يواجه جنسن باتون فترة انتظارٍ عصيبة، إذ يبدو أنه لا يتحكم بمصيره في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد. السبب وراء ذلك: فرناندو ألونسو. يحاول بن أندرسون معرفة كيفية تأقلم باتون مع هذا الوضع الحالي.
التدهور الذي لا يمكن نسيانه في علاقة فرناندو ألونسو الممتازة مع فريق فيراري والتي امتدت على مدار الأعوام الخمسة الماضية (بعد إشاعاتٍ في الفترة الصيفية عن انتقاله إلى فريق مرسيدس والتي اعتبرها مدير فريق فيراري ماركو ماتياتشي مهينةً بحقه) أدى لوضع مستقبل جنسن باتون ضمن صفوف فريق ماكلارين في دائرة الخطر الحقيقي.
إذ يبدو أن فريق ماكلارين الذي يتخذ من ووكينغ مقراً لمصنعه لا يمانع أن يجعل ذكريات عام 2007 مع ألونسو تذهب طي النسيان. قام الفريق بالسعي لاستقدام ألونسو منذ الربيع، متسلحاً بصفقة التزود بمحركات هوندا للمرة الأولى منذ عام 1992، إضافةً لوجود العديد من التمويل الياباني من أجل خطف سائق ‘نجم’ يرضي طموحات الشركاء الأسيويين. لا يوجد أن شك أن ألونسو، بطل العالم لمرتين والفائز بـ32 سباق حتى الآن، يوافق هذه المواصفات.
ولحين اتخاذ ألونسو لقرار انضمامه لفريق ماكلارين يجب على جنسن باتون أن ينتظر. ينتهي عقد البريطاني مع نهاية الموسم الحالي، ولم يقم فريق ماكلارين حتى الآن بالإعلان عن تشكيلة سائقَيه لسنة 2015. هذا يعني أنه من المحتمل الإبقاء على جنسن باتون إلى جانب ألونسو، أو اختيار تجديد عقد السائق الجديد كيفن ماغنوسن والذي كانت تأديته مبهرة، أو في حالة عدم توقيع ألونسو لعقدٍ مع ماكلارين حتى الآن، الاستمرار مع تشكيلة السائقين الحالية.
يمتلك ألونسو كافة أوراق اللعب ويجب على باتون الانتظار ومعرفة ما سينجم عن خطوة ألونسو المقبلة. هناك حالتين تتضمنان بقاءه في ووكينغ، وبالتالي هو يملكُ فرصةً أكبر في البقاء بدلاً من الرحيل، ولكن يمكن أن يتخذ فريق ماكلارين بأن جنسن باتون لم يعد مجدياً بعد الآن، وبالتالي من المرجح أن يكون هذا الموسم هو الأخير لجنسن باتون في الفورمولا واحد نظراً لعدم توفر مقاعد أفضل في فرقٍ أخرى، كما أن باتون غير مهتم بالتسابق لمصلحة فريق غير تنافسي من دون شك.
يجب على ماكلارين أن يأخذ بعين الاعتبار أن سجل باتون عند مقارنته بزملائه في الفرق على مدار الأعوام الماضية يعتبر مذهلاً للغاية. إذ تمكن من التغلب على معظمهم، ومن ضمنهم سائق يصفه باتون بأنه أسرع سائق على مدار اللفة الواحدة، ألا وهو بطل العالم لعام 2008 لويس هاميلتون، والذي كان زميلاً لجنسن باتون ضمن صفوف فريق ماكلارين بين أعوام 2010 و2012. لا يشيد العديد بتأدية باتون على أنه من أفضل السائقين اللامعين، إلا أن إنجازاته، خصوصاً أمام هاميلتون، ستكون كفيلة بتحسين ثقته بنفسه في حال انتهى به المطاف زميلاً لفرناندو ألونسو السنة المقبلة.
وقال باتون الذي يرفض التعليق على الشكوك المحيطة بانضمام ألونسو لصفوف ماكلارين: ‘‘لا أخشى العمل مع بطل عالم سابق’’.
‘‘عملت مع بطلي عالم في السابق، جاك فيلنوف عندما كنت صغيراً في السن، ومع لويس هاميلتون لثلاثة أعوام’’.
‘‘لا أخشى أي زميلٍ في الفريق، وأجد أن تعلّم آلية عمل أشخاص جدد يعتبر أمراً مثيراً، لأن الأمور تكون مختلفة في بعض الأحيان عمّا تبدو ظاهرياً’’.
‘‘بعض الأشخاص لديهم قدرة ممتازة في إظهار أنفسهم بمظهر معين، وبالتالي من المثير للاهتمام معرفة طباع هذا الشخص بشكلٍ حقيقي. لهذا السبب وجدت العمل مع مختلف زملاء الفرق أمراً ممتعاً للغاية على مدار الأعوام الماضية’’.
يعرف باتون ألونسو منذ أيام مشاركتهم في بطولات كارتينغ الدولية عندما كانوا صغاراً في السن، ولا يبدو أنه يخشى مواجهة ألونسو خلف مقود سيارة متطابقة في المواصفات.
أضاف باتون: ‘‘أعتقد أنه سائق رائع، لا أعلم إن كان هذا الأمر واقعياً، لكنه ذكيٌّ للغاية، ويحبّذ فرض طريقة عمله الخاصة به، ومن الواضح أنه موهوبٌ للغاية’’.
‘‘كان متخلفاً عنّي بعامٍ كامل في الكارتينغ، وبالتالي كنت أشاهده لأوقاتٍ عديدة عندما كنا صغاراً في السن، عندما كانت أعمارنا بين 15 عاماً و17 عاماً، ومن المثير للاهتمام رؤية كيف يقوم سائقون أصغر منك بشق طريقهم عبر مختلف البطولات’’.
‘‘كنا زملاء ضمن صفوف فريق واحد عام 2002 مع فريق رينو، عندما كان هو سائق تجارب وأخذ مقعد التسابق الخاص بي عام 2003 عندما رحلت إلى فريق بار. هو موهوبٌ للغاية، ولكن هناك العديد من السائقين الموهوبين أيضاً في الفورمولا واحد’’.
‘‘هناك ثلاثة سائقين ينتقيهم الناس على الدوام على أنهم أفضل من غيرهم [نحن نفترض أن باتون كان يقصد ألونسو، فيتيل، وهاميلتون] لكنني أختلف معهم بشكلٍ كليّ. أعتقد أن هؤلاء السائقين وجدوا أنفسهم في المكان الصحيح، وفي التوقيت الصحيح في مناسباتٍ أكثر من سائقين آخرين’’.
‘‘لا أعتقد أن ألونسو هو أسرع سائق على مدار اللفة الواحدة، أعتقد أن هاميلتون يحقق هذه المواصفات، ولكن كسائق متكامل، أعتقد أن ألونسو سائق جيد للغاية. لا أعلم كيف يعمل مع فريقه، سواءً عندما كان هنا مع ماكلارين أو مع فيراري في الوقت الحالي، لكنه سائق ذكي للغاية وهو سائق تقني أيضاً. إذ أنه يستوعب كيفية عمل سيارة التسابق، وبالتالي نحن متشابهين في هذا المجال، نحن نعلم كيفية الوصول من النقطة 1 إلى النقطة 2 بأسرع طريقة ممكنة خلال السباق’’.
ظاهرة ألونسو
ورغم تبجح باتون إلا أنه يدرك تماماً السمعة التي يتمتع بها ألونسو: سائق قوي وعنيد ولديه إصرار وتصميم لا مثيل له، ويراه العديد من الأشخاص على أنه أكثر سائق متكامل في عالم رياضة المحركات في يومنا هذا.
سجل ألونسو عند مقارنته بزميله الحالي ضمن صفوف فريق فيراري، بطل العالم لعام 2007 كيمي رايكونن، يعتبر مذهلاً: تغلب عليه رايكونن لمرتين فقط في الحصص التأهيلية، إضافةً لإنهاء ألونسو لسباق واحد خلف رايكونن في السباقات التي عبر فيها السائقان خط النهاية. هذا لا يعتبر إنجازاً يمكن غض النظر عنه عندما نجد أنه جاء أمام أحد أكثر السائقين الموهوبين في تاريخ الفورمولا واحد.
بالنسبة لسائق ويليامز فيليبي ماسا، والذي كان زميلاً لألونسو بين عامي 2010 و2013، فهو يعتقد أن مواجهة الإسباني ضمن صفوف فريق واحد لا مثيل له على الإطلاق.
يشرح ماسا ذلك فيقول: ‘‘إنه أمرٌ صعبٌ للغاية لأنه سائق رائع. موهبته متكاملة من دون شك’’.
‘‘هو من أسرع السائقين في يومنا هذا، ولكنه من أفضل السائقين من حيث تقديم تأدية جيدة بشكلٍ متواصل أيضاً، كما أنه من السائقين الأكثر عدائية خلف مقود السيارة، هو يمتلك كل ما هو لازم. من الصعب أن تكون زميلاً له في نفس الفريق، وأعتقد أن المشكلة التي يواجهها كيمي رايكونن في الموسم الحالي هي مشكلة نفسية’’.
‘‘بإمكان ألونسو استخدام السيارة وقيادتها بأفضل طريقة ممكنة. هو ذكي للغاية، وبالتالي بإمكانه استيعاب مجريات السباق وكل ما يحصل بالقرب منه. هو يدرك تماماً ما يجب إظهاره وما يجب إخفاؤه عندما يريد، وهذا جزء من عملنا. هو سائق رائع’’.
ووفقاً لمهندس ماسا السابق في فريق فيراري، والمشرف على تأدية سيارات فريق ويليامز في الموسم الحالي، فإن ألونسو من دون شك ضمن نخبة السائقين الحاليين.
يقول سميدلي: ‘‘أعتقد أن ألونسو أفضل سائق في الجيل الحالي من السائقين، إن لم يكن أفضل سائق في تاريخ البطولة، هو بهذه الجودة. أنا من أكبر المعجبين به من دون شك. بإمكانه تحسين تأدية الفريق بشكلٍ كبير طوال الوقت. وبإمكانه تحفيز أعضاء الفريق باستخدام موهبته فقط’’.
‘‘عندما يكون السائق في أوج عطائه ولا يتمكن العديد من السائقين الآخرين من منافسته، فهذا الأمر يؤدي لتحفيز أعضاء الفريق. إن كنت ممتازاً في عملك بغض النظر عما هو عليه، سواءً كنت تعمل في الفورمولا واحد كسائق أو مهندس أو تقني وما إلى ذلك، فإن هذا الأمر سيجبر الأشخاص المحيطين بك على تحسين تأديتهم طوال الوقت، ونتيجةً لذلك نجد كل هذه الحوافز الناجمة عن العمل مع فرناندو ألونسو’’.
‘‘هو عنيد في وجهات نظره. إذ أنه يعلم ما يريد. ولكن هذه الصفة مشتركة في كافة الأشخاص الذين يجيدون القيام بعملهم. هذه نقطة قوة أيضاً، إذ أنه لا يتراجع عن مطالبه. أعتقد أنه قوي للغاية من الناحية النفسية والعقلية، وبإمكانه التأقلم مع قوانين البطولة بغض النظر عنها، إذ أنه سيتأقلم وسيتمكن من استخلاص أقصى طاقات السيارة’’.
‘‘كنت أعمل في القسم الآخر من المرآب مع فيليبي ماسا [في فيراري]، ووجود ألونسو كزميلٍ لك في الفريق، كما سيكتشف العديد من الأشخاص بما فيهم كيمي رايكونن الموسم الحالي، لا يعتبر سهلاً للغاية. نحن نتحدث عن سائقين جيدين للغاية معك في الفريق ذاته. لا أعتقد أنه يوجد أي سائق بإمكانه التأقلم مع هذا الوضع’’.
هذا مديحٌ كبير من دون شك، من أشخاص لديهم معرفة تامة بما كان يحصل ضمن أروقة الفريق. ومن دون شك، هذا هو سبب سعي ماكلارين المستمر في استقدامه. في حال كان قرار فريق ماكلارين يكمن باستقدام ألونسو وتجديد عقد باتون يتوجب على البريطاني إثبات جدارته وقدرته على منافسة ‘أفضل سائق ضمن هذا الجيل الحالي من السائقين’.
تحدّيات هوندا
من جانبه، يبدو باتون مستعداً للغاية من أجل المنافسة، وهو غير مستعد لإنهاء مسيرته التي تمتد لـ15 عاماً من التسابق في الفئة الملكة من رياضة المحركات. يشارك باتون ضمن صفوف ماكلارين منذ أن نال لقب بطولة العالم عام 2009، والشركة الأخرى الوحيدة التي شهدت وجود علاقة طويلة مع باتون في الفورمولا واحد هي شركة هوندا (بعد أن نافس باتون لمصلحة بار هوندا ومن ثم فريق هوندا المصنعي بين عامي 2003 و2008).
لا يوجد أي شك أن باتون يريد أن يكون جزءً من شراكة ماكلارين هوندا، ورغم أنه يبلغ من السن 34 عاماً، إلا أنه ما زال بإمكانه تقديم العديد من الأمور كسائق فورمولا واحد سابق.
‘‘إنه مشروعٌ مثيرٌ للغاية من دون شك. أعتقد أن أي مُصنّع سيدخل البطولة في الوقت الحالي سيواجه تحدياً كبيراً، ولكن إن كانت هناك شركة وحيدة بإمكانها النجاح، يجب أن تكون هذه الشركة هي هوندا. يقومون باستثمار العديد من أجل تحقيق النجاح في أقربِ وقتٍ ممكن. من دون شك، أريد أن أكون ضمن هذا المشروع، وهناك فرصة كبيرة لحصول ذلك’’.
‘‘ما زالت منعكساتي جيدةً للغاية، وهي أفضل مما كانت عليه في السابق في ‘جي أس كيه’ [ وهو مختبر لقياس القدرات البشرية عند الأشخاص وهو أحد شركاء ماكلارين] من ضمن كافة الرياضيين الذين يختبرون لصالحهم. وهذا ليس سيئاً للغاية بالنسبة لشخصٍ يبلغ من العمر 34 عاماً!’’
‘‘أما في ما يتعلق بالخبرة، أمتلك خبرةً كبيرةً بسبب قيادتي لمختلف السيارات والعمل مع مختلف الأشخاص والمهندسين والعاملين في أقسام الانسيابية وما إلى ذلك’’.
‘‘شخصياً، أشعر أنه بإمكاني تقديم المزيد وأعتقد أنني أقود بأفضل طريقة ممكنة وأفضل مما كانت تأديتي عليها في السابق. أعتقد أن الحصص التأهيلية كانت صعبةً لنا بعض الشيء خلال الموسم الحالي، بعضها كان بسبب الحظ السيئ، وبعضها بسبب عدم إمكانية استخراج أفضل طاقات السيارة. ولكن خلال السباقات، عندما يتم منح النقاط، أشعر أنني قمت ببذل مجهود ممتاز. وهذا ما يجب أخذه بعين الاعتبار’’.
‘‘أنا سعيدٌ للغاية بما أقوم به. أعتقد أنني أبذل مجهوداً جيداً ولا أعتقد أن تأديتي ستتراجع في السنوات القليلة القادمة’’.
النتائج في الموسم الحالي تدعم تصريحات باتون من دون شك. تغلب زميل باتون الذي يشارك في موسمه الأول، كيفن ماغنوسن، على البريطاني تسع مرات مقابل سبع مرات لصالح باتون إلا أن الأخير يتقدم على ماغنوسن بفارق 45 نقطة في ترتيب بطولة العالم للسائقين وذلك بسبب تأديته الجيدة بشكلٍ متواصل خلال السباقات.
يأمل باتون أن يدعم فريق ماكلارين قوته التقنية، قدرته التكتيكية، إضافةً لقدرته على حصد كمية لا يستهان بها من النقاط عندما يقرر الفريق إن كان يجب أن يصبح ماغنوسن أم باتون زميلاً لفرناندو ألونسو. كما يمتلك باتون علاقةً سابقةً مع هوندا، إلى جانب خبرته التقنية الكبيرة والتي، حسب رأيه، ستكون قيمةً للغاية للمُصنّع الياباني الذي يريد إثبات جدارته في أكثر القوانين التقنية تعقيداً في تاريخ بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، إضافةً لاعتماد باتون على مواسمه الخمس السابقة مع ماكلارين من أجل تجديد عقده.
أضاف باتون: ‘‘كانت هذه الأعوام مثيرة للاهتمام، ففي الأعوام الثلاثة الأولى كنا تنافسيين للغاية، واقتربنا من نيل الألقاب العالمية في كل عام، وكنا ندرك أنه يمكنا تحقيق الفوز بعدة سباقات في كل عام’’.
‘‘كان هذا أمراً رائعاً، وخضنا العديد من المنافسات المثيرة، بيني وبين لويس، وجاء بعد ذلك بعض السنوات الأصعب، العام الماضي والموسم الحالي، وهناك بيئة مختلفة ضمن صفوف الفريق لأن الأمور لا تجري كما هو متوقع. كان العام الماضي صعباً على الجميع من دون شك [كان هذا هو أول موسم لا يتمكن فيه سائقَي ماكلارين من الصعود على منصة التتويج طوال الموسم منذ عام 1980]’’.
‘‘الموسم الحالي مختلف للغاية لأننا نشهد وجود تقدم إضافةً لحصول تغييرات ضمن صفوف الفريق في ما يتعلق بالعاملين في مجال الانسيابية والمهندسين، إضافةً للمستقبل مع هوندا. أشعر بأنني أشكل جزءً كبيراً من هذا الفريق، ولهذا السبب أجد شائعات عدم تواجدي ضمن صفوف ماكلارين السنة المقبلة غريبةً للغاية. سأكون حزيناً للغاية إن لم أتمكن من الاستمتاع بمستقبل الفريق إضافةً لمساعدتهم بخبراتي’’.
التهديد من ماغنوسن
رغم ذلك، هناك احتمال كبير لأن يجد باتون نفسه خارج أرواق ماكلارين في السنة المقبلة، في حال قرر الفريق أن ماغنوسن لديه قدرات أكبر على المستقبل طويل الأمد إلى جانب فرناندو ألونسو. من دون شك، الدنماركي سريع للغاية، لكنه ارتكب عدة أخطاء، وهذه الأخطاء قد تصبح مكلفةً للغاية بسبب معركة ماكلارين الحالية مع فريق فورس إنديا على المركز الخامس في ترتيب بطولة العالم للصانعين.
يدرك سائق فورس إنديا سيرجيو بيريز، بعد عامه الوحيد مع ماكلارين عام 2013، أن تقديم تأدية جيدة أمام باتون في الحصة التأهيلية ليس كافياً من أجل ضمان موسم إضافي في الفريق. كما يعترف بيريز أن أسلوب تعامله مع أعضاء ماكلارين خلال الموسم المتدهور لم يساهم في زيادة فرص بقائه.
وبعد فترةٍ من التحسينات من أجل التخلص مما وصفها مدير التسابق في ماكلارين إيريك بولييه على أنها ‘متلازمة السائق الجديد’ الناجمة عن الانضمام إلى بطولة الفورمولا واحد ليقود سيارة غير تنافسية، لا يمكن اتهام ماغنوسن بأن أسلوب تعامله مع أعضاء الفريق لم يكن جيداً. إذ أنه يقدم نتائج مذهلة وبتحسن مستمر على مدار الموسم، ومن الممكن أن يقوم فريق ماكلارين بوضع ثقته بسائقٍ ترعاه منذ عام 2010 عندما ترقّى من سلسلة فورمولا 3 الألمانية إلى فورمولا رينو.
الاحتمالات الأخرى
في حال حصل ذلك، سيجد باتون نفسه في وضعٍ لا يجد فيه أي مقعد تنافسي بإمكانه استغلاله.
وبالنظر خارج أسوار الفورمولا واحد، صرح باتون أنه لا يحبذ المشاركة في سباق 24 ساعة في لومان، وبالتالي بإمكاننا استبعاد مسيرة في سباقات السيارات الرياضية على غرار السائقين الذين يجدون أنفسهم خارج الفورمولا واحد بشكلٍ مفاجئ.
ربّما هناك مسيرة مستقبلية في اليابان، موطن خطيبته جيسيكا، بعد نهاية مسيرته في الفورمولا واحد سواءً كان ذلك السنة المقبلة أم بعد ذلك؟
يصرح باتون: ‘‘هناك العديد من الأمور المثيرة للاهتمام في اليابان كما أنني ما زلت مهتماً برياضة المحركات، لدي أصدقاء يشاركون في سوبر فورمولا وفي سوبر جي تي، ويقتصر الأمر عند ذلك فقط، هذه هي درجة اهتمامي في هذا المجال. من الناحية التقنية، نحن متقدمون للغاية في الفورمولا واحد. هذا هو أفضل مكان للتواجد، كما أننا نشارك ضد سائقين تنافسيين للغاية. حتّى وإن كانت هناك بطولة سياراتها أسرع بثانية كاملة من الفورمولا واحد على سبيل المثال، تبقى الفورمولا واحد هي المكان الأمثل والفئة الملكة’’.
‘‘من دون شك السيارات أبطأ مما كانت عليه في الأعوام الماضية. أعتقد أننا كنا أسرع بثمان ثواني على مدار اللفة الواحدة منذ عشرة أعوام، وبالتالي القيادة مختلفة للغاية في يومنا هذا’’.
‘‘هل هي ممتعة عندما تكون لوحدك على الحلبة كما كان الحال عليه في السابق؟ لا أعتقد ذلك. إلا أن السباقات ممتعة من دون شك. هناك العديد من المنافسات الشرسة على الحلبة خلال السباق. أعتقد أن التسابق كان ممتازاً في الموسم الحالي. هذه التجاوزات المتقاربة تجعلني أرغب في التسابق أكثر من أيِّ وقتٍ مضى’’.
‘‘أنا واثق أنني أريد المشاركة في بطولات أخرى، ولكن في الوقت الحالي لا أفكر بذلك لأن هذا الأمر ليس في بالي في الوقت الحالي. أحب رياضة المحركات، ولكن بالنسبة لي تبقى بطولة الفورمولا واحد رائدة. هي المكان الذي تواجدت به في الأعوام الماضية، وهي تنافسية للغاية في ما يتعلق بالفرق والسائقين، وأنا أريد التواجد هنا. أحب منافسة أفضل السائقين عالمياً’’.
يبدو أن ثقة باتون بنفسه عالية، وهو يؤكد على الدوام أن مهمته ستقضي بالمنافسة لصالح فريق ماكلارين السنة المقبلة. المشكلة هي أنه، لحين تأكيد ألونسو إن كان سيشارك في البطولة أم سيبتعد عنها في السنة المقبلة، لا يمتلك باتون فرصة تحديد مصيره بنفسه.
ولكن، في حال استمر بتقديم تأدية جيدة كما كان الحال عليه في السباقات الماضية (عبوره خط النهاية في المركز الخامس في سباق جائزة اليابان الكبرى الحزين كان من الأفضل طوال الموسم)، بإمكان باتون إعطاء ماكلارين العديد من الأسباب لاختياره في ظل سعيهم إيجاد هوية السائقين الذين سيقودون لمصلحتهم في ظل حقبتهم الجديدة القديمة مع هوندا.
لا يمكن لجنسن باتون أن يقوم بأي شيء سوى أن يقود بشكلٍ جيد، والانتظار…