بفوزه بالسباقات في كل موسم من مواسمه الـ 11 من بطولة العالم للدراجات النارية ‘موتو جي بي‘، يلقي دراج هوندا الإسباني داني بيدروسا نظرة على التطور الذي طرأ على الفئة العُليا.
في عمودٍ خاص بموقع أوتوسبورت، يشرح الإسباني لمَ التحدي الجسدي بالنسبة للدراجين أكبر مما كان عليه من قبل.
الآن ومع نهاية موسم 2016 من بطولة العالم للدراجات النارية “موتو جي بي”، يشكل فصل الشتاء وقتاً مهماً جداً للدارجين، فعليكَ الاسترخاء وإعادة تجميع قواك، ومن ثم التأكد بأنك لائقاً وجاهزاً للقيام بالتسابق مرة أخرى بعد أشهر قليلة.
هنالك اختلاف صغير بالنسبة لي هذه السنة، بسبب حادثي في جولة اليابان في تشرين الأول / أكتوبر الماضي، لكن على أية حال كانت عودة جيدة في السباق الأخير في فالنسيا، والبدء بالعمل على التجارب الشتوية الأولى لموسم 2017.
ما تفعله في هذا الوقت من السنة مهمٌ جداً، للتأكد من أنك بدأت التجارب والتسابق بكامل لياقتك، لأن دراجات الـ ‘موتو جي بي ‘ متطلبة جداً على الصعيد الجسدي.
أصبحت هذه الدراجات متطلبة أكثر وأكثر من الناحية البدنية، بسبب ازدياد وزنها وسرعتها، وتماسكها أيضاً، بينما تشكل الإطارات عاملاً مهماً، إلى جانب شكلها وتركيبتها، وزيادة وزن هذه الدراجات انعكس على قوة المكابح، وبالتالي ازدياد قوى ‘G’ بشكل ملحوظ.
وهذا عاملٌ مهمٌ لطريقة عمل الدراجة، لكن بشكل واضح يشكل الوزن المفتاح الأساسي، في الأعوام الستة أو السبعة الأخيرة، قمنا بزيادة وزن الدراجة حوالي 10 كلغ أو 12 كلغ، وأتذكر كم كانت القفزة كبيرة عام 2013، وكيف زادت متطلباتها على الصعيد الجسدي.
هذا يجعل التمرّن أمراً هاماً جداً، وأنا أقوم بذلك كثيراً، خاصة لزيادة قوتي العضلية، هذا المزيج فائق الأهمية بالنسبة لي، أشعر بذلك كثيراً، عندما أكون في ذروة عطائي الجسدي أو العكس.
عندما أكون في الذروة، يمكنني القيام بما يحلو لي على الدراجة، ولوقتٍ طويل، لكن عندما تكون لياقتي ليست مثالية، أشعر بأني متأخرٌ قليلاً، أو لا يمكنني القيام بكل شيء أريده، بالسرعة التي أرغب بها.
أتذكر المرة الأولى التي ركبتُ فيها دراجة الـ ‘موتو جي بي’، منذ أكثر من عشرة أعوام، حاولت ألا أتوقع الكثير، لكنها بدت متطلبة جسدياً منذ البداية.
وايضاً لم أتوقع أن تملك الدراجة تلك القوة الكبيرة، وذلك المستوى من التماسك، عندما تشاهد الدراجة لوقت طويل، ترى أنه هنالك الكثير من الانزلاقات، لكن عندما تركب الدراجة، يكون الوضع عكس ذلك.
هنالك الكثير من التماسك، وبشكل واضح في اللحظة التي تصبح فيها سريعاً، يمكنك زيادة دوران الإطار الخلفي أكثر، مع كامل ثقتك، هذه هي الأشياء الرئيسية التي فاجأتني في الـ ‘موتو جي بي’.
كان موسمي الأول مع دراجة 990 سي سي، ومن ثم انتقلنا إلى 800 سي سي، والتي كانت أكثر تطلباً من الناحية الجسدية، لهذا جعلت مستويات الدراجين متقاربة قليلاً، وكانت السباقات أقرب إلى الملاحقة، أعجبتني دراجات الـ ‘900 سي سي’ الحالية، هي أكثر سهولة، وتجعل من السباقات أكثر متعة.
تغيرت طريقة استخراج السرعة من الدراجة خلال فترتي في الفئة العُليا أيضاً، في الماضي، كان كل شيء يتمحور حول القوة، ومن ثم كان كل شيء يتمحور حول الكبح، وعدنا هذه السنة إلى القوة، لذا كانت هنالك بعض التغييرات.
ومن وجهة نظر الدراج، من الجميل دائماً أن تكون الأشياء تتمحور حول الكبح، عندما تكون حول القوة، فأنك ترى الكثير من الاختلافات بين المصانع، ويمكن أن يكون الفارق، بين سباق وآخر وبين دراجة تناسب الحلبة أو لا تناسبها، أكبر نوعاً ما.
ومن ثم لا يمكن للدراج القيام بالكثير، لكن عندما يتعلق الأمر بأسلوب الركوب، تصبح السباقات أفضل.
الموسم الماضي، مع عودة إطارات ميشلان، كان الأمر مختلفاً كثيراً وتغير أسلوب الركوب، وأكثر مما كنت أتوقع، لأني أتذكر عندما استخدمنا إطارات بريدجستون بدلاً عن ميشلان في الماضي، كان هنالك تغيير في أسلوب الركوب بالطبع، لكن في بداية مسيرتي لم يكن ذلك التغيير كبيراً بالمقارنة مع الوضع الحالي، بعد مواسم عدة من استخدام إطار واحد.
الآن، الأمر يُصبح أكثر وضوحاً، تغير الأسلوب. مع أطارات بريدجستون، تركب بطريقة مختلفة بشكل كبير على كل حلبة، بينما مع ميشلان، هنالك أمور مشابهة أكثر لبداياتي في الـ ‘موتو جي بي’، وهذا طبيعي لأننا كنا نستخدم ميشلان في تلك الفترة.
كانت التغييرات الأخرى هذه السنة في الأنظمة الإلكترونية، حيث أنني فضّلتها مع الأنظمة الأكثر تطوراً، كان التطور جيداً، ليس بالطريقة التي لا يتحكم فيها الدراج بدراجته أو الاعتناء بأسلوب ركوبه.
بالطبع، جعلت الأنظمة الإلكترونية من الدراجات أسرع قليلاً، وأكثر سلامة، لكنها كانت أكثر حول احتراق الوقود وإدارة الإطارات، وكانت أيضاً حول إدارة بعض القطع من المحرك، لأن كل شيء كان أكثر صعوبة.
الآن ومع الإلكترونيات الجديدة، أصبح النظام بسيطاً، لذا على سبيل المثال أصبح نقل السرعة في علبة التروس إلى الأعلى أو الأسفل أكثر قسوة، وأصبحت الدراجة تهتز أكثر.
في مرآبي، كان علينا العمل جيداً مع هذه التغييرات التقنية الرئيسية في الدراجة، لكننا أصبحنا أقوى في القسم الثاني من الموسم بعد تجارب ما بعد سباق جائزة التشيك الكبرى.
صعدنا إلى منصة التتويج في سباق سيلفرستون، وحققنا الفوز في سان مارينو، كانت هذه اللحظة المفتاحية لموسمنا، لأنها أظهرت أن الفريق بأكمله كان يعمل بالاتجاه الصحيح، لكن بعد ذلك تعرضت لحادث في موتيجي.
لكن شيئاً واحداً لم يتغير، أن السباق هو جزأي المفضل من نهاية الأسبوع، وهذا ما تتمحور حوله اللعبة.
أحبُّ أيضاً حصة التجارب الرابعة يوم السبت، لأنها مشابهة كثيراً للسباق، حيث عليك أن تحاكي السباق قيلاً، وتتخذ القرار بما عليك فعله في الـ 24 ساعة الأخيرة من نهاية الأسبوع، رغم أنها قبل الحصة التأهيلية.
أتطلع للبدء بالمنافسة السنة المقبلة، وبالموسم الجديد …