كان من الواضح على مدار الأسابيع القليلة الماضية أنه قد طفح الكيل بالنسبة لسائقي بطولة العالم للفورمولا 1.
معرفة آراء المتابعين حول هذه الحقبة الحالية من بطولة الفورمولا 1 أمرٌ جيد.
ففي نهاية المطاف، هؤلاء هم المتابعون الذين سيقومون بشراء التذاكر لحضور سباقات من مختلف أنحاء العالم من أجل مساعدة مروجي السباقات على جمع المستحقات التي يطلبها كل من عراب الفورمولا 1 بيرني إكليستون ومالكي الحقوق التجارية شركة ‘سي في سي’.
وبالتالي يجب الاستماع إلى أصواتهم، ولهذا السبب أُقيم استطلاعان للرأي العام الماضي.
ولكن علينا أن نتساءل إذا كانت الفورمولا 1 أنصتت حقاً إلى تلك الآراء؟ هذا أمرٌ غير مرجح.
ولكن الآن، بعد ازدياد حدة الانتقادات من السائقين الذين يحاولون ترفيه المتابعين في 21 جولة على مدار الموسم، على كل من إكليستون، دونالد ماكنزي (من سي في سي)، رئيس الاتحاد الدولي جان تود والفرق الاستماع والإصغاء.
لطالما كانت هناك همسات من استياء السائقين على مدار الأعوام الماضية في ما يتعلق بأحد جوانب الفورمولا 1 الذي لم يرق لهم.
ولكن ما أُعلن عنه منذ بداية الحملة الحالية مع بداية التجارب الشتوية لموسم 2016 في شهر شباط/ فبراير الماضي أمرٌ غير مسبوق في الحقبة الحديثة.
إذ كان بطل العالم الرباعي سيباستيان فيتيل أول من أطلق صفارات الإنذار، مشيراً إلى أنه على الفورمولا 1 أن تتعلق بالرياضة وألا تكون معقدة ومع قوانين عديدة التفاصيل.
عندما نأخذ هذه الحالة الفردية، لم يكن ذلك اعتيادياً، خصوصاً وأن هذه التصريحات جاءت من شخصٍ لا يخشى التصنّع عندما يُطلب منه مشاركة آرائه.
ولكن في وقتٍ سابقٍ من الشهر الحالي كان فرناندو ألونسو هو من انتقد صناع القرار الذين قاموا بتعديل نمط الحصص التأهيلية رغم عدم الحاجة لتعديل هذا المجال.
إذ أعلن ألونسو عن ‘‘حزنه تجاه الفورمولا 1’’ التي أطلقت النار على قدمها على حد تعبيره، وعلى غرار فيتيل، انتقد تعقيد القوانين.
وبعد سباق جائزة أستراليا الكبرى، صرح بطل العالم الثلاثي لويس هاميلتون بأن لا بد من تغيير طريقة إدارة الفورمولا 1، خصوصاً وأن كافة صناع القرار لديهم آراء مختلفة.
وكان هاميلتون في ذلك الوقت مقتنعاً بأنه لم يكن سلبياً إطلاقاً، وأنه شعر للمرة الأولى بضرورة الإعراب عن قلقه في ما يتعلق بالاتجاه المستقبلي الذي تتخذه بطولة الفورمولا 1 حالياً.
يمتلك هاميلتون وجهة نظرٍ محقة، إذ أن الديموقراطية أصبحت واضحةً في الفورمولا 1، وهي حالة تُحبط بيرني إكليستون، وبالتالي تفتقر البطولة للقيادة، وهذا أمرٌ مقلق جداً.
وعندما نأخذ بالحسبان وجود المجموعة الاستراتيجية، والعديد من مجموعات العمل، الجمعية العمومية للفورمولا 1، والمجلس الأعلى لرياضة المحركات، وأن جميع هذه الأطراف مهتمة بآلية عمل الفورمولا 1، من غير المفاجئ انتقاد وتذمر السائقين من عدم وجود قبطان لهذه السفينة.
ولكن الأمر غير الاعتيادي هو أن تصريحات هاميلتون جاءت ردّاً على سؤال إذا كان شعر بأن مدير سباقات الفورمولا 1 تشارلي وايتينغ كان قاسياً بتعليقاته قبل يومين.
إذ أن وايتينغ انتقد هاميلتون لعدم حضوره للاجتماعات، خصوصاً مع عقد عدة اجتماعات تهدف إلى معرفة وجهات نظر السائقين.
وزعم هاميلتون بأنه لم يحضر تلك الاجتماعات لأنه لم يشعر بوجود أهمية في التعبير عن رأيه الذين لن يستمع إليه أحد، إذ أن قوى الفورمولا 1 ستتخذ قرارات معاكسة.
مع جمع تصريحات هاميلتون، مع تلك الخاصة لكل من فيتيل وألونسو، لدينا ثلاثة سائقين مع 9 ألقاب عالمية مجتمعين. هذه أصواتٌ لا يجب تغييبها ببساطة.
والآن، ألقت رابطة سائقي الجوائز الكبرى بثقلها، إذ وصفت البنية التنظيمية الحالية للفورمولا 1 بأنها سيئة وأصبحت قديمة المنهج ومطالبين بإجراء تغييرات.
وأصرت رابطة سائقي الجوائز الكبرى بأن تدخلها لم يكن ردة فعلٍ اعتباطية للفوضى التي وصلت إليها الفورمولا 1 بعد مشاكل الحصص التأهيلية ووضع قوانين 2017 التي لم يجرِ التوصل إليها حتى الآن بسبب اختلاف عدد من الأطراف على عدة نقاط.
وبدلاً عن ذلك، شددت الرابطة بأن وجهة نظرها كانت مدروسة منذ زمنٍ طويل.
إذ تثق الرابطة بأن استعمالها لكلماتٍ مثل ‘‘لا يجب أن يُعتبر هذا التصريح بمثابة هجوم أعمى وغير محترم’’ سيؤثر بأطرافٍ مثل إكليستون، تود، ماكنزي، وفرق الفورمولا 1.
إلا أن التأثير بهذه الأطراف لدرجة إجراء تغييرات فعلية يبقى أمراً مختلفاً كلياً.
ولكن علينا أن نأمل بأن كلمات الرابطة، إضافةً إلى كلمات كل من هاميلتون وفيتيل وألونسو، لن تُنسى وسيجري الإصغاء إليها.