حقق سائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن فوزاً بسباقٍ أسطوري في جائزة البرازيل الكبرى، الجولة قبل الختامية لموسم 2019 من بطولة العالم للفورمولا 1، فيما أنهى سائق فريق تورو روسو بيار غاسلي السباق بالمركز الثاني متقدماً على سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون بالمركز الثالث!
انطلاقة السباق شهدت احتفاظ فيرشتابن بصدارته، مع تقدم هاميلتون إلى المركز الثاني مع تجاوزه لسائق فريق فيراري سيباستيان فيتيل على الفور.
ومنذ بداية السباق، كان واضحاً أن المنافسة على صدارة السباق ستكون محصورةً بين فيرشتابن وهاميلتون، مع تمتع هذا الثنائي بأفضليةٍ مريحةٍ على بقية المنافسين وتوسيع الفارق على الفور.
هذا السباق الذي أُقيم في حلبة إنترلاغوس كان بمثابة لعبةٍ استراتيجيةٍ بين فيرشتابن وهاميلتون طوال الوقت. إذ أن هاميلتون توجه إلى منطقة الصيانة مع نهاية اللفة 20 ليجري توقفه الأول، مع استخدامه لمجموعةٍ جديدة من الإطارات اللينة، وليتبعه فيرشتابن مع نهاية اللفة التالية ليستخدم مجموعةً أخرى من الإطارات اللينة أيضاً.
ورغم أن هاميلتون تجاوز فيرشتابن من خلال وقفات الصيانة، إلا أن سرعة الأخير كانت مذهلةً في لفته السريعة الأولى بعد التوقف، وليتمكن من تجاوز هاميلتون وصولاً إلى المنعطف الأول مستعيداً الصدارة الفعلية للسباق.
استمرت المناورات بين هذا الثنائي، مع توجه هاميلتون في نهاية اللفة 43 ليجري توقفه الثاني، مستخدماً مجموعةً من الإطارات اللينة، وليتبعه فيرشتابن في اللفة التالية، مستخدماً النوعية ذاتها من الإطارات، وليحتفظ بصدارته.
لكن المنافسة على الصدارة احتدمت بشكلٍ كبير عندما تعطل محرك سيارة مرسيدس الخاصة بـ فالتيري بوتاس في اللفة 54، ما أدى إلى دخول سيارة الأمان، حيث استغل فيرشتابن تلك الظروف، رغم تصدره للسباق، ليجري توقف صيانة إضافي مستخدماً مجموعةً جديدةً من الإطارات اللينة وليواصل سباقه بالمركز الثاني.
نتيجةً لذلك، ومع عدم إجراء هاميلتون لتوقفه، كان على فيرشتابن استعادة صدارته في الحلبة، ولكن تلك المهمة كانت سهلةً بالنسبة للهولندي مع استعاته للصدارة مع بداية اللفة 60 فور مواصلة السباق ليتقدم إلى المركز الأول مجدداً وليوسع الفارق في الصدارة.
لكن المنافسة احتدمت مجدداً عندما حصل احتكاك بين ثنائي فريق فيراري، في ظل اتباعهما لاستراتيجيةٍ مختلفةٍ، عندما حاول شارل لوكلير تجاوز زميله سيباستيان فيتيل مع إطاراتٍ أفضل، ما أدى إلى تضرر السيارتين وانسحابهما على الفور، ودخول سيارة الأمان مجدداً ما أدى إلى توجه هاميلتون ليجري توقف صيانة آخر وليتراجع هاميلتون إلى المركز الرابع خلف فيرشتابن، وسائق فريق ريد بُل أليكساندر ألبون، وسائق فريق تورو روسو بيار غاسلي.
ومع مواصلة السباق في آخر لفتين فقط، كان على هاميلتون تحقيق تقدم سريع لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة. حيث تمكن هاميلتون من تجاوز غاسلي على الفور، وليبدأ بعدها بمطاردة ألبون.
إلا أن هاميلتون احتك بسيارة ألبون في المقطع الثاني، ما أدى إلى انزلاق سيارة ألبون وتراجعه في الترتيب وتضرر الجناح الأمامي لسيارة هاميلتون، وليُحرم ألبون من فرصة تحقيق أفضل نتيجة له في الفورمولا 1، حيث أكد الاتحاد الدولي للسيارات أنه سيحقق في هذه الحادثة.
هذا الأمر ضمن لـ فيرشتابن الفوز بالسباق، مع تقدم غاسلي، الذي أكمل سباقاً مثالياً نظيفاً وخالياً من الأخطاء، ليجتاز خط النهاية بالمركز الثاني، فيما اكتفى هاميلتون بالمركز الثالث متأخراً بـ 0.062 ث فقط خلف غاسلي عند خط النهاية، مع إمكانية حصوله على عقوبة إضافة توقيت وبالتالي هناك إمكانية لخسارته لهذا المركز الثالث.
وبعد الأداء المتواضع لفريق ماكلارين في بداية السباق، إلا أن كارلوس ساينز تمكن من تحقيق تقدم ملحوظ في مستوى تأديته، مع اتباعه للاستراتيجية الصحيحة وإكمال 42 لفة مع الإطارات متوسطة القساوة ولينهي السباق بالمركز الرابع، متفوقاً على ثنائي فريق ألفا روميو في نتيجةٍ قويةٍ لـ كيمي رايكونن وأنطونيو جيوفينازي بالمركزين الخامس والسادس تباعاً.
دانيال ريكاردو كان أفضل سائقٍ لـ رينو بالمركز السابع، فيما جاء زميله نيكو هولكنبرغ بالمركز 12، وأكمل لاندو نوريس، سيرجيو بيريز، ودانيل كفيات مراكز النقاط لـ ماكلارين، رايسنغ بوينت، وتورو روسو.
المركز 11 كان لسائق فريق هاس كيفن ماغنوسن، فيما جاء زميله رومان غروجان بالمركز 14، وجاء نيكو هولكنبرغ بالمركز 12 لمصلحة رينو متفوقاً على سائق ويليامز جورج راسل، بينما كان زميله روبيرت كوبيتسا آخر المصنفين.