أثار اعتماد الانطلاقات الثابتة بعد فترة تواجد سيارة الأمان على الحلبة نقاشاً حول التضحية بالمساواة الرياضية وعوامل الأمان لصالح المشهد العام للفورمولا واحد.
ووسط تزايد المخاوف بشأن انخفاض نسبة المتابعة التلفزيونية، والفشل في استقطاب الجيل الجديد من المشجعين، عملت الفرق على ابتكار طرق لتحسين العرض في الفورمولا واحد.
وتمت تجربة شرائح تثبت في أرضية السيارات، مصنوعة من مادة التيتانيوم، من شأنها إعادة الشرار المتطاير من أسفل السيارات، إضافة إلى تحركات لتحسين صوت المحركات التوربينية الجديدة، واعتماد خطة جديدة لإعادة انطلاق السيارات من وضعية ثابتة على شبكة الانطلاق بعد فترة تواجد سيارة الأمان على الحلبة. الأمر الذي صدّق عليه المجلس الأعلى لرياضة المحركات التابع للاتحاد الدولي للسيارات يوم الخميس.
تستعرض أوتوسبورت تأثير هذه الخطوة على سباقات الموسم المقبل.
الأمان
عامل الأمان هو أحد أبرز اولويات المجلس الأعلى لرياضة المحركات، لكن يعتقد بعض السائقين أن الانطلاقات من وضعية ثابتة أكثر خطورة من تلك المتحركة.
وقال سائق لوتس رومان غروجان: “لا أعلم ما إذا كانوا سيسمحون لنا بتغيير الإطارات أم لا، لكن في حال لم يسمحوا بذلك سيكون عامل الأمان موضع شك، لأنه يمكن للإطارات أن تكون قديمة وباردة”.
“ربما علينا تحسين المشهد العام بطريقة مختلفة”.
“نحن السائقون أول من يحب العرض الجميل وعمليات التجاوز، لكننا لا نريد أموراً خطيرة”.
أما جنسن باتون فيعتقد أن الانطلاقات الثابتة ستحسن العرض، لكنه أعرب عن قلقه حيال عامل الأمان بسبب إعادة الانطلاق على إطارات قديمة.
وقال محذراً: “سيكون صعباً لنا إبقاء السيارات باتجاه واحد بعد إعادة الانطلاقة، وقد يتسبب ذلك بحوادث كثيرة”.
“سيكون ذلك جيداً للمشاهدة التلفزيونية، لكننا بحاجة إلى قانون بالنسة للإطارات”.
مشاكل تقنية
وأعرب عدد من السائقين عن مخاوفهم من تعطل السيارات في حال طُلب منهم إعادة الانطلاقة الثابتة، لكن المسؤول عن قسم الآليات في ويليامز روب سميدلي قال إن الفورمولا واحد ستتأقلم سريعاً مع هذا الأمر ومتطلباته.
وأضاف: “ليس الأمر كالسابق عندما كان القابض-الفاصل ضعيفاً. لدي الجميع قابض-فاصل صلب حالياً”.
“قد ينخفض مستوى الأداء في تلك الانطلاقة الثانية، لأنك تنهك القابض-الفاصل، لكن سيحث ذلك مع الجميع”.
“إنها الفورمولا واحد، لذا سيعمل الجميع على جعل انطلاقنه أفضل من الآخرين. إنها طبيعة المنافسة.
اصطناعية بشكل كبير؟
يمكن للانطلاقات الثابتة أن تؤثر سلباً على متصدر السباق أكثر من التأثير على المتسبب بخروج سيارة الأمان، ويعتقد الفائز في السباق الكندي دانيال ريكياردو أن ذلك قد يلحق الكثير من الضرر بعدد من السائقين.
وقال: “على الأرجح ليست الفكرة الأكثر عدلاً”.
“ربما قد تكون أكثرها حماسة، لأنه قد يكون هناك القليل من التغييرات في الانطلاقات الثابتة، لكن بالنسبة لي هذا أمر اصطناعي”.
“يمكن أن تتراجع إلى المركز الثالث أو الرابع، وهذا نوع من خسارة الأفضلية بالنسبة لشخص يتصدر السباق ويحتل المركز الأول”.
وأكد حامل لقب البطولة سيباستيان فيتيل والمتصدر الترتيب العام للبطولة في الموسم الحالي نيكو روزبرغ على الحاجة إلى وجود السائقين الأفضل في القِمة.
وقال روزبرغ: “أتفهم أن الانطلاقة هي أحد أكثر اللحظات حماسة بالنسبة للمتابعين، لكن سيكون في ذلك تمادٍ كبير”.
“أحبذ التسابق المحض، كما كان الحال عليه في السنوات الخمسين الماضية. ويجب أن يبقى على ما هو عليه الآن”.
من ناحيته أضاف فيتيل: “هناك خلاف في الرأي حول الأفضلية التي قد يوفرها من ناحية العرض”.
“وليس الأمر كما لو أن التسابق سيصبح أكثر حماسة من المواسم السابقة”.
“لطالما كانت الفورمولا واحد قِمة رياضة المحركات، وعليك التأكد من فوز السائق الأسرع. لذا عليك ابتكار نواحٍ يمكن فيها للسائق إظهار مواهبه”.