لم يُنكر فريق مرسيدس المشارك في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد أن فرق ريد بُل وفيراري المنافسة له كانت أقرب من حيث الأداء مما كان متوقعاً خلال جائزة سنغافورة الكبرى، إلا أنه يتوقع في الوقت ذاته التمتع بأفضلية أكبر في الجولات المتبقية.
إذ ضمن لويس هاميلتون، الفائز في سنغافورة، وزميله نيكو روزبرغ انطلاق سيارات مرسيدس من الصف الأول للمرة السابعة هذا الموسم، إلا أن الفروقات بين فريق مرسيدس والفرق الأخرى كانت أقرب من بقية الجولات الماضية.
تراوح الفارق بين صاحب المركز الأول، وصاحب المركز التاسع 0.569 ثانية فقط، إذ تأهلت سيارات ريد بُل الخاصة بسيباستيان فيتيل، ودانيال ريكياردو، إضافةً لفرناندو ألونسو سائق فيراري ضمن حدود ربع ثانية من زمن هاميلتون الأسرع.
أشار هاميلتون إلى أن عدم جلب فريق مرسيدس لتحديثات في سنغافورة لعب دوراً في تقليص الفارق، في حين يعتقد روزبرغ أن درجات الحرارة المرتفعة، إضافةً لخصائص ومتطلبات الحلبة، أدت لتقليص الفارق بهذا الشكل.
يشرح روزبرغ ما حصل فيقول: ‘‘تعتبر حلبة سنغافورة مميزة للغاية، وهذه أول مرة نشهد فيها ارتفاع درجات حرارة الإطارات بهذا الشكل خلال الموسم الحالي بالمقارنة مع بقية الحلبات التي يتم فيها استخدام الإطارات فائقة الليونة’’.
‘‘كما أن وجود تتابعات مستمرة من المنعطفات لا يتيح الفرصة لتبريد الإطارات. يمكن تبريد الإطارات على الخطوط المستقيمة، ومن ثم تجد منعطفاً تلو الآخر، إلى جانب قصر خطوط المستقيمة، وينجم عن ذلك ارتفاع درجة حرارة الإطارات بشكلٍ كبير’’.
‘‘في حال كانت هناك سيارات تقوم برفع درجة حرارة الإطارات بشكل أقل، سيؤدي ذلك لوجود تقلص مفاجئ في الفروقات بين الفرق، وقد يكون هذا أحد أسباب ما حصل في سنغافورة’’.
‘‘أعتقد أن درجة حرارة إطارات سياراتنا كانت مرتفعة أكثر مقارنةً ببقية الفرق. لا أعلم’’.
كما يعتقد المدير الرياضي لفريق مرسيدس توتو وولف أن هناك عدة عوامل ساهمت في جعل الفروقات بين الفرق خلال الحصة التأهيلية هي الأقرب طوال الموسم.
يقول وولف: ‘‘تعتبر حلبة سنغافورة مختلفةً للغاية وتكون الفروقات الزمنية أقرب على هذا النوع من الحلبات، ولكن لم نتوقع تقلص الفارق بهذا الشكل’’.
‘‘هل كان ذلك نتيجة عدم اعتماد الحلبة على قوة المحرك؟ أم بسبب ضرورة التعامل مع الإطارات بحذر نتيجة ارتفاع درجة حرارتها؟’’
‘‘أعتقد أنه لا يمكن حصر ما حصل بعامل واحد فقط’’.
‘‘في نهاية المطاف كانت النتيجة أقرب مما توقعنا، لم نعتاد أن نتعرض لضغطٍ كبير خلال الحصص التأهيلية’’.
الفارق سيتسع من جديد بعد سنغافورة
يعتقد روزبرغ أن أداء مرسيدس خلال سنغافورة يعتبر هفوةً لن تتكرر، ويأمل أن يتمكن فريقه من معاودة فرض سيطرته على السباقات من الآن فصاعداً.
أضاف روزبرغ: ‘‘من دون شك كانت بقية الفرق أقرب، ولكن إن تذكرنا ما حصل في النمسا، كان فريق ويليامز أسرع في الحصة التأهيلية ومن ثم على الحلبات التالية تمكنا من فرض سيطرتنا من جديد’’.
‘‘يجب علينا الانتظار لنرى ما ستؤول إليه الأمور خلال الجولات المقبلة’’.
‘‘أعتقد أننا ما زلنا نتمتع بأفضلية مقارنةً ببقية الفرق، وآمل أن تكون الحلبات القادمة ملائمة لسياراتنا بشكلٍ أفضل لكي نتمكن من توسيع الفارق من جديد’’.