يمكن أن يلعب قانون النقاط الضاعفة دوراً مدمراً في الجولة الختامية لموسم الفورمولا واحد، وهو أمر إعلامي سلبي كانت الفورمولا واحد بغتى عنه، كما يشرح لنا جوناثان نوبل.
لم تكن الشكاوى حول صوت المحركات. ولم تكن نتيجة القوانين الجديدة مشاهدة سباقات مملة. ولم تكن حملة من بيرني إيكليستون للاستخفاف بأي أمر يمكن للفورمولا واحد أن تقدمه خلال موسم 2014.
لا، بل إن إعصار السلبية الذي عصف بالفورمولا واحد منذ مراحل مبكرة من الموسم الحالي، بدأ مع الضجة التي أُثيرت مع إدخال نظام النقاط المضاعفة في الجولة الختامية (ورفض التراجع عن الأمر).
والأسوأ من ذلك، أظهرت هذه الخطوة حجم عدم مبالاة القيمين على الرياضة برأي متابعيها.
وفي الوقت الذي برهنت بطولة الفورمولا واحد أن ضجيج المحركات له نوعية مختلفة نالت إعجاب معظمنا، وأن التسابق ما زال حماسياً، إضافةً أن عدم موثوقية السيارات لن يكون أمراً سيئاً على الإطلاق، إلا أن التأثير البعيد لقانون منح النقاط المضاعفة ما زال يبدو أخطر وأخطر، وقد يلعب دوراً كبيراً في تخريب ما يجب أن يكون موسم ملحميّ.
ولهذا السبب، لم ينتظر مدراء فريق مرسيدس فترةً طويلةً بعد نهاية سباق جائزة كندا الكبرى وانسحاب لويس هاميلتون للمرة الثانية هذا الموسم، ليقوموا بالتصريح أن الصراع على اللقب ما زال متقارباً للغاية، على الرغم من تأخر لويس هاميلتون بـ22 نقطة عن زميله نيكو روزبرغ: بسبب ما ستُقدّمنا له جائزة أبوظبي الكبرى في وقتٍ لاحقٍ من هذا الموسم.
بالتأكيد، فإن قانون منح النقاط المضاعفة قد يكون مفيداً لأحد سائقَي فريق مرسيدس في حال كان متأخراً عن الآخر مع وصولنا إلى الجولة الأخيرة من الموسم.
إلا أن الانتقاد الذي قد تتعرض له بطولة العالم للفورمولا واحد يكمن في ما يلي: هل يُمكن لحصول نتيجة غير متوقعة في جولة أبوظبي أن تعني أن السائق الذي قام بالعمل الأفضل طوال الموسم سيُغلب في نهاية المطاف نتيجة قانون لم يكن يفترض به أن يدخل حيّز التنفيذ؟
ومع مُضي السباقات، يبدو أن سيارات فريق مرسيدس ستستمرّ بحصد ثنائيات المركزين الأول والثاني في كُل سباق، شريطة تمتّع السيارات بالاعتمادية، وبالتالي التفكير بما يجب على لويس هاميلتون القيام به من أجل التوجه إلى جولة أبوظبي مُتمتعاً بصدارة تبلغ 50 نقطة في ترتيب البطولة لكي يحسم اللقب لصالحه يبدو مخفياً.
يمتلك روزبرغ أفضلية النقاط في الوقت الحالي، بفارق 22 نقطة، ويعود سبب ذلك بشكلٍ جزئي لانسحابات لويس هاميلتون في جولتَي أستراليا وكندا.
وفي حال تمكّن هاميلتون من التعافي بالطريقة التي يأملها، وتحقيق سلسلة من الانتصارات تضمن له خطف صدارة البطولة من جديد، بشكلٍ مماثل لما قام به بين جولتَي ماليزيا وإسبانيا، سينبغي عليه الانتظار حتى جائزة المجر الكبرى ليتمكّن من تحقيق ذلك والعودة إلى الصدارة.
أما من أجل تحقيق أفضلية في النقاط تضمن له حسم اللقب قبل الوصول لجائزة أبوظبي الكبرى، وبالتالي تفادي خطر تضرر حظوظه في حال واجه مشاكل في اعتمادية سيارته في تلك الجولة، فعلى افتراض إحراز نيكو روزبرغ للمركز الثاني في كافة السباقات، يجب على هاميلتون الفوز في كافة السباقات، ابتداءً من سباق نهاية الأسبوع الحالي في النمسا وحتى جائزة البرازيل الكبرى. بمعنى آخر تحقيق عشرة انتصارات على التوالي…
وفي حال تمكّن روزبرغ من قلب الموازين لمرّة واحدة على الأقل، كما كانت الحال في جائزة موناكو الكبرى وكما قارب على تحقيق ذلك في كندا، سيعني ذلك أن الفارق بين سائقَي فريق مرسيدس لن يصل إلى 50 نقطة على الإطلاق قبل جائزة أبوظبي الكبرى.
هل بإمكانكم أن تتخيلوا العناوين، والنقاشات الحادة، في حال وصول لويس هاميلتون لأبوظبي بعد فوزه بـ14 جولة في موسمٍ شاق وصعب، ليغادر إمارة أبوظبي دون نيله اللقب؟
بالتأكيد سيُعتبر هذا السيناريو كارثياً للبطولة. إلا أنه سيقوم بوصف حالة الموسم الحالي من بطولة العالم للفورمولا واحد بشكلٍ مثالي، وسيُبرهن أنه كان على المعنيين بإدارة البطولة إعادة النظر في هذا القانون عندما كانت الفرصة متاحة لهم.
أصبح الوقت متأخراً الآن من أجل شطب هذه القاعدة لهذا الموسم، فإذاً لنأمل سويّةً أن معركة الصراع على لقب السائقين بين لويس هاميلتون ونيكو روزبرغ ستُحسم بشكلٍ عادل على الحلبة، دون حصول أمر مفاجئ في يوم التسابق الأخير من هذا الموسم عندما سيتم منح نقاط مضاعفة للمراكز العشرة الأولى.
لربّما من مصلحة الجميع، بما فيهم هاميلتون وروزبرغ، أن يتم حسم معركتهم المثيرة قبل جولة أبوظبي لكي لا تؤثر النقاط المضاعفة على النتيجة النهائية بأي شكلٍ من الأشكال.
وبعد ذلك، يجب شطب القاعدة الأكثر كرهاً في عالم الفورمولا واحد بشكلٍ مؤبّد.