أصبح سائق فريق مرسيدس الأكثر فوزاً بسباقاتٍ في تاريخ بطولة العالم للفورمولا 1، مع فوزه بسباق جائزة البرتغال الكبرى، الجولة 12 لموسم 2020، متفوقاً على زميله فالتيري بوتاس، فيما جاء ماكس فيرشتابن بالمركز الثالث لمصلحة فريق ريد بُل.
رأي: إنجازات هاميلتون لا تعتمد على السيارة فقط
كما كان الحال عليه في كافة مجريات هذه الجولة، كانت هناك صعوبة كبيرة للتعامل مع الإطارات في حلبة بورتيماو، وكان ذلك واضحاً عند انطلاق السباق على وجه الخصوص مع تأثر المنطلقين مع الإطارات متوسطة القساوة.
هاميلتون احتفظ بصدارته في البداية، فيما تراجع بوتاس ونافس فيرشتابن وأجبره على الخروج عن حدود الحلبة لتنتقل المعركة إلى فيرشتابن وسائق فريق رايسنغ بوينت سيرجيو بيريز انتهت باحتكاكٍ بين الثنائي وخروج الأخير عن حدود المسار وإجرائه لتوقف اضطراري، فيما تمكن بوتاس من التقدم إلى المركز الأول.
إلا أن سائق فريق ماكلارين كارلوس ساينز، مع إطاراته اللينة، تمكن من تحقيق تقدم مذهل، وليخطف الصدارة من بوتاس أمام بوتاس، وهاميلتون، وليتمكن فيرشتابن من العودة إلى المركز الرابع.
ولكن، لم تكن هناك سوى بضعة لفاتٍ فقط قبل أن تعود الأفضلية لمصلحة السائقين المستخدمين للإطارات متوسطة القساوة، حيث تمكن بوتاس من خطف الصدارة في اللفة السادسة، وليتبعه هاميلتون في تجاوز ساينز إلى المركز الثاني في اللفة التالية، وفيرشتابن إلى المركز الثالث في اللفة الثامنة من السباق.
هاميلتون بقي بالمركز الثاني خلف بوتاس، وبدأ بعد ذلك مهمته بتقليص الفارق شيئاً فشيئاً لفةً تلو الأخرى، وكان من الواضح قدرته المحافظة على إطاراته بشكلٍ أفضل، حيث تمكن من تقليص الفارق الذي كان قد وصل إلى أكثر من 2 ث في بعض المراحل، وليتمكن هاميلتون في اللفة 20 من تجاوز بوتاس، مستعيداً صدارته، وليبدأ بعد ذلك بفرض سيطرته المطلقة مع توسيعه الفارق إلى حوالي 15 ثانية إلى بوتاس قبل إجراء توقفات الصيانة.
اقرأ أيضاً: العقد الجديد مع مرسيدس ليس أولوية هاميلتون
استمرت ثنائي مرسيدس بالمحافظة على الإطارات متوسطة القساوة لعددٍ جيد من اللفات في المركزين الأول والثاني، مع وجود ارتياح كبير لـ هاميلتون على وجه الخصوص، الذي كان يرغب بتأخير توقفه لأطول فترة ممكنة قبل أن يطلب منه الفريق التوجه إلى منطقة الصيانة مع نهاية اللفة 40 لينتقل إلى استخدام الإطارات القاسية في اللفات الـ 26 المتبقية من السباق.
عندما أُعلم بوتاس باستراتيجية هاميلتون، فكّر الفنلندي بإمكانية استخدام الإطارات اللينة في توقفه، ولكن ذلك لم يحصل، مع توجه بوتاس إلى منطقة الصيانة بعد لفةٍ من هاميلتون، وليستخدم الإطارات القاسية هو الآخر حتى نهاية السباق، الذي شهد تسجيل هاميلتون لأسرع توقيتٍ في السباق في طريقه لتوسيع صدارته بـ 8 نقاط إضافية في ترتيب بطولة العالم للسائقين أمام زميله بوتاس، ومع تحقيق هاميلتون لفوزه الـ 92 في بطولة الفورمولا 1، متجاوزاً بذلك رقم الأسطورة مايكل شوماخر.
اقرأ أيضاً: هاميلتون: لا يهمني أن أُذكر كأعظم سائق فورمولا 1
سباق فيرشتابن كان وحيداً بعدما لعب دوراً في معركة الصدارة في بداية السباق، حيث لم يتمكن الهولندي سوى من التواجد بالمركز الثالث طوال السباق وبعد إجرائه لتوقف الصيانة، في نهاية اللفة 23، أي بوقتٍ أبكر من ثنائي مرسيدس، منتقلاً من الإطارات اللينة إلى الإطارات متوسطة القساوة.
بأسلوبٍ مشابهٍ لـ هاميلتون وبوتاس، تراجع سائق فريق فيراري شارل لوكلير مع انطلاقه من المركز الرابع في بداية السباق، إثر استخدامه للإطارات متوسطة القساوة، ولكن مع تحسن أداء إطاراته بعد بضعة لفاتٍ، تمكن المونيغاسكي من تحقيق تقدم جيد ولينهي سباقه بالمركز الرابع، وكان لوكلير آخر سائقٍ اجتاز خط النهاية مع فارق أقل من لفة إلى هاميلتون الفائز، حيث تمكن بطل العالم السداسي من تجاوز كافة السائقين، إلى المركز الخامس، بلفةٍ كاملةٍ.
اقرأ أيضاً: هاميلتون لا يعلم كيف وثق بصحة انتقاله إلى مرسيدس
تلك المعركة على المركز الخامس كانت مذهلةً، ولم تُحسم سوى في اللفات الأخيرة من هذا السباق المثير، حيث تمكن بيريز من التألق وتأخير استخدامه للإطارات متوسطة القساوة، بعد توقف الصيانة الذي أجراه في اللفة الأولى، ومن ثم أجرى توقف صيانة إضافي مع تبقي أقل من 20 لفة على نهاية السباق مستخدماً الإطارات اللينة وليتواجد بالمركز الخامس.
ولكنه واجه منافسةً شرسةً من سائق فريق ألفا توري بيار غاسلي، الذي كان من أكثر المتألقين في السباق، حيث استخدم الإطارات اللينة بأسلوبٍ مذهل وحافظ عليها عند انطلاق السباق وحتى في اللفات التالية التي شهدت معاناة السائقين الذين استخدموا تلك النوعية من الإطارات، حيث تمكن غاسلي من التمتع بوتيرة مذهلة في اللفات الأخيرة، وتمكن غاسلي من تجاوز بيريز مع تبقي لفة على نهاية السباق.
في اللفة التالية، تمتع ساينز بوتيرةٍ أفضل من بيريز أيضاً، وليتجاوز المكسيكي إلى المركز السادس مع بداية اللفة الأخيرة من السباق، وليجتاز بيريز خط النهاية بالمركز السابع متفوقاً على ثنائي رينو إستيبان أوكون ودانيال ريكاردو بالمركزين الثامن والتاسع، وأكمل سيباستيان فيتيل المراكز العشرة الأولى مع تسجيله لنقطةٍ يتيمةٍ.
رغم اجتيازه لخط النهاية بالمركز 11 فقط، إلا أن كيمي رايكونن كان أحد نجوم اللفة الأولى، حيث تقدم سائق فريق ألفا روميو إلى المركز السادس في بداية السباق، ولكن وتيرته تراجعت، إلا أنه دافع بشراسة عن مركزه الحادي عشر لحوالي 20 لفة حتى اجتياز خط النهاية، أمام زميل فيرشتابن في ريد بُل أليكساندر ألبون الذي أكمل سباقاً مخيباً للآمال، مع عدم قدرته على تجاوز رايكونن رغم أفضلية سيارته وإطاراته، وليجتاز خط النهاية بالمركز 12 أمام لاندو نوريس وجورج راسل [ماكلارين وويليامز].
بالنسبة لـ نوريس، كانت اللفات الأولى جيدةً، وتواجد ضمن المراكز الستة الأولى، ولكن في اللفة 18 حاول سائق فريق لانس سترول تجاوزه عبر المسار الخارجي للمنعطف الأول، ولكن هذا التجاوز انتهى باحتكاكٍ بين الثنائي أدى إلى تراجعهما في الترتيب وليحصل سترول على عقوبة إضافة 5 ثواني على توقيته.
سترول حصل على عقوبةٍ إضافيةٍ بسبب خروجه عن حدود المسار عدة مراتٍ، وانسحب من السباق.
فيما أنهى أنطونيو جيوفينازي، لمصلحة ألفا روميو، سباقه أمام ثنائي هاس كيفن ماغنوسن ورومان غروجان، فيما جاء نيكولاس لاتيفي بالمركز قبل الأخير لمصلحة ويليامز أمام دانيل كفيات.