تمكن سائق فريق مرسيدس فالتيري بوتاس من الفوز بسباق جائزة الولايات المتحدة الكبرى، وذلك بعد معركةٍ محتدمة ضد زميله في الفريق لويس هاميلتون الذي ضمن التتويج بلقبه العالمي السادس في مسيرته الاحترافية مع اجتيازه لخط النهاية بالمركز الثاني أمام سائق ريد بُل ماكس فيرشتابن.
انطلاقة السباق شهدت احتفاظ بوتاس بصدارته، بينما حقق زميله هاميلتون تقدماً ملحوظاً في الترتيب مع تقدمه إلى المركز الثالث وتجاوزه لثنائي فيراري سيباستيان فيتيل وشارل لوكلير.
اللفات الأولى من السباق كانت كارثيةً بالنسبة لـ فيتيل، مع خسارته لعدة مراكزٍ وتذمره من افتقاره للارتكازية وانزلاق القسم الأمامي بشكلٍ كبير، مع تراجعه إلى المركز السابع.
ورغم استقرار أداء فيتيل بعد ذلك، ومطاردته لسائق فريق رينو دانيال ريكاردو، إلا أن خروج فيتيل المتكرر عن حدود الحلبة عند المنعطفين الثامن والتاسع أدى إلى كسر جهاز التعليق الخلفي على متن سيارته في اللفة الثامنة، ولينسحب من السباق. أما بالنسبة لزميله شارل لوكلير، كان سباقه . وحيداً، وأكمل توقف صيانة بطيء مع نهاية اللفة 20 ومن ثم أجرى توقف صيانة إضافي ليضمن تسجيل أسرع توقيت في السباق، ويحصل على نقطةٍ إضافية، ليجتاز خط النهاية بالمركز الرابع.
مع العودة إلى معركة الصدارة، أحكم بوتاس سيطرته وحافظ على فارقٍ جيد أمام فيرشتابن وهاميلتون، رغم محاولات هاميلتون لتهديد فيرشتابن في بعض اللفات والضغط عليه قبل التراجع والمحافظة على إطاراته.
كان فيرشتابن أول من توجه إلى منطقة الصيانة من قبل سائقي الصدارة، مجرياً توقفه الأول مع نهاية اللفة 13 بالتزامن مع اقتراب هاميلتون لحدود أقل من ثانية منه، ولينتقل فيرشتابن إلى استراتيجية التوقف مرتين بشكلٍ مماثلٍ لـ بوتاس الذي أجرى توقفه في اللفة التالية وليستخدم فيرشتابن وبوتاس الإطارات القاسية بعد تلك التوقفات.
ولكن بالنسبة لـ هاميلتون، فإن بطل العالم اختار تأخير توقفه لمحاولة إنجاح استراتيجية التوقف لمرةٍ واحدة، حيث أجرى توقفه مع نهاية اللفة 24، وليعود إلى الحلبة بالمركز الثالث خلف بوتاس وفيرشتابن.
بعد ذلك بدأ هاميلتون بتقليص الفارق إلى منافسيه في الصدارة، مع تمتعه بوتيرةٍ أفضل، لحين توجه فيرشتابن لإجراء توقفه الثاني مع نهاية اللفة 34، وليتبعه بوتاس في اللفة التالية ومع استخدامهما لإطاراتٍ متوسطة القساوة.
هذا الأمر أدى إلى تصدر هاميلتون للسباق،والذي كان عليه التعامل مع إطاراته القاسية المحافظة عليها حتى نهاية السباق ليضمن الفوز والاحتفال بلقبه العالمي السادس مع تحقيقه لأفضل نتيجةٍ ممكنة، وذلك مع تمتع بوتاس وفيرشتابن، في المركزين الثاني والثالث، لوتيرةٍ أفضل بكثير وتقليص الفارق خلال اللفات التالية.
المعركة احتدمت بشكلٍ كبير في اللفات الأخيرة من السباق، مع تقليص بوتاس للفارق وشنّه لهجومٍ عنيف لمحاولة خطف الصدارة من هاميلتون والفوز بسباقه الرابع في الموسم.
إذ أن بوتاس تمكن من استخدام نظام التقليل من قوة الجر ‘دي أر أس’ في اللفة 51، وحاول خطف الصدارة من هاميلتون، ولكن الأخير تمكن من تأخير الكبح، ما أجبر بوتاس على الخروج عن المسار عند المنعطف 12، إلا أن ذلك لم يخفف من عزيمة بوتاس الذي استمر بالضغط بشكلٍ كبير.
وفي اللفة التالية، نجح بوتاس في التفوق على هاميلتون والاحتفاظ بصدارته، وتوسيع الفارق على الفور ليتمكن من بوتاس من الفوز بالسباق، فيما كان على هاميلتون المحافظة على إطاراته لضمان عدم تمكن فيرشتابن من تجاوزه في اللفات الأخيرة من السباق مع تمتع فيرشتابن بوتيرةٍ أفضل.
حيث كان بإمكان فيرشتابن تقليص الفارق إلى أقل من ثانية كاملة في اللفة ما قبل الأخيرة من السباق، لتحتدم المعركة بينه وبين هاميلتون. إلا أن نقطة الضعف الأساسية بالنسبة لـ فيرشتابن جاءت إثر التلويح بالأعلام الصفراء عند المنعطف 12 بسبب انسحاب سيارة هاس الخاصة بـ كيفن ماغنوسن في اللفة قبل الأخيرة من السباق إثر مشكلةٍ في المكابح.
تمكن هاميلتون من الدفاع على مركزه بنجاح، وليجتاز خط النهاية بالمركز الثاني، وليضمن الفوز بلقبه العالمي السادس في مسيرته الاحترافية، فيما جاء فيرشتابن بالمركز الثالث.
كما تألق زميل فيرشتابن في الفريق أليكساندر ألبون، مع إكماله لاستراتيجية التوقف مرتين رغم حادثةٍ عند الانطلاق ضد سيارة ماكلارين الخاصة بـ كارلوس ساينز أجبرته على إجراء توقف صيانة في اللفة الأولى، حيث تمكن ألبون من تعويض تأخره واجتياز خط النهاية بالمركز الخامس.
فيما كان هذا السباق قوياً بالنسبة لفريق رينو مع تواجد ثنائي الفريق دانيال ريكاردو ونيكو هولكنبرغ بالمركزين السادس والتاسع تباعاً، علماً أن هولكنبرغ استخدم الإطارات القاسية في بداية السباق واتبع استراتيجية التوقف مرتين للتمتع بوتيرةٍ عالية في اللفات الأخيرة، وليفصل بين ثنائي رينو ثنائي فريق ماكلارين لاندو نوريس وكارلوس ساينز في المركزين السابع والثامن تباعاً.
أكمل دانيل كفيات المراكز العشرة الأولى بالنسبة لفريق تورو روسو، فيما انسحب زميله بيار غاسلي في اللفات الأخيرة من السباق.
أما بالنسبة لفريق رايسنغ بوينت، فإن سيرجيو بيريز ولانس سترول أنهيا السباق بالمركزين 11 و13، حيث فصل سترول بين ثنائي ألفا روميو كيمي رايكونن وأنطونيو جيوفينازي على الترتيب.
المركز الأخير في التصنيف كان لسائق فريق ويليامز جورج راسل، فيما انسحب زميله روبيرت كوبيتسا من السباق إثر مشكلة هيدروليكية.