أكدت العديد من الشخصيات البارزة في عالم الفورمولا 1 أن الوقت محدود جداً أمام الفرق لكي تتمكن من تجهيز سيارات الموسم المقبل في الوقت المحدد لها قبل بداية التجارب الشتوية.
وصرح كلٌّ من مدير ماكلارين الرياضي، سام مايكل، وسفير شركة رينو للمحركات، آلان بروست أن جميع الفرق استسلمت لواقع أن لديها ضغط هائل من العمل إذا ما أرادت إنهاء السيارات في الوقت المحدد، علماً أن الفرق لديها حوالي ثلاثة أشهر قبل أن تبدأ باختبار سياراتها الجديدة.
وعند سؤاله إذا ما كان فريق ماكلارين يواجه تحدياً من أجل الوصول إلى التجارب الأولى في خيريز على أتمّ جاهزية في 28 يناير / كانون الثاني المقبل، اجاب مايكل: ‘‘بالتأكيد، الوقت محدود جداً. نقوم بإجراء اختبارات المحاكاة، تحليل الضغوطات التي تتعرض لها السيارة، بالإضافة إلى محاكاة اختبار المحركات التي تعتبر أكثر تعقيداً من التجهيزات التي استخدمناها في آخر تغيير كبير في القوانين، ولكننا ما زلنا نقوم بعملية ضبط الأجهزة التي تستغرق وقتاً وإجراءات طويلة. لدى جميع الفرق إجراءات عملية ومعطيات سابقة لمقارنة الأرقام لكي تضمن عدم حصول أخطاء، لكن هذه المعطيات لن تعني شيئاً بالنسبة للعام المقبل، وسوف تبدأ جميع الفرق من نقطة الصفر. ولهذا السبب، سوف نجد اختلافاً كبيراً في التصاميم بين الفرق المشاركة في البطولة العام المقبل، لأن الفرق ستواجه مشاكل في عملية إعادة ضبط تجهيزاتها مع وجود الأنظمة الحديثة.’’
أما بالنسبة لبروست، الذي يتابع برنامج رينو لتطوير محركات العام المقبل عن كثب، يعتقد أنه ومع اقتراب نهاية موسم 2013، بدأت الفرق تدرك مدى صعوبة تحدي العام المقبل، حيث يقول: ‘‘أعتقد بأن الجميع أصبح واعياً أكثر الآن. في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كانت جميع الفرق تركز على تطوير سياراتها الحالية، ولم يهتم العديد بعملية تطوير المحركات لأنهم كانوا يركزون على المنافسة في البطولة. الآن، بإمكاننا القول أنهم انتبهوا إلى الجوانب الأخرى، وحصل ما يشبه الصحوة لديهم. فعندما بدأت الفرق بالعمل على مشروع عام 2014، أدركت مدى التعقيد في عملية تطوير المحرك الجديد من جهة، إضافة إلى تموضع المحرك ضمن هيكل السيارة من جهة أخرى، وبالتالي من الطبيعي أن يشعر أعضاء جميع الفرق بالقلق في هذه المرحلة من البطولة، اذ حتى مصنعي المحركات، ومهما كانت لديهم خبرة، لن يشعروا بالتفاؤل والراحة في هذه الفترة. لكنني أعتقد أن الفرق ستتأقلم مع هذا الضغط حتى بداية الموسم، وسوف تتابع من هناك من دون مشاكل تذكر”.
إحدى الطرق المتبعة في الأعوام الماضية من قبل العديد من الفرق كانت تتمثل بعدم المشاركة في التجارب الشتوية الأولى، لتقوم بدلاً عن ذلك بإعطاء السيارة الجديدة مدة أطول لإجراء الاختبارات في نفق الهواء. إلا أن سام مايكل يستبعد أن يقوم أي من الفرق باختيار هذه الطريقة للموسم المقبل.
ويتابع مايكل: ‘‘لست متأكداً إن كان الغياب عن التجارب الشتوية الأولى سيعود بفائدة علينا، اذ عندما يتخذ الفريق قراراً بعدم المشاركة في التجارب الأولى، يكون ذلك من أجل إطالة اختبارات نفق الهواء لا من أجل اختبار موثوقية السيارة. وبالنظر إلى الهيكل، لن نحصل على أفضلية إذا قررنا العمل عليه لفترة أطول. بالتأكيد بإمكاننا اختبار أجنحة أمامية وموزعات هواء خلفية في نفق الهواء، لكن معظم الفرق سوف تقوم بجلب تحديثات مفصلية في السباق الافتتاحي من الموسم، الأمر الذي يعني عدم وجود أفضلية. شخصياً، أعتقد أن جميع الفرق ستشارك في جميع أيام التجارب الشتوية قبل الموسم، فإجراء أكبر كمية ممكنة من الاختبارات هو ما يريده الجميع هذا العام”.