قام سيباستيان فيتيل بإكمال 14 لفة فقط خلال اليوم الأول من تجارب البحرين. إد سترو يكشف لنا كيف ينظر بطل العالم أربع مرات لهذا الوضع الغريب.
” حسنا، إنه أمر يدعو للتشاؤم .”
هكذا أجاب سيباستيان فيتيل عندما سؤل من قبل صحفية قناة سكاي سبورت الرياضية الإخبارية راشيل بروكس حول ما إن كان القانون الجديد للنقاط المضاعفة في الجولة الأخيرة، الذي سبق أن انتقده بشدة، الآن شيء إيجابي بالنسبة للريد بُل بالنظر إلى مشاكل الفريق واحتمال انطلاقة الموسم بطريقة سيئة. حيث أن القانون سوف يخدم مصالح الفرق التي تلعب دور المطاردة في البطولة بشكل جيد.
كان السؤال ذكياً، لكنه يصور لنا حقيقة ورطة فريق ريد بُل و معاناته التي شكلت العنوان الأبرز للتجارب الشتوية لهذا الموسم. فالفريق الذي عودنا على تحطيم كل خصومه خلال السنوات الأخيرة لم يقم إلا بمجموع 35 لفة خلال 5 أيام من التجارب بعد أن كانت تسجيل فيتيل لمجموع 14 لفة اليوم أفضل ما قدمه الفريق.
بعد انقضاء أكثر من 40% فترة التجارب الشتوية المتاحة، أصبح فريق ريد بُل يصارع الوقت من أجل إيجاد حلول لمشاكله.
” نحن في شهر فبراير.” أكمل فيتيل. “نعم الموسم سينطلق خلال أربعة أسابيع لكن أعتقد أن ذلك غير عادل، إنه قاس نوعا ما. بطبيعة الحال هذه ليست الإنطلاقة التي كنا نتمناها لكن مازال أمامنا عمل كثير.”
خلال حديثه مع الإعلام مباشرة بعد انتهائه من القيادة. كان فيتيل يردد عدة مرات أن هذه البداية السيئة لم تكن مرجوة و أنه مازال هناك العديد من الوقت ليتدارك الفريق الموقف. لكنه ليس مغفل، و هذه الوضعية هي تذكير للكل على أن البقاء في القمة أمر صعب في الفورمولا واحد .
خلال سيطرتهم على مجريات بطولة العالم في السنوات الأربع الأخيرة, كان بعض النقاد يقولون بأن نجاحات ريد بُل جائت بسهولة. و ذلك بفضل ميزانية الفريق الضخمة و تجهيزاته العالية الجودة، لديهم سائق جد موهوب (فيتيل) إضافة إلى سحر وعبقرية أدريان نيووي، كأن كل ما كان على الفريق فعله هو الحضور وتحطيم المنافسة.
لكن ما حدث خلال التجارب الشتوية لحد الآن يثبت أنه بينما قد تكون تلك القدرات شيئا أساسيا للنجاح، ليس هناك ما يضمن ذلك. في نهاية الأمر الفورمولا واحد جد صعبة ومعقدة، لذلك فإن فترات هيمنة فريق واحد لا تدوم أكثر من بضعة سنوات.
أزمة فريق ريد بُل أدت إلى نشوب حالة من الإبتهاج والفرح لدى الفرق المنافسة التي سئمت من سنوات سيطرة فريق الثيران، من دون ذكر سمعة الفريق السيئة خارج الحلبة في التعامل مع السياسات الداخلية للرياضة، لكن معاناة الفريق أظهرت لنا بالفعل قيمة المعايير العالية التي أسسها خلال السنوات الماضية.
حتى فترة 18 يوما بين نهاية تجارب خيريز و استئنافها اليوم في البحرين لم تكن كافية لفريق الريد بُل بكل موارده الكبيرة والعقول المدبرة فيه لحل كل مشاكل السيارة في الوقت المناسب. ما يمكنه من الخروج إلى أرض الحلبة عند انطلاق الفترة الصباحية. حتى بعد التأخير الذي حصل بسبب ارتباك على مستوى طاقم العاملين على الحلبة (مارشالز)، لم تخرج السيارة إلى لحلبة إلا بعد أربع ساعات من بداية الحصة.
بعد أن قضت السيارة فترة طويلة في المرآب،التي تخللها سماع أصوات التقطيع أو الصقل، خرج فيتيل إلى الحلبة بعد مرور ساعتين على إنطلاق الحصة. بعدها بقليل سجل أول لفة سريعة و قام بمجمعوع 14 لفة، قبل، و في مشهد بدأ مألوفاً للجميع، توقفت السيارة على الحلبة. بدأ المشكل الرئيسي في ارتفاع حرارة المكابح الخلفية، الشيء الذي أدى إلى إنزلاق السيارة وبالتالي ظهور العلم الأحمر.
لكن لا تكن مخطأ و تفترض أن ريد بُل لم تكن تعمل بجد. فقد وصلت بعض القطع إلى البحرين في آخر اللحظات، و كان لديهم على الأقل صنفين من الهيكل الخارجي، الأول مصمم لإعطاء تهوئة وتبريد كافي للمحرك والقطع الداخلية، والثاني لتحسين أيروديناميكية السيارة.
لم تكن هناك فرصة لتجربة ذلك، لكن بالنسبة لسيارة كان توشك على الإشتعال حتى قبل وصولها إلى حلبة خيريز بسبب مشاكل ترتيب الأجزاء الخلفية، يُعتبر القيام بمجموع 14 لفة تقدما ملحوظاً.
إنصب تركيز جميع العاملين في فريق ريد بُل على حل مشاكل السيارة وكان أبرزها مشاكل محرك رينو. لكن رئيس العمليات التقنية لرينو ريمي تافين أعلن بشكل واضح أنه يعتبر قلّة عدد لفات الفريق اليوم يعود سببه إلى مشاكل يعاني منها الفريق و ليس بسبب رينو.
في الأساس، كنا ننتظرهم خلال اليوم”. قال تافين. ” خرجنا عندما قرروا الخروج و انتهينا عندما قرروا إنهاء التجارب.”
سيعيد فيتيل التفكير ملياً بهذه القضية، رفض الإجابة على جميع الأسئلة التي طرحت عليه حيال قلقه تجاه الأزمة التي يمر بها الفريق. في المقابل الشيء الذي سيجعله غير مرتاح هو عدم معرفة مستوى سيارته مقارنة مع باقي المنافسين.في حال كانت السيارة تفتقد الموثوقية لكن سريعة يمكنه التعامل مع ذلك، لكن سيارة بدون اعتمادية و سرعة؟ هذا شيء غير مقبول.
في حين أن الإعتمادية لم تتحقق بعد، ليس هناك العديد من المعلومات و المعطيات ليدرسها الفريق.
عند سؤله عن كيفية التعامل نفسيا مع وضعية جديدة لفريق يعاني بعد أربعة سنوات من النجاحات المتتالية، أجاب فيتيل: “الشيء الأغرب هو أن تجهل قدرة السيارة على المنافسة”.
” ربما لدينا أفضل سيارة، لا أدري. يمكننا القول أنها ليست الأكثر اعتمادية الآن، لكن هذا الهدف من التجارب الشتوية، لحد الآن الكل لديه صفر نقطة.”
فيتيل محق، في الأساس، ريد بُل قد تكون سيارة جد سريعة. وقد يكون محرك الرينو الأفضل والأقوى.
حالياً، لا يبدو الأمر كذلك، رغم أننا لا زلنا في البداية كما يقول فيتيل دائماً. لكن ما تعلمناه خلال السنوات الخمس الماضية هو أنه لا يجب أبداً الاستخفاف في قدرة ريد بُل.
على الذين ينتظرون للاحتفال بسقوط الفريق الإنتباه لذلك.