يكمن الشيطان في التفاصيل عندما يتعلق الأمر بإنكار السائقين أي أمر يتعلق بالفريق الذي قد ينتقلون إليه في المستقبل. يشرح لنا جوناثان نوبل كيف سنرى الكثير من المكائد التي تُحاك للمستقبل.
ليس هناك من مكان أفضل لتحوم الشائعات حول سائق يمر بموسم عصيب أفضل من منطقة الحظائر في مونزا.
فهي ختام الجولات الأوروبية كما أن أرض أكثر الحلبات الخلابة على روزنامة بطولة العالم للفورمولا واحد، لا تخيّب الأمل أبداً.
حتى بيرني إكليستون، ورداً على الشائعات عن احتمالية استقالة رئيس فيراري لوكا دي مونتيزيمولو، أعلن أن ما يدور في المنتزه الملكي الشهير هو دائماً أمر مميز.
وقال إكليستون مبتسماً قبل أيام من أن تصبح الشائعات حقيقة لا لُبس فيها: “في هذا الوقت من السنة في مونزا إنه وقت مميز للكثير من الشائعات”.
وفي حين تبدو سوق انتقالات السائقين على السطح هادئة نسبياً. إذ من المفترض أن تُبقي فرق مرسيدس، فيراري، ويليامز وريد بُل على تشكيلة سائقيها للموسم المقبل. أدى ذلك إلى إخماد الشعور داخل منطقة الحظائر أن تغييراً ما قد يحدث.
ويمكن للجميع القول أن العقود وُجدت ليتم فسخها، ولهذا من الهام جداً الدخول في التفاصيل التي هي أبعد من العناوين العريضة، والنظر في نوايا البعض.
لنأخذ فرناندو ألونسو على سبيل المثال. هو بارع في حديثه كما هو بارع في قيادة السيارة على أرض الحلبة، لذا الاعتقاد أن تصريحاته الأخيرة أغلقت الأبواب على احتمالية انضمامه إلى فرق أخرى هي خاطئة.
وقال قُبيل انطلاق جائزة إيطاليا الكبرى: “أريد البقاء في فيراري وتمديد عقدي”.
“هذه هي أمنيتي، وأكرر ذلك كل أسبوعين، وفي جميع السباقات، ولم أقل يوماً العكس”.
“لم أتكلم يوماً عن الفرق الأخرى، وفي الواقع قلت العكس على الدوام”.
هل هذا تأكيد على أنه سيكون في فيراري الموسم المقبل؟ قطعاً لا.
كل ما يقوله هو أنه يريد البقاء في فيراري. ولن يفضل أمراً أكثر من السيطرة على مجريات البطولة مع الفريق.
لكن وبما أنه لم يتمكن من الفورز باللقب مع فيراري منذ انضمامه إلى الفريق، يُدرك ألونسو تماماً أنه في حال أراد تحقيق النجاحات بعد انتهاء عقده سنة 2016، عليه البحث في مكان آخر. ولهذا السبب قال “أريد البقاء” وليس “سأبقى”.
وفي حال أراد ألونسو البقاء في فيراري لأطول فترة ممكنة، فلماذا ما زال فريق ماكلارين بانتظاره طوال هذا الوقت؟
ولماذا تكلم إلى رؤساء الفريق إريك بولييه ورون دينيس؟
ولماذا فعل الأمر نفسه رومان غروجان المتعطش لوضع نفسه في سيارة منافسة. والذي أعلن أن ألونسو يتحكم بسوق انتقالات السائقين.
وفي بعض الأحيان، ما يظهر على السطح ينفي حدوث أمر مماثل.
كما أن سيباستيان فيتيل هو أحد أهداف ماكلارين لسنة 2016، ولم يقم بأي أمر لينفي بشكل قاطع أن الفريق [ماكلارين] ليس بالخيار الجدي.
وقال فيتيل: “أعتقد أنه من الطبيعي وجود الكثير من الأقاويل. لكن ذلك لا يغيّر ما تقوم به في الأمور اليومية”.
يبدو ذلك كنفي لإشاعات ماكلارين، لكن في الواقع ليش شيئاً من هذا القبيل.
بل كان مجرد علامة على أن تركيزة عشية انطلاق جائزة كبرى لن يكون منصباً على موسم 2016.
في الواقع، قال ممازحاً إنه في حال قدّم فريق ماكلارين عرضاً بمبلغ كبير من المال، سيكون أكثر من مستعد للأمر…
“لقد كان هناك بعض الأقاويل أنني وقّعت على عقد بقيمة 150 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات. كنت أسأل أين القلم لكن أحداً لم يجب!”
وما بعد شائعات ألونسو / فيتيل، هناك علامة استفهام كبيرة تحوم حول سائقي مرسيدس.
وجاء تأكيد توتو وولف أنه في حال خرجت الأمور عن السيطرة، ربما قد يؤدي ذلك إلى خسارة لويس هاميلتون أو نيكو روزبرغ، ليدفع بكلا السائقين ليكونا في لائحة محتملة لبعض الفرق، وقد يكون هذا بدءاً من سنة 2015.
ما يجري خارج الحلبة حالياً مثير جداً كما هو عليها.
والخطوة الأولى لتحديد سوق انتقال السائقين لسنوات 2015 و 2016 و 2017 اقتربت جداً. ولم نصل بعد إلى تلك الليالي الملتهبة في سنغافورة.