فرض سائق فريق ماكلارين دانيال ريكاردو سيطرته المطلقة بسباق جائزة إيطاليا الكبرى، الجولة 14 لموسم 2021 من بطولة العالم للفورمولا 1، محققاً فوزاً ثميناً له ولفريقه بعد بدايةٍ عصيبةٍ لهذا الموسم، بينما أكمل زميله البريطاني، المتألق لاندو نوريس، فرحة ماكلارين بالمركز الثاني، بينما جاء فالتيري بوتاس بالمركز الثالث لمصلحة مرسيدس في سباقٍ دراماتيكي في معركة اللقب، شهدت حادثاً آخراً بين العنيدين لويس هاميلتون وماكس فيرشتابن أدى إلى انسحابهما.
يتفق الجميع بأن بداية ريكاردو لموسم 2021 لم تكن على قدر التوقعات. الأسترالي انتقل إلى ماكلارين وهدفه نقل الفريق ورفع مستوى تأديته، و‘قيادته’ ليعود إلى المنافسة في الصدارة.
إلا أن الأسترالي عانى من عدم إمكانية تأقلمه مع أسلوب قيادة سيارة ‘أم سي أل 35 أم’ المزودة بوحدة طاقة مرسيدس، ما أدى إلى تفوق زميله اليافع لاندو نوريس عليه باستمرار، ولتبدأ بعدها التقارير والتكهنات حول قدرات ريكاردو.
لكن ريكاردو عاد إلى سكة الانتصارات عبر بوابة حلبة مونزا العريقة، أو ‘معبد السرعة’ كما يُطلق عليها، في سباقٍ شهد دراما بين المتنافسين على اللقب لويس هاميلتون وماكس فيرشتابن.
انطلق ريكاردو من المركز الثاني، وخطف الصدارة من فيرشتابن وصولاً إلى المنعطف الأول، ولم ينظر إلى الخلف بعدها، رغم تعرضه لضغطٍ عنيف من فيرشتابن لفةً تلو الأخرى.
ورغم ارتياح ريكاردو في صدارة السباق، مستفيداً من تفوق سيارة ماكلارين على الخطوط المستقيمة وتسجيل السرعات القصوى، إلا أنه حصل على ‘فرصة’ للارتياح بعد توقفات الصيانة.
حيث أجرى ريكاردو توقفه الوحيد مع نهاية اللفة 22، منتقلاً إلى استخدام الإطارات القاسية، وليتبعه فيرشتابن في اللفة التالية.
إلا أن توقف فيرشتابن كان بطيئاً للغاية، وتراجع خلف ريكاردو، نوريس، وهاميلتون في الحلبة نتيجةً لذلك.
هنا جاءت فرصة هاميلتون للتفوق على فيرشتابن، وهو منافسه الوحيد على اللقب، حيث توجه إلى منطقة الصيانة مع نهاية اللفة 25، ولكن توقفه كان بطيئاً أيضاً، ليخرج من منطقة الصيانة أمام فيرشتابن مباشرةً.
View this post on Instagram
كانت اللفة الأولى من السباق قد شهدت احتداماً للمنافسة بين هاميلتون، المنطلق من المركز الرابع، وفيرشتابن، عند المنعطف الرابع، ليخرج هاميلتون عن حدود المسار بعض الشيء.
وبالتالي، اتجهت كافة الأنظار إلى هذا الثنائي بعد توقف الصيانة الخاص بـ هاميلتون، ودخل الثنائي جنباً إلى جنب وصولاً إلى المنعطف الأول، وليخرج فيرشتابن عن حدود المسار هذه المرة ولكنه صعد على الحفف الجانبية المرتفعة في ظل عدم استسلام أي سائق من هذين السائقين، ليحصل احتكاك بينهما أدى إلى صعود سيارة فيرشتابن على سيارة هاميلتون، ولينسحب الثنائي من السباق.
هذا الحادث أدى إلى دخول سيارة الأمان، وأثبت أهمية الخطوات التي تتخذها الفورمولا 1 على صعيد معايير الأمان نظراً لأن تصميم هالو قام بحماية خوذة هاميلتون من اصطدام إطار سيارة فيرشتابن بها.
استمر تواجد سيارة الأمان حتى نهاية اللفة 30، مع تصدر ريكاردو للسباق أمام سائق فريق فيراري شارل لوكلير، وسائق فريق ماكلارين لاندو نوريس.
ولكن مع مواصلة السباق، ابتعد ريكاردو في الصدارة، بينما تقدم نوريس على لوكلير مباشرةً، وليتبعه سائق فريق ريد بُل سيرجيو بيريز وسائق فريق مرسيدس فالتيري بوتاس.
أحكم ريكاردو سيطرته المطلقة حتى اجتياز خط النهاية، رغم بعض المخاوف المبدئية من ماكلارين بأن سرعته أضعف من سرعة نوريس، ما كان من شأنه تعريض هذا الثنائي لخطر بيريز وبوتاس.
ولكن ريكاردو رفع وتيرته، وتمكن من الرد على كافة التهديدات، ليضمن فوزه بسباقٍ ثمين للمرة الأولى منذ 2018، بينما فاز فريق ماكلارين بسباقه الأول منذ جائزة البرازيل الكبرى في 2012، وأنهى نوريس السباق بالمركز الثاني.
اجتاز بيريز خط النهاية بالمركز الثالث بعد ضغطٍ متواصل من بوتاس طوال الفترة الأخيرة من السباق، ولكن الفنلندي حصل على المركز الثالث إثر حصول بيريز على عقوبة إضافة 5 ثواني على توقيته بسبب تجاوزه لسيارة خارج حدود المسار، وليُصنّف بيريز بالمركز الخامس نتيجةً لذلك، بين ثنائي فيراري شارل لوكلير وكارلوس ساينز.
أنهى لانس سترول سباقه بالمركز السابع لمصلحة فريق أستون مارتن، بينما تألق جورج راسل مجدداً مع فريق ويليامز وسجل نقطتين بالمركز التاسع، وفصل بين ثنائي ألبين فرناندو ألونسو وإستيبان أوكون تباعاً، بينما جاء زميل راسل في الفريق نيكولاس لاتيفي بالمركز 11.
المركز الـ 12 كان من نصيب سائق فريق أستون مارتن سيباستيان فيتيل، متفوقاً على ثنائي ألفا روميو أنطونيو جيوفينازي وروبيرت كوبيتسا، علماً أن الأول كان قد تعرض لحادثٍ في اللفة الأولى إثر احتكاكه بسيارة فيراري الخاصة بـ ساينز، ما أدى إلى دخول سيارة الأمان لفترةٍ وجيزة، بينما كان ميك شوماخر آخر سائقٍ اجتاز خط النهاية لمصلحة فريق هاس فيما انسحب زميله نيكيتا مازيبين، كما انسحب ثنائي ألفا تاوري بيار غاسلي ويوكي تسونودا من هذا السباق، علماً أن الياباني لم يحصل على فرصة الانطلاق حتى، بسبب مشاكل تقنية.