رفض الإنضمام إلى دوكاتي، هزم ماركيز، وكان قاب قوسين أو أدنى من إحراز لقب فئة “موتو 2” العام الماضي لولا سوء حظه. لا زال في عمره 21. ويملك سكوت ريدينغ جميع الإمكانيات ليكون بطل عالم مستقبلي. كما يكشف لنا سام تريماين.
يضحك سكوت ريدينغ قائلاً: “ماركيز قضى على الجميع، في موسمه الأول في بطولة “موتو جي بي” عليك التقدم خطوة خطوة. ولا تنافس على مراكز المنصة في سباقك الأول وتفوز في الثاني”.
“ما فعله كان خلاباً، لكنه لا يضع ضغطاً عليّ في سنتي الأولى. بل يظهر ما يجب تحقيقه. بنظري، أنت تذهب إلى بطولة “موتو جي بي” لتبرهن عن أمر ما. حسناً لن أكون على دراجة بنفس المستوى، لكني سأتّبع النهج عينه، ولن أتأثر بمن حولي.
إنه وضع يختصر حالة ريدينغ. بكل صراحته، سلوكه الطبيعي، كلماته وطباعه. كلها مدعّمة بصلب اليقين. يمكن أن يكون ريدينغ قد وصل إلى الفئة الأولى كـ”جوكر”، لكن على الحلبة هو مختلف كلياً.
في عمر 21 عام، ينضح نجم الدراج البريطاني سريعاً. إنه من تغلب على ماركيز، وتقرب منه فريقي دوكاتي وهوندا بعدما قرر الإرتقاء من فئة “موتو 2” إلى الفئة الأولى.
حيث قد يخفق أي كان بإختيار واحد من فريقي مصنع، كان ريدينغ صريحاً كالعادة.
وقال: “أرادني فريق دوكاتي بشدة، لكني لم أُرد دوكاتي. ما من سبب مقنع لي كي أذهب إلى هناك. قد يدفعون لي راتباً جيداً، بالطبع كنت في سن 20 عام ومسيرتي كاملة أمامي”.
“سألتهم عن الدراجين الذين ذهبوا إلى دوكاتي وتقدموا إلى الأمام، بإستثناء كايسي ستونر. لم يستطيعوا أن يجيبوا. وهذا لميمنحني الثقة كدراج يافع؛ لم تكن التركيبة الصحيح بالنسبة لي”.
كما ظهر في الأفق عقد مع هوندا، لكن ريدينغ قرر الإنضمام إلى صفوف فريق غريسيني المشارك في الفئة المفتوحة بدراجة هوندا “آر سي في 1000 آر” ، ليحصد بعدها فوزاً مدوياً في فئة “موتو 2” على أرضه في سباق سلفرستون. متقدماُ بذلك إلى صدارة ترتيب البطولة.
وإن إعتبرنا هذه اللحظة ذروة موسم 2013، لم تكن لحظات الأسى بعيدة. إذ بدأ سائق إحتياط ياماها بول إيسبارغارو بالتفوق عليه في المعركة على لقب الدراجين، ما يعني بأن الأمور تدهورت في الجولات الثلاث الأخيرة، إنطلاقاً من جولة فيليب آيلند.
دخل ريدينغ تلك الجولة متقدماً بفارق تسع نقاط، غادرها متخلفاً بفارق 16 نقطة وكسر في معصمه الأيسر، وتلاشت آماله بالفوز باللقب.
بعد أقل من أسبوع، شارك في مونيغي في محاولة لحد الأضرار، تأهل في المركز 15، وما حصل كان العكس.
سقطت دراجة تيتو رابات، لم يكن بوسع ريدينغ تجنبها، إصطدم بدراجة رابات وسقط أرضاً. تم إيقاف السباق لكن ريدينغ لم يستطع الإنطلاق مجدداً. وهنا تبخرت آماله بالفوز باللقب.
ويستذكر ريدينغ تلك اللحظات قائلاً: “بعد مضي دقيقتين على حادثة فيليب آيلند، أدركت بأن بأن البطولة إنتهت بالنسبة لي. لكنلاحقاً وحين كنت لا أزال في الرمال، إنكسر معصمي، لقد سمعته ينكسر. وإعتقدت أنه بإمكاني العودة في اليوم التالي، أو الأسبوع اللاحق في اليابان.
“لقد كان حادثاً غريباً على أية حال، كانت إطارات دانلوب تعاني طوال مجريات الجائزة الكبرى وكان علي التأقلم مع الأمر. لكن في أحد المنعطفات بدأ الجزىء الخلفي للدراجة بالإنزلاق، وأعدت الدراجة إلى منتصف الإطارات وعاد التماسك فجأة. كنت حينها في وضع منزلق، وسقطت أرضاً.
“خضعت لعملية جراحية يوم السبت، وحاولت العودة يوم الأحد لكنه لم يسمحوا لي بذلك بسبب الأدوية. الأمر الذي كان غريباً إذ سمحوا لخورخي لورينزو بالعودة في سباق آسن. وهذا أغضبني بعض الشيء.
“إذاً إتجهت إلى اليابان في محاولة لحد الأضرار، وسقطت عن دراجتي مرة أخرى. وهذا أحبطني حقاً”.
“لقد قمت بأقصى ما يمكن لي أن أقوم به بدأً من الفترة الشتوية مرورواً بالموسم كاملاً، وفجأة تدهورت الأمرور في أهم سباقين في مسيرتي، سقطت عن دراجتي”.
“ربما أمكن للآخرين أن يتخطوا الأمر، لكني كنت الشخص الذي ينافس على لقب البطولة، مكسور المعصم، والذي إصطدم بدراجة رابات”.
“هذا ما دفعني للتفكير بما إرتكبت لأستحق هذا؟”
يعترف ريدينغ بهذا التسلسل، وخسارة لقب محتمل أثّر عليه. لكن ماذا عن الآن؟
يبتسم ويجيب مشيراً إلى معصمه ويقول: “ما إن عدت لركوب الدراجة بدأت ثقتي تزداد وأعتقد أن هذا ساعدني نوعاً ما”.
يمكن للسطر الأخير أن يبدو غريباً للبعض، لكن ريدينغ وبالرغم من صغر سنه فضّل الذهاب إلى المكان الذي يُهزم فيه بهدف الوصول إلى المكان الأفضل.
وينظر هنا إلى ما حصل مع ماركيز الذي نافس في الفآت الصغرى ليفوز بعدها بلقب بطولة العالم، في الوقت الذي يخطو ريدينغ خطوته الأولى في الفئة الكبرى.
ويقول ريدينغ: “لينا نفس طريقة التفكير، لا نحب أن نعطي مسافة للدراجين الآخرين. لا نملك كبرياءً كبيراً. عندما تسابقناوتنافسنا في فئة “موتو 2” (سلفرستون 2012)، وصلنا إلى المنعطف الأخير ولم يستسلم أي منا. (تفوق ريدينغ على ماركيز في ذلك السباق بفارق 0.059 ثانية).
“أنظر إليه على أنه أفضل دراج على الساحة. نحن في نفس السن، وتقدمنا سوية في مراحل التطور. الفارق الوحيد هو الدعم المادي. لقد قاد دراجة جيدة منذ اليوم الأول، أما أنا وقبل أن أقود لفريق “في دي أس”، كنت في فريق إسباني لم يكترث لأمري”.
ربما يبدو الأمر عفوياً لكن يجب أخذه في عين الإعتبار. وكما يشرح ريدينغ: ” ليس هناك من إنتشار واسع لهذه الرياضة في المملكة المتحدة. بقيت في إسبانيا حيث لديهم الكثير من الدراجين ليدعموهم”.
“لقد وصلت إلى الفئة الأولى الآن، وأتطلع قدماً لتحقيق موسمين ناجحين مع فريق غريسيني، لأنتقل بعدها إلى أحد فرق المصنّعين. أريد أن أشارك بدراجة فريق مصنع وأنافس على لقب البطولة. لقد تكلمت مع هوندا، وقالوا بأنه يريدونني في المستقبل إلى جانب مارك”.
“يعود الأمر لي كي أتقدم، وأن أفعل ما فعله ماركيز”.
يمكن لريدينغ أن يحقق ذلك بعد إحرازه منصتي تتويج في موسمه الأول في فئة “موتو 2” تبعها خمس منصات في موسم 2012 وأنهى الموسم الماضي في مركز الوصافة.