يأمل منافسو فريق مرسيدس أن تتيح لهم الفترة الشتوية فرصة اللحاق بأبطال العالم، ولكن حتى أولئك المنافسين يخشون أن تزاد سرعة مرسيدس في موسم 2015 من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، كما سيشرح لنا جوناثان نوبل.
من المقولات الشائعة في الفورمولا واحد أنك جيّد بمدى جودة آخر سباق لك، إلا أن نسبة التنافس في الفورمولا واحد تجعل الأمر الأكثر أهميةً هو كيف ستكون تأديتك في السباق المقبل.
ولهذا السبب، قبل أن تبدأ الاحتفالات بنجاح لويس هاميلتون وفوزه ببطولة العالم في أبوظبي، كان الجميع في عالم البطولة يفكّر بما يجب القيام به من أجل إيقاف سيطرة مرسيدس على الحلبة في موسم 2015.
ولكن في حين يتحلّى المتفائلون بثقةٍ كبيرةٍ بأن الفترة الشتوية ستسمح لمنافسي مرسيدس بتقليص الفارق الملحوظ للصدارة، هناك أصوات أخرى تشير لوجهات نظر أكثر تشاؤماً حول ما يجب علينا توقّعه.
هناك العديد من الأسرار المتفشية، سواءً عن جواسيس عالم الفورمولا واحد أو المهندسين المنتقلين من فريق مرسيدس الذين أفصحوا عما يجري في تصميم محركات فريق مرسيدس، التي تشير إلى أن المُصنّع الألماني سيتمتع بأفضلية أكبر في سنة 2015مما تمتع بها الموسم الحالي.
إذ يشير المهندسون إلى أن أنظمة تعويض الطاقة في محركات مرسيدس ليست الأفضل في البطولة، وبالتالي هم يدركون وجود مجال كبير لتحسين تأديتهم خلال الفترة الشتوية التي يُسمح فيها بالعمل على المحركات.
إضافةً إلى ذلك، هناك إمكانية لتحقيق مكاسب أكبر من عوادم انبعاث الغازات. إذ أن المفهوم المستخدم من قِبل مرسيدس عام 2014 لم يقم بتوليد أقصى كمية من القوة، ونظراً لقدرة المُصنّع الألماني إجراء تحسينات في مجالات أخرى من السيارة مثل الانسيابية وتوفير الوزن، بإمكانهم تصميم نظام أفضل في سنة 2015 يسمح لهم باستخلاص طاقات أعلى وقدرات حصانية أقوى.
حتى أن مدراء فريق مرسيدس لم يخفوا أنهم لن يتهاونوا في عملية تطوير السيارة لسنة 2015، وهم يسعون لتحقيق قفزة أفضل الموسم المقبل.
أخبرني مدير قسم المحركات في مرسيدس أندي كاول بعد نهاية جولة أبوظبي: ‘‘طريقة وضع القوانين الرياضية للبطولة، على مدار الموسم، تسمح لك بتطوير المحرك مع بداية السنة المقبلة بحيث يتم إدخال تعديلات جذرية. وهناك قائمة كبيرة من التعديلات التي يمكن القيام بها’’.
‘‘أنا واثق من أن كل من فيراري ورينو سيبذلون جهداً كبيراً هم الآخرون. وبالتالي يجب علينا ضمان تحقيق أكبر قفزة ممكنة في الأداء’’.
الحديث عن ضغط مرسيدس في عملية التطوير يضيف المزيد من القلق للمنافسين. عند حديثنا بشكلٍ خاص مع أعضاء الفرق المنافسة، هناك مخاوف عن إمكانية مرسيدس تصميم محرك أقوى بحوالي 70 حصاناً من محركات مرسيدس لموسم 2014.
رفض مدير فريق ريد بُل كريستيان هورنر الحديث بشكلٍ موسع عن القفزة المتوقعة من محركات رينو مقارنةً بمحركات مرسيدس إلا أنه يدرك إمكانية أن تسوء أمور فريقه بشكلٍ أكبر مما كان الحال عليه في سنة 2014.
قال هورنر: ‘‘أعتقد أنه، وفي حال صدّقنا الأرقام التي يتم الحديث عنها في الوقت الحالي، فإن الفارق سيتسع ولن يتقلص. وسيكون هذا الأمر محبطاً للغاية إن حصل’’.
كما يجب على منافسي مرسيدس تحقيق التوازن في فكرة أن كلما ازداد التعديلات التي قاموا بإدخالها في سنة 2015، سيكون هناك مخاطر أكبر من ناحية موثوقية المحركات في موسمٍ قد يشهد استخدام كل سائق لأربع وحدات توليد طاقة على مدار الموسم بأكمله.
هذه المخاوف عن اتساع المعركة في عالم محركات الفورمولا واحد بدلاً من اقترابها وتقلصها تبيّن لنا لمَ يقوم منافسي مرسيدس بالضغط من أجل إرخاء القيود الموضوعة على قوانين تطوير المحركات، سواءً كان ذلك عن طريق السماح بتطوير المحركات أم اعتماد محركات جديدة كلياً سنة 2016.
ولكن بالنسبة لكاول، هذه التصريحات من منافسي مرسيدس أن المصنّع الألماني سيتمتع بأفضلية أكبر السنة المقبلة لا تشكّل سبباً للتحمس حتى الآن.
لم يكن كاول منبهراً على الإطلاق مساء يوم الأحد في أبوظبي بعد نهاية السباق، عندما قمنا بالتحدث عن المحركات وسط احتفال أعضاء فريقه بنهاية موسم مذهل.
قال مبتسماً: ‘‘هم يتحدثون عن إمكانية العودة لاستخدام المحركات القديمة المؤلفة من ثمان اسطوانات بشكل حرف V، وبالتالي يجب علينا أن نحذر مما يتم الحديث عنه’’.
بالنسبة لمنافسي فريق مرسيدس هناك أقل من 100 ليلة من العمل الشاق لحين انطلاق سباق جائزة أستراليا الكبرى، وعليهم إيجاد الحلول قبل هذا الموعد.