الفورمولا واحد هي قِمة رياضة المحركات وأكثرها شهرةً ومتابعةً، ما يعني بلغة التسويق أنها الوجهة الأمثل لكبار المصنّعين العالميين لعرض عضلاتهم وإثبات ذاتهم في ساحة الصراعات الأكثر تطوّراً وتعقيداً.
في هذا المقال يُلقي ناهد صيّوح نظرة على ما آلت إليه معركة المحركات قبل انطلاق الجولات الأوروبية في موسم 2015.
مرسيدس
لن يتفاجأ أحد بتصدر محركات مرسيدس مجموع النقاط المسجّلة في الجولات الأربع الأولى من موسم 2015 لبطولة العالم للفورمولا واحد بمجموع 243 نقطة من أصل 404، وما نسبته 60.15 بالمئة منها.
فالصانع الألماني يزوّد أربعة فرق من أصل 10 (9 منها تستخدم محركات 2015) متواجدة على شبكة الانطلاق، إضافةً إلى أن وحدة الطاقة التي يصنّعها لا تزال الأفضل حتى الآن مقارنة بباقي المنافسين.
وما يعزز من رصيد مرسيدس هو تحقيق فريق المصنع ما مجموعه 159 نقطة حتى الآن وما نسبته 65.43 بالمئة من إجمالي رصيد محركات مرسيدس.
أما فريق ويليامز، وبخلاف ما توقّع المتابعون والفريق نفسه بعد إنهائه الموسم الماضي كأبرز منافسي فريق مصنع مرسيدس، فيكتفي حالياً بـ 61 نقطة، ما معدله 25.1 بالمئة من رصيد محركات مرسيدس، بينما يكتفي فريقي لوتس وفورس إنديا بـ 11 و 12 نقطة تباعاً ليشكلا معاً ما نسبته حوالى 10 بالمئة من رصيد المحركات الألمانية.
وإذا احتسبنا معدل نقاط مرسيدس على الفرق الأربعة، فنرى أنه يعادل رصيد فريق ويليامز الحالي تقرباً بمعدل 60.8 نقطة / فريق.
بالتأكيد هذا المعدل لا يرقى لطموحات مرسيدس والفرق المتزوّدة بها، خاصةً لوتس وفورس إنديا، فالأول كان يأمل منافسة ويليامز قبل انطلاق الموسم، وفورس إنديا بانتظار وصول النسخة المطوّرة من سيارته في جائزة النمسا الكبرى، بعد المصاعب المادية التي واجهته في الفترة الشتوية.
ورغم أن المنافسة من فيراري أقرب من ما كانت تود مرسيدس، إلا أن الفريق أكّد أن لا حاجة للهلع في جلب التحديثات على مكوّنات وحدة الطاقة، وأن ما قد يبدو ضعفاً الآن سيصبح فرصةً عندما يصبح أكثر أهمية، أي في القسم الثاني من الموسم.
فيراري
بالانتقال إلى فيراري، الصانع الإيطالي يزوّد ثلاثة فرق بالمحركات، لكن لن نحستب فريق مانور الي يستخدم محركات موسم 2014، وقد يستخدم محركات موسم 2015 في النسخة المنتظرة من سيارته بعد العطلة الصيفية في شهر آب / أغسطس.
يملك فريقا فيراري وساوبر في جعبتهما ما مجموعه 126 نقطة لمحركات فيراري، وما نسبته 31.19 بالمئة من إجمالي نقاط البطولة في المسجّلة في الجولات الأربع الأولى.
بالتأكيد السكوديريا في موقع أفضل هذا الموسم، ولا يختلف اثنان أن وحدة الطاقة المصنّعة في مارانيللو ساهمت في ذلك، وهذا ما يبدو أكثر وضوحاً مع فريق ساوبر، الذي عاد لتسجيل النقاط التي غابت عنه طوال موسم 2015، والذي حقق ما نسبته 15.08 بالمئة من رصيد محركات فيراري مقابل 84.92 لفريق المصنع.
وإذا احتسبنا معدل نقاط الفريقين، نرى أن فيراري متقدمة على مرسيدس في هذه الناحية بمعدل 63 نقطة للفريق.
وكانت فيراري قد استخدمت محركات جديدة في الجولة الأخيرة في البحرين، ويبدو أنها في طريقها لإدخال تحديثات على مكوّنات وحدة الطاقة في المستقبل غير البعيد.
رينو
أما بالنسبة لرينو، فمن المؤكد أنها ليست بداية الموسم التي أرادها الصانع الفرنسي على الإطلاق، من ناحية الأداء والموثوقية، حيث يعاني فريقي ريد بُل وتورو روسو من ضعف في وحدة الطاقة إضافة إلى أعطال متكررة، ما وضع السائق دانيال ريكياردو، الذي سيستخدم المحرك الرابع في الجولة المقبلة في إسبانيا، في وضع حرج.
وبالتأكيد حدّت هذه المشاكل من قدرة الفريقين على تعزيز رصيدهما من النقاط، خاصةّ وأن فريق تورو روسو يملك سيارة تتمتع بتصميم هيكل مميز، وأثبت سائقا الفريق ذلك بمنافستهما على مراكز النقاط باستمرار حين يكونان بمنأى عن المشاكل.
تملك رينو ما مجموعه 35 نقطة فقط في رصيدها، 23 لريد بُل و 12 لتورو روسو، وما نسبته 8.66 بالمئة فقط للصانع الفرنسي، وما معدله 17.5 نقطة / فريق.
بداية أكثر من مخيّبة للآمال، لكن رينو أوضحت أن معظم هذه الأعطال التي تواجهها هي نتيجة تطوير المحرك بطريقة قاسية خلال الفترة الشتوية وأنها وضعت خطة لتحقيق مكاسب على الأمد الطويل، كما لم تستبعد العودة إلى الفورمولا واحد بفريق مصنع ما يساهم في تعزيز استراتيجيتها التسويقية، فقد برهنت رينو في الماضي أنهى قادرة على تحقيق الألقاب كفريق مصنع وكمزوّد محركات.
هوندا
هوندا، العملاق الياباني لم يعد إلى الفورمولا واحد بشراكة مع ماكلارين وفي صفوف فريقه بطلي عالم وأكثر السائقين خبرة على شبكة الانطلاق وبميزانيات ضخمة لمجرد تسجيل المشاركة.
ومنذ اللحظة الأولى أُطلقت تخمينات عديدة بشأن التكنولوجيا المعتمدة في محرك الفورمولا واحد الذي يقدّمه الصانع الياباني.
لقد كانت البداية مليئة بالعثرات حتى الآن، وكانت التجارب الشتوية كارثية لفريق ماكلارين الذي كان يكافح للتعويض في السباقات الأولى للموسم.
والكثير من مشاكل الموثوقية هذه، هي نتيجة لمحاولة هوندا تحقيق تفوّق على منافسيها من خلال اعتماد تكنولوجيا غير مختبرة سابقاً، وبما أن تطوير وحدة الطاقة خلال الموسم محدود، لم يشأ الصانع الياباني بدء موسم 2015 بوحدة طاقة تقليدية يصعب تحسين مستواها.
من ناحيته اعتمد فريق ماكلارين تصميماً عدائياً في سيارة الموسم الحالي، وهذا ما وضع ضغطاً على هوندا لتصميم وحدة طاقة تتلاءم مع متطلبات توضيبها في سيارة الفريق في مساحة ضيّقة جداً.
ورغم استمرار هوندا بمواجهة مشاكل في الموثوقية، إلا أن التصميم الجوهري لوحدة الطاقة مميز وسيصبح عاجلاً أم آجلاً قوياً وذو موثوقية عالية، بانتظار تحقيق النقاط الأولى للشراكة الأنغلو-يابانية.