في هذا التقرير يشرح لنا ديتر رينكن لماذا ينبغي على بُطولة الفورمولا واحد أن لا تبحث في أي مكانٍ آخر لإيجاد خليفةٍ لزعيم الفورمولا واحد بيرني إيكليستون طالما أن هذا الرجل البالغ من العُمر 83 عامًا لم يعد يُسيطر على الفئة الأولى وذلك كأحد نتائج مُحاكمة كونستانتين ميديا التي نظرت بها محكمة لندن العُليا – والتي من بين أمورٍ أخرى، وقف فيها بيرني إيكليستون مُتهمًا ببيع الحُقوق التجارية لبُطولة الفورمولا واحد بأقل من قيمتها الحقيقية إلى المالك الحالي لأغلبية الأسهم فيها سي في سي كابيتال بارتنِرز – والذي كان فيه المُؤسس المُشارك في الصندوق الاستثماري دونالد ماكنزي مُهتمًا بشكل لا لُبس فيه بمصير قيصر الفورمولا واحد والذي ينبغي في أي حالٍ من الأحوال أن لا يكون مُرتبطًا بعدم الكفاءة.
وفي العام الماضي اعتبر غبيرهارد غريبكوفيسكي، المسؤول السابق عن إدارة المخاطر لدى بايِرن إل بي، وهي مُؤسسة مالية مملوكة لحُكومة بافاريا المحلية والتي ورثت ما نسبته 47.2 بالمائة من المُساهمة في الحُقوق بعد أن غرقت شركة كيرس ميديا في مساكل مالية، اعتبر مُذنبًا بقبول مبلغ 44 مليون دولار أمريكي على شكلٍ رشاوى من بيرني إيكليستون وصندوق استثماره العائلي بامبينو.
وزعمت كونستانتين ميديا بأنها تعرضت لخسارة مالية قيمتها 100 مليون جُنيه إسترليني نتيجةً لهذا التقييم بأقل من القيمة الحقيقية.
وخلال المُعاينة المُشتركة، أوضح دونالد ماكينزي موقفه بالقول ’’إذا ثبت بأن السيد بيرني إيكليستون قد قام بعملٍ يُعتبر بأي حالٍ من الأحوال عملاً خاطئًا من الناحية الجنائية، فإننا سنطرده‘‘.
ومن دون إطلاق أحكامٍ مُسبقةٍ قبل صُدور الحُكم النهائي، والذي سيصدر في العام الجديد، سيبقى على بُطولة الفئة الملكة ان تكون متعاليةً على مثل هذه المشاكل وأن لا تخوض فيها، أما بالنسبة لبيرني إيكليستون فهو يرفض على الدوام البدء بأي شكل من أشكال خلافته ونقل السُلطة.
وبغض النظر عن بُلوغ بيرني إيكليستون عامه الثالث والثمانين؛ وبغض النظر أيضًا عن خُضوعه لثلاث عمليات قسطرة جراحية (وإنا كانت قد جرت جميعها في عام 1999)؛ وبصرف النظر كذلك عن تزييفه للوقائع حول مُستقبل بُطولة الفورمولا واحد، في إطار مسعاه لتنظيم 25 جولة من الجوائز الكُبرى – بمعدل سباق واحد كل أسبوعين، من شهر كانون الثاني/ يناير ولغاية شهر كانون الأول/ ديسمبر – وبصرف النظر أيضًا عن حقيقة وجود عشرات الآلاف من العائلات التي تعتمد في معيشتها بشكلٍ مُباشر أو غير مُباشر على قيادته لإدارة هذه الرياضة.
ومن الواضح، واعتمادًا على هذه الأسس المذكورة آنفًا فقط، تتأتى الحاجة لوجود من يخلف بيرني إيكليستون.
وفي الحقيقة، علق إيكليستون على هذا الموضوع في الماضي، عندما حدد وبشكلٍ واضح الحُدود للصحافيين لمنعهم من اشتمام رائحة أي أمرٍ أو الحُصول على خبرٍ هام حول هذا الموضوع – مثلما حصل العام الماضي عندما طُرحت احتمالية تولي امرأة لمهامه، وهي احتمالية بارزة، لكن التأكيدات المُعاكسة السابقة مثل القول ’’ينبغي على النساء ارتداء ملابس بيضاء مثل جميع الأجهزة المنزلية الأخرى‘‘ – إلا أنه يبدو قد بدأ بالاهتمام مُؤخرًا بتعليق دونالد ماكينزي من خلال التلميح إلى وجود خليفةٍ واضح له.
ولقد اقترح العديدون أن الرئيس التنفيذي لشركة جاي. ساينزبيري جاستين كينج – وهو رجل عصامي وعبقري ووالد جوردان كينغ بطل سلسلة فورمولا 3 البريطانية لموسم 2013 – أو ريتشارد سكودامور الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي المُمتاز (بريميير ليغ) قد يرقيان لمُستوى الحدث، لكن بيرني إيكليستون رفض هذه الاقتراحات.
أما عن المُرشح الوحيد المُحتمل الذي بقي اسمه مطروحًا على العلن فقد كانت (نعم إنها امرأة!!)، ساشا جين وودوارد هيل، حيث استغرب العديد من الأشخاص كيف لمُستشارة داخلية ذات منصبٍ عاديٍّ ومُوظفة في الإدارة العُليا لبُطولة الفورمولا واحد أن تكون الشخص المُختار لمثل هذه المهمة.
وبالتأكيد، يُقدر أولئك الذين تعاملوا مع هذه المُحامية البالغة من العُمر 44 عامًا مهارتها وقُدراتها، بل إن البعض يقول بأنها تعرف في تعقيدات هذه الرياضة أكثر من الزعيم.
وقد أخبرنا أحد رؤساء الفرق مُؤخرًا ’’… إنها الشخص الوحيد الذي يستمع إليه السيد إي (الاسم الرمزي لبيرني إيكليستون) في الاجتماعات‘‘، حيث قال ذلك مُعبرًا عن تقديره لها.
ومع ذلك، ومع اجتماع عائلة الفورمولا واحد في البرازيل لخوض الجائزة الكُبرى الأخيرة في هذا الموسم (كُتب هذا التقرير قبل انتهاء جائزة البرازيل الكُبرى)، جاءت الأخبار مُؤخرًا بأن بيرني إيكليستون قد اقترح اسم مواطنه كريستيان هورنِر، رئيس العمليات الناجحة لفريق ريد بُل رايسينغ، وذلك كخليفةٍ له.
إن بيرني إيكليستون وكريستيان هورنِر البالغ من العُمر 40 عامًا على علاقةٍ وثيقةٍ ببعضهما البعض – بل إن البعض بقولون بأن إيكليستون ينظر إليه على أنه الابن الذي لم يُنجبه – ولتأخذوا العلم حول مدى هذه العلاقة، كشف هذا العمود الصحفي مُؤخرًا عن أن رئيس فريق ريد بُل كان الشخص الوحيد المدعو من عائلة الفورمولا واحد والتي حضرت حفل زفاف بيرني إيكليستون.
ولكن كريستيان هورنِر سُرعان ما نفى مثل هذه الأنباء، وبصراحةٍ أكثر، تنفس مُعظم العاملون في فرق الفورمولا واحد الصُعداء وشعروا بالارتياح من ذلك، وبغض النظر عن عبقريته الفذة في تحقيقه للبُطولات لفريقه، إلا أن إدارة تعقيدات رياضةٍ عالمية تختلف بطريقةٍ ما عن قيادة فريق مُكون من 650 رجلاً صلبًا بالنيابة عن إمبراطور صناعة مشروبات الطاقة.
وبالنسبة للمُبتدئين، يقوم كريستيان هورنِر بتصفية ميزانية سنوية تبلغ 200 مليون جُنيه إسترليني تأتي بالكامل تقريبًا من مصادر داخلية، وتٌشير آخر التقارير التي رُفعت إلى رئيس أحد أكبر صناديق الاستثمار نشاطًا، إلى أن الدخل يبلغ بليون (ونصف) دولار تأتي بمُعظمها من عُقودٍ كثيرةٍ مع محطات التلفزة عبر العالم واتفاقيات استضافة السباقات مع رجال أعمال عُتاة مُعظم يتم تعيينهم بالغالب من طرف السياسيين في بُلدانهم.
إضافةً إلى التعاملات التقنية/ الرياضية الاعتيادية مع المجلس العالمي لرياضة السيارات التابع للاتحاد الدولي للسيارات (فيا) الذي كثيرًا ما يكون صعب المراس؛ ينبغي على من يتولى المنصب أن يكون داهيةً بما فيه الكفاية ليُعلم الداهية ميكيافيللي نفسه؛ وأن يكون صلبًا للتعامل مع رؤساء الفرق (الذين يُعرفون جماعيًا باسم ’’نادي أسماك البيرانا‘‘) (وهو نوع من الأسماك الصغيرة المُفترسة)، حيث لدى كل واحدٍ منهم جدول أعماله الخاص به؛ والتعامل بحنكةٍ شديدةٍ مع الرُعاة من المُستوى العالي، والشركاء التقنيين ومُقدمي خدمات الإمداد (اللوجيستية) ومُقدمي خدمات الضيافة الراقية (إضافةً لوكالات السفر المُتخصصة)؛ والإشراف على أكبر وحدات البث بتقنيات عالية الدقة الخارجية والتي توفر خدماتها لنحو 200 بلد، مع مهمةٍ واضحةٍ بأنها ليست لضعاف القلوب أو قليلي الخبرة.
وبعد كل هذا، بيرني إيكليستون هو الوحيد الذي خطى بالفعل بخطواتٍ واسعةٍ من الطُموح، حيث نجد في سيرته أنه بعد فترة مُعينةٍ كان فيها يبيع قطع غيار السيارات الرياضية المُستعملة كما لو أنه تلميذ، انتقل بعد ذلك نحو 20 عامًا من النجاح في تجارة السيارات والدراجات النارية المُستعملة قبل أن يقضي عقدًا آخر في مُضاعفة أعماله كمالكٍ لفريقٍ ناجح ويفوز بالبُطولات (فريق برابهام) ورئيسًا لاتحاد مُصنعي سيارات الفورمولا واحد.
وبعد ذلك خاض صراعاتٍ مريرةٍ في أوائل عقد الثمانينيات من القرن الماضي مع الند المُعادل للاتحاد الدولي للسيارات (فيا) قبل أن ينتزع السيطرة على الحقوق البث التلفزيوني للرياضة لصالح اتحاد مُصنعي سيارات الفورمولا واحد (فوكا)، وليقوم لاحقًا بنقلها لشركته الخاصة التي ترأسها لفترة 20 عامًا.
وعليه، فإن هذه المهمة لا تُناسب سائقًا سابقًا ليس في جُعبته سوى ثماني سنوات من الخبرة في إدارة فريق فورمولا واحد من على جدار الإدارة في منصات الصيانة، وأدار سابقًا فريقًا في بُطولة فورمولا 3000.
وإذا كان ذلك يبدو قاسيًا على كريستيان هورنِر، إلا أن النية من هذا الكلام ليس ذلك؛ ببساطة، يصعب عليك تخيل أن فرد يُمكنه أن يحل محل بيرني إيكليستون، وهذا بالتحديد ما يقوله بيرني إيكليستون عن نفسه، وليس كريستيان هورنِر.
وبالطبع، من المُمكن أن يكون لدى بيرني إيكليستون طريقته الخاصة التي لا مثيل لها في حرف الأسئلة المحتومة بعد شهادة دونالد ماكينزي المُثيرة للجدل، حيث ترك التعليق حول ذلك لكريستيان هورنِر (وهو ما فعله بالضبط)، وبالتوازي مع ذلك، يُمكن أن يصدر بيان لتهدئة مخاوف صندوق الاستثمار سي في سي – والتي تحتاج إلى الحفاظ على المُستثمرين بحالة رضا عن ذلك، الآن وفي المُستقبل – من خلال الإشارة إلى بعض أشكال النجاح.
وحاليًا هُنالك فكرةٌ ما زالت قائمة في ما بين عائلة الفورمولا واحد بوجود ثلاثة أفراد يختلفون بشكلٍ كبيرٍ عن بعضهم البعض لكنهم يتمتعون مجموعةٍ كاملة من المهارات المطلوبة لخلافة بيرني إيكليستون في نهاية المطاف.
ولذلك، هذا الأمر أكثر من مُجرد انعكاس لتعقيدات البُنى التي وضعها بيرني إيكليستون (على مهلٍ؟) بخلاف الأعمال التجارية، والتي إذا تم تقليصها إلى المواد الأساسية، تُشغَّل من خلال شراء خدمات الفورمولا واحد من الفرق، وإعادة توضيبها وبيع الاستعراض بالجُملة لحلبات السباق والجهات الإعلامية، والتي في المُقابل تُضيف قيمةً وتبيع المُنتج النهائي بالتجزئة للمُستهلكين (وهُم هُنا مُشجعو الفورمولا واحد).
ومع ذلك، تخيلوا معنا الفوضى التي كانت ستنتج إذا كان لدى الفورمولا واحد ثلاثة رؤساء لإدارة أمورها، كل واحدٍ منهم يدفع باتجاهٍ مُختلف، واعترف دونالد ماكينزي في المحكمة بذلك قائلاً ’’[إن الفورمولا واحد] استثمارٌ بالغ الصُعوبة من البداية وحتى النهاية تقريبًا‘‘، ولذلك تُعتبر خطة خلافة بيرني إيكليستون ’’هامةً جدًّا‘‘.
ومن ثم، يُمكنكم الأخذ بالاعتبار كم ستُصبح الأمور أكثر سوءًا إذا ما تولت رئاسة ثلاثية الأطراف قيادة الرياضة الأكثر جُموحًا بين مُختلف الرياضات، حيث يتعامل الشخص مع مزيج انتقائي من الشركات والمُؤسسات، تتنوع ما بين علامتين تُعتبران من أكثر علامات سيارات العالم فخامةً وعراقةً (فيراري وميرسيدس) مُرورًا بشركات المشروبات (مع فريقين مُشاركين) إلى مُؤسسة عانت من خسائر تبلغ 140 مليون جُنيه إسترليني خلال السنوات الأربع الماضية، حيث أخفقت في تحقيق أي نُقطة خلال 150 مُشاركة في الفئة الملكة.
وعلى الأغلب ستؤدي أية ترتيبات إلى تدمير الفورمولا واحد بشكلٍ لا جدال فيه حيث يُتابعها أعدادٌ غفيرةٌ حول العالم، إلى أن تهبط هذه الرياضة بسرعة في مسارٍ حلزوني توازي في سُرعة هُبوطها سرعة سياراتها، هل تُفكر بأن بُطولة أيه وَن جي بي قد اختفت بسُرعة؟، سيبدو لك موتها بطيئًا جدًّا بالمُقارنة مع ما سيحصل هُنا.
ضع بكل بساطة، بعد حقبة بيرني إيكليستون – والتي ستنتهي بكل الأحوال – أن الفورمولا واحد ستحتاج إلى فردٍ ليُديرها، شخصٌ يتمتع بخبرة عُقودٍ من الإنجازات في مجال الرياضة، شخص يُمكن وصفه بالمُفكر/ المُؤثر/ صاحب الرؤية قادر على إدراك تعقيداتها وغربلة الجيد من السيء؛ شخصٌ يستجيب ببرودة أعصاب وهدوء للأزمات – والتي من المُحتمل أن تكون كثيرةً – وليس أن يكون “رجل إطفاء” في عالم فرق الفورمولا واحد، وبالتأكيد، أن يتمتع باحترام جميع أعضاء عائلة الفورمولا واحد، بدءًا من الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) مُرورًا بأقرانه وشُركائه وصولاً إلى المُشجعين.
ولغاية هذه اللحظة لا يوجد ذلك الشخص الذي يستوفي كل هذه المعايير، ولكن هُنالك رجلٌ واحد، لديه حق الوصول الكامل إلى بيرني إيكليستون قبل أن يتأخر ذلك، وبالتأكيد يُمكنه التطور للوصول إلى مركزه، لا يتميز فقط بأن ما يجري في عُروقه هو وقود الفورمولا واحد العالي الفعالية مُنذ نُعومة أظفاره وحسب، بل أن سجله في الرياضة، سواءً كمُهندس، أو كمُدير تقنيٍّ، أو كرئيسٍ لفريق أو كعضوٍ رئيسي في مجلس إدارة هو سجل لا مثيل له.
لقد جرب وعاصر ونجح هذا الشخص في جميع النواحي الرياضية، أو التقنية، أو التجارية أو الإدارية، حيث نجح بالكامل في جميع هذه الوصول إليها، ولديه دائمًا ابتسامة جاهزة أو تعليق مُهذب. حيث يُمكنه قياس جميع الزوايا بشكلٍ صحيح بالفطرة؛ حيث أن قُدرته في أن يوجد من لا شيء شيئًا رائعًا وسريعًا – هو نصف سر نجاحه.
هذا الرجل هو روس جيمس براون، الذي بلغ من العُمر 59 عامًا في اليوم الذي نفى فيه كريستيان هورنِر وجود أية مصالح له في تولي زعامة أعلى منصب في الفورمولا واحد، ومن ثم بعد مرور أسبوع أكدَّ خُروجه من رئاسة فريق ميرسيدس بنز أيه إم جي للفورمولا واحد – حيث قام ومن دون مُفاجئات بإجراء عملية إعادة هيكلة شاملة للعمليات طوال فترة الاثني عشر شهرًا الماضية.
ومما قيل، أن روس براون أبلغ الفريق بتركه الفريق عند انتهاء واجبه.
حيث أن المُخضرم روس براون يعمل في مجال رياضة السيارات مُنذ عام 1964 – عندما كان يبلغ من العُمر 10 سنوات – عندما صنع نموذجًا جميلاً لسيارة كووبر بقياس 1/ 32 من الحجم الأصلي، وظهر النموذج الذي صنعه في إحدى المجلات المُتخصصة، وعندما كان في المدرسة كان يصنع طرازات هاتش باك، والتي كانت تتمتع بجودة عالية، وهياكل لنماذج سيارات فازت بالبُطولات.
ويقول البعض بأنه نجح في مجال بيع قطع الدراجات المزيتة.
ومن ثم أصبحت مسيرته المهنية موثقةً أكثر، لكن أبرز النقاط في مسيرته تتضمن تصميم سيارة جاكوار رياضية من طراز (إكس جاي آر – 14)، والتي فازت ببطولة عام 1991 لصالح فريق توم ويلكنشو رايسينغ (تي دبليو آر)، وهو ما أدى لاحقًا لانضمامه لفريق بينيتون بصفة مُديرٍ تقنيٍّ عندما وقعت مجموعة توم ويلكنشو معهم اتفاقية استشارات هندسية.
وتشهد ثلاثة ألقاب عالمية للفريق – الذي كان مملوكًا لإحدى شركات الأزياء الإيطالية – على مهاراته وإدارته الناجحة.
وبعد ذلك انتقل لفريق فيراري حيث تحسنت الأمور، إذ جلبه إلى الفريق المُدير المُميز في عالم رياضة المُحركات الفرنسي جان تود وانضم مُجددًّا في فيراري مع الألماني مايكِل شوماخر (وروري بيرني على لوحة التصميم)، حيث كان روس براون جُزءًا لا يتجزأ من السكيوديريا إذا هيمنت بالكامل على عالم الفورمولا واحد ما بين عامي 1999 – 2004، وفازت بـ 11 لقبًا في تلك الفترة في بُطولتي السائقين والمُصنعين في ساحةٍ ضمت مُنافسين من عيار ميرسيدس، وبي إم دبليو، وتويوتا، وهوندا، وفورد (من خلال فريق جاكوار) ورينو.
وبعد ذلك تقاعد من فريق فيراري ليأخذ لنفسه سنة من الراحة التي كان يحتاجها قام خلالها بجولةٍ سياحيةٍ حول العالم، ثُم عاد للعمل مُجددًّا في عالم الفورمولا واحد بعد أن وظفه فريق هوندا، حيث أمضى عام 2008 يعيد هيكلة الفريق ويُصمم سيارة الشركة اليابانية لموسم 2009.
ولكن أعلنت شركة هوندا في شهر كانون الأول/ ديسمبر انسحابها من عالم الفئة الملكة، حيث نجح روس براون في مُفاوضاته لشراء الفريق وإقناع ميرسيدس بتزويده بالمُحركات بسعر خاص.
ونتيجةً لذلك تسابقت سيارات فريق براون وهي تحمل الرقمين 22 و 23 مع البريطاني جينسون باتون والبرازيلي روبينز باريكيللو على التوالي – بعد الكثير من الأخذ والرد بشأن تغيير الاسم والأموال من عائدات البث التلفزيوني – نجح الفريق الناشئ في سنته الأولى والوحيدة في اقتناص لقب بطولة موسم 2009 على صعيد السائقين (جينسون باتون) والمُصنعين (فريق براون جي بي).
نعم، لقد حقق لقبًا مُزدوجًا، حيث لعب ناشر الهواء المُزدوج المُثير للجدل دورًا هامًا في ذلك، لكن ذلك كان جُزءًا لا يتجزأ من عالم الفورمولا واحد، إذ استغل روس براون الثغرات (والتعقيدات السياسية) إلى أقصى حد.
وكلفتةٍ أنيقةٍ، أنتجت شركة سكيلِكستريك نُسخة سيارة مُصغرة من سيارة فريق براون طراز (بي جي بي 001) للاحتفال بذكرى فريقٍ خاض 17 سباقًا، فاز في 8 سباقات منها وحقق 15 صُعودًا لمنصة التتويج قبل أن يختفي إثر بيع الشركة إلى ميرسيدس. ومُجددًّا تطلب الأمر مُمارسة المزيد من الضُغوطات والكثير لإقناع المُساهمين.
وفي الشهر الماضي تمكن فريق ميرسيدس (الذي قام على أسس فريق براون) من حسم الصراع على مركز الوصافة في بُطولة الصانعين لصالحه، وليُصدر الفريق بعد ذلك بأسبوع بيانًا قال فيه أن روس براون غادر الفريق.
وسيفتقده الكثيرون في الفريق حيث بدا ذلك واضحًا من تعليقات الرئيس غير الحصري لفريق ميرسيدس النمساوي نيكي لاودا خلال حفل توزيع جوائز مجلة أوتوسبورت الذي عُقد يوم السبت والذي قال ’’بالتأكيد كان روس براون العقل المُدبر لكامل الفريق – حيث يقع على عاتق الأشخاص الجديدين ملئ الفراغ الكبير نتيجةً لمُغادرته للفريق‘‘.
وفي الأسبوع الماضي قال مارك هيوز زميلنا في مجلة أوتوسبورت أن من المُمكن أن يتم تعيين روس براون بصفة مُفوض بُطولة الفورمولا واحد لدى الاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، ليُنسق ويُراقب بفعالية حوكمة الرياضة بالنيابة عن جان تود، والذي تم إعادة انتخابه هو الآخر كرئيسٍ للاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، ومما لا شكَّ فيه بأنه سيكون مُناسبًا جدًّا لهذا في هذا المنصب.
ومع ذلك، من المُهم جدًّا ملء ذلك المنصب الكبير، ومن المُمكن ان يكون هُنالك شخصٌ أفضل لهذه المُهمة؛ شخصٌ لديه 11 عامًا على الأقل من الإنتاجية ليقدمها للرياضة التي يُحبها؟.
لذلك يُقدم لنا بيرني إيكليستون هذه الصفقة: نسمح لروس براون أن يُنهي فترة ستة أشهر في منصبه، ومن ثُم نأخذ بيده لنضع إطارًا زمنيًا مُتفقًا عليه لتسليم المهام له.
وبعد كل ذلك، هُنالك من يأتي ويقول لنا ’’سيكون كريستيان هورنِر مُناسبًا تمامًا، وسأكون سعيدًا بالتعاقد معه، حيث يُمكننا أن ضع فترةً انتقالية. يحتاج الأمر لشخصٍ يعرف الرياضة. إذا جاء شخصٌ من الخارج إلى داخل هذه الرياضة، كشخصٍ من بيئة الشركات، لا أظن بأنه سيتمكن من العمل معهم. حيث لن يكون بإمكانه إكمال خمس دقائق من العمل‘‘.
’’الناس يتعاملون معي لأنهم يعرفونني، إنهم يعرفون بأني شخصٌ مُستقيمٌ معهم. وهكذا هو الأمر مع كريستيان هورنِر، أتمنى ان نتمكن من فعل ذلك‘‘..حيث تنطبق جميع هذه الأمور – وأكثر – على روس براون…