كان فريق ر يد بُل أقرب من أي وقت مضى من فريق مرسيدس، خلال موسم 2014 للفورولا واحد، وذلك خلال حصص تجارب يوم الخميس في موناكو. يحلل لنا غاري أندرسون وإد سترو فرص ريكياردو بتهديد مرسيدس.
منذ أن أصبحت سيطرة مرسيدس واضحة على مجريات بطولة العالم للفورمولا واحد في موسم 2014، أصبحت جائزة موناكو الكبرى محط أنظار الجميع، كونها تشكل الفرصة الأبرز للفرق الأخرى لتنافس الصانع الألماني.
أظهرت تجارب يوم الخميس في شوارع إمارة مونتي كارلو أنه لدى فريق ريد بُل الإمكانية لاحتمال تهديد مرسيدس، بشكل أكبر مما كانت عليه الحال في السباقات الخمسة الأولى للموسم، ومرة أيضاً نرى بأن دانيال ريكياردو أكثر سائقي الفريق إقناعاً من ناحية الأداء.
مع الأحوال الجوية التي سادت في فترة ما بعد الظهر. الأمر الذي لم يسمح للسائقين بتسجيل لفات على الإطارات الملساء حتى الدقائق العشرة الأخيرة. الأمر الذي لم يسمح بالحصول على بيانات للدوران لمسافات طويلة، كما أن هذه البيانات تعتبر أقل أهمية هنا في موناكو مع استحالة التجاوز ، لذا لن تتغير الصورة العامة بشكل كبير.
كم هو قريب فريق ريد بُل؟
الأمر الذي يمكننا أن نكون أكيدين منه، رغم تصدر فرناندو ألونسو لحصة التجارب الثانية، هو أن نتيجة الحصة الصباحية، التي تصدرها ثنائي مرسيدس ونيكو روزبرغ، تُظهر أن مرسيدس هي السيارة الأفضل في موناكو.
في حين كان فريق فيراري ثاني أسرع الفرق، وهذا مبني على التواقيت التي سُجلت في فترة ما بعد الظهر، في حصة لم يسجل فيها أي من سائقي ريد بُل توقيتاً أسرع من ذلك الذي سجلاه في الفترة الصباجية. وعند معادلة جميع الأمور، يُعتقد أن سيارة ريد بُل هي ثاني أسرع سيارة، كما كان الحال عليه في الفترة الصباحية.
السرعة للفة الواحدة للفريق الواحد (تواقيت مبنية على معدل الحصتين)
1. مرسيدس دقيقة و 18.271 ث.
2. فيراري دقيقة و 18.482 ث.
3. ريد بُل دقيقة و 506 ث.
4. تورو روسو دقيقة و 18.351 ث.
5. ويليامز دقيقة و 19.421 ث.
6. فورس إنديا دقيقة و 19.666 ث.
7. ماكلارين دقيقة و 19.721 ث.
8. ساوبر دقيقة و 20.188 ث.
9. لوتس دقيقة و 20.207 ث.
10. ماروسيا دقيقة و 21.310 ث.
11. كاترهام دقيقة و 21.924 ث.
كما كان الحال عليه في هذا الموسم لغاية الآن، كان ريكياردو أكثر سائقي ريد بُل إقناعاً. منذ بداية حصة التجارب اللأولى، كان الأسترالي أكثر سلاسة وسيطرة على السيارة، في حين كان سيباستيان فيتيل سريعاً، لكن ما زال أداءه غير مقنع تماماً.
غاري أندرسون: أمضيت معظم فترتي التجاب أراقب السائقين على أرض الحلبة. بعد إمضاء القليل من حصة التجارب الأولى في منطقة الصيانة، راقبت منطقة الخروج من منعطف “بيسين”.
تبدو سيارة ريد بُل جيدة جداً. كان فيتيل يرتكب بعض الأخطاء ويعاني من تماسك القسم الخلفي للسيارة، ما قد يعني أنه ما زال لم يشعر براحة تامة في السيارة، في حين كان ريكياردو أكثر سعادة.
كان في دائرة المنافسة في الفترة الصباحية، إذ تخلف بفارق 0.235 ثانية عن هاميلتون، وفي حال افترضنا أن جميع العوامل الأخرى متساوية، يضعه هذا في قلب المعركة.
كان الوضع محيراً في الحصة الثانية من ناحية التواقيت النهائية، رغم أن فيتيل بدا أكثر سعادة.
الأمر الجدير بالملاحظة هنا، هو أن أمام مرسيدس المزيد من العمل لتقوم به، مقارنة بالسباقات الماضية. وللمرة الأولى في هذا الموسم، وبعد اليوم الأول للتجارب، كان الفريق يعيد حساباته، ويحاول تحسين أداءه. هنا في موناكو، يجب اكتساب الأفضلية، لكن رغم ذلك ما زال الفريق يملك السيارة الأسرع.
ما الذي يحتاجه ريكياردو ليحقق مركز الانطلاق الأول
مفترضين أن التواقيت التي رأيناها يوم الخميس تدل حقاً على سرعة الفرق الحقيقية. مع ريكياردو أبطأ بفارق عُشرين ونصف من الثانية من السائق الأسرع هاميلتون في اللفة الواحدة. سيكون ذلك افتراضاً خطيراً وباعتراف الجميع. ما الذي يحتاجه ليحرز مركز الانطلاق الأول؟
الجواب القصير هو: لفة ممتازة. موناكو هي من نوع الحلبات، حيث يمكن لجرأة السائق أن تمنحه أفضلية بضعة أعشار من الثانية التي قد يتركها السائقون المحافظون على الطاولة. لكن الجدران لا ترحم، لذا سيكون الأمر رهناً ببراعة السائق حين يجلس خلف مقود سيارته ليستخرج الأفضل بين السرعة والكارثة.
السؤال هو، كم هو دانيال ريكياردو قوي حول حلبة موناكو؟ سجله عادي في الفورمولا واحد.
احتل المركز السادس عشر في الحصة التأهيلية عام 2012، وانسحب من السباق بسبب عطل في نظام توجيه السيارة بعد احتكاكه بالحفف الجانبية. وفي العام الذي تلى، تأهل أيضاً في المركز السادس عشر، وانسحب من خارج مراكز النقاط، عندما اصطدم به رومان غروجان.
الأمر ممل لغاية الآن. لكن سبق له أن فاز في مناسبتين في سلسلة فورمولا رينو 3.5 العالمية، منطلقاً من المركز الأول. عامي 2010 و 2011. وبالنسبة لهؤلاء الذين يودون أن ينظروا ما بعد الفورمولا واحد، يملك ريكياردو سجلاً حافلاً في موناكو. ويعلم جيداً كيف يحرز مركز الانطلاق الأول هنا.
غاري أندرسون: يحتاج ريكياردو إلى حظ وافر ليحصل على مركز الانطلاق الأول، لكن الأمر وارد. بحسب ما رأيته من سيارة لويس هاميلتون، كانت لفاته ممتازة على الإطارات الجديدة، في حين قد تعاني السيارات من انزلاق المقدمة في تلك المرحلة. لذا تبقى سيارة مرسيدس غير اعتيادية.
لكن ريكياردو بحاجة إلى كسب بعض الأعشار من الثانية لصالحه، ويمكن تحقيق ذلك. الأمر الذي قد يتطلب لفة استثنائية منه وربما لفة أضعف من سائقي مرسيدس. الأمر ممكن في موناكو، ولا تقللوا من سهولة خسارة الوقت هنا.
لكن لا يمكنكم التقليل من شأن هاميلتون وروزبرغ. فاز كلا السائقين في السباق في الماضي، على هاميلتون الحصول على مركز الانطلاق الأول في موناكو للمرة الأولى. كلاهما يبرع على هذه الحلبة.
ريكياردو في موسمه الأول داخل سيارة يمكن لها أن تنافس على مراكز متقدمة، وسيحاول حتماً الحصول على الفرصة للمنافسة على الفوز إذا تمكن من ذلك. لكن عليه أن يرفع من التحدي ليحقق ذلك.
يمكن تحقيق نتيجة جيدة في شتى الظروف، في الوقت الذي قد تضعه لفة استثنائية في مركز الانطلاق الأول، يبقى خطر الاصطدام بجوانب المسار أعلى. إنها مخاطرة بنتيجة عكسية، وهو وحده يعلم كم هو مرتاح داخل سيارته.
ومن المهم أيضاً عدم إستثناء فيتيل من المعادلة. تحسن مستواه في حصة التجارب الثانية وسبق له أن فاز هنا، لذا يمكن أن يكون هو أيضاً في دائرة المنافسة.
في حال حصل ريكياردو على مركز الانطلاق الأول، ماذا بعد؟
إذا وضعنا ريكياردو في مقدمة شبكة انطلاق افتراضية، فرصته بالفوز واردة، إذ تمكن جميع السائقين الذي انطلقوا من المقدمة من الفوز في سباق جائزة موناكو الكبرى منذ عام 2009.
في حال تمكن من المحافظة على المركز الأول عند الانطلاقة، بالنظر إلى أن اعتماد استراتيجية التوقف لمرة واحدة أمر وارد. إذ يبدو أن عمر الإطارات الأكثر ليونة أطول. يعتبر هذا جزء كبير من المعركة قد تم الفوز به. السؤال هو قدرته على إجراء وقفة صيانة من دون خسارة الصدارة.
كان هذا الحال عليه في سباقي موناكو 2012 و 2013، ومن المفترض أن نرى الأمر عينه هذه السنة. بالنظر إلى أن سيارات مرسيدس أسرع بفارق طفيف، في حال تمكن ريكياردو من البقاء في المقدمة، عليه البقاء حذراً من أن يتم تخطيه. لكن في حال كان توقيت وقفة الصيانة مناسباً، يمكن له أن يحافظ على الصدارة.
حسابياً يبدو الأمر بسيطاً، لكن في الواقع ليس الأمر كذلك.
الحقيقة هي أنه على ريكياردو قيادة لفة عمره في الحصة التأهيلية، ليتمكن من خطف المركز الأول.
لكنه سائق تمكن من تثبيت اسمه في الفورمولا واحد من دون أن يقدم أداء باهر خلال أيام السبت. إنه تحدٍ صعب، لكن ممكن بالتأكيد.