بينما تتجه الفرق للحدّ من التطويرات الكبيرة على سياراتها للموسم الحالي مع اقتراب العمل على القوانين الجديدة في الموسم المقبل، قامت فيراري بالرد على إخفاقاتها الأخيرة، في حين تكتمت مرسيدس على تحديثاتها، فيما قام فريق ريد بُل بجلب بعض القطع الجديدة، ومن جانبه كان فريق مانور من بين الفرق التي جذبت الأنظار في حظائر حلبة هنغارورينغ، الجولة 11 لموسم 2016 من بطولة العالم للفورمولا 1.
إذاَ مع انتقال الفريق للتركيز على قوانين 2017، لم يكن من المتوقع مشاهدة الكثير من التحديثات التقنية في جائزة المجر الكبرى. لكن بكل تأكيد، ما زالت أغلبية الفرق تقوم بأمور مثيرة للاهتمام مع سياراتها.
فيراري: معالجة نقاط الضعف في الموثوقية
على الصعيد الانسيابي، قامت فيراري باعتماد الارتكازية العالية إضافةً إلى القطع التي استخدمتها في سيلفرستون.
أجرى الفريق اختبارات انعطاف على الجناح الأمامي قبل أن تبدأ تجربته بشكل تقليدي، وأيضاً أجرت فيراري اختبارات تدفق لتشخيص جريان الهواء حول الجناح الخلفي في حصة التجارب.
هذا ما يدل إلى احتمالية وجود قطع مُعدّلة ومُركبة على السيارة تتطلب هذه الاختبارات.
في حين ظهر في مؤخرة السيارة نقاطاً ميكانيكية جديدة على صعيد تموضع الشاحن التوربيني وعلبة التروس.
يُعتقد أن المشكلة في الشاحن التوربيني والتي عانت منها فيراري في تجارب سيلفرستون ناتجة عن بعض القطع الصغيرة التي انفصلت عن الغطاء البلاستيكي الذي يغطي الشاحن التوربيني ذو السرعة الدورانية العالية.
لطالما شكل هذا الشاحن نقطة ضعف في السيارة هذا الموسم، وبالتالي قلقاً على صعيد الموثوقية، بينما يشكل الوزن الإضافي للغطاء الأقوى والجديد قلقاً آخر على صعيد أداء السيارة.
وسببت علبة السرعة أيضاً مشاكل مختلفة في العديد من المناسبات، حيث من المتوقع أن تكون هذه المشاكل تبعاً لتعرض الأجزاء الداخلية للضغط نتيجة تحرك الغطاء الداخلي لعلبة السرعة.
اعتمدت فيراري، كما مرسيدس، على علبة سرعة قابلة للتلقيم، حيث تتموضع مجموعة التروس بكاملها داخل غطاء التيتانيوم الداخلي، وجميع الأجزاء تتموضع داخل الغطاء الخارجي المصنوع من ألياف الكربون.
تتعرض الأجزاء الداخلية للضغط نتيجة الانعطاف عند المنعطفات، مما يؤدي ذلك إلى أعطال مبكرة في علبة التروس، نتيجة لذلك تم تركيب علبة تروس مُحدّثة على سيارة سيباستيان فيتيل في المجر.
ريد بُل: عودة مقعد القرد
كانت تحديثات ريد بُل سباقاً بعد سباق عبارة تغييرات هندسية بسيطة، من الصعب ملاحظتها بدون مقارنة مباشرة [قبل وبعد]، وبالتالي وصول قطع جديدة إلى المجر يُعتبر تجديداً في نهج الفرق.
قام الفريق أخيراً بتركيب جُنيح مقعد القرد على سيارة “آر بي 12″، وهو أمرٌ لم نره على السيارة منذ التجارب المبكرة.
الجُنيح بسيط جداً، عبارة عن صفيحَتين جانبيَتين، ويتوضع عليهما العنصرَين العلويَين فوق العادم مباشرة، هذا ما يزيد من تأثره بالتدفق البسيط لغازات العادم.
هذه هي الفلسفة نفسها المُعتمدة من غالبية الفرق، بالرغم من أن تدفق غازات العادم صغير نسبياً، إلا أنه يساعد الجُنيح لكي يُبقي تدفق الهواء فوق موزع الهواء الخلفي، وبالتالي مرور الهواء بسلاسة فوق قمة الجناح الخلفي.
وينتج عن سلسلة التدفقات هذه مستوى ملائم من الارتكازية، حيث أن جُنيح مقعد القرد لوحده لا يضيف تأثيراً واضحاً على الارتكازية.
مرسيدس: تجربة شيء سرّي؟
ظاهرياً، ليس هنالك تحديثات على سيارة “دبليو 07” في جولة المجر، حيث جمعت مرسيدس بين العدد الكبير من التحديثات التي جلبتها معها إلى سيلفرستون والنمط القديم من القطع التي توفر ارتكازية عالية.
لكن كان هنالك شيء مختلف عن المواصفات المُعتادة، ومُركّب على سيارة لويس هاميلتون خلال حصص التجارب، وهو غطاء وحدة نظام التعليق الأمامي.
وهذا لم تطرحه مرسيدس في سيلفرستون ولم يكن موجوداً على سيارة نيكو روزبرغ أيضاً.
ربما يلعب هذا الغطاء دوراً في الحماية، ولكن مع وجود اللوح الخارجي الذي يغطي المنطقة بأكملها، تنتفي الحاجة إلى هذا الغطاء على صعيد حماية الأجزاء، وخاصة من أجل سيارة واحدة لا سيارتَين.
يمكن أن يكون هذا الغطاء لحجب عملية تطوير كبيرة، حيث سبق وأن قامت مرسيدس بعملية مشابهة آخر العام الماضي، وكانت حريصة لحجب هذه الوحدة عن عدسات الصحافة، لذا من المتوقع أن الغطاء الذي استُخدم يوم الجمعة يلعب الدور نفسه مرة أخرى.
مانور: ابعاد الكاميرات عن طريق التدفق الهوائي
قامت مانور بتحديث نادر في حلبة هنغارورينغ، حيث تم تزويد الأنف بذراع تتموضع عليه كاميرا الـ “أف أو أم” الخاصة بالبث التلفزيوني.
قامت مرسيدس بطرح هذا التحديث العام الماضي، حيث يتم جعل الكاميرا على الارتفاع نفسه الذي تفرضه القوانين، وتُبعد الاضطراب الهوائي الذي تسببه عن السطوح الانسيابية الأهم على طول السيارة.
هذا ألضبط يقوم بتأمين تدفق هوائي بدون عوائق، لكنه لا يحسّن التدفق بشكل واضح.
من الجوانب السلبية لتثبيت الكاميرا بهذا الذراع هي الاهتزازات التي ستتعرض لها الكاميرا، هذا ما قد يسبب مشاكل للفريق، حيث ستكون الصور بحالة ليست جيدة للبث التلفزيوني.
تورو روسو: حزمة تبريد جديدة
قام فريق تورو روسو بتركيب حزمة تبريد جديدة على سيارته “أس تي آر 11 أس” بعد أن أجرى تجارب عليها في سيلفرستون، وذلك بسبب الظروف الحارة في المجر ومعدل السرعة المنخفض.
حيث تم استخدام غطاء محرك مُعدَّل مع مدخل هواء دائري يغذي قناة طويلة تصل إلى مُبرّد صغير فوق علبة التروس، وغالباً لتبريد نظام استعادة الطاقة.
ولتجنب المشاكل على الإطار الأمامي اليساري في حلبة هنغارورينغ، لجأت تورو روسو لحيلتها الاعتيادية باعتماد قنوات تهوية مكابح غير متماثلة، بحيث أن الإطار الأمامي اليساري يكسب تدفقاً هوائياً أكبر من خلاله، وبالتالي تجنب ارتفاع درجة حرارة المكابح للإبقاء على درجة حرارة منخفضة للإطار والتقليل من الحرارة التي تعبر إلى داخل الإطار المُستخدم لفترة طويلة.
ماكلارين: فتحات أكثر
كانت تعديلات ماكلارين الأهم نهاية الأسبوع على سيارتها “أم بي 4-31” هي إنشاء فتحات أكثر على الجناح الأمامي، إضافةً إلى تغييرات طالت موزع الهواء الخلفي.
التغييرات في الجناح الأمامي هي امتداد للتحديثات السابقة على الجناح، إذ تميزت الحافة الداخلية للصفيحة الرئيسية بفتحة واحدة، إلا أن ماكلارين قامت بمضاعفتها، وبالتالي اكتسب كل من عنصري الصفيحة فتحة أخرى.
هذا جزء من استراتيجية ماكلارين لسنة 2016، حيق تقوم دائماً بتطبيق تحديثات بسيطة على الجناح الأمامي.
ويليامز: إعادة تقييم القطع التي لديها بالأصل
أمضت ويليامز يوم الجمعة بتجربة تصاميم الأنف التي لديها، إضافةً إلى تجربة التصاميم الثلاثة للجناح الأمامي التي قامت بتقديمها حتى الآن هذا الموسم.
أما على صعيد القطع الجديدة، فجلبت معها أذرع جديدة للمرآة، وأرضية جديدة تم تجربتها على سيارة فالتيري بوتاس في حصة التجارب الأخيرة يوم السبت.
فورس إنديا: الإبقاء على قطع سيلفرستون
قامت فورس إنديا، كالعديد من الفرق، بتركيب قطع اختُبرت في تجارب سيلفرستون من أجل حلبة هنغارورينغ.
حيث قامت فورس إنديا بتعديل الجناح الأمامي لسيارة “في جي أم 07” بشكل طفيف وإعادة تشكيل الصفائح الجانبية.
البقية ينتظرون المستقبل
كان من المتوقع أن يُقدِم فريق ساوبر على تقديم القطع الجديدة التي طال انتظارها، بعد إكمال الصفقة المالية الجديدة.
لكن السيارة ظهرت بالخواص نفسها التي تم اعتمادها بسيلفرستون، مع دعامة عمودية للجناح الخلفي وصفائح جانبية معقدة.
بينما ينتقل تركيز رينو وهاس إلى قوانين موسم 2017، بعد أنا قام الفريقان بطرح تحديثات مهمة على تصاميمهم لهذه الموسم.
لكن كان هنالك تغيير بسيط على سيارة رينو “آر أس 16″، حيث تم إضافة جُنيح صغير على الجناح الأمامي وإلغاء صفيحة التوجيه ذات الشكل ‘r’.
مسار الحلبة: سطحٌ جديد ليس بذلك السوء
سببت حلبة هنغارورينغ الكثير من المشاكل للفرق، من المنعطفات الضيقة وقلة المسارات المستقيمة السريعة أو المنعطفات السريعة، إلى الحرارة المرتفعة، وعلاوة على كل ذلك سطح وحفف جانبية جديدة لهذه السنة.
الحلبة ليست بضيق حلبة موناكو، لكن هنغارورينغ حلبة تتطلب ارتكازية مرتفعة جداً، إضافة إلى أن السحب يؤثر قليلاً على تواقيت اللفات.
لكن السرعة المنخفضة ومشاكل التبريد، ومع وجود الحلبة في وادٍ يتميز بحرارته المرتفعة، فإن السيارات تحتاج لفعالية في التبريد للحفاظ على وحدات الطاقة وتبريدها، ورغم أنه لا يوجد ضغط كبير على المكابح، إلا أن التبريد يُعتبر مشكلة بحد ذاتها في المجر.
تم تعديل المسار بشكل كبير هذه السنة، مع سطح أسفلتي ناعم وجديد خالٍ من المطبات، وحفف جديدة أخفض وأقل أذى من الحفف القديمة.
كانت هنالك مخاوف من أن التغييرات الجديدة ستسبب بزيادة درجة حرارة الإطارات وانفجارها، إلا أننا لم نشهد أي من هذه المخاوف خلال نهاية الأسبوع، حيث امتلكت الفرق تماسك جيد وفترة استخدام مقبولة على التركيبات الألين من الإطارات.