المحرر موريس هاميلتون
لم تجدِ نفعاً الحزمة الانسيابية الخاصة بمسارات حلبة مونزا الإيطالية السريعة والطويلة مع فيراري، إذ أن السيارة الحمراء كانت بعيدة كل البعد عن مرسيدس مع تمكن الثنائي لويس هاميلتون وفالتيري بوتاس من إنهاء سباق جائزة إيطاليا الكبرى في المركزَين الأول والثاني، ليخسر سيباستيان فيتيل صدارة البطولة للمرة الأولى هذا الموسم. وبالتالي، خسارة جديدة تُضاف إلى سجل القلعة الحمراء في معركتها مع الصانع الألماني.
تقرير السباق: هاميلتون يفوز في مونزا ويخطف صدارة الترتيب من فيتيل
الحقيقة هي أن فيراري وصلت إلى حلبه موطنها دون أي طموح بالفوز، أدركوا أن الحلبة السريعة لا تناسب سيارتهم، إلا أنهم لم يتوقعوا هذا المستوى السيئ، ولا حتى فريق ريد بُل.
لو أدرك فريق ريد بُل أن فيراري ستعاني بهذا الشكل، لكان قد أجل عقوبات المحرك التي أدّت إلى تراجع سائقَيه من المركزين الثاني والثالث إلى مؤخرة شبكة الانطلاق، فقد قام الفريق بتبديل قطعاً في المحرك وتعرض لعقوبة في إيطاليا لكي يوكن جاهزاً الجولة المقبلة في سنغافورة، التي من المفترض أن تناسب سيارة ريد بُل بشكل أفضل، وهذا من حسن حظ فيراري بعد مغامرة لم تنجح في الحصة التأهيلية.
تنص القوانين على أن ضبط السيارة في الحصة التأهيلية يجب ألا يختلف كثيراً عن الضبط الخاص بالسباق. عندما هطلت الأمطار بغزارة في الحصة التأهيلية، أقدمت فيراري على مخاطرة كبيرة عوضاً عن اعتماد ضبط يناسب الحصة التأهيلية على المسار المبلل وكذلك السباق على المسار الجاف، إذا كان من المؤكد تحسن الأحوال الجوية في يوم السباق بعد 24 ساعة، لكن فيراري اختارت التركيز كلياً على السباق.
هذا أدّى إلى اعتماد ضبط بأقل مستوى من الارتكازية خلال الحصة التأهيلية، ما زاد الأمر سوءاً مع الإطارات الخاصة بالحلبة المبللة ذات القطر الأكبر، التي ترفع السيارة أكثر عن الأرض، ليجعلها قيادتها صعبة جداً إذا زادت كمية الأمطار.
كيمي رايكونن وسيباستيان فيتيل كانا محظوظين لتأهلهما في المركزين السابع والثامن، وحالفهما الحظ أكثر بتقدمهما إلى المركزين الخامس والسادس مع تراجع سائقي ريد بُل نتيجة العقوبة.
في تلك الأثناء، قدّم هاميلتون لفة مذهلة وكسر رقم مايكل شوماخر بانطلاقه من المركز الأول 69 مرة، كان كل من مرسيدس وهاميلتون على تناغم مثالي، كما شكل الفوز بسباق بلجيكا الكبرى دفعاً للبريطاني إضافة إلى عشقه لظروف التسابق الخطرة.
السؤال هنا: هل كانت فيراري قادرة على ضبط سيارتها بشكل شبه كامل للسباق الجاف؟ الجواب بدا واضحاً جداً، لم تكن السيارات الحمراء ولا بأي شكل من الأشكال قادرة على الاقتراب من السهام الفضية، كما أن تراجع فيراري بالمقارنة مع مرسيدس كان أكبر من أي فريق آخر.
ومع تمكن فيتيل من إحراز المركز الثالث (بفارق وصل إلى نصف دقيقة خلف مرسيدس)، ساءت حالة فيراري مع تقديم سائق ريد بُل دانيال ريكياردو لسرعة مذهلة وتجاوزه رايكونن عند المنعطف المزدوج الأول، حيث نظر الأخير في مرآة سيارته ورأى أن ريكاردو يبتعد عنه كثيراً، ولم يفكر بالدفاع عن مركزه حتى كان الوقت متأخراً جداً ليتجاوزه الأسترالي إلى المركز الرابع، كانت تلك حركة رائعة وخاصة بـ ريكياردو.
هذا ما أفقد السباق إثارته، بسبب تأدية فيراري المتواضعة، لكن مرسيدس كانت تمتلك فرصة كبيرة للفوز بالسباق، إلا أن فيراري سهّلت المهمة. من المرجح أن يتغير هذا الوضع كلياً في سنغافورة، الحلبة التي ربما ستساعد فيراري كثيراً لكي تحقق عودة هي بأمس الحاجة لها.