بعد أكثر من 12 عاماً من الاعتزال، قرر الإماراتي محمد بن سليّم، صاحب الرقم القياسي للفوز بلقب بطولة عربية للراليات 14 مرة، المشاركة في الجولة الثانية من بطولة الإمارات الصحراوية للراليات 2015، التي ستقام نهاية الأسبوع الجاري.
ويشارك بن سليّم، الذي فاز برالي دبي الدولي للمرة 15 في آخر مشاركة تنافسية له في كانون الثاني / ديسمبر 2002، في جولة رالي الشارقة التي تقام يوم السبت 28 شباط / فبراير ويجلس إلى جانبه الملاح الإيرلندي رونان مورغان، الذي شارك لسنوات عديدة إلى جانب بن سليّم أيام احترافه للرياضة.
وشكل الثنائي أحد أنجح الشراكات في تاريخ الراليات العربية، حيث تمكنا سويةً من تحقيق لقب عربية للراليات 10 مرات إضافةً إلى فوزهما بعدد كبير من الراليات الدولية في مناطق مختلفة من عربية والعالم.
وقَبِل بن سليّم دعوة الشيخ عبداللـه القاسمي، مؤسس ورئيس نادي الإمارات لرياضة المحركات، الجهة المنظمة لبطولة الإمارات الصحراوية للراليات، للمنافسة في رالي الشارقة.
وقال بن سليّم، الذي يشغل حالياً منصب رئيس نادي الإمارات للسيارات: “عندما طلب مني الشيخ عبداللـه المشاركة في الرالي لم أستطع رفض طلبه”.
وأضاف: “يقوم الشيخ عبداللـه بعمل رائع لإنعاش رياضة الراليات من جديد في الإمارات، وعلي مساعدته والقيام بكل ما أستطيع للترويج لرياضة قدّمت لي الكثير ولها الفضل فيما أنا عليه الآن. وإذا كان ظهوري ومشاركتي سيساهمان في تشجيع المزيد من الشباب الإماراتي للمشاركة في الراليات، أو إقناع بعض قدامى المتسابقين المحليين للعودة للمنافسات، فهذا أمر رائع”.
وسينافس بن سليّم ومورغان في سيارة فورد إسكورت “دبليو آر سي” التي فازا بها في رالي الأردن الدولي عام 1999، وهو الرالي الأخير الذي شاركت فيه السيارة.
وتابع بن سليّم قائلاً: “أنا متحمس جداً، متوتر بعض الشيء، وفي الحقيقة لا أعلم ماذا ينتظرني ولا ما قد أتوقعه، خاصة بعد مضي أكثر من 12 عاماً على اعتزالي المنافسات. ولقد قمت بالاستعدادات اللازمة في أسرع وقت ممكن. كما تمكنت من القيام بالقليل من التجارب في الصحراء وسأقوم ببعض التدريبات على مسار الرالي وسنرى كيف ستسير الأمور”.
وأضاف: “رونان كان مندهشاً من قبولي المشاركة، تماماً كجميع من علم بمشاركتي في الرالي. اعتزل رونان قبل عام واحد من اعتزالي، وحتى فترة بسيطة كنت أعتقد أن أيامي وأيامه في الراليات انتهت. لكن كلانا يرغب في تقديم شيء للرياضة التي نحب، الرياضة التي كانت مهداً لرياضة المحركات عامة في عربية في سبعينيات القرن الماضي”.
وختم بن سليّم حديثه قائلاً: “مؤخراً، طغت أشكال أخرى من رياضة السيارات على الراليات. لكن هذه الرياضة بالذات تجري في دمي. وأتفق مع الشيخ عبداللـه في رغبته إحيائها من جديد والارتقاء بها نحو الأفضل سواء هنا في الإمارات أو في أنحاء المنطقة”.
ويشارك بن سليّم ومورغان، المصنفان الأعلى في رالي الشارقة، إلى جانب عدد من الأصدقاء في الفعالية، التي تنطلق من كورنيش الشارقة تمام الساعة 11 من صباح يوم السبت. وتضم قائمة المشاركين كلاً من الشيخ عبداللـه القاسمي وملاحه المتمرس غابي خوري، والسائق اللبناني المخضرم ميشيل صالح وأحمد غزيري.
وكانت أولى مشاركات بن سليّم في الراليات عام 1982، والتي خاض فيها أحد الراليات المحلية في دبي وتمكن من الفوز فيه، لتبدأ بعدها مسيرته الحافلة بالنجاحات والإنجازات ليصبح أكثر السائقين فوزا بألقاب الاتحاد الدولي للسيارات وبالراليات الدولية في التاريخ.
وتمكن من الفوز بأول لقب له في بطولة عربية للراليات “فيا” عام 1986، وفاز بلقب البطولة في الأعوام الخمس اللاحقة، وعاد مرة أخرى للفوز بلقبها عام 1994 وهيمن عليها لسبع سنوات متتالية بدءاً من عام 1996 قبل اعتزاله الرياضة. وكان أول فوز له في رالي دولي خارج المنطقة كان في تركيا عام 1991. وفي العامين التاليين تمكن بن سليّم من الفوز في راليي إسبانيا والأرجنتين ضمن سباقات المجموعة “ن” في بطولة كأس العالم للراليات.
وساهمت إنجازاته في تحقيق شهرة واسعة له نال على إثرها العديد من التكريمات والأوسمة، من أبرزها تقليده بوسام الشرف من قبل صاحب الجلالة المغفور له الملك حسين بن عبداللـه ملك الأردن الراحل، ووسام الأرز من قبل الرئيس اللبناني الأسبق إيميل لحود. وفي عام 1999 سمته وكالة فرانس بريس برياضي القرن في الإمارات.
واستلم بن سليّم مهام رئاسة نادي الإمارات للسيارات عام 2006 وبعد عامين أصبح أول شخصية عربية تُنتخب لاستلام منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات وحصوله على عضوية في المجلس الأعلى لرياضة السيارات. فيما يتولى مورغان اليوم منصب المدير العام لنادي الإمارات للسيارات.