ذكريات من مسيرة فرانكيتي الكبيرة
قد يكون داريو فرانكيتي أجبر على الإعتزال في وقت سابق لأوانه، لكنه مع ذلك تمكن من تحقيق أشياء رائعة في رياضة السيارات. أوتوسبورت تحدثت مع بعض الأشخاص الذين عملوا و تسابقوا ضد الأسطورة.
دافيد كوف
زميل داريو فرانكيتي بفريق دافيد ليسلي رايسينغ و منافسه على لقب بطولة فورمولا فوكسال جونيور.
“لقد قمت بعمل لا بأس به في البطولة ذلك الموسم، لكن كان داريو يمتلك ذلك البريق من السرعة – شيء مميز يجعلك تفكر و تقول : هذا فعلاً مدهش.”
“كنت سعيدا بالإكتفاء بالمركز الثاني أو الثالث وجمع النقاط لأنني كنت أكبر سنا منه بعض الشيء، لكن كل العلامات كانت تشير إلى أنه كان سيزداد ذكاءً مع مرور الموسم في حين لم أكن قادرا على الزيادة من سرعتي.”
“كان التغلب عليه دائما شيئا صعبا بالنسبة لي. كان يرتكب خطأَ من حين لآخر، لكنه كان يمتلك موهبة كبيرة. حتى في سن السابعة عشر، كان لديه كل مايحتاجه باستثناء بعض الخبرة. “
“لا أشعر بخيبة أمل كبيرة لأني خسرت لقب البطولة لصالحه في آخر سباق. ألا تريد أن تخسر اللقب لصالح شخص أصبح بعد ذلك أسطورة؟ “
غراهام تايلور
مهندس فريق بول ستيوارت رايسينغ في فورمولا فوكسال لوتس.
“لم يقدم كل منا أداءً جيداً في الموسم الأول في 1992. أنهى البطولة في المركز الرابع وعدم الفوز بأي سباق كان خيبة أمل بالنسبة له ولنا.”
“كان من المفترض أن ينافس على الإنتصارات، لكنا لم نتمكن من ذلك. كما أن الحادث الكبير الذي تعرض له على حلبة مالوري بارك في منتصف الموسم لم يساعدنا أيضاً.”
“كل هذا ساهم في توتر علاقتنا بعض الشيء، لكنا قمنا بتسوية الأمور عندما دعوته إلى منزلي في نيو بورت وكوّنا منذ ذلك الحين صداقة متينة و ما زلنا حتى الآن قريبين”
“أتذكر دائما كيف كان يشتكي من علبة التروس إن لم أكن أنا من جمعها. كانت علبة التروس ذات 5 غيارات على شكل حرف H، وكان لدي احساس بطريقة اشغالها و كيف كان داريو يفضلها.”
“كنت أعلم أن داريو سيذهب بعيدا في اللحظة التي اختبر فيها اختبرناه فيها لأول مرة سنة 1991. سألني جاكي ستيوارت كيف كانت تأديته، فقلت له :’ تعاقد معه’. كان الأمر بهذه البساطة.”
“الشيء الجميل في داريو هو أنه يعلم كل شيء في رياضات السيارات. لديه وعي و معرفة عميقة لرياضتنا ويحب كل شيء فيها.”
“كان يسكن في غرفة النوم الخلفية في منزلي، ينام على فراش على الأرض. قام بقراءة كل كتب رياضة السيارات التي كنت أمتلكها. كان يريد معرفة كل شيء عن سباق السيارات ودراستها بالتفصيل.”
أندي ميلر
مدير فريق بول ستيوارت رايسينغ للفورمولا3 ومدير قسم السباقات السابق في فريق جاغوار راسينغ في الفورمولا 1.
الحديث عن داريو في الفورمولا 3 : ” كان يان ماغنوسن رائعا ذلك الموسم و قام بعمل جيد، لكن لم يأخذ أحد بعين الإعتبار أن الحد الأدنى للوزن ذلك الوقت كان السيارة وحدها. هذا يعني أن أي سائق حفيف الوزن لديه أفضلية، و كان داريو يزيد عن يان بحوالي 15 كيلوغرام.
“في الفورمولا1 ( مع ستيوارت وجاغوار) كنا نعمل على تأثير 0.200 أو 0.300 من الثانية لكل 10 كيلوغرام. في الفورمولا3، ومع نسبة أقل من القوة مع الوزن، التأثير أكبر. هذا كان حجم العائق لداريو.”
“مع ذلك قام داريو بعمل جيد. كنا معجبين لدرجة أننا كنا نرغب بالإبقاء عليه في الفريق لموسم 1995 و لكن خاب أملنا عندما انتقل لبطولة الدي. تي. إم. مع مرسيدس. هذه أبرز صورة عن موسمه في 1994، كنا نود أن يبقى معنا.
“أنا واثق أنه كان سيفوز باللقب في 1995، و بذلك سيكون توجه مسيرته مختلفا جدا. كان بحاجة لموسم آخر في الفورمولا3، موسم أو اثنان في الفورمولا3000، و أنا متأكد أنه كان سيشق طريقه للفورمولا1 .”
الحديث عن تجارب داريو في الفورمولا 1 : “لم أكن سعيداً جداً لاختبار داريو مع فريق جاغوار في ذلك الوقت. كان من غير الممكن النجاح في هذا الأمر. كان داريو في منتصف موسم الكارت و كنا في وسط برنامجنا التطويري. كان يجب الإعتراض على هذه الفكرة.”
“لا أحد يتحدث أبدا عن أنه كان يسوق بإطارات غير ملساء لأول مرة. تتطلب تلك الإطارات تقنية خاصة، و لذلك عندما قدم من سباقات سيارات الكارت، سيارة كبيرة و ثقيلة بإطارات ملساء إلى سيارة فورمولا1 بإطارات غير ملساء كانت خطوة كبيرة. كان ذلك جد غريب بالنسبة له. لم يكن له أي حظ في النجاح و التأدية التنافسية.”
“لا أحد يذكر أنه كان يقود بإطارات غير ملساء لأول مرة مخصصة للفورمولا 1 فقط . تتطلب تلك الإطارات تقنية خاصة، و لذلك عندما جاء من سباقات سيارات الكارت، الكبيرة والثقيلة والمزودة بإطارات ملساء إلى سيارة فورمولا1 بهذه الإطارات كانت خطوة كبيرة. كان ذلك غرباً جداً بالنسبة له. لم يكن لديه أي فرصة لتقديم أوقات تنافسية أو النجاح.”
“كان في وضع غير مناسب كليا و في وقت غير مناسب.”
غيرهارد أونغار
مدير تقني ل HWA/AMG
“لا أملك إلا الذكريات الجيدة عن داريو، كنت مقتنعا بقدراته منذ أول تجارب له على سيارتنا. أعجبت جداً بعقليته. تجاربه كانت جيدة، ولكن لم نستطع إعطاءه أي ضمانات في ذلك الحين للتعاقد معه، لكن عندما اتاحت الفرصة قمنا مباشرة بجلبه إلى فريقنا.”
“حقق داريو مركز الإنطلاق الأول في أول سباق له معنا في هوكنهايم، وكان قد تعرض لحادث كبير دمر السيارة خلال الجولة الأخيرة من التجارب الشتوية، لكنه عاد بقوة ليحرز مركز الإنطلاق الأول على نفس الحلبة بعد أسبوعين من الحادث. كان ذلك مدهشا بالفعل.”
” كان الكل يتوقع أن يتفوق يان ماغنوسن على داريو في الدي- تي- إم بعد أن كانا في الفورمولا3 سوياً. لكن لم يتحقق ذلك. وهذا كان بفضل نهج دايرو وعقليته.”
نوربرت هاوغ
مدير رياضة السيارات في مرسيدس
“لقد كنت دائما أحرص على قراءة أوتوسبورت و تابعت تسليم جائزة ماكلارين أوتوسبورت BRDC، شاهدت ذلك الفتى الشاب يقف على المنصة مرتديا ربطة عنق سوداء، وأعجبني رنين اسم داريو فرانكيتي.”
“بعد موسمه في الفورمولا3 ، قلت لغرهارد أونغار، ” نبحث دائماً عن سائقين شباب، لماذا لا نجرب داريو” قال : ” نعم، لكن يبدو أن يان ماغنوسن أيضا مثيراً للإعجاب.”
“قررنا أن نختبر الإثنين. كانا زميلين في نفس الفريق آنذاك، و بالطبع، جاء كلاهما إلى حلبة هكنهايم، و من دون أن يعرف أحدهما أن الآخر قادم.”
“دخل داريو منطقة الحظائر، رأى يان و قال :ليس أنت مرة أخرى!!. لكن داريو كان الأسرع في الإختبار وقضى معنا موسمين مميزين. أعتقد أنه تعلم الكثير من بيرند (بيرند شنايدر – السائق الأول لمرسيدس)
“عندما توقفت فئة ITC، أردت أن أجد مقعدا لداريو. كنت على اتصال مع فريق هوغان : قام بتجارب سيارتهم على حلبة هومستيد و كان سريعا على الفور. كنت أفكر أن أحافظ عليه للفورمولا1, لكن لم يكن هناك مخطط رئيسي لذلك.”
“ربما كنت أظن أنه سينافس لصالح بينسكي ( الفريق الأول لمرسيدس في الكارت) يوما ما. كل ما أتذكر هو أنني كنت أريد الحفاظ على داريو لأني كنت أعرف أنه موهوب جداً. “
كيم غرين
مدير فريق غرين/أندريتي رايسنينغ
“كان داريو يقود لصالح فريق هوغان عندها بدأ الكل ينتبه لسرعته. انضم إلينا للقيادة إلى جانب بول تريسي. كان لدينا سائقان جديدان لموسم 1998. كانت تجربة جديدة كلياً لنا مع هؤلاء الشباب.”
“كان داريو دائما شديد التدقيق والتحليل لسيارته؛ يحاول أن يجعلها تقوم بما يناسب قيادته على الحلبة. لم يرتبك أبداً في حال لم تكن السيارة كما يريد يوم السباق. كان ذلك أحد نقاط قوته. كان دائما يحرص على ربط علاقات جيدة مع مهندسيه.”
“كان لدينا سائقان مختلفان كليا. كان تريسي من أكثر السائقين الموهوبين في عصره، لكنه عاطفيا قليلا وعرضة للغضب إن لم يكن في المقدمة. في حين كان داريو واثقا من موهبته و يعرف كيف يعمل على ضبط سيارته بشكل رائع، و كان له تأثيرعلى الفريق.”
“بالنسبة لي، لم يكن أبدا متخوفا من زميله: كان دائما صريحا، جد واثق أنه سينافس أفضل السائقين، و كان يعي أن مشاركة المعلومات مع زميله سيدفع بالفريق إلى التحسن والتقدم.”
“أتذكر عندما قام مايكل أندريتي بالإنضمام إلينا في 2001 لم يكن مايكل يؤمن بالعمل الجماعي بين السائقين داخل الفريق. حتى عندما كان مع والده في فريق نيومان\هآس، يبدو انهما كنا يكتمان الأسرار عن بعضهما البعض”
“أخيرا، رأى مايكل أندريتي قيمة الزملاء فيلفرق مثل داريو و بول، و أحرزوا كلهم نتائج جيدة خلال 2001 و 2002 “
“بعد انتقال الفريق لمرحلة أندريتي غرين، أود أن أقول أن الكثير من نجاحات دان ويلدون و طوني كنعان جاءت بفضل توجيه وتأثير داريو، كلاهما كوّنا صداقة كبيرة معه.”
“نفس الشيء بالنسبة لدانيكا باتريك – ساهم داريو بشكل كبير في مساعدتها للتطور.”
مايكل أندريتي
رئيس فريق أندريتي غرين
“عندما كنا نقوم بتشكيل الفريق (أندريتي غرين ) كان داريو أول الأشخاص الذين ذهبت للتحدث اليهم لكي يستمر مع الفريق.”
” هل كان صعبا إقناعه بالإنتقال من سيارة champ car إلى سيارة IRL ؟ لا أعتقد ذلك. فعلا لم يكن سعيدا لأنه سيترك حلبات الطرق، لكن كان يفهم سياسة الرياضة و كل ما كان يحدث.”
“خلال أول موسم معنا (2003) أجبر داريو على الغياب معظم الموسم بسبب حادث تعرض له على دراجته النارية. كنت بلا شك مستعدا لأعصر رقبته بسبب ذلك. خاب أملنا ذلك الموسم أنه لم يتمكن من المنافسة طيلة العام. ذلك أعطى فرصة لبروز موهبة مثل دان ويلدون. لكن كنا مهتمين لمعرفة ما كان سيفعل داريو خلال موسمه الأول.”
“كان طوني كنعان ينافس على اللقب حتى آخر جولة، وأؤكد أنه لو كان داريو يسابق في تلك السيارة طيلة الموسم، لكان أيضا منافسا على اللقب.”
“مع داريو، بدأت الأمور كلها فجأة تتلائم سنة 2007. كان دائما يظهر علامات من القوة، لكن شيء ما كان يمنعه. لكن في 2007 كل شيء اكتمل، ولم يستطع أحد التغلب عليه. كانت لديه الثقة والخبرة، وبعدها تمتع بأربع مواسم رائعة ، مواسم لم يستطع العديد من السائقين المميزين تجربتها أبدا.”
“عندما ذهب لتجربة الناسكار، كانت خيبة أمل كبيرة لنا. ترك فريقنا لتجربة ذلك، وللأسف تعاقد مع شيب (غاناسي)، الذي قام بإرجاعه للإندي كار.”
“كنا نرغب بإرجاعه، لكن شيب غاناسي كان الأول لتقديم عرضاً له آنذاك. كان من الممكن أن يفوز بخمسة القاب متتالية لو لم يخض تجربة الناسكار ولكن لا يمكن أن نعرف أبداً. كان في قمة مستواه في مسيرته وكان سيكون من الصعب إيقافه.”
طوني كنعان
بطل العالم للإندي كار
“بقدر ما اني حزين لعدم رؤيته ينافسني، أنا مسرور لأنه نجا من الحادث المروع وهو الآن بيننا.الذي يعتزل الآن هو صديقي المفضل. هو أكثر من أريد أن يقود معي في نفس الفريق.”
“لقد جاء إلى منزلي و ذهبت معه لإجراء كل الفحوصات التي احتاجها. تحدثنا كثيرا. حاولت توقع الأسوء لأنني لم أرد أن أخيّب أملي كثيرا، إذن لا، أنا لست متفاجىء.”
“أفضّل أن أرى صديقي معي. كانت مسيرته استثنائية – أربعة ألقاب لبطولة العالم وثلاثة انتصارات بسبق الإندي 500، إنه أسطورة في هذه الرياضة.كان هو الفائز في النهاية. إنه موقف خطير، يهدد الحياة و لا تريد لصديقك أن يقع فيه.”
مايك هول
مدير فريق شيب غاناسي
“بالإضافة لقدرات داريو الكبيرة على أرض الحلبة، لقد استمتعت بطريقته الخارقة لإستخراج أفضل ما في السيارة عندما يكون الأمر ضروريا. لكن ما يعجبني به أيضا أن لديه تقدير كبير للرياضة “
“يعي داريو الأشخاص الذين سبقوه، و يفهم جيله الحالي، ويدرك أيضا أهمية الحرص على أن تكون أجيال المستقبل محمية بطريقة مثالية.”
“هناك العديد من السائقين يعتبرون سباق السيارات كورقة من كتاب ستقطع. يشاركون فيها، يستمتعون بها، ولكن لا يقدّرون الرياضة. داريو كان بالفعل يحترم و يقدّر الرياضة.”
“أشعر بالفعل أن كان لديه المزيد من الإنجازات التاريخية الممكن تحقيقها. بكونه الشخص الذي يمتلك ذلك التقدير العميق للرياضة، والمكانة التي كان ممكن يحصل عليها ستكون جد مميزة.”
” قمة الذروة لفريقنا هو سباق الإنديانابوليس 500 . عندما تكون ضمن الفريق الذي يضم سائقين من عيار داريو فرانكيتي وتفوز بهذا السباق مهم, هذا جد مميز.”
“الإنديانابوليس ليس فقط حول السباق، الإنديانابوليس هو كل تلك التحضيرات والإستعدادات التي تجعلك في وضع الفوز بالسباق، وهذا يمثل كيفية عيش داريو. كل يوم من حياته كان حول يوم السباق.”
“جملة : “ادفعه مقدما” تمثل سائقين مثل داريو في موقف الفريق. لم يكن أنانياً، وكان يود إعطاء المزيد أكثر من ما كان يتوقع أن يأخذ في المقابل.”
“بكل تأكيد، المساهمات التي قدمها داريو هذا العام ساعدتنا للفوز باللقب مع سكوت ديكسون، و العكس أيضا أعتقد أنه ممكن القول أن عندما فاز داريو في البطولة، سكوت قام بنفس الشيء.”
“لكان كل منهما جد إيثاري في الرغبة في مساعدة الآخر. من الصعب أن تجد مثل هذا في رياضة سباقات السيارات.”