يقوم غاري آندرسون وإد سترو بتحليل الأزمنة المسجلة في حصص التجارب، ليكشفون لنا ما ستكون عليه الأمور خلال بقية مجريات جائزة بريطانيا الكبرى من موسم 2014 من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد.
كان لويس هاميلتون هو الأسرع على مدار لفة واحدة في تجارب الجمعة على حلبة سيلفرستون، إلا أن اليوم الأول من التجارب يُفيدنا أكثر من تصدّر العناوين إذ يكشف لنا العديد من المعلومات الأخرى.
مواجهة هاميلتون، الفائز في نسخة هذا السباق من عام 2008، لمشاكل في محرك سيارته في حصة بعد الظهر وضعت حدّاً لبرنامجه، يعني أنه ورغم تسجيله الزمن الأسرع، من الصعب معرفة إذا كان يمتلك نفس الأفضلية التي يتمتّع بها على مدار لفة واحدة، والتي تبلغ 0.2 ثانية، لزميله في الفريق روزبرغ في السباق.
إلا أن الطلعات الطويلة على الحلبة ومحاكاة ظروف السباق أكّد أن فريق مرسيدس يتمتّع بأفضلية في الأداء مماثلة لأفضلية الأداء على مدار لفة واحدة مقارنةً إلى ثاني أفضل فريق، ألا وهو فريق فيراري، إذ بلغت هذه الأفضلية أكثر أو أقل من 0.7 ثانية.
الأهم من ذلك، وبعد أداء ريد بُل الكارثي في جولة النمسا، وبالنظر بدقة أكبر للأزمنة المسجلة، يبدو أن فريق أبطال العالم قد يكون أحد أفضل الفرق خلف مرسيدس.
غاري آندرسون: ‘‘أمضيت بعض الوقت في تجارب بعد الظهيرة وأنا أتابع الحصة من الطائرة المروحية لأقوم بتحليل أداء مختلف السائقين. إذ لا يمكن متابعة كافة التفاصيل كما هو الحال على أرض الحلبة، حيث يمكننا ملاحقة لفات كاملة’’.
‘‘يمكن ملاحظة مختلف خطوط السباق، كيفية تعامل السيارات مع المنعطفات. ورغم التأثير الكبير للرياح، إلا أن أفضلية مرسيدس كانت واضحةً’’.
‘‘المعركة بين لويس هاميلتون ونيكو روزبرغ تبدو مثيرةً للاهتمام. يبدو أن لويس أسرع بحوالي عُشرَين من الثانية، ومن وجهة نظري، لم يكن مستوى تأدية روزبرغ ثابتاً. بإمكاننا إرجاع سبب ذلك لوجود الرياح القوية’’.
‘‘كان الوضع مشابهاً في السباقات الماضية. يبدو أن الفارق الوحيد يكمن بكيفية دخول المنعطفات، إذ يبدو أن نيكو يكون اقل ارتياحاً تحت الكبح والانعطاف. هنا يكمن السر في تسجيل أزمنة سريعة، ففي حال كان دخول المنعطف سلساً، ستكون عملية الخروج على ما يرام تلقائياً’’.
‘‘يبدو أن روزبرغ يعاني قليلاً ليبقى على خط التسابق الأمثل لباطن المنعطف، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأزمنة المسجلة، بينما يبدو أن تأدية لويس تكون سلسلة عند الدخول إلى المنعطفات. لاحظنا كيف تمكّن روزبرغ من قلب الموازين وإيجاد الحلول لهذه النقاط في السابق، فلننتظر لنرى ما سيحصل يومَ غدٍ’’.
سرعة السائقين على مدار لفة واحدة في حصة التجارب الثانية من جائزة بريطانيا الكبرى
سوف نقوم هنا بإظهار زمن السيارة الأسرع (مقدّراً بالثانية) لكل فريق شارك في تجارب الجمعة بالنسبة لأسرع زمن عام، الذي قام بتسجيله لويس هاميلتون. وبالتالي ستكون نسبة مرسيدس مساويةً للصفر.
كما جرت العادة، قام معظم السائقين بتسجيل أسرع زمن شخصي لهم باستخدام مجموعة الإطارات الأقل قساوة (مجموعة الإطارات متوسطة القساوة في جائزة بريطانيا الكبرى).
إلا أن سيارة ريد بُل الأسرع، الخاصة بدانيال ريكياردو، قام بتسجيل زمنها الأسرع باستخدام الإطارات القاسية. لم يتمكن الأسترالي من تحسين زمنه بسبب عدم تمكنه من رفع درجة حرارة الإطارات الأمامية. لكنه كان، رغم ذلك، أسرع من زميله في الفريق سيباستيان فيتيل الذي تمكّن من تحسين زمنه عندما استخدم الإطارات متوسطة القساوة.
أسرع الأزمنة لكل فريق:
1 Mercedes (Hamilton), 1m34.508s
2 Ferrari (Alonso), 1m35.244s
3 Red Bull (Ricciardo), 1m35.511s
4 Williams (Bottas), 1m36.016s
5 McLaren (Button), 1m36.228s
6 Toro Rosso (Vergne), 1m36.583s
7 Sauber (Gutierrez), 1m36.951s
8 Lotus (Maldonado), 1m37.064s
9 Force India (Perez), 1m37.236s
10 Marussia (Bianchi), 1m38.658s
11 Caterham (Kobayashi), 1m39.068s
هذه الأزمنة تعطي لمحةً بسيطةً عمّا سيكون عليه الحال في الحصة التأهيلية، مع أخذ تنوّع كمية الوقود لكل فريق بعين الاعتبار. ففي حين كان فريق ريد بُل هو ثالث أسرع فريق بشكلٍ عام، إلا أن أبطال العالم بإمكانهم نيل لقب أفضل فريق خلف مرسيدس في حال تمّت معالجة مشاكل الإطارات الأمامية.
غاري آندرسون: ‘‘يبدو فريق ريد بُل أقوى بكثير مما بدا عليه في النمسا. فمنذ أسبوعين، وعندما قمت بمشاهدة سيارات ريد بُل من على جانب الحلبة، كانت تبدو متزنةً ومستقرة، ولكنّها لم تكن سريعة. إلا أنها تبدو على ما يرام على حلبة سيلفرستون كما شاهدتها اليوم’’.
‘‘من السهل للغاية إلقاء اللوم على المحركات وأداء المحركات طوال الوقت وعدم النظر إلى الأمور الأخرى. لم يكن فريق ريد بُل ممتازاً في النمسا، وربما ما حصل هناك أدى لإيقاظهم وجعلهم يدركون ما يجب عليهم القيام به للعودة إلى السكة الصحيحة. بالتأكيد، كان أداء ريد بُل في النمسا قد دفع آدريان نيوي للتفكير بشكلٍ كبير’’.
‘‘وبالنظر إلى أن ريكياردو لم يتمكن من تحسين زمنه باستخدام الإطارات متوسطة القساوة، فإن ريد بُل سيكون ثاني أفضل فريق في حال تمّت معالجة مشاكل الإطارات بشكلٍ صحيح’’.
‘‘وبمراقبة السيارات من الطائرة المروحية، كان من الواضح أن سرعة ريد بُل كبيرة للغاية عند الدخول إلى المنعطفات، الأمر الذي يحد من سلبيات عدم امتلاك قدرة حصانية كبيرة على الخطوط المستقيمة’’.
سرعة السباق
يبدو أن الإطارات متوسطة القساوة الخاصة بشركة بيريللي ستكون هي الخيار الأمثل في السباق والحصة التأهيلية، خصوصاً مع إكمال معظم الفرق لتجارب محاكاة السباق باستخدام هذه الإطارات.
وعلى نحوٍ غير مفاجئ، كان فريق مرسيدس هو الأسرع، ولكن مع عدم تمكّن هاميلتون من إكمال برنامجه بسبب مواجهته لمشاكل في محرك سيارته في حصة بعد الظهر، تبقى أزمنة روزبرغ هي المعيار الرئيسي.
وفي حين كان هاميلتون أسرع بحوالي 0.2 ثانية من روزبرغ على مدار لفة واحدة باستخدام الإطارات متوسطة القساوة، من المرجح أن بطل العالم لعام 2008 سيمتلك سرعةً أفضل يوم السباق. ولكن من المستحيل الإقرار بذلك بسبب غياب المعطيات اللازمة.
ولحساب متوسط أزمنة روزبرغ على مدار سلسلة لفات متواصلة، قمنا بحذف الأزمنة الغير واقعية، وبالتالي نحصل على معدّل 1:39.448 لروزبرغ على مدار 12 لفة باستخدام الإطارات متوسطة القساوة، علماً أن روزبرغ هو السائق الوحيد الذي يكسر معدّله حاجز الـ1:40.
ولسوء الحظ، لم تتمكن فرق ويليامز وتورو روسو من إكمال هذا العدد من اللفات المتواصلة، وبالتالي يأتي حساب معدّل هذه الفرق على مدار ثمان وسبع لفات على التتالي. ونظراً لعدم تآكل الإطارات بشكل كبير، بإمكاننا معرفة الموقع الوسطي لهذين الفريقين في الترتيب.
جائزة بريطانيا الكبرى: سرعة اللفات الطويلة المتواصلة في حصة التجارب الثانية
سنقوم هنا بإظهار زمن كل لفة لأفضل تسعة فرق. جميعها تعتمد على إجراء 12 لفة متواصلة، باستثناء كفيات وماسا، الذين تمّ وضع أزمنتهم وفقاً لثمان وسبع لفات على التتالي.
معدّل سرعة الفرق على مدار سلسلة لفات طويلة متواصلة، بعد حسابها على مدار 12 لفة:
1 Mercedes (Rosberg), 1m39.448s
2 Red Bull (Vettel), +0.631s
3 Ferrari (Alonso), +0.763s
4 Williams (Massa), +1.115s (seven-lap run)
5 McLaren (Button), +1.463s
6 Toro Rosso (Kvyat), +1.590s (eight-lap run)
7 Force India (Perez), +1.871s
8 Sauber (Gutierrez), +2.096s
9 Lotus (Maldonado), +2.612s
هذا الأمر يدفعنا للاعتقاد بأن معركة الصعود على منصة التتويج ستنحصر بين ريد بُل وفيراري، في حال أنهت سيارات فريق مرسيدس السباق في المركزين الأول والثاني.
وفي حين يبدو أن فريق ريد بُل هو ثاني أفضل فريق، إلا أن أزمنة فرناندو ألونسو عند إجرائه لمحاكاة السباق كانت مثيرةً للاهتمام. كان بإمكانه تسجيل أزمنة ضمن حدود الـ1:39 في اللفات 11 و12 على التوالي، ولربّما لم يكن يضغط بشكلٍ كبير عندما كان يقوم بتسجيل أزمنة ضمن حدود الـ1:40 في لفاته الأولى.
من المرجح أن يكون فريق ويليامز وحيداً كرابع أفضل فريق، رغم أن مواجهتهم لمشاكل في الحصة الصباحية يعني إمكانية تحقيقهم لتقدم أفضل في صباح يوم السبت. ولكن بما أن أفضل معدل لأزمنتهم جاء على مدار سلسلة قصيرة نسبياً من اللفات، من غير الممكن تقدير وضع تآكل الإطارات ومدى تأثيرها على أداء السيارة.
لعل المفاجأة الأكبر تكمن بالتأدية المخيبة للآمال لفريق فورس إنديا. جرت العادة على أن يتواجد كُلٌّ من سيرجيو بيريز ونيكو هولكنبرغ خارج المراكز العشرة الأولى من حيث الأزمنة على مدار اللفة الواحدة، ليتبع ذلك تحسن ملحوظ في تأدية السيارة عند إجراء محاكاة لظروف السباق.
تجارب الجمعة ترجّح إمكانية اضطرار أكثر فريق بريطاني ‘من حيث قرب قاعدة الفريق لحلبة سيلفرستون’ لبذل مجهود كبير لحين موعد تجارب السبت.
غاري آندرسون: ‘‘تبدو تأدية فريق فيراري جيدةً نوعاً ما، ولكن هذا الأمر ينطبق على سيارة واحدة فقط، وبصراحة، أنا متخوّف للفروقات الكبيرة بين فرناندو ألونسو وكيمي رايكونن’’.
‘‘عند معظم زملاء الفريق الواحد، يكون معدّل الأزمنة متقارباً إلا أن الفارق بين هذين السائقَين كان كبيراً للغاية. لم تكن تأدية رايكونن ثابتةً على الإطلاق في النمسا وكان من شبه المستحيل اتباعه لخط التسابق المثالي في المنعطفات. وبالتالي فريق فيراري في وضعٍ لا يحسد عليه مع وجود سيارة وحيدة بإمكانها المنافسة في الوقت الحالي’’.
‘‘يجب على رايكونن الجلوس مع الفريق، معرفة أسباب كافة المشاكل التي يواجهها لأن ما يجري في الوقت الحالي ليس جيداً على الإطلاق. يبدو أن تأدية ألونسو قوية مرةً أخرى، ومن المرجح أنه سيتمكن من المنافسة وتحقيق نتيجة جيدة، وفي حين كانت تأدية ريد بُل أسرع في محاكاة ظروف السباق، كانت سرعتهم على مدار لفة واحدة أبطأ من سرعة ألونسو’’.
‘‘المفاجأة الكبيرة في سلاسل اللفات المتواصلة جاءت مع فريق فورس إنديا. من المرجح أن الفريق كان يستخدم محركات قطعت مسافات كبيرة، الأمر الذي قد يُفسر تراجع تأديتهم، ولكن يجب عليهم تحليل البيانات بشكلٍ دقيق في حال أراد الفريق المنافسة على تحقيق نتيجة قوية’’.
الاستراتيجيات
مع اختيار الإطارات متوسطة القساوة كأفضل نوعية في هذه الجائزة الكبرى، ومع تآكل منخفض للإطارات، من المرجح إجراء توقفين صيانة في سباق الأحد، ولكن من المتوقع ارتفاع درجة حرارة الحلبة يوم الأحدن وبالتالي قد نرى إجراء ثلاثة توقفات صيانة.
غاري آندرسون: ‘‘يبدو أننا سنشهد إجراء توقفين صيانة بناءً على ما رأيناه اليوم، مع اعتماد الإطارات متوسطة القساوة على أنها الأمثل. من المرجح أن تكون الاستراتيجية المثالية هي بدء السباق باستخدام الإطارات متوسطة القساوة، التزود بمجموعة جديدة من الإطارات متوسطة القساوة في التوقف الأول، قبل التزود بمجموعة إطارات قاسية في التوقف الثاني والأخير. ففي حين لم يكن تتآكل الإطارات بنسبة كبيرة، إلا أن الضغط الكبير التي تتعرض له الإطارات على هذه الحلبة قد يؤدي لاحتمال تدهور تأديتها بشكلٍ كبير في حال لم يراعِ كُل سائق ظروف إطاراته’’.
عينٌ في السماء
بعد أن كان في موقعٍ فريدٍ من نوعه لمشاهدة حصة التجارب من الطائرة المروحية، يبدو أن اتباع نفس خط التسابق في كل لفة بشكلٍ ثابت تحدياً كبيراً لكافة السائقين.
غاري آندرسون: ‘‘التأدية الغير ثابتة لكل سيارة من لفة لأخرى كانت مفاجئةً بالنسبة لي. يبدو أن أداء كل سائق لا يكون ثابتاً، ولا يبدو وجود مسار محدد مشترك بين كافة السيارات، ولكن هذا الأمر تمّت ملاحظته طوال الموسم الحالي’’.
‘‘من المرجح أن يعود سبب ذلك لعدّة عوامل أخرى مثل تجميع أنظمة تعويض الطاقة، واختلاف نسب توازن المكابح، إضافةً لتأثير الرياح اليوم. هذا الأمر يُظهر صعوبة التحديات التي تقدمها سيارات الجيل الحالي’’.