبل. وسوف يعتبر من أبرز السّائقين المرشحين لنيل اللقب، بشرط اختياره لفريق جيّد وإنهاء تحضيراته للموسم ليدخل بكامل جاهزيته.
6) ماركوس إريكسون
الفريق: دامز
الترتيب في البطولة: المركز السادس (121 نقطة)
الانتصارات: 1
الانطلاق من المركز الأول: 2
أسرع لفة خلال السباق: 0
احتلّ إريكسون المركز التّاسع عشر في ترتيب البطولة قبل سباق نوربرغرينغ، في سيّارة تعتبر الأسرع على ساحات البطولة. لكنّه تمكّن من إحراز انتصار بعد ذلك، بالإضافة لصعوده على منصّة التتويج لأربع مرّات، الأمر الذي ساعده في التقدّم إلى المركز السادس في ترتيب البطولة.
لم يشكّك أحدٌ في سرعته، وإنّما في قدرته على متابعة تحقيقه لنتائج جيّدة. إذا احتدمت المنافسة بينه وبين السائقين على أرض الحلبة، فمن المؤكّد أنّه سيكون السّائق الأكثر تضرّراً بعد انتهاء المنافسة.
بعد أربع سنوات على ساحات البطولة، وإحرازه لثلاثة انتصارات فقط، فإن الأمر يدفع للتساؤل إن كان السّائق إريكسون سينضج.
7) ستيفانو كوليتّي:
الفريق: راباكس
الترتيب في البطولة: الخامس (135 نقطة)
الانتصارات: 3
الانطلاق من المركز الأول: 1
أسرع لفة خلال السباق: 1
المركز الوسطي لإنهاء السّباقات لكوليتّي في السباقات ال11 الأولى كان المركز الخامس. ولكن بعد ذلك أنهى الموسم بمركز وسطي يكافئ المركز السّابع عشر وكأنه كان سائقاً مختلفاً بشكلٍ كامل.
لا أحد يعلم أسباب حصول ذلك. لم تكن متابعة انهيار موسم كوليتّي أمراً جميلاً، علماً أنّه أرجع سبب ذلك إلى مشاكل في التأقلم مع الإطارات الّتي أعاقت تأديته طوال الموسم.
إلّا أنّ مشاكل الإطارات لم تظهر أبداً في النّصف الأوّل من الموسم، في الوقت الذي قاد فيه السّيارة بشكل جريء جدّاً ليتقدّم عن كافّة منافسيه. لربّما كان آرثر سي كلارك سيحضّر يوماً كاملاً محاولاً تفسير أسباب تراجع كوليتّي.
8) آلكسندر روسّي
الفريق: كاترهام
الترتيب في البطولة: التاسع (92 نقطة)
الانتصارات: 1
الانطلاق من المركز الأول: 1
أسرع لفّة خلال السباق: 1
انتهى الموسم بشكلٍ مبكّرٍ للسائق الأميركي الذّي لم يشارك في الجولة الافتتاحيّة (الشّخص الذي اعتبر ما كينغ ها سائقاً أفضل يجب أن يجري فحوصات لرأسه!) لكنّ روسّي أظهر معدنه الحقيقي بعد صعوده على منصة التّتويج في سباقه الأوّل بعد عودته إلى ساحات البطولة.
لم يتمكّن آلكسندر من تقديم نتائج ثابتة في فترة وسط الموسم، على العلم من سرعته الكافية، إلّا أنّه استعاد بريقه خلال سباق مونزا وأنهى الموسم بفوز ثمين خلال جائزة أبو ظبي وكان هذا فوزه الأول بعد عودته إلى البطولة.
في حال تحضيره بشكل مثاليّ للموسم القادم، فمن المؤكّد أنّه سينافس على اللقب. ومع عدم وجود سائق أميركي في الفورمولا واحد، فإنّ روسّي يملك أفضل الحظوظ للوصول إلى الفئة الأولى. (علماً أنّ كونور دالي سيكون له آراء مغايرة).
9) جون لانكاستر:
الفريق: هيلمر موتورسبورت
الترتيب في البطولة: الحادي عشر (73 نقطة)
الانتصارات: 2
الانطلاق من المركز الأول: 0
أسرع لفة خلال السباق: 2
تعتبر عودة السّائق البريطاني، والذي يفتقر للدعم المادي، مذهلةً على ساحات البطولة. حيث يعود سبب تواجده في بطولة الجي بي 2 بشكل كبير إلى تحسّن أوضاع سوق العقارات! وقد كان فرانز هيلمر صائباً بمنحه الفرصة ليتمكّن من إظهار سرعته وموهبته.
سجّل المركز الثالث في سباقه الأوّل في برشلونة، كما سجّل انتصارات في السّباقين القصيرين في سيلفرستون ونربرغرينغ، على الرّغم من تأهّله في المراكز السادس عشر والسّابع عشر!
في حال تمكّن من تحسين سرعته في التجارب التأهيلية، فإن ذلك سيجعل منه سائقاً متكاملاً، باستثناء التمويل. وبالتالي يجب أن نتمنّى استمرار ارتفاع أسعار الملكيّات في المملكة المتّحدة.
10) روبرت فريجنز
الفريق: هيلمر موتورسبورت
الترتيب في البطولة: الخامس عشر (47 نقطة)
الانتصارات: 1
الانطلاق من المركز الأوّل: 0
أسرع لفة خلال السّباق: 0
يكفي أن ننظر إلى فوزه في برشلونة لمعرفة مدى جودة روبرت، بعد عودته إلى الحلبة الّتي قامت بتحديد مصير بطولة 2012 للفورمولا رينو 3.5 (علماً بوجود منافسه آنذاك جول بيانكي في الفورمولا واحد الآن). من الغريب توقّف مسيرة روبرت فريجنز في الوقت الحالي.
انتصاره في برشلونة، إضافة لاحتلاله المركز الثاني في السباق القصير من نفس الجائزة الكبرى، شكّلا البداية المثالية لموسم فريق هيلمر. إلّا أنّ إنهائه لسباقات نربرغرينغ وسبا في مراكز متدنّية في النّقاط لم يكونا كافيان لضمان استمرار مسيرته، خصوصاً مع قدوم سائق آخر يجلب العديد من الممولين، على عكس فريجنز.
لا بدّ من ذكر الأسماء التّالية:
ستيفانو ريكلمي حقق نقلةً نوعيةً في أدائه هذا العام مع فريق دامز المتوّج بالألقاب. إلّا أنّه فشل من تحقيق فوز واحد على الرغم من انطلاقه من المركز الأول في سباق نوربرغرينغ
توم ديلمان الموهوب ساعد فريق روسيان تايم لنيل لقب الفرق المهم. إلّا أنّه كان سائقاً آخراً فشل في تحقيق الفوز على الرّغم من انطلاقه من المركز الأول في سباق المجر.
آدريان كوافي هوبز سجّل انتصاراً على خط انطلاق عكسي في مونزا بعد انتقاله من فريق إم بي موتورسبورت إلى فريق هيلمر. علماً أنّه سجّل منصّة تتويج في موناكو مع فريقه السّابق.
يبقى واقع إنهاء ميتش إيفانز و جوني شيكوتّو جونير للموسم في المركزين الرابع عشر والسادس عشر لغزاً. علماً أن شيكوتّو ساعد بحلّ هذا اللغز بعد اصطدامه بأيّ شيء يتحرّك على سطح الحلبة باستثناء سيّارة الأمان!
تمكّن إيفانز من حفظ ماء الوجه بعد صعوده على منصّة التتويج لأربعة مرّات، إلّا أنّه خسر فرصةً ثمينةً لإحراز الفوز بسبب عدم ضغطه بالسرعة الكافية في بداية سباق المجر على حلبة هنغارورينغ، وبالتالي السماح لناثانيل بيرثون، الذي يعتبر أداؤه عادياً، بتحقيق إحدى أكثر الانتصارات حظّاً في تاريخ البطولة.