أشاد الإسباني كارلوس ساينز بثقة فريقه تورو روسو به بعد مخاطرته الاستراتيجية الجريئة عند بداية سباق جائزة الصين الكبرى، ثاني جولات موسم 2017 من بطولة العالم للفورمولا 1.
فعلى حلبةٍ رطبة في معظمها، كان ساينز الوحيد الذي اختار استخدام الإطارات الملساء الخاصة بالحلبة الجافة عند بدء السباق، وتراجع ترتيبه بشكلٍ كبير بعد الانطلاق.
إلا أن تلك المراهنة الاستراتيجية أتت بثمارها في وقتٍ لاحق، مع عبور ساينز لخط النهاية بالمركز السابع وليعبر أفضل سائق خلف “الثلاثة الكبار” مرسيدس، فيراري، وريد بُل.
وقال ساينز: “في البداية، لاحظت استخدام كافةا لسائقين للإطارات الخاصة بالحلبة المبتلة “إنترميديت”، واعتقدت بأنني اتخذت القرار الخاطئ. ولكن في مثل تلك المواقف لا بد لي من الثقة بنفسي. هذا ما قمت به. كان على الجميع مشاهدة أوجه المهندسين، مدير الفريق، والمستشار الرياضي في ريد بُل هيلموت ماركو عندما أخبرتهم بأنني أريد استخدام الإطارات الملساء، الأمر مضحك الآن، ولكن في تلك المرحلة لم أكن مقتنعاً بالكامل بصحة قراري”.
وأكمل: كنت أعلم أن المنعطفات الأربعة الأولى ستكون صعبةً، ولكن بعد المنعطف 6 فإن الحلبة جافة بالكامل وهناك سأتمكن من تحقيق أفضلية”.
وأضاف: “بشكلٍ مفاجئ، عاودت الانضمام [بعد انزلاق السيارة] بعد المنعطف 9 وقلت لنفسي بأنني لست غبياً الآن. توجه الجميع إلى منطقة الصيانة ما أدى إلى تقدمي إلى المركز الرابع أو المركز الخامس، وبالتالي كان القرار الاستراتيجي يستحق المخاطرة”.
كما كشف ساينز عن نهج التفكير الذي اتبعه في اتخاذه لهذا القرار، وقال: “الأمر الجيد هو أنني لم أكن بحاجةٍ للمناقشة مع مهندسي في الفريق. أخبرته بأنني أثق بصحة قراري، وأنني أريد استخدام الإطارات فائقة الليونة وأن ذلك سيؤتي بثماره لاحقاً”.
وتابع: “نظر لي وكأنني مجنون، ولكن الأمر كان يستحق المخاطرة. عندما بدأ الجميع بالتوجه إلى منطقة الصيانة مع نهاية اللفة الثانية مع تواجد سيارة الأمان على الحلبة، تأكدت من صحة قراري، وكنت سعيداً. ولكن مرةً أخرى، فإن نتيجة السباق لم تكن نتيجة هذا القرار فقط، وإنما هناك سرعتي مع الإطارات فائقة الليونة حيث تمكنت من مطاردة فيراري وريد بُل على حلبةٍ رطبة”.
وأكمل: “بالنسبة لي، كان ذلك منطقياً وناجماً عن عدة عوامل. كنت أعلم أن هناك إمكانية لدخول سيارة الأمان، وأن الحلبة جافة بعد المنعطف 6، وأن على بقية السيارات توسيع الفارق إلى أكثر من 24 لفة لإنجاح استراتيجياتهم”.
وأنهى حديثه بالقول: “كنت واثقاً أن توسيع هذا الفارق على حلبةٍ رطبة سيكون مستحيلاً، حتى في حال تجاوزني الجميع بعد بداية السباق. وعندما عبرت خط النهاية متقدماً على بقية سائقي متوسط الترتيب بفارق 35 ث اقتنعت بأن سباقنا كان مثالياً بالفعل”.